الاثنين، 1 مارس 2010

عفواً: صحيفة ليبيا اليوم... الإصلاح لا يتم من إسويسرا









بقلم /فرج إبراهيم عمرو








نشرت صحيفة ليبيا اليوم على موقعها خبر مفاده أنها تعتزم إقامة ندوة بتاريخ 7 مارس 2010م بمدينة بيل السويسرية. وإن هذه الندوة تتطرق إلى الشأن الداخلي الليبي تحت عنوان " مشروع الإصلاح في ليبيا حقيقته وأسباب انحساره...نظره تحليلية " .

لا أعرف ما هي الأسباب التي دفعت المشرفين على هذه الندوة أن يختاروا لها أن تكون في سويسرا ؟ ، ولماذا هذا التوقيت بالذات ؟ مشروع الإصلاح هو مشروع معمر القذافي قبل أي احد، وأي شخص تحدث أو تبنى هذا المشروع، كان له ذلك تحت مظلة القائد، فالماذا لا يكون مكان الندوة في ليبيا، فمدن ليبيا وقاعاتها وفنادقها أفضل مكان تشخص فيه آلام الوطن، وأوجاعه، واذا أراد أي أحد أن يساهم في ذلك فهو مرحب به بكل تأكيد في ليبيا، فقاعات الفنادق الليبية التي استضافت مؤتمرات المصالحة بين الأطراف المتنازعة في مختلف أصقاع العالم وقاعة ودقادقوا التي ولد فيها الإتحاد الأفريقي، وقاعة الشعب التي استضافت جلّ الأحرار في العالم.والصحراء الليبية التي تحتضن رفات شهداء الحرية و الإصلاح الليبي عندما أرادوا الأعداء الشر لليبيا ،والشر هو أبشع أنواع الفساد، أشرف وأطهر وأنسب الأماكن لاستضافة أي مؤتمر يناقش الإصلاح، فما بالك إذا كان هذا المؤتمر يتناول الشأن الليبي.
إما اختيار هذا البلد العنصري من اجل معالجة و تشخيص الحالة الليبية، فإن ذلك يخلق لدينا جملة من التساؤلات، وعلامات الاستفهام الكثيرة والكبيرة على هذه الندوة، و المشرفين عليها، والمشاركين بها. فلا تنسوا أن سويسرا التي تم اختيارها مكاناً من أجل استضافة هذه الندوة هي التي تمارس أبشع أنواع العنصرية، وهي بلد ينتهك أبسط مبادئ حقوق إنسان من خلال حظرها ممارسة الشعائر الدينية من خلال قرار يمنع إقامة المزيد من أماكن العبادة للمسلمين على أراضيها، وهي خطوها سوف تتلوها خطوات أخرى ضد المسلمين في اسويسرا، بل أنها سوف تشجع كل أوروبا على ممارسة الاضطهاد الديني ضد المسلمين
إما ثانياً: فهذه الدولة قامت قبل أيام قليلة بخطوة عدائية ضد ليبيا تمثلت في إصدار قائمة الممنوعين من دخول أراضيها وشملت هذه القائمة شخصيات ليبية بارزة في مقدمتها الأخ القائد و أفراد أسرته. وهذه الخطوة العدائية التي قامت بها الحكومة السويسرية أرادت من خلالها أن تضر بالعلاقات الليبية مع دول الإتحاد الأوروبي، غير أن السحر انقلب على الساحر. أعتقد جازماً أن توقيت هذه الندوة غير مناسب، وغير لائق وهو قد يعمل على دق إسفين في مشروع الإصلاح الوطني الذي نريد له النجاح، والمكان المختار لا يحق له أن يناقش أي موضوع له علاقة بليبيا، إلا اذا كان من أقام بالأعداد لهذه الندوة يريد لها أن تكون مثل “ مؤتمر لندن العراقي عام 2003 "
لا نريد الإصلاح إذا كان الإصلاح لا يأتي إلا من قاعات فنادق اسويسرا الفخمة، وما أدراك ما قاعات الفنادق السويسرية وغرفها الفخمة التي لا يسكنها إلا رجال البوليس السري {المخابرات} للدول المعادية.
لا نريد الإصلاح إذا كان قادم من بوابة الدولة التي تحظر على القائد وأبناء القائد الدخول إلى أراضيها.
لا نريد الإصلاح اذا كان لا ينجز إلا من على اراضي الدولة التي لها سياسة عنصرية ضد الإسلام و المسلمين.
لا نريد الإصلاح المعد والمنسق له على أرض هذه الدولة، حتى وإن كانت نتائج هذه الندوة، سوف تجعل من ليبيا فردوس الأرض.
وأخيراً لابد من محاسّبة كل من يشارك ويساهم ويمول هذه الندوة المشبوه من حيث المكان والزمان

ليست هناك تعليقات: