الأربعاء، 14 أبريل 2010

أطفال ليبيا يستحقون قناة خاصة بهم




بقلم /فرج إبراهيم عمرو






عندما ترصد سلوكيات طفلك الصغير، وتركز على حركاته وتصرفاته لمعرفة من أين يتعلم هذه السلوكيات أو الكلمات، تجد أن القنوات الفضائية هي الأكثر تأثيراً في حياة الطفل، ومن منا لم يصب بالدهشة لقدره إبنه أو إبنته في التعامل مع التقنية الحديثة ، وسرعة الأطفال في تلقف كل ماهو جديد ، وسرد لي صديقي من جنوب ليبيا أن إبنته التي لم تتجاوز السادسة بعد، تتكلم اللغة العربية كما تحكى في القنوات الفضائية الخاصة بالأطفال، وأحياناً تستعمل لهجة إحدى الدول العربية الشقيقة في حديثها ، فالطفل يتعلم الأشياء بسرعة في صغره ، والأشياء التي يتعلمها في صغره تبقى دائماً في ذاكرته .وكما يقولون فإن العلم في الصغر كنقش على الحجر . فموضوع تربية النشء في غاية الأهمية، لأن طفل اليوم هو المستقبل، ومن أجل أن يكون هذا المستقبل في أفضل صورته، يجب أن يتم الإعداد له بشكل علمي بما يتناسب مع المجتمع،وثقافته، وعاداته، وتطلعاته. وفي ظل التركيز الإعلامي الواضح على الأطفال من جانب أغلب الدول من خلال قيامها بأنشاء قنوات تختص بشؤون الطفل، وطرق تعليميه وفقا للاساليب الحديثة، فمن هذا المنطلق، وكذلك من أجل المحافظة على خصوصية مجتمعنا الليبي، وتراثه، وعاداته، وحتى لاتتسرب لنا الأفكار الغريبة و الهدامة وجب على كل الجهات المسؤولة وذات العلاقة بالطفل و تربيته مثل أمانة اللجنة الشعبية العامة للتعليم، والأمومة والطفولة، والصحف والمجلات المختصة بالطفل، وهيئة إذاعات الجماهيرية والمؤسسة العامة للثقافة ، العمل معاً من أجل إنشاء قناة فضائية أو أكثر مخصصة للاطفال في ليبيا تعمل على تقديم البرامج الثقافية، والتعليمية، والترفيهية، التي تتناسب مع مجتمعنا، وسياساسته، وتوجهاته، وعاداته وتقاليده . ولا ينبغي بأي حال من الأحوال و تحت أي حجة، أو مبرر أن نترك أطفالنا يذهبون إلى قنوات ووسائل إعلامية تعلمهم أشياء قد تكون غريبة عن خصوصيتنا المجتمعية .


إن إستمرار هذا الوضع ينذر بمخاطر كبيرة و خطيرة على كينونة المجتمع الليبي في المستقبل القريب و البعيد،فإذا أهملنا هذا الموضوع سوف نجد إنفسنا في سنوات القادمة في وضع إجتماعي غير مألوف لدينا . لذا وجب علينا العمل منذ الآن وبأسرع وقت ممكن رسم سياسية إعلامية متكاملة لطفل الليبي يتم إعدادها من قبل الخبراء التربويين و الإعلاميين .
وفقنا الله و إياكم لما فيه الصالح العام

ليست هناك تعليقات: