2 - عصبة الأمم
بقلم : فرج ابراهيم
بعد الحرب العالمية الأولى وما خلفته من أثار طال مداها كل الجوانب على امتداد البسيطة. اتجه تفكيرالمهتمين بالشؤون الدولية إلى ضرورة إنشاء منظمة دولية تتمتع بالشخصية القانونية ، ويعهد إليها العمل على إزالة أسباب التوتر وحل المنازعات بين أعضاء المجتمع الدولي. ولهذا السبب تم تقديم عدة مقترحات، والتي كان من أهمها مقترح الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت ( ويلسو ن) الذي دعا من خلال مقترحه هذا إلى ضرورة إنشاء منظمة دولية تتمتع باختصاصات واسعة في مجال الحد من التسلح، وقدم الرئيس ويلسون مقترحه هذا من خلال رسالة وجهها إلى الكونغرس الأمريكي بتاريخ 18 يناير 1918 م ولقد عرفت هذه الرسالة ( بنقاط ويلسون الأربعة عشر).
كما تقدمت بريطانيا بمقترح تناول شكل المنظمة الدولية المراد إنشائها، حيث نادى هذا المقترح بأن تكون هذه المنظمة مجرد تجمع دولي، يملك فقط إلتزام ادبي على أعضائه. ومن أجل المقاربة بين المقترحين تم تشكيل لجنة (هرست – ملير) والتي قدمت تصورها حول عصبة الأمم إلى المجتمعيين في فرساي ، حيث اقروا ما ورد من لجنة هيرست – ملير بتاريخ 23 ابريل 1919 م ، ودخل حيز التنفيذ في يناير 1920 م . وبناء على ما تقدم أجتمعت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وايطاليا واليابان ووضعت ( عهد عصبة الأمم )، والذي تكون من ست وعشرين مادة ومقدمة بينت أن الهدف من هذه المنظمة ينحصر في توثيق التعاون بين الأمم وضمان السلم والأمن الدولي، وساهم في تأسيس هذه المنظمة سبعة وثلاثين دولة وأطلق عليهم الأعضاء المؤسسون، وتم دعوة ثلا ثة عشر دولة للأنضمام للعصبة وهي التي كانت محايدة خلال الحرب العالمية الأولى.كما تمتعت بعضوية العصبة بعض الأقاليم والدول التي كانت تحت الأحتلال وتتمتع بنوع من الحكم الذاتي. ومثال على ذلك العراق وإيرلندا الحرة وإثيوبيا والهند.
الجدير بذكر هنا إن الولايات المتحدة رغم دورها الأساسي في إنشاء عصبة الأمم، لم تنضم للعصبة بسبب رفض الكونغرس الأمريكي الموافقة على الأنضمام بحجة أن ذلك يتعارض مع مبدأ (مونرو). رغم إنه تم أجراء تعديل في قواعد عمل المنظمة يقر بذلك المبدأ. وارتكزت العصبة على ثلاثة أجهزة رئيسية هي
أ – الجمعية العامة: - تكونت الجمعية العامة للعصبة من مندوبي جميع الدول الأعضاء وأسندت إليها جملة من الأختصاصات منها النظر في جميع المسائل التي تقع ضمن دائرة نشاط العصبة، وأيضا مناقشة كل القضايا التي تمس الأمن والسلم العالمي، وتتشارك مع مجلس العصبة في أختيار الأمين العام للعصبة وانتخاب قضاة المحكمة الدائمة للعدل الدولية. وتمتعت أيضا بإختصاص فصل أحد أعضاء المنظمة، وقبول عضوية الدول الراغبة في الأنضمام للعصبة، من الأختصاصات التي أسندت إليها أجراء تعديل على عهد العصبة و أعتماد ميزانيتها.
ب – مجلس العصبة: - يتكون مجلس العصبة من الأعضاء الدائمين وهم المملكة المتحدة، فرنسا، إيطاليا، اليابان، روسيا، وأنضمت إليهم ألمانيا في عام 1926 م. وأربعة أعضاء غير دائمين تختارهم الجمعية العامة بأغلبية الثلثين لمدة ثلاثة سنوات غير قابلة للتجديد، ثم زداد عدد أعضاء المجلس فوصل إلى عدد غير الدائمين إلى تسعة، والدائمين إلى خمسة. وبسبب تقاطع المصالح بين دول العصبة تقلص عدد أعضاء المجلس الدائمين إلى اثنين وذلك بعد انسحاب إيطاليا واليابان، وطرد الأتحاد السوفيتي.
وأسندت إلى مجلس العصبة مجموعة من الأختصاصات، مثل إعداد مقترحات تخفيض السلاح، واتخاذ العقوبات ضد الدولة التي تقوم بإعتداء على دولة أخرى، وأسندت إليه مهمة الإشراف على الأنتداب، و تعيين موظفي الأمانة العامة.
والجهاز الثالث من أجهزة العصبة هي الأمانة العامة، والتي كانت وظيفتها الأساسية المسائل الإدارية. ومن مهم ذكره هنا إن عصبة الأمم كانت لها بعض الأجهزة الأخرى مثل اللجنة الدائمة للأنتداب، واللجنة الاستشارية الدائمة للمسائل الحربية، واللجنة العليا للاجئين، ومنظمة الصحة، ومنظمة الأتصالات والترانزيت، والمنظمة الأقتصادية.
ورغم محاولات عصبة الأمم في تحقيق السلام والأمن بين الدول ومنع نشوب الحروب، وتفعيل التعاون بين المجتمع الدولي. إلا إنها فشلت في منع وقوع الحرب العالمية الثانية التي مازالت أثارها تعاني منها مختلف أصقاع المعمورة، ويرجع هذا الفشل إلى جملة من العوامل تمثلت في إلية التصويت التي كانت متبعه عند اتخاذ القرارات داخل الجمعية العامة ، والتي تقتضي موافقة جميع الأعضاء من اجل صدور قرار بخصوص القضية المطروحة للنقاش، حتى ولو كانت تتعلق بموضوع السلم والأمن الدولي. وأيضا يعاب على عصبة الأمم عدم أمتلاكها أداة تنفيذية قادرة عمليا على تحويل ما يصدر عنها من قرارات إلى واقع ملموس من أجل إجبار الأطراف التي تهدد السلم والأمن الدولي للأمتثال للإرادة المجتمع الدولي. ومن المأخذ على العصبة أنها لم تضم في عضويتها جميع الدول في ذلك الوقت، بل إن ثلث أعضائها تقريبا انسحبوا منها في أواخر العشرينيات من القرن الماضي. ولم تتمكن العصبة من إيجاد حل ناجع للحد من سباق التسلح الذي أدخل العالم في حرب مدمره راح ضحيتها أكثر من 60 مليون إنسان .
في المقال القادم سوف نتناول الأمم المتحدة
كما تقدمت بريطانيا بمقترح تناول شكل المنظمة الدولية المراد إنشائها، حيث نادى هذا المقترح بأن تكون هذه المنظمة مجرد تجمع دولي، يملك فقط إلتزام ادبي على أعضائه. ومن أجل المقاربة بين المقترحين تم تشكيل لجنة (هرست – ملير) والتي قدمت تصورها حول عصبة الأمم إلى المجتمعيين في فرساي ، حيث اقروا ما ورد من لجنة هيرست – ملير بتاريخ 23 ابريل 1919 م ، ودخل حيز التنفيذ في يناير 1920 م . وبناء على ما تقدم أجتمعت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وايطاليا واليابان ووضعت ( عهد عصبة الأمم )، والذي تكون من ست وعشرين مادة ومقدمة بينت أن الهدف من هذه المنظمة ينحصر في توثيق التعاون بين الأمم وضمان السلم والأمن الدولي، وساهم في تأسيس هذه المنظمة سبعة وثلاثين دولة وأطلق عليهم الأعضاء المؤسسون، وتم دعوة ثلا ثة عشر دولة للأنضمام للعصبة وهي التي كانت محايدة خلال الحرب العالمية الأولى.كما تمتعت بعضوية العصبة بعض الأقاليم والدول التي كانت تحت الأحتلال وتتمتع بنوع من الحكم الذاتي. ومثال على ذلك العراق وإيرلندا الحرة وإثيوبيا والهند.
الجدير بذكر هنا إن الولايات المتحدة رغم دورها الأساسي في إنشاء عصبة الأمم، لم تنضم للعصبة بسبب رفض الكونغرس الأمريكي الموافقة على الأنضمام بحجة أن ذلك يتعارض مع مبدأ (مونرو). رغم إنه تم أجراء تعديل في قواعد عمل المنظمة يقر بذلك المبدأ. وارتكزت العصبة على ثلاثة أجهزة رئيسية هي
أ – الجمعية العامة: - تكونت الجمعية العامة للعصبة من مندوبي جميع الدول الأعضاء وأسندت إليها جملة من الأختصاصات منها النظر في جميع المسائل التي تقع ضمن دائرة نشاط العصبة، وأيضا مناقشة كل القضايا التي تمس الأمن والسلم العالمي، وتتشارك مع مجلس العصبة في أختيار الأمين العام للعصبة وانتخاب قضاة المحكمة الدائمة للعدل الدولية. وتمتعت أيضا بإختصاص فصل أحد أعضاء المنظمة، وقبول عضوية الدول الراغبة في الأنضمام للعصبة، من الأختصاصات التي أسندت إليها أجراء تعديل على عهد العصبة و أعتماد ميزانيتها.
ب – مجلس العصبة: - يتكون مجلس العصبة من الأعضاء الدائمين وهم المملكة المتحدة، فرنسا، إيطاليا، اليابان، روسيا، وأنضمت إليهم ألمانيا في عام 1926 م. وأربعة أعضاء غير دائمين تختارهم الجمعية العامة بأغلبية الثلثين لمدة ثلاثة سنوات غير قابلة للتجديد، ثم زداد عدد أعضاء المجلس فوصل إلى عدد غير الدائمين إلى تسعة، والدائمين إلى خمسة. وبسبب تقاطع المصالح بين دول العصبة تقلص عدد أعضاء المجلس الدائمين إلى اثنين وذلك بعد انسحاب إيطاليا واليابان، وطرد الأتحاد السوفيتي.
وأسندت إلى مجلس العصبة مجموعة من الأختصاصات، مثل إعداد مقترحات تخفيض السلاح، واتخاذ العقوبات ضد الدولة التي تقوم بإعتداء على دولة أخرى، وأسندت إليه مهمة الإشراف على الأنتداب، و تعيين موظفي الأمانة العامة.
والجهاز الثالث من أجهزة العصبة هي الأمانة العامة، والتي كانت وظيفتها الأساسية المسائل الإدارية. ومن مهم ذكره هنا إن عصبة الأمم كانت لها بعض الأجهزة الأخرى مثل اللجنة الدائمة للأنتداب، واللجنة الاستشارية الدائمة للمسائل الحربية، واللجنة العليا للاجئين، ومنظمة الصحة، ومنظمة الأتصالات والترانزيت، والمنظمة الأقتصادية.
ورغم محاولات عصبة الأمم في تحقيق السلام والأمن بين الدول ومنع نشوب الحروب، وتفعيل التعاون بين المجتمع الدولي. إلا إنها فشلت في منع وقوع الحرب العالمية الثانية التي مازالت أثارها تعاني منها مختلف أصقاع المعمورة، ويرجع هذا الفشل إلى جملة من العوامل تمثلت في إلية التصويت التي كانت متبعه عند اتخاذ القرارات داخل الجمعية العامة ، والتي تقتضي موافقة جميع الأعضاء من اجل صدور قرار بخصوص القضية المطروحة للنقاش، حتى ولو كانت تتعلق بموضوع السلم والأمن الدولي. وأيضا يعاب على عصبة الأمم عدم أمتلاكها أداة تنفيذية قادرة عمليا على تحويل ما يصدر عنها من قرارات إلى واقع ملموس من أجل إجبار الأطراف التي تهدد السلم والأمن الدولي للأمتثال للإرادة المجتمع الدولي. ومن المأخذ على العصبة أنها لم تضم في عضويتها جميع الدول في ذلك الوقت، بل إن ثلث أعضائها تقريبا انسحبوا منها في أواخر العشرينيات من القرن الماضي. ولم تتمكن العصبة من إيجاد حل ناجع للحد من سباق التسلح الذي أدخل العالم في حرب مدمره راح ضحيتها أكثر من 60 مليون إنسان .
في المقال القادم سوف نتناول الأمم المتحدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق