الثلاثاء، 23 فبراير 2010

لابد من دعوة إيران للقمة العربية القادمة









بقلم /فرج إبراهيم عمرو








سبق وإن أشرنا إلى هذا الموضوع في مقال سابق منشور في صحيفة الوطن الليبية تحت عنوان قبل انعقاد القمة العربية بليبيا في مارس القادم، وتحديداً في الفقرة التي تناولت العلاقات العربية مع دول الجوار.
ولكن ما دفعني إلى التطرق مجدداً لضرورة حضور إيران ممثلة برئيسها احمدي نجاد للقمة العربية القادمة بليبيا، هو ما نشر على صفحات بعض الصحف العربية، بأن هناك مجموعة من الدول العربية تمارس نوعا من الضغط على ليبيا، حتى لا تقم بتوجيه دعوة لإيران للحضور، وإذا صح هذا القول فإن الدول العربية تكون قد ارتكبت خطأ إستراتيجي غير مبرر وذلك للأسباب التالية:

الدور الإيراني في المنطقة: بكل تأكيد لا احد مهما كانت رؤيته بخصوص إيران ونظامها السياسي يستطيع أن ينفي الدور المهم الذي تلعبه إيران في المنطقة على جميع الأصعدة، كما أن ازدياد القوة الإيرانية في السنوات الأخيرة وخاصة في المجال العسكري زاد من هذا الدور ، وكذلك موقعها الجيوسياسي الذي منحها دور مهم في عدة ملفات منها على سبيل المثال الملف العراقي، و الأفغاني، وأيضا دورها في لبنان ،وأخيرا دورها في دعم بعض فصائل المقاومة الفلسطينية، كل هذه الملفات لها تأثير مباشر على الدول العربية، ولابد من مناقشتها باستفاضة مع القيادة الإيرانية وبشكل جماعي ومباشر.
إن غياب الحوار المباشر بين العرب وإيران هو أحد الأهداف التي تسعى إسرائيل و الدول الغربية إلى تحقيقها من أجل زرع جو من الشك و الريبة بين الطرفين، لكي تعمل هذه الدول على استغلال هذا الوضع من أجل خلق أجواء من التوتر بين الطرفين لكي ينجح مشروعها الطائفي بين الطائفة السنية التي تمثلها اغلب الدول العربية والطائفة الشيعة التي تعتبر إيران فيها قوة مركزية. إن غياب الحوار المباشر سوف يجعل كل طرف يتخذ خطوات منفردة لمعالجة القضايا العالقة بين الطرفين أو القضايا التي تؤثر على الطرفين، وخاصة في موضوع الملف النووي الإيراني، والذي أصبح ملف رئيسي لدى كل الدول العظمى بالإضافة إلى إسرائيل، وأي قرار يتخذ بشكل سلبي في معالجة هذا الموضوع سوف نرى انعكاساته وتداعياته بشكل مباشر على الدول العربية. ولذا وجب على الدول العربية السعي إلى الجلوس مع القيادة الإيرانية من أجل التعرف عن قرب إلى رؤية الإيرانية في هذا الموضوع والعمل بقوة على منع الدول و الأطراف التي تسعى إلى جر المنطقة إلى حرب أخرى ستكون تداعياتها وخيمة على الدول العربية.

هناك تعليق واحد:

Ali jamma - USA يقول...

اتفق معك اخي فرج واعتقد انه من المهم ايضا دراسة النموذج الايراني في ادارة الدولة
في التجربة الايرانية اشياء تستحق الدراسة حيث تتعايش ديمقراطية بنكهة محلية مع بهارات ثورية تناسب ذائقة البعض كل ذلك ترعاه قوة عسكرية يحسب لها الف حساب تحت مظلة الكرامة الوطنية