بقلم : فرج ابراهيم
يقترب موعد انعقاد القمة العربية في ظل تحديات كبيرة وخطيرة على الأمة. لكن العرب بل قمة العرب إن شغلت بموضوع منصب أمين عام الجامعة العربية، (والذي تولاه ساسه مصريين منذ تأسيس الجامعة في مارس 1945م.والاستثناء الوحيد هو السياسي التونسي الشاذلي القليبي، عندما تم نقل مقر الجامعة إلى تونس على اثر مقاطعة الدول العربية لمصر بعد توقيعها على اتفاقية كامب ديفيد ). فهناك حرب خفية تدور في كواليس السياسة العربية، وفي أروقة الجامعة العربية على من يكون أمين عام الجامعة العربية القادم وخاصة إن الأمين الحالي صرح انه لا يرغب في الاستمرار في هذا المنصب، فهناك مجموعة من الدول تتقدمها الجزائر تطالب بتدوير منصب الأمين العام بين الدول الأعضاء، وهناك تيار آخر تتقدمه مصر يريد أن يحافظ على العرف القائم وهو أن يكون الأمين العام من دولة المقر، ورغم أن البعض يقول أن هذا المنصب هو منصب شرفي ليس أكثر. إلا إن هذا الموضوع أو الملف هو أكثر المواضيع أهمية بنسبة للبعض، فهو بالنسبة لهم أهم من رفع الحصار عن غزة، ولم الشمل الفلسطيني، والوقوف مع لبنان وسوريا في وجه التهديدات الإسرائيلية، وغيرها من الملفات والقضايا الأخرى التي تهدد فعليا الأمن العربي، فهناك دولا تهدد بعدم حضور القمة، أو تخفيض مستوى تمثيلها، أو إن حضورها سوف يقتصر فقط على جلسة الافتتاح، إذا لم يؤخذ بوجهة نظرها في هذا الموضوع.
ونحن هنا نحاول من طرفنا إن نطرح وجهة نظرنا من اجل المساهمة في تجاوز هذه الإشكالية التي قالت عنها إحدى وسائل الإعلام العربية أنها قد تفجر قمة سرت، اقتراحنا يتمثل في ترشيح السيد جورج قالاوي لتولي مهمة الأمين العام للجامعة العربية وذلك للآتي:
1 . الهوية العربية انتماء وليست دم فقد تكون تنحدر من أصول عربية ولكن تفكيرك ليس عربيا، فالمهم هو كيف تفكر وليس من أين ينحدر أصلك، وأعتقد جازماً أن السيد جورج قالاوي من خلال مواقفه المتعددة هو عربي أكثر بكثير من أغلب الزعماء والسياسيين العرب.
2 . من أجل درء المزيد من الانقسام بين الدول العربية نقترح أن يتولى جورج قالاوي مهمة أمين عام الجامعة العربية فالعرب قد يتقاتلون من اجل هذا المنصب فهم سرعان ما يشهرون سيوفهم في وجوه بعضهم البعض، فصدورهم تضيق إلا مع الأعداء، وحتى لا يخضع السيد الأمين العام للإحراج عندما يصدر أي شيء قد يعرض العمل العربي المشترك للضرر من جانب الدولة التي يحمل جنسيتها، أو يتم اتهامه من قبل أي دولة عربية لها خلافات مع دولته بأنه يجامل أو متضامن مع دولته.
3 . تكريما لجورج على مواقفه مع القضايا العربية، ففي ظل التردي و الصمت العربي، بل والتعاون مع الأعداء ضد الأشقاء، يطل علينا جورج قالاوي بمواقف قوية وفاعلة مع كل القضايا العربية، فلقد تصدى بحزم وشجاعة للعدوان على العراق، وقاد حملات التضامن مع الشعب العراقي وأيضا اللبناني عام 2006 م، وتجشم المخاطر من أجل مد أهل غزة بقوت البقاء.
4. من أجل تفعيل الجامعة العربية فهي بحاجة إلى شخصية قوية وحيوية وتمتلك الجرأة الكافية من اجل التصدي لما يتعرض له العرب من مهانة وإذلال. ومن خلال مواقفه السابقة نستطيع القول إن جورج قالاوي هو أفضل من يتولى هذا المنصب في الوقت الحالي .
5. من أجل رفع صفة العنصرية عن العرب فكثيرا ما تهمنا بالعنصرية والتحيز إلى الجنس العربي ضد الأجناس الأخرى، ولكي نسقط هذه التهمة من قائمة التهم الطويلة التي ضدنا نؤيد تولي السيد جورج قالاوي منصب أمين عام الجامعة العربية.
أتمنى أن يتولى إلى السيد قالاوي هذه المهمة... وأتمنى له التوفيق و النجاح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق