الثلاثاء، 29 سبتمبر 2009

التنظيم الدولي..والحاجة إلى التطوير(1-4)


1- تطور التنظيم الدولي


بقلم : فرج ابراهيم


إن التطور البشري وتقاطع المصالح بين الدول فرض على أهل الفكر والسياسة ضرورة التفكير والعمل على إيجاد وسائل وأدوات تعمل على حل المنازعات والخلافات التي تنشأ بين هذه الدول، فنجد المفكر الصيني الشهير ( كونفسيوش ) أول من نادى بضرورة إنشاء منظمة دولية تضم جميع دول العالم، و طالب بأن تعمل هذه المنظمة على تقاسم واستغلال الثروات البشرية والطبيعة في العالم. كما نادى المفكر الفرنسي ( بيردي بوا ) إلى ضرورة إيجاد منظمة دولية دائمة للتحكيم في النزاعات التي تحدث بين الدول الأوروبية، ومن الذين تصدوا إلى هذا الموضوع نجد الدوق ( دي سولي ) وزير هنري الرابع، حيث طالب من خلال مذكرات نشرت في عام 1638م. بإنشاء مجلس يضم دول أوروبا المسيحية وقال بضرورة تمتعه ببعض الاختصاصات الإدارية والقضائية. وكذلك نجد المفكر الإنجليزي ( وليام بن ) في عام 1967 م. طالب بإنشاء برلمان أوروبي يضم كافة دول أوروبا تسند إليه مهمة حل المنازعات بين أعضائه. كما إن القس الفرنسي ( دي سابير ) طرح مشروع بخصوص تحقيق السلام في أوروبا. ومن بين الذين قدموا تصورهم في موضوع أستتاب الأمن المفكر جان جاك روسو من خلال اقتراحه الذي أطلق عليه اسم ( مشروع السلام الدائم ). ونستطيع القول إن هذه الأفكار والمقترحات أظهرت مدى انشغال العالم بخلق أدوات تسهم في نزع فتيل الأزمات والخلافات التي قد تنشأ بين عناصره، كما أنها مهدت الطريق إمام المرحلة المقبلة والتي يمكن إن نطلق عليها مرحلة المؤتمرات الدولية و توازن القوى، حيث شهد العالم وخاصة في الجزء الشمالي انعقاد العديد من المؤتمرات و الاتفاقيات من اجل فض المنازعات بين الدول ومن بين ابرز هذه الاتفاقيات، اتفاقية (وست فاليا ) سنة 1648 م. و التي عملت على تنظيم توازن القوى في أوروبا والمحافظة على السلم والأمن فيها، وجاءت هذه الاتفاقية بعد ما عرف في أوروبا بالحرب الدينية والتي استمرت ثلاثين عاما من ( 1618 م – 1648 م ). ومن هذه الاتفاقيات نجد أيضا اتفاقية( أوترخت ) والتي عملت على إعادة ترتيب الوضع الأمني في أوروبا.
كما عقدت مجموعة من المؤتمرات لغرض حفظ توازن القوى بين الدول الأوروبية والتي خَْولت لنفسها حق الأشراف على الأمن والسلم الدولي، ومن أهم هذه المؤتمرات مؤتمر الحلف المقدس الذي عقد بمدينة فينا عام 1815 م حيث اجتمعت روسيا والنمسا وبروسيا مع ممثلي الدول الأوروبية الأخرى، و بانتهاء إعمال هذا المؤتمر تم التوقيع على اتفاقية فينا والتي إعادة التوازن السياسي إلى أوروبا. ثم أسست الدول الأوروبية وتحديدا ( فرنسا، روسيا، بروسيا، النمسا، بريطانيا ) ما أطلق علية الوفاق الأوروبي والذي عمل على المحافظة على الوضع القائم في القارة الأوروبية، حيث استطاع الوفاق الأوروبي خلال الفترة الممتدة من 1815 م – 1914 م. في إيجاد الكثير من الحلول للمشكلات التي تعرضت لها القارة الأوروبية، حيث تصدى إلى حرب القرم من خلال مؤتمر عقده في باريس في عام 1856م. وكذلك تصدى إلى التنافس الأوروبي في أفريقيا من خلال مؤتمر برلين سنة 1884 م. وأيضا تناول قضية التنافس الفرنسي الأسباني على المغرب من خلال مؤتمر الجزيرة في عام 1906 م. ومن المؤتمرات التي عقدتها الدول الأوروبية نجد مؤتمر اكس لاشابل سنة 1818 م. الذي عقد من اجل ترتيب الأوضاع في فرنسا، و مؤتمر ( كارلسباد ) 1819 م ومؤتمر فينا سنة 1820 م. اللذان عقدا من أجل دراسة الحركات التحريرية والقومية في ألمانيا . وكذلك نجد مؤتمر ( تروبر ) سنة 1820 م ومؤتمر ( ليباخ ) سنة 1821م. اللذان تناولا إخماد الثورة في إيطاليا، وناقش مؤتمر ( فيرونا ) سنة 1822 م. الثورة الأسبانية
وللغاية ذاتها إي تحقيق الأمن في أوروبا شكلت الدول الأوروبية مجموعة من اللجان والاتحادات التي عملت على تذليل الصعاب وإزالة العقبات التي قد تعمل على توتر العلاقات فيما بينها. ومن بين هذه اللجان اللجنة الدولية الخاصة بالانهار الدولية والتي تأسست وفقآ لمعاهدتي باريس 1814 م وفينا 1815 م. حيث قامت هذه اللجان بالإشراف على الملاحة في هذه الأنهار، وقد منحت هذه اللجان بعض الاختصاصات التنفيذية والقضائية. كما تم تشكيل لجان مالية وصحية، عملت على تنظيم الأوضاع المالية في مستعمرات الدول الأوروبية ومنها على سبيل المثال ( لجنة الدين المصري عام 1878 م.) ولجنة الدين اليوناني 1897ى م. ، ومجلس إدارة الدين العثماني 1898م. إما في الجانب الصحي نجد انه تم تشكيل لجان بوخارست والقسطنطينية وطنجة. وتم خلق مجموعة من الاتحادات الإدارية التي عملت أو ساهمت إلى حد ما في تنظيم العلاقات بين الدول. ومن هذه الاتحادات الاتحاد الدولي الذي أسس عام 1874 م. والذي تحول فيما بعد إلى اتحاد البريد العالمي سنة 1878 م. واتحاد التلغراف الدولي في عام 1865 م. وكذلك تم تأسيس الاتحاد الدولي لنشر التعريفات الجمركية وفقآ لاتفاقية بر وكسل 1890م. وأيضا أسس اتحاد الملكية الصناعية حسب اتفاقية برن في مارس عام 1883م. أسست مجموعة أخرى من الاتحادات مثل هيئة الطيران الدولي والتي حلت بدلا منها هيئة الطيران المدني عام 1944 م.
وعن طريق هذه المؤتمرات واللجان والاتحادات حاولت الدول الفاعلة والقوية في المجتمع الدولي وخاصة الأوروبية معالجة ما يقع بينها من نزاعات وتوترات دولية.


في المقال القادم سوف نتناول عصبة الأمم


السبت، 19 سبتمبر 2009

كل عام وأنتم ... بخير


بقلم فرج ابراهيم
يهل علينا هلال عيد الفطر بمشاعر ممزوجه بالفرح والحزن

فيفرح الصائم بنقضاء شهرا من العبادة والتقرب الى الله لعله يغفر له ما قترف وهو يلهث وراء الدنيا خلال الشهور الماضية
ويفرح الطفل ببدله العيد ولعبة العيد ... وتفرح العائلة باجتماع افرادها بعد ان فرقتهم لقمة العيش وقسوة الزمن

ويحزن من غاب قربيا له توارى الى البعيد دون الامل في رجوعه

يحزن طفل فلسطين الذي سرقت منه بسمة العيد

يحزن أهل فلسطن الذين اجبروا على الشتات ولم تمكنهم الظروف القاهرة من الاجتماع وتبادل التهاني والتسامر

يحزن اهل فلسطين لان اخوتهم لا يتواصلون معهم إلا من خلال ما تبثه وسائل الاعلام

تدمع قلوب اهل فلسطين لانهم محاصرين بامر من شقيقهم الاكبر

تدمع قلوب اهل فلسطين لانهم يذبحون ويعذبون في بيت الاخ الاقرب على القلب

تدمع قلوب فلسطين لان اخوتهم يقفلون الابواب في وجوهم ..ويشرعونها في وجهه سفاحهم


*********** *************
يبكى بلد هارون الرشيد من الذله والاذلال ..وتنفطر قلوب الماجدات من الشرف المسلوب

ويندب اطفال العراق على بدلة العيد ولعبة العيد التي مزقتهما القنابل الذكية

يبكى اهل العرق وطنا اغتيل غدرا من غير ذنبا اقترفه

يبكى بلد الرافدين وشاية الاخ الجار.. بل حرص الاخ الجار على دماره

يبكي اهل العراق والصومال ولبنان وفلسطين غياب الاخوة في ليلة العيد ..في يوم العيد واليوم الذي يلي العيد

عذرا ...اهل كل هذه البلدان الحزينة.. نحن مشغولين بتبادل تهاني العيد مع نتنياهو وجورج بوش وميتشل واوباما ... والقائمة تطول

الأربعاء، 16 سبتمبر 2009

من دفاتر الزمن.... (5)


بقلم فرج ابراهيم




كان يوما غائما ... ماطرا ...قارصا .. رياحه عاتيه .. وسيولة جارفه
ترجلت فيه الحشود ...وتراصت في صفوفا مكتظه ...تحركت بخطى متثاقلة ...والوجوم يلفها


كان يوما عقيما ... دارت بعده ساعة الزمن .. فصارت البرهة بعقد عند بعضهم .. والعقد ببرهة عند بعضهم الاخر

كان الذهول والصمت لغة الجميع ...وكان الشرود حوار المجتمعيين ...فالحدث اكبر من يستوعبه اليوم ... بل اكبر من يستوعبه الدهر كله

كان يوما كسفت فيه الشمس ... وخسف فيه القمر ...وآفلت فيه النجوم
يوما هام فيه الجميع بين فارح وتارح .... وتسمر فيه الجميع بين مصدق ومكذب

يوما أنتهى فيه زمن .... وبدا فيه زمن آخر


11 – 9 – 2009 الجمعة - نقوسيا

21 رمضان