بقلم : فرج ابراهيم
الإعلام هو وسيلة مؤثرة وفاعلة يؤثر في إتجاهات الناس ، واختلف هذا التأثير من مرحلة إلى أخرى وفقاً لمعطيات وأسباب مختلفة. وتلعب وسائل الإعلام اليوم دور رئيسي في نقل الأحداث ، ونشر الحقائق ، وأحياناً تزيف الوقائع . والشواهد كثيرة على هذا الوضع ، ما دفعني إلى تناول هذا الموضوع هو الطريقة التي تناولت بها أغلب وسائل الإعلام العربية المقروءة والفضائية ، ما ورد في خطاب القائد في ميلاد الرسول عليه صلاة والسلام، فأغلبها تناولت فقرة طلب القائد إعلان الجهاد على سويسرا بعد قرارها العنصري ضد المسلمين الذي نص على عدم السماح ببناء دور عبادة جديده على أراضيها (هنا نريد أن نوضح .. ماذا يعني عدم الإذن ببناء مساجد جديدة في سويسرا، فهو قد يعني عدم السماح للمسلمين بالإقامة في سويسرا، ويمكن أن يفسر أو يعني من جهة أخرى أن أي مسلم يريد الأقامة في سويسرا عليه التخلي عن إقامة شعائره الدينية على أقل تقدير . فهذا القرار ليس كما يريد أن يفسره البعض يعني أن المساجد الموجوده حاليا كافيه ولاحاجة لبناء مساجد إضافية ) .
ونعود إلى أصل الموضوع هو كيفية تناول وسائل الإعلام العربية لخطاب القائد، كل هذه الوسائل ركزت على جملة واحدة كما اسلفنا، وهي إعلان الجهاد ضد سويسرا " وحاولت أن تضع الرأي العام في مناخ أن القائد يدعو إلى تجهيز الجيوش، وعقد الرايات ، وعبور البحار، وحرق السفن بعد الوصول إلى الشواطئ السويسرية، وإرسال من ينذر سويسرا إما الإسلام، أو الجزية، أو الحرب، وهناك من اراد إن يصور هذه الدعوة تعني القيام بعمليات إرهابية داخل أراضي سويسرا على الطريقة الظواهرية البلادنية . وبكل تأكيد أن هذه التصورات التي ارادت بعض القنوات الاعلامية ان ترسمها لم تصدر عن سهو أو غفله، بل هي سلوك ممنهج صادر عن سبق إصرار وترصد ، فهذه الوسائل دائماً تحاول التقليل من مواقف القائد المتقدمة على الزعماء العرب عند تصديه للقضايا العربية والإسلامية. وعن سبق إصرار أيضاً تجاهلت هذه الوسائل الإعلامية موضوع أكثر أهمية بالنسبة للعرب و المسلمين من موضوع الجهاد. ولم تتناوله أي وسيلة إعلام عربية لا من قريب ولا من بعيد، وهو دعوة الأخ القائد لعدم العمل على بث الفتنة الطائفتين بين السنة والشيعة، ونعته أي شخص يقوم بهذا العمل بصفة الخائن للإسلام . فكان الأجدر إذا بهذه الوسائل الإعلامية، إذا كانت عربية الهوية أن تركز على هذه الدعوة وتبني عليها من أجل إيقاف المشاريع والمؤامرات التي تحاك ضد الإسلام والمسلمين من خلال إشعال فتيل الفتنة الطائفية . وحتى في موضوع الجهاد يمكن أن يكون الجهاد بالنسبة لوسائل الإعلام العربية ضد سويسرا بالتالي :
· من خلال التركيز على الأبعاد العنصرية لهذا القرار وتداعياته على المسلمين في أوروبا، من خلال الندوات الاعلامية المتخصصه.
· توضيح المخالفات القانونية التي تضمنها هذا القرار . من خلال توضيح ما تنص عليه المواثيق والشرائع الدولية بشأن حرية ممارسة الشعائر الدينية و الحريات الشخصية
· تبين للرأي العام العربي و الإسلامي ماهي الخطوات التي يمكن من خلالها ردع سويسرا من أجل الإعتذار و الرجوع عن هذا القرار، كحث المسلمين على مقاطعة سويسرا تجارياً و إعلامياً وسياحياً و مالياً
· العمل على حث الحكومات الإسلامية بالإحتجاج الرسمي لدى جميع المنظمات و الهيئات الدولية على هذه الخطوة العنصرية.
بهذه الخطوات و غيرها يمكن أن نجاهد ضد هذا القرار العنصري الذي صدر عن هذه الدولة الكنتونية .
ومع كل هذا التجني على ما جاء في خطاب القائد من قبل بعض الوسائل المشبوها تغط وسائل إعلامنا في ليبيا في سبات عميق ، فمؤسساتنا الإعلامية و السياسية مثل أهل الكهف ، وكأن هذا التجني عن قائد أو زعيم دولة جامايكا أو بلاد الواق واق، فإلى متى يستمر هذا التجني وإلى متى تستمر هذه السلبية و الإهمال بالنسبة لإعلامنا المحلي ، فلا يكفي أن يشار إلى الموضوع في نشرات الأخبار، بل لابد أن يتم وضع خطة إعلامية متكاملة توضح أهمية ما جاء في خطاب القائد، ويتم التنسيق مع القنوات الناطقة بالعربية والفاعلة مثل قناة الجزيرة. ولابد من العمل على نشر خطاب القائد في الصحف و الجرائد العالمية و كذلك التنسيق مع القنوات العالمية من أجل تناول هذا الموضوع لكي يفهم الجميع وجهة نظر ليبيا في هذا القضية .
إذا كان الدّال على الخير كفاعله
فإن الساكت على الظلم كفاعله أيضاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق