بقلم : فرج إبراهيم عمرو
تعتبر قضية لوكر بي واحدة من أعقد القضايا السياسية التي شهدها القرن العشرين بسبب تعقيداتها القانونية والسياسية، لهذا أطلق عليها أهل السياسة والقانون الدولي قضية القرن ،وبسبب هذه التعقيدات دخلت ليبيا مع الدول الغربية في نزاع محتدم أخذ وقتاً من الزمن بين شد وجذب، واستطاعت الدول الغربية من خلال هيمنتها على الأمم المتحدة أن تصدر قرارات دولية فرض بموجبها حصار على ليبيا ترك أثر واضح على جميع مناحي الحياة في ليبيا، وأدرك صانع القرار السياسي الليبي أن الظرف الدولي في غاية الصعوبة بعد انهيار المنظومة الدولية السابقة واستفراد أمريكا وحلفائها بالقرار الدولي، ولذلك تعاملت مع هذا المعطى بشكل عقلاني فجاء ردها على تلك الإجراءات متزن مما جنب البلاد ويلات الحرب والدمار وحافظ على سيادة الدولة وكرامتها وحاولت ليبيا استخدام كل الأوراق المتاحة من أجل حل هذا النزاع بشكل يحفظ ماء الوجه، وبسبب عدم وجود اتصالات المباشرة بين ليبيا و أمريكا في ذلك الوقت و صعوبة النزاع وتعقيداته سعت إلى الوساطة الدولية في حل النزاع فدخلت مصر وتونس وغيرهم على خط التوسط وتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتخاصمة ، وراحت دوائر السياسة الخارجية الليبية برعاية وإشراف مباشر من الأخ القائد تبحث عن جهات أخرى يمكنها أن تلعب دور أكبر في حلحلة القضية ، وخاصة بعد تلكؤ العرب في اتخاذ موقف صريح يدعم الموقف الليبي، وهنا تم التركيز على القارة الأفريقية والتي لم تتأخر فجاء موقفها مؤيد لليبيا في قمة وقادقوا ، حيث قال الأفارقة في تلك القمة التاريخية، إذا لم يتم تسوية القضية بشكل منصف لجميع الأطراف وأخذ المطالب والمصالح الليبية بعين الاعتبار، فإنهم في حل من هذا الحصار ، كما أن الدبلوماسية الأفريقية متمثلة في المناضل نيسون مانديلا والدبلوماسية السعودية متمثلة في الأمير بندر بن سلطان قامت بمساعي حثيثة انتهت إلي التوصل لاتفاق بإنشاء محكمة خاصة، قضت بالسجن على المواطن الليبي عبد الباسط المقرحي مدى الحياة والذي كان يحمل صفة المتهم الثاني والذي كانت صحيفة اتهامه مبنية على مساعدة المتهم الأول له ( الأمين أفحيمه )الذي برئته المحكمة ، وإعلان القائد منذ اليوم الأول لصدور الحكم وتحديدا في حفل استقبال أفحيمه، أن عبد الباسط سوف يعود إلي أرض الوطن لأنه غير مذنب ، ومنذ ذلك التاريخ وهو يقود مقود المفاوضات والمباحثات ويوجهها من أجل أن يعود عبد الباسط حراً طليقاً .
وتوجت هذه الجهود بعودة عبد الباسط إلى أرض الوطن في 20/8/2009 ، والحق يقال أن الإفراج عن عبد الباسط من السجن إنجاز سياسي بكل المقاييس يضاف إلى رصيد الإنجازات الكبيرة في السياسية الخارجية الليبية مثل الاعتذار الإيطالي في زمن الاحتلال والرضوخ السويسري الأوروبي في قضية الدبلوماسي الليبي،و كل هذه الإنجازات يرجع فيها الفضل إلى إصرار وحنكة القائد في إدارة دفة المفاوضات .
وكل من ساهم في تسوية هذه الملفات عمل تحت إشراف وتوجيه ومتابعة ومراقبة الأخ القائد وتلقى الدعم المعنوي والمادي والسياسي والفكري من كارزمة قائد الثورة القيادية ، ولابد أن يكون الكتٌاب والإعلاميين على درجة من المصادقيه والإقرار بأن إخراج عبد الباسط المقرحي من السجن هو إنجاز بكل المقاييس السياسية. وأن تجاهلوا ذلك في برامجهم ومقالاتهم فإن هذا التجاهل لا ينقص من قيمة هذا الإنجاز بقدر ما ينقص من مصادقتيهم المهنية .
http://www.alwatan-libya.com/more.asp?ThisID=11454&ThisCat=22&writerid={WriterID}
http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2010/08/18/207379.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق