الجمعة، 20 نوفمبر 2009

العرب يتحاربون في اللعب ... و يلعبون في الحرب ؟!!!
















بقلم : فرج إبراهيم عمرو

على إمتداد أكثر من شهر كامل والحرب الإعلامية قائمة بين مصر والجزائر، بسبب مباراة مؤهله إلى كأس العالم ،وليست المباراة النهائية في كأس العالم ، فالكل حشد الهمم ، وحشد طاقاته ، وأطلق العنان لصحافته من أجل ترمي بصواريخها الطرف الثاني ، وإتهم كل طرف الآخر البدء بالهجوم و الإعتداء عليه وأشتعلت حرب " البسوس القدمية " بين "الأشقاء" ، فتحولت مباراة كرة القدم بينهما والتي يفترض فيها أن تكون متسمة بروح الرياضية والخاسر فيها رابح ، فالفائز " شقيقه " . ولكن للأسف الشديد لم يدخر كل طرف أي كلمة في قواميس القذف والسب إلا وأستخدمها ضد " شقيقة " . وتحولت المباراة إلى "منازلة" و"معركة القاهرة " . وتحول فريق كرة القدم إلى" كتيبة "....إلخ . وإشتعلت الأمور بين الطرفين ، ووصلت حالة تعبئة العامة قمتها بعد التعادل في "مباراة القاهرة" والتي أجبرتهم على اللعب في عاصمة (اللاءات الثلاث) .فأعلن كل طرف لا.. للروح الرياضية لا .. للخسارة لا.. للأخوة ، وإنطلقت الجسور الجوية مباشرة وتحركت الدبلوماسية العربية من أجل إلغاء تأشيرة الدخول و إجراءاتها على جمهور الطرفين ، ولله الحمد وفق هذه المرة العرب في مسعاهم الدبلوماسي، ولم يفشلوا كما في المرات السابقة وهذا نجاح يسجل للدبلوماسية العربية ، ولعل أمين عام الجامعة العربية سوف يذكر هذا في القمة العربية القادمة بليبيا ، كأحد إنجازات العرب في عام 2009 أفرنجي ، كي يعوض به عن إخفاقات العرب في فتح معبر رفح ، ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني وإيصال المساعدات الإنسانية إليهم وأيضاً إخفاقهم في إعادة العراق إلى حاضرته العربية ... إلى آخر القائمة التي تطول في مجال الإخفاقات . وبعد إنتهاء المباراة الفاصلة في الخرطوم . ظننا إن كل الأمور سوف تنتهي عند هذا الحد ،وسوف يسلم كل طرف بقدره . غير أن الأمور تعقدت أكثر حيث وجود السودان نفسه في موضع إبن عباد مجبراً على دخول هذه الحرب الاعلامية والدبلوماسية. الحقيقة أن ما صاحب هذه المباراة شيء مخزي ومعيب في حق الأمة العربية بصفة عامة و في حق شعب جمال عبد الناصر مناصر الثورة الجزائرية الأول و شعب عبد القادر الجزائري ،وأحمد بن بله ،ومحمد خروبة بصفة خاصة .
لكن هذه السلوكيات لم تكن محظ صدفة أو حالة عارضة أوجدتها الرغبة بالمشاركة في العرس العالمي بجنوب إفريقيا ، بل هي نتيجة جملة من العوامل سوف نذكرها بإيجاز ونترك تفصيلها لأهل الإختصاص من أجل توضيح مخاطرها على مستقبل الأمة العربية ،

1- إفلاس النظام العربي الرسمي : فهذا النظام مفلس شعبياً ويفتقد كل يوم في شرعيته وشعبيته وأراد إستغلال تعطش الجماهير العربية للنصر في معارك الأمة الحقيقية ، من خلال إيهامهم بإن هذه المباراة هي جزء من معارك الأمة.

2- غياب مؤسسات المجتمع المدني : من أزمات المجتمع العربي عموماً هوغياب مؤسسات المجتمع المدني التي تعمل من خلال كوادر مؤهله على توعيه الرأي العام و توجيه نحو المشاكل و المخاطر الحقيقية التي يواجهها .

3- زيادة النبرة القطريه على النبرة القومية : في السنوات العشرة الأخيرة ظهرت أصوات تدعو إلى التعصب القطري داخل المجتمع العربي ، فلقد رأينا شعارات "مصر أولاً ، الأردن أولاً ، تونس أولاً ..." هذا النهج زاد بشكل ما من التعصب القطري و خاصة بين العوام .

4 – سيطرة النظام الرسمي على وسائل الإعلام : تعتبر الثلاثين سنة الماضية من أسواء الفترات التي مرت على الوطن العربي في مجال الحرية الإعلامية ، وذلك بسبب سيطرت الحكومات و مخابراتهاعلى وسائل الإعلام العربية ، والتي وظفت هذا الإعلام لخدمة النظام الرسمي ، ورغم بعض الإنفتاح الذي حدث في هذا المجال بعد الفضائيات و الإنترنيت . إلا أن تلك الحقبة إثرت في تشكيل الوعي العام في الدول العربية .

هذه جملة من العوامل التي ساهمت سلباً في رسم السلوكيات السلبية التي صاحبت هذه المباراة ، وأتمنى أن يكون الإستعداد العربي في مواجهة المخاطر والمعارك الحقيقة التي تواجهها الأمة ، بنفس المستوى والإمكانيات التي حشدت لهذه المباراة ، فلو أن هذه الجماهير تم حشدها وتعبئاتها إعلامياً من أجل رفع الحصار عن غزة لتحقق ذلك رغم أنف إسرائيل .كما تمنيت لو إن السفير المصري سحب من إسرائيل أو ستدعى للتشاور خلال العدوان على غزة .

وختاماً ندعو لهذه الأمة بصلاح الحال . وإن تسخر إمكانياتها ومواردها في خدمة قضاياها المركزية الداخلية والخارجية .





http://www.alwatan-libya.com/default.asp?mode=more&NewsID=7399&catID=22

الثلاثاء، 17 نوفمبر 2009

لا.. تحزن يا وطني













بقلم : فرج إبراهيم

الثلاثاء 17\11\2009



لا تحزن يا وطني ...و لا تعلن الحداد ...فمازال في الأمة رجال
لا تحزن يا وطني ....رغم كل الدم المسكوب ... و المال المهدور... والفساد المنثور
لا تحزن رغم كل هذه الطاقات المهدوره... والأهات المنشوره.....و الثروات المبتوره
نعرف مرارة جرحك.. وعظمة مصابك ..نعلم إن كرسي الشرف حجب عن الشرفاء
وصار يجلس عليه عدمي الضمير...ندري إن الأقزام صاروا علية القوم...
والظلمة قضاته....والسراق على بيت المال مسؤولين ........والجهلة فيك مرشيدين.

ندرك.. إنك تئن من وطأة أقدامهم التي داست على أمجاد الشرفاء
نعلم .. ألم كل هذه الأحزان ... و الأهات التي تعانيها

لا تحزن يا وطني ... رغم كل هذه الجراح و الأتراح

فمازال فيك الشرفاء.....فبنت جمال مازلت قادرة على الأنجاب .. ورغد تدخر أبوها الى يوما ما... و من أنجبت القسام وأرسلان لم تعقربعد...

فالأطرش فيك مقام ..والكسيح فيك مجاهد..و الطفل فيك ثائر....و حورياتك أستشهاديات على بوابة الشرف
لا تحزن يا وطني ...فدولتهم ساعة.....ودولة الشرفاء إلى قيام الساعة
سوف تزهوونزهو معك... بين كل الأوطان بأبناءك النجباء

فلا تحزن... يا وطني فمازال فيك الشرفاء

الاثنين، 16 نوفمبر 2009

العلاقات الليبية القبرصية







بقلم / فرج ابراهيم عمرو




عندما تحط بك الطائرة في مطار لارنكا الدولي ، لاتشعر بإنك سافرت بعيداً عن الدفء والكرم الذي هو سمه من سمات شعوب حوض البحر الأبيض المتوسط . فالقبارصة يقابلونك بإبتسماتهم وطيبتهم وحبهم في مساعدة أي شخص يريد المساعدة ، كما أن هيئاتهم لا تختلف عن العرب كثيراً ، فكثيراً ما تعتقد أن الشخص الذي مقابلك هو من سوريا أو لبنان ، وأعتقد أن موقع قبرص الجغرافي وقربها هو السبب في هذا التشابه بين القبارصة و سكان هذه الدول ، حيث أنها " قبرص" لا تبعد سوى 150 كيلو متر عن سوريا ، ونصف ساعة جواً من لارنكا إلى بيروت . وبهذا الموقع الجغرافي المميز تحتل قبرص " التي تعتبر ثالث أكبر جزيرة في حوض البحر الأبيض المتوسط حيث تبلغ مساحتها9.251 كيلو متر مربع " أهمية تاريخية فنجد أن جميع الأمم التي أرادت أن تستقر حضارتها أو كيانها السياسي كانت دائماً تسعى إلى السيطرة على قبرص ، فقبرص دائماً شكلت حلقة وصل بين الغرب و الشرق . و تكتسب قبرص أهمية خاصة للعرب منذ زمن بسبب موقعها الجغرافي ، ولهذا نجد معاوية بن أبي سفيان عندما أراد تأمين حدود الدولة الإسلامية ، أستأذن عمر بن خطاب في عبور البحر إلى قبرص ، غير أن طلبه هذا لم يتحقق إلا في عهد عثمان بن عفان وتحديداً في سنة 648 م . وكذلك عندما أسس الشعب القبرصي حركته التحريرية " أيوكا " ضد الإستعمار الإنجليزي ، أول من مد له يد المساعدة العرب و تحديداً الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الذي زودهم بالسلاح ، وكان عبد الناصر رحمه الله داعماً قوياً لقضية الشعب القبرصي ، وإستمرت هذه العلاقة القوية بين الشعبين حتى قضية "السباعي" في عهد السادات حيث شاب العلاقة نوعاً من الفتور والتوتر. إلى فترة من الوقت غير الطويل ، حيث أن العلاقات المصرية القبرصية دائماً كانت علاقات وطيده .

دور ليبيا في مساندة القضية القبرصية

بعد قيام الثورة في ليبيا في سبتمبر1969 بقيادة العقيد معمر القذافي ، بفترة وجيزة سافر الدكتور فاسوس ليساريديس مؤسس الحزب الإشتراكي القبرصي وأحد الأعضاء البارزين في حركة التحرر القبرصية إلى ليبيا للالتقاء بقيادة الثورة ، والتي أكدت منذ البداية دعمها للشعب القبرصي وحقوقه العادلة ، وتوجت هذه العلاقة بزيارة تاريخية قام بها الرئيس الراحل الأسقف مكاريوس إلى طرابلس في 13نوفمبر 1973 ، كانت لها أثر طيب في تطوير العلاقة بين البلدين فيما بعد ، حيث منح مكاريوس ليبيا خلال هذه الزيارة دور الإهتمام و العناية بالمساجد وشؤون المسلمين في الجزيرة ، ومازالت ليبيا منذ ذلك التاريخ تقوم بهذه المهمة ، حيث تقوم جمعية الدعوة الإسلامية بالإشراف على المساجد و توفير الأئمة و إلى غير ذلك من شؤون المسلمين في الجزيرة ، كما أن ليبيا قامت بدور كبير في مساندة حكومة مكاريوس و أعوانه عندما وقع ضدهم الإنقلاب في 15 شهر يوليو 1974 ، حيث قامت " السفارة الليبية في ذلك الوقت " المكتب الشعبي حالياً " بحماية الدكتور فاسوس ليساريديس الذي لجأ إلى السفارة الليبية ، كما وفرت السفارة الليبية الحماية إلى حاجي ديمتروا من الحزب الإشتراكي و مجموعة من أعضاء الحزب الإشتراكي ، وأيضاً قدمت السفارة الليبية الحماية إلى كل من وزير الدفاع القبرصي في ذلك الوقت " بن يامين " ورئيس المخابرات القبرصية السيد جورج تومبازوس ، كما قامت ليبيا بتغطية تكاليف رحلة مكاريوس في يوم 16يوليو 1974م ومرافقيه من بافوس إلى لندن ، ثم إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
ونظراً لتعرض الإقتصاد القبرصي لبعض المشاكل بسبب إنقلاب 1974 و الإحتلال التركي ، قامت ليبيا في إطار دعم الشعب القبرصي الصديق بفتح السوق الليبي أمام كل المنتجات القبرصية دون قيود ، بل أنها أنشأت مجموعة من الشركات على الأراضي القبرصية ، والتي إستوعبت العديد من القبارصة الذين كانوا يعانون من آثار الإحتلال والحرب ، وقد وصل مستوى التبادل التجاري بين ليبيا وقبرص في تلك الفترة إلى أعلى مستوى ، حيث جاءت ليبيا في المرتبة الثانية بعد المملكة المتحدة في مستوى التبادل التجاري مع قبرص . كما ساهمت الشركات و الخبرات القبرصية في عملية البناء و التحول التي شهدتها ليبيا بعد الثورة فتم تدريب و تدريس العديد من الطلبة الليبين في المعاهد و الجامعات القبرصية والذين رجعوا إلى ليبيا من أجل المساهمة في عملية البناء والتقدم ، كما قامت مجموعة من الشركات القبرصية ببناء الكثير من الوحدات السكنية و الطرق التي تم تشييدها في ليبيا .
فالعلاقة بين قبرص و ليبيا هي علاقة متينة لها قواسم مشتركة وأرضية صلبة ، مبنية على أساس الإحترام المتبادل ، فالقبارصة ينظرون إلى ليبيا على أنها من بين الدول القلائل التي مدت لهم يد العون في زمن الحرب ، والليبيين ينظرون إلى قبرص على أنها الصديق القريب على القلب و البلاد الأكثر أماناً من أجل الإستثمار و السياحة .