الأربعاء، 13 يناير 2010

لهذا يكرهونكم سيد توماس فريدمان

















بقلم /فرج إبراهيم عمرو

بعد العملية التي قام بها الأردني " همام خليل البلوي " في قاعدة خوست بأفغانستان، والتي أسفرت عن مقتل مجموعة من الأمريكيين وجرح آخرين يعملون لصالح وكالة الأستخبارات الأمريكية " السي أي أيه ". تم طرح هذا السؤال مجدداً لماذا يكرهوننا ؟ . وقد سبق وان طُرح في إحداث الحادي عشر من سبتمبرعام2001 م. ويقصد به لماذا يكره العرب الأمريكان ؟ وكان هذا الطرح من خلال البرنامج التلفزيوني ( بل مارت )، وأجاب الصحفي الأمريكي البارز توماس فريدمان صاحب كتاب “السيارة ليكساس وشجرة الزيتون" والمتخصص في شؤون الشرق الأوسط والوطن العربي ،وله عدة مقالات عن المنطقة عن هذا السؤال بالتالي: يكرهوننا ( لأن الشباب العربي في الواقع يعادون أنظمة الحكم في بلدانهم وليس أمريكا، وذلك بسبب الفساد والكبت الذي يعانونه في بلدانهم الأصلية…وبدل أن يصفوا حساباتهم مع أنظمة الحاكمة في بلدانهم يتوجهون إلى أمريكا بعد إن تقنعهم وسائل الإعلام العربية بأن أمريكا هي العدو الرئيسي وهي السبب لجميع الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تعصف بالعالم العربي ).

صحيح إن الأنظمة العربية تعاني من مشكلة في شرعيتها ، وهناك هوة بين الشعوب العربية وأنظمة الحكم في هذه الدول، وهذا الأمر له تداعيات داخلية عدة . لكن هذا الوضع ليس هو السبب الذي يدفع الشباب العربي المتعلم بأن يلتحف بحزام ناسف ويفجر نفسه في أي تواجد أمريكي أو أي شيء له علاقة بأمريكا، و يجعل هؤلاء الشباب يقضون كل الوقت وهم يفكرون في الكيفية التي يمكن من خلالها ضرب الولايات المتحدة الأمريكية. لكن الحقيقة التي تجاهلها السيد فريدمان، وهو الذي عاش فترة من الزمن في المنطقة العربية والخبير بها ،هي انهُ هناك الكثير من السلوكيات التي قامت ومازالت تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1945 م . وحتى الآن، هي التي دفعت هؤلاء الشباب إلى محاربة أمريكا ومصالحها، وشكلت لديهم معتقدات راسخة إن محاربة أمريكا واجب شرعي، وقومي، ووطني، وهناك الكثير من الشواهد التي تبرر فعل هؤلاء ومنها على سبيل المثال لا للحصر ، فلقد كنتم يا سيد فريدمان الداعم الأكبر لإسرائيل من أجل الاستيلاء على فلسطين من خلال قرار التقسيم سنة 1947 م.ودعمتم إسرائيل في كل حروبها وممارستها غير المشروعة ضد العرب وسخرتم نفوذكم، وأموالكم، وأسلحتكم من أجل قتل الفلسطينيين، فالسلاح المستخدم في صبره و شاتيلا سلاح أمريكي، والأموال أمريكية، ودُعمتم الإرهاب الإسرائيلي ضد العزل والأطفال والشيوخ على امتداد أكثر من نصف قرن ولازلتم تستخدمون نفوذكم السياسي والمالي من أجل تعطيل ومنع مؤسسات المجتمع الدولي من التصدي للجرائم الإسرائيلية، فاستخدمتم الفيتو عشرات المرات ضد مشاريع القرارات التي تدين الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينين خصوصا والعرب عموما. وشرعتم الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982م. والذي مارست من خلاله القوات الإسرائيلية جرائم ضد الشعب اللبناني ، بل أرسلتم قواتكم (المارينز ) لدعم إسرائيل وسياساتها ضد الشعب اللبناني، ( غير أنكم أجبرتم على يد المقاومة اللبنانية الباسلة بتعجيل الرحيل ) وقمتم بتنحية أمين عام الأمم المتحدة عندما أراد أدنه قتل الأطفال في قانا عام 1996م . وزودتم إسرائيل بالأسلحة التي أحُرقت بها بيروت في عام 2006م، ومزقت أجساد أطفال لبنان في قانا الثانية، يكرهونكم لأنكم حاصرتم ليبيا بغير وجه حق، وقتلتم أطفالها في دور الرعاية في شهر أبريل عام 1986م. وحاولتم اغتيال رمزها تحت جنح ظلام. لا يحبونكم ويهاجمونكم وينحرون أنفسهم من أجل إن تموتوا أو تدمر مصالحكم في أي بقعة من العالم، لأنكم قتلتم أكثر من مليون عراقي لأسباب واهية وحباً في القتل و الأستعمار، وبقرتم بطون الحوامل في أبو غريب، وديالا، والأعظمية، والأنبار، ومزقتم أجساد الأطفال في ملجأ العامرية، لا يكنون لكم الود والأحترام لأنكم تمنحون من يهاجم دينهم ورسولهم (صلعم) الأمن والأمان، فحين ترفضون حتى مجرد الاستماع للأصوات التي تتحدث عن أحداث تاريخية هناك اختلاف حولها مثل المحرقة.

لهذه الأسباب وغيرها يتسابقون على موتكم وتدمير مصالحكم، فهم لا يموتون حباً في الموت، أو ينتقمون منكم لأن وسائل الإعلام العربية مارست نوعاً من التضليل الإعلامي. بل لأنكم مارستم عن سبق إصرار سياسية الكيل بمكيالين، وأبشع وسائل القتل والتدمير ضد أمتهم

* هذه ليست دعوه للكره و الحقد وإنما من أجل إيضاح الحقيقة،ومن أجل إرجاع الأشياء إلى مسبباتها الحقيقية ، أنها دعوة من أجل النظر إلى الأمور من كل الجوانب .


http://www.alwatan-libya.com/default.asp?mode=more&NewsID=8118&catID=22

ليست هناك تعليقات: