بقلم : فرج إبراهيم عمرو
على إمتداد أكثر من شهر كامل والحرب الإعلامية قائمة بين مصر والجزائر، بسبب مباراة مؤهله إلى كأس العالم ،وليست المباراة النهائية في كأس العالم ، فالكل حشد الهمم ، وحشد طاقاته ، وأطلق العنان لصحافته من أجل ترمي بصواريخها الطرف الثاني ، وإتهم كل طرف الآخر البدء بالهجوم و الإعتداء عليه وأشتعلت حرب " البسوس القدمية " بين "الأشقاء" ، فتحولت مباراة كرة القدم بينهما والتي يفترض فيها أن تكون متسمة بروح الرياضية والخاسر فيها رابح ، فالفائز " شقيقه " . ولكن للأسف الشديد لم يدخر كل طرف أي كلمة في قواميس القذف والسب إلا وأستخدمها ضد " شقيقة " . وتحولت المباراة إلى "منازلة" و"معركة القاهرة " . وتحول فريق كرة القدم إلى" كتيبة "....إلخ . وإشتعلت الأمور بين الطرفين ، ووصلت حالة تعبئة العامة قمتها بعد التعادل في "مباراة القاهرة" والتي أجبرتهم على اللعب في عاصمة (اللاءات الثلاث) .فأعلن كل طرف لا.. للروح الرياضية لا .. للخسارة لا.. للأخوة ، وإنطلقت الجسور الجوية مباشرة وتحركت الدبلوماسية العربية من أجل إلغاء تأشيرة الدخول و إجراءاتها على جمهور الطرفين ، ولله الحمد وفق هذه المرة العرب في مسعاهم الدبلوماسي، ولم يفشلوا كما في المرات السابقة وهذا نجاح يسجل للدبلوماسية العربية ، ولعل أمين عام الجامعة العربية سوف يذكر هذا في القمة العربية القادمة بليبيا ، كأحد إنجازات العرب في عام 2009 أفرنجي ، كي يعوض به عن إخفاقات العرب في فتح معبر رفح ، ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني وإيصال المساعدات الإنسانية إليهم وأيضاً إخفاقهم في إعادة العراق إلى حاضرته العربية ... إلى آخر القائمة التي تطول في مجال الإخفاقات . وبعد إنتهاء المباراة الفاصلة في الخرطوم . ظننا إن كل الأمور سوف تنتهي عند هذا الحد ،وسوف يسلم كل طرف بقدره . غير أن الأمور تعقدت أكثر حيث وجود السودان نفسه في موضع إبن عباد مجبراً على دخول هذه الحرب الاعلامية والدبلوماسية. الحقيقة أن ما صاحب هذه المباراة شيء مخزي ومعيب في حق الأمة العربية بصفة عامة و في حق شعب جمال عبد الناصر مناصر الثورة الجزائرية الأول و شعب عبد القادر الجزائري ،وأحمد بن بله ،ومحمد خروبة بصفة خاصة .
لكن هذه السلوكيات لم تكن محظ صدفة أو حالة عارضة أوجدتها الرغبة بالمشاركة في العرس العالمي بجنوب إفريقيا ، بل هي نتيجة جملة من العوامل سوف نذكرها بإيجاز ونترك تفصيلها لأهل الإختصاص من أجل توضيح مخاطرها على مستقبل الأمة العربية ،
1- إفلاس النظام العربي الرسمي : فهذا النظام مفلس شعبياً ويفتقد كل يوم في شرعيته وشعبيته وأراد إستغلال تعطش الجماهير العربية للنصر في معارك الأمة الحقيقية ، من خلال إيهامهم بإن هذه المباراة هي جزء من معارك الأمة.
2- غياب مؤسسات المجتمع المدني : من أزمات المجتمع العربي عموماً هوغياب مؤسسات المجتمع المدني التي تعمل من خلال كوادر مؤهله على توعيه الرأي العام و توجيه نحو المشاكل و المخاطر الحقيقية التي يواجهها .
3- زيادة النبرة القطريه على النبرة القومية : في السنوات العشرة الأخيرة ظهرت أصوات تدعو إلى التعصب القطري داخل المجتمع العربي ، فلقد رأينا شعارات "مصر أولاً ، الأردن أولاً ، تونس أولاً ..." هذا النهج زاد بشكل ما من التعصب القطري و خاصة بين العوام .
4 – سيطرة النظام الرسمي على وسائل الإعلام : تعتبر الثلاثين سنة الماضية من أسواء الفترات التي مرت على الوطن العربي في مجال الحرية الإعلامية ، وذلك بسبب سيطرت الحكومات و مخابراتهاعلى وسائل الإعلام العربية ، والتي وظفت هذا الإعلام لخدمة النظام الرسمي ، ورغم بعض الإنفتاح الذي حدث في هذا المجال بعد الفضائيات و الإنترنيت . إلا أن تلك الحقبة إثرت في تشكيل الوعي العام في الدول العربية .
هذه جملة من العوامل التي ساهمت سلباً في رسم السلوكيات السلبية التي صاحبت هذه المباراة ، وأتمنى أن يكون الإستعداد العربي في مواجهة المخاطر والمعارك الحقيقة التي تواجهها الأمة ، بنفس المستوى والإمكانيات التي حشدت لهذه المباراة ، فلو أن هذه الجماهير تم حشدها وتعبئاتها إعلامياً من أجل رفع الحصار عن غزة لتحقق ذلك رغم أنف إسرائيل .كما تمنيت لو إن السفير المصري سحب من إسرائيل أو ستدعى للتشاور خلال العدوان على غزة .
وختاماً ندعو لهذه الأمة بصلاح الحال . وإن تسخر إمكانياتها ومواردها في خدمة قضاياها المركزية الداخلية والخارجية .
على إمتداد أكثر من شهر كامل والحرب الإعلامية قائمة بين مصر والجزائر، بسبب مباراة مؤهله إلى كأس العالم ،وليست المباراة النهائية في كأس العالم ، فالكل حشد الهمم ، وحشد طاقاته ، وأطلق العنان لصحافته من أجل ترمي بصواريخها الطرف الثاني ، وإتهم كل طرف الآخر البدء بالهجوم و الإعتداء عليه وأشتعلت حرب " البسوس القدمية " بين "الأشقاء" ، فتحولت مباراة كرة القدم بينهما والتي يفترض فيها أن تكون متسمة بروح الرياضية والخاسر فيها رابح ، فالفائز " شقيقه " . ولكن للأسف الشديد لم يدخر كل طرف أي كلمة في قواميس القذف والسب إلا وأستخدمها ضد " شقيقة " . وتحولت المباراة إلى "منازلة" و"معركة القاهرة " . وتحول فريق كرة القدم إلى" كتيبة "....إلخ . وإشتعلت الأمور بين الطرفين ، ووصلت حالة تعبئة العامة قمتها بعد التعادل في "مباراة القاهرة" والتي أجبرتهم على اللعب في عاصمة (اللاءات الثلاث) .فأعلن كل طرف لا.. للروح الرياضية لا .. للخسارة لا.. للأخوة ، وإنطلقت الجسور الجوية مباشرة وتحركت الدبلوماسية العربية من أجل إلغاء تأشيرة الدخول و إجراءاتها على جمهور الطرفين ، ولله الحمد وفق هذه المرة العرب في مسعاهم الدبلوماسي، ولم يفشلوا كما في المرات السابقة وهذا نجاح يسجل للدبلوماسية العربية ، ولعل أمين عام الجامعة العربية سوف يذكر هذا في القمة العربية القادمة بليبيا ، كأحد إنجازات العرب في عام 2009 أفرنجي ، كي يعوض به عن إخفاقات العرب في فتح معبر رفح ، ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني وإيصال المساعدات الإنسانية إليهم وأيضاً إخفاقهم في إعادة العراق إلى حاضرته العربية ... إلى آخر القائمة التي تطول في مجال الإخفاقات . وبعد إنتهاء المباراة الفاصلة في الخرطوم . ظننا إن كل الأمور سوف تنتهي عند هذا الحد ،وسوف يسلم كل طرف بقدره . غير أن الأمور تعقدت أكثر حيث وجود السودان نفسه في موضع إبن عباد مجبراً على دخول هذه الحرب الاعلامية والدبلوماسية. الحقيقة أن ما صاحب هذه المباراة شيء مخزي ومعيب في حق الأمة العربية بصفة عامة و في حق شعب جمال عبد الناصر مناصر الثورة الجزائرية الأول و شعب عبد القادر الجزائري ،وأحمد بن بله ،ومحمد خروبة بصفة خاصة .
لكن هذه السلوكيات لم تكن محظ صدفة أو حالة عارضة أوجدتها الرغبة بالمشاركة في العرس العالمي بجنوب إفريقيا ، بل هي نتيجة جملة من العوامل سوف نذكرها بإيجاز ونترك تفصيلها لأهل الإختصاص من أجل توضيح مخاطرها على مستقبل الأمة العربية ،
1- إفلاس النظام العربي الرسمي : فهذا النظام مفلس شعبياً ويفتقد كل يوم في شرعيته وشعبيته وأراد إستغلال تعطش الجماهير العربية للنصر في معارك الأمة الحقيقية ، من خلال إيهامهم بإن هذه المباراة هي جزء من معارك الأمة.
2- غياب مؤسسات المجتمع المدني : من أزمات المجتمع العربي عموماً هوغياب مؤسسات المجتمع المدني التي تعمل من خلال كوادر مؤهله على توعيه الرأي العام و توجيه نحو المشاكل و المخاطر الحقيقية التي يواجهها .
3- زيادة النبرة القطريه على النبرة القومية : في السنوات العشرة الأخيرة ظهرت أصوات تدعو إلى التعصب القطري داخل المجتمع العربي ، فلقد رأينا شعارات "مصر أولاً ، الأردن أولاً ، تونس أولاً ..." هذا النهج زاد بشكل ما من التعصب القطري و خاصة بين العوام .
4 – سيطرة النظام الرسمي على وسائل الإعلام : تعتبر الثلاثين سنة الماضية من أسواء الفترات التي مرت على الوطن العربي في مجال الحرية الإعلامية ، وذلك بسبب سيطرت الحكومات و مخابراتهاعلى وسائل الإعلام العربية ، والتي وظفت هذا الإعلام لخدمة النظام الرسمي ، ورغم بعض الإنفتاح الذي حدث في هذا المجال بعد الفضائيات و الإنترنيت . إلا أن تلك الحقبة إثرت في تشكيل الوعي العام في الدول العربية .
هذه جملة من العوامل التي ساهمت سلباً في رسم السلوكيات السلبية التي صاحبت هذه المباراة ، وأتمنى أن يكون الإستعداد العربي في مواجهة المخاطر والمعارك الحقيقة التي تواجهها الأمة ، بنفس المستوى والإمكانيات التي حشدت لهذه المباراة ، فلو أن هذه الجماهير تم حشدها وتعبئاتها إعلامياً من أجل رفع الحصار عن غزة لتحقق ذلك رغم أنف إسرائيل .كما تمنيت لو إن السفير المصري سحب من إسرائيل أو ستدعى للتشاور خلال العدوان على غزة .
وختاماً ندعو لهذه الأمة بصلاح الحال . وإن تسخر إمكانياتها ومواردها في خدمة قضاياها المركزية الداخلية والخارجية .
http://www.alwatan-libya.com/default.asp?mode=more&NewsID=7399&catID=22
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق