الأحد، 18 أكتوبر 2009

ما هكذا تبنى الأوطان




بقلم فرج ابراهيم




تعددت إشكالهم وهيئاتهم و ألوانهم، واختلفت ثقافاتهم ومنابع مداركم، انقسموا إلى هيئات ووزارات، عفوا أمانات. تبادلوا الاتهامات والاتهامات المضادة، ونعت كل منهم الأخر بكل ما احتوت قواميس اللغة العربية من نعوت تدل على الجهل وعدم الفهم، من لم يجد ضالته في اللغة العربية استعان بمفردات من اللغات الأجنبية، لكي يثبت علو كعبه، ونفي صفة الجهل عنه، فهولاء ينعتون ( القوي الحية ) بأنها سبب المشاكل وأنها تتدخل في كل شي داخليا وخارجيا، والثوريين يردون عليهم بأنهم من بقايا الماضي، أنهم تقليديين لا يواكبون التقدم والأفكار الثورية ومصطلحا تهم من الماضي التليد، أنهم يحنون إلى العهد البائد، ويحفظون تقوسه عن ظهر قلب، لا يؤمنون بالتغيير.. وينعت هولاء الآمنين بالتسلط عليهم واستلاب مهامهم وإرهابهم مستخدما كل الوسائل المتاحة، المشروعة وغير المشروعة، وجر الوطن من الثورة التي أرادت إن تعالج كل أوجاعه، وتنهض به معافى سليم الجسد والعقل من اجل المشاركة في معركة الأمة، إلى البوليسية التي أجبرت السعداوي وزارم على الرحيل، وحاولت طمس صوت طلائع الثورة في أكتوبر خمسة وستين، وزجت بالقوميين في صناديق الظلام .
بين كل هؤلاء يقف الوطن حائرا، وتتعثر مسيرة البناء بسبب كثرة الأجتهادات وتعدد الأجندات، وتتبعثر أحلام الثورة، وتدمر مشاريعها بقصد وغير قصد، تدمر بفكرا قاصر عن فهما، وبفكر مدرك يريد لها إن لا تنجح



والله من وراء القصد


http://www.alwatan-libya.com/default.asp?mode=more&NewsID=7004&catID=22

ليست هناك تعليقات: