الأربعاء، 30 ديسمبر 2009

The Cyprus – Libya relations












written by Faraj I. Omar

Once the plane lands at Larnaca International Airport, you do not feel that you have traveled too far from the warm hospitality and generosity that characterize the Mediterranean peoples.

Cypriots will meet you with a smile and kindness and they would love to help anyone that requests it. Their appearance does not differ much from that of the Arabs and you often think that the person opposite you is Syrian or Lebanese.
I believe that the geographical location of Cyprus is the reason for the similarities between Cypriots and the population of these countries. Cyprus is at a distance of 150 kilometers only from Syria, and a half hour by plane from Larnaca to Beirut.

Cyprus, the third largest island in the Mediterranean Basin with an area of 9,251 sq. km, has acquired a historic importance because of its privileged geographic location. Most flourishing civilizations sought to conquer and dominate the island being a link between the West and the East.

Cyprus gained a special importance to the Arabs since ancient times because of its geographic location. When Muawiya Bin Abi Sufyan thought of securing the borders of the Islamic state, he asked the permission of Omar Bin al-Khattab to cross the sea to Cyprus, but his request was refused and didn’t materialize until the time of Osman Bin Affan, in 648 AD.

Later, when the Cypriot people founded "EOKA" ,the liberation organization against British colonialism, the first to lend them help was the late leader Jamal Abdel Nasser, who provided them with arms. Abdel Nasser was a staunch supporter of the Cyprus cause and this strong relationship between the two peoples went on until the “ Sebai” events during the presidency of Al Sadat when these relations went through a tensed period.

Libya's role in support of the Cyprus problem

Shortly following the September revolution in Libya, led by Colonel Muammar Al Gathafi, Dr. Vassos Lyssarides, founder of the Socialist Party in Cyprus and one of the prominent members of the Cyprus liberation movement, visited Libya and met the leadership of the revolution. Libya’s support to the just rights of the Cypriots was stressed during that visit and these ties were tightened even more following the historic visit by the late President Archbishop Makarios to Tripoli on November 13th, 1973. That visit had a good impact on the further development of the relations between the two countries and Makarios granted Libya the role of attending and caring for the Mosques in Cyprus and the religious affairs of the Muslims in the island. In fact, Libya holds this task to this date, whereas the World Islamic Call Society provides the Imams for the mosques and is concerned with the religious affairs of the Muslims living in Cyprus. Libya played also an important role in supporting Makarios’ government and his associates during the events of the Coup on July 15th , 1974, where the " Libyan Embassy “ at that time, currently " Libyan People's Bureau " offered protection to Dr. Vassos Lyssarides who sought refuge in it, as well as to Dr. HadjiDimitreou, one of the members of the Socialist Party and to other members of the Socialist Party. The Libyan Embassy provided also protection to both the then Cypriot Defense Minister " Veniamin" and to the chief of the Intelligence service, the late George Tombazos . Libya covered also Makarios trip from Paphos to London on July 16th , 1974 and from there to the United States of America.
As a result of the Coup and the Turkish occupation in 1974 ,the Cyprus economy had to face many problems . In the context of its support to the Cypriot people, Libya opened its market to the Cypriot products with no restriction and absorbed many Cypriots workers who had suffered losses as a result of the war and the occupation. The trade exchange between Libya and Cyprus reached a very high level at that time and Libya became Cyprus second largest trade partner after the United Kingdom. During the post-revolution period in Libya, a number of Cypriot companies and know-how undertook many projects for the construction of roads and housing units and Libyan students were sent to Cyprus to study and train in various educational institutions.
Cyprus and Libya are tied with strong bonds that are based on mutual respect. The Cypriot people considers Libya as one of the few countries that helped them in time of war and the Libyans look at Cyprus as a close friend and as the most safe country for investment and tourism.


الثلاثاء، 29 ديسمبر 2009

قبل انعقاد القمة العربية بليبيا في مارس القادم



بقلم : فرج إبراهيم عمرو





اتخذت الجامعة العربية في إحدى قممها خلال العقد الأخير من القرن الماضي قرارا يقضي بدورية الانعقاد السنوي والتناوب في الأستضافة بين أعضائها. ووفقا لذلك القرار يصل قطار القمة العربية في مارس 2010م. إلى طرابلس. فسوف تجلس ليبيا على كرسي الرئاسة صباح يوم السابع والعشرين من شهر مارس. وهي رئيسة للإتحاد الأفريقي، ورئيسة للجمعية العامة للأمم المتحدة، وعضو غير دائم بمجلس الأمن، فهي بذلك تجمع بين رئاسة أهم وأعرق ثلاث منظمات دولية هذا من ناحية، ومن ناحية الأخرى تنعقد القمة بالجماهيرية العظمى في مرحلة دقيقة للغاية، فهناك مجموعة من القضايا التي لابد من اتخاذ مواقف صريحة وواضحة حيالها ويمكن إجمال أهم القضايا الرئيسة التي على القمة العربية القادمة أن تتصدى لها بحزم وتتخذ حيالها مواقف جلية في الآتي:


* الوضع الفلسطيني:

تمر القضية الفلسطينية بمرحلة عصيبة على مختلف الأوجه فعلى الصعيد الاحتلال دُمرت غزة منذ عام في حرب قالت عنها جميع المؤسسات الدولية و الإنسانية بأنها حرب أباده. فزادت هذه الحرب من مأساة هذا الشعب والاستيطان في توسع مستمر، والجدران العازلة تحيط بالشعب الفلسطيني من كل جانب فتزيد من شدة الحصار الخانق الذي يعاني منه هذا الشعب. ورغم كل ذلك لم يتخذ العرب موقف واضح و قوي من هذه المعاناة الانسانية والسياسية. إما على صعيد الخلاف الفلسطيني خاصة بين قطبي الساحة الفلسطينية "حماس و فتح" فإن مسار المصالحة متعثر إذ لم نقل متوقف تماماً، فالوساطة المصرية عاجزة عن رأب هذا الصدع الذي أثر على القضية الفلسطينية بشكل عام. وفيما يخص مسار المفاوضات أو"السلام": فأمام التعنت الإسرائيلي والأنحياز العالمي مع إسرائيل. يتوجب على العرب مراجعة موقفهم من هذا الموضوع، وخاصة فيما يتعلق "بمبادرة السلام العربية" التي طرحت في قمة بيروت عام 2001م . ولابد من التخلي عن شعار " السلام الخيار الإستراتيجي و الوحيد " وضرورة سحب هذه المبادرة التي ولدت ميتة ووضع رؤى أخرى مثل الدولة الواحدة، وكذلك عدم إسقاط خيار المقاومة الشعبية من أجل استرجاع حقوق الشعب الفلسطيني . والموضوع الآخر وليس الأخير في الشأن الفلسطيني هو الوضع في القدس وما يتعرض له من حفريات وطمس لهويته التاريخية و الدينية الأمر الذي يستوجب حشد الهمم الإسلامية و العالمية من أجل وقف هذه الأعمال الإسرائيلية. وفي هذا الإطار يمكن دعوة الدول الإسلامية الكبرى مثل ماليزيا ونيجيريا و الباكستان للمشاركة في جلسة خاصة بموضوع القدس، يصدر عنها موقف قوي حيال التصرفات الإسرائيلية.


* تطوير منظومة العمل العربي المشترك
عندما تفتتح القمة القادمة في ليبيا التي حدد لها أن تبدأ يوم السبت الموافق 27 مارس 2010م. يكون عمر الجامعة العربية تجاوز خمسة وستون عاماً وخمسة أيام. في هذه العوام تغير العالم و الآليات العمل به، ومن هنا وجب العمل على تطوير منظمة العمل العربي المشترك بما يتلائم مع متطلبات العصر بحيث تصبح منظومة العمل العربي المشترك أكثر فاعلية وتأثير من أجل التصدي للأوضاع العربية الراهنة والمستقبلية. ونعتقد هنا انه لابد من تشكيل لجنة من المختصين بالشأن العربي من أجل وضع تصور لهذا الموضوع، على أن ترفع هذه اللجنة تصورها إلى القمة القادمة من أجل إقراره والعمل به.
* العلاقات العربية العربية:

رغم الظروف التي يمر بها الوطن العربي والمنطقة والتي تفرض ضرورة التكاتف والتنسيق المشترك من أجل التصدي للأخطار المحدقة بنا، إلا أن العلاقات بين الأنظمة العربية بشكل عام في أسوأ حالتها، والخلافات العربية العربية مستعرة، فالدول المحورية تقاطع بعضها البعض بل تتحارب وإن لم تستخدم السلاح، وهذه العلاقة المتوترة ساهمت سلباً على الحد الأدنى من التنسيق والتضامن العربي. ومن هنا وجب على ليبيا بتعاون مع رئاسة الجامعة العربية العمل منذ الآن على تنقية الأجواء وتهيئة الظروف المناسبة لضمان مشاركة جميع القادة و الملوك العرب في قمة طرابلس القادمة.


* العلاقات العربية و دول الجوار:
العلاقة مع دول الجوار في غاية الأهمية الإستراتيجية ونخص هنا تركيا وإيران، فيما يخص تركيا لابد من استغلال الرغبة التركية بقيادة أردوغان في لعب دور محوري في المنطقة وكذلك التعاطف التركي الرسمي مع القضية الفلسطينية وأيضاً مقابلة الرغبة التركية في تطوير العلاقة مع الدول العربية بروح إيجابية تدفع العلاقات إلى الأمام من أجل تجاوز حالة السكون التي مرت بها العلاقات بين الطرفين خلال السنوات الماضية، فلابد من دعوة رئيس وزراء تركيا للحضور والتحدث في القمة العربية، وينبغي تشكيل لجنة من أجل وضع تصور للعلاقات بين الطرفين، أما فيما يتعلق بالعلاقة مع إيران، لابد من العمل على تأسيس لعلاقة قائمة على حسن الجوار وعدم الانسياق وراء الدوائر التي تريد أن تجعل العلاقة بين العرب و إيران علاقة عدائيه مبنية على الشك وتوجس في نوايا كل طرف، والبحث عن القواسم المشتركة، والعمل على حل القضايا الخلافية عن طريق الحوار المباشر، ولابد من إنشاء مكتب يختص بمتابعة العلاقات مع إيران، كما أن الضرورة تفرض دعوة القيادة الإيرانية لحضور القمة العربية القادمة، وعقد جلسة خاصة للعلاقة بين الطرفين من أجل تقريب وجهات النظر في شؤون المنطقة بشكل عام و القضايا الثنائية بشكل خاص.

* العلاقة العربية الإفريقية
بحكم علاقة ليبيا المتميزة والمؤثرة في القارة الأفريقية، يمكن لليبيا أن تلعب دور مهم في توثيق العلاقة العربية الأفريقية، والتي أصابها نوع من الفتور بسبب الإهمال العربي للدول الأفريقية، الأمر الذي اسُتغل من قبل إسرائيل فعملت على توثيق علاقتها مع بعض الدول المحورية في القارة. وخير دليل على التركيز الإسرائيلي على القارة الأفريقية الزيارة التي قام بها مؤخراً وزير خارجية إسرائيل إلى مجموعة من الدول الأفريقية. ومن هنا وجب أن يكون هناك تصور جديد لهذه العلاقة، وعلى دوائر السياسية الخارجية في ليبيا مع مؤسسة الإتحاد الأفريقي وضع هذا التصور قبل انعقاد القمة العربية القادمة.


* رؤية عربية موحدة من تطوير مؤسسات التنظيم الدولي

تعتبر المنطقة العربية من أكثر المناطق في العالم التي تأذت من قرارات الأمم المتحدة بسبب ازدواجية المعايير والخلل في آليات عملها، ففلسطين سُلبت وقسمت تحت رعاية وشرعنة هذه المنظمة، وتم محاصرة ليبيا وتدمير العراق بالشرعية الدولية، وأجهضت العديد من مشاريع القرارات التي تدعم حقوق العرب بسبب سيطرة الدول الكبرى على المنظمة ومؤسساتها. وبعد خطاب القائد الأخير في جلسة الجمعية العامة " 64 " والذي طالب من خلاله بإصلاح منظمة الأمم المتحدة من أجل أن تواكب التغيرات التي طرأت على النظام الدولي. يتوجب أن يصدر عن القمة العربية القادمة رؤية عربية موحدة للتطوير منظمة الأمم المتحدة، ولا تكفي الأشارة إلى هذا الموضوع في البيان الختامي، بل ضرورة إعداد رؤية متكاملة من قبل الخبراء و المختصين في هذا المجال ويتم تعميمها على كل التنظيمات الدولية والإقليمية الأخرى مثل الإتحاد الأوروبي وتجمع الآسيان وغيرها من التنظيمات الدولية الأخرى.
* وأخيراً وليس أخراً موضوع السّودان. فهذا البلد العربي يتعرض إلى مؤامرة تهدف إلى تقسيمه إلى مجموعة دويلات ينبغي على الأمة العربية اتخاذ موقف حازم وصريح حيال يدعم وحدة السودان. ومن القضايا الأخرى التي يجب أن يتم تعزيزها في القمة العربية القادمة هو خيار المقاومة في استرجاع الحقوق العربية. وأتمنى أن تعطى المقاومة الفلسطينية الفرصة للتحدث عن رؤيتها فيما يتعلق بقضية فلسطين.
وأتمنى للقمة العربية القادمة كل النجاح و التوفيق

الأربعاء، 23 ديسمبر 2009

محمد المجدوب .. الثائر الذي قهر المرض









بقلم فرج ابراهيم





بسم الله الرحمن الرحيم
“ من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا"



صدق الله العظيم




على امتداد التاريخ هناك رجال يصنعون الأحداث، ويفرضون أنفسهم وأرائهم ومبادئهم، ويستشهدون من أجلها، وترخص أرواحهم إمام المبادئ و الأفكار التي يعتنقونها ويؤمنون بها.. ولهؤلاء الرجال حياتان الأولى يصنعون فيها الأحداث، والأخرى تبقى منهج للأجيال القادمة ومفخرة إلى كل الشرفاء، ومن بين هؤلاء الرجال الذين صدقوا القول والعمل، وآمنوا بالوطن وقومية المعركة المجاهد محمد المجدوب الذي سجل خلال سيرة حياته العطرة دروسا في الجهاد، والشجاعة، والتضحية، ورسم عبّر في التجلد والوفاء، وسوف تبقى هذه الشمائل التي تركها عظة وموعظة ومثال يقتدى به.


وُلد محمد سعود المجدوب أمحمد في بادية سّرت عام 1951م، ورغم عسّر الحياة و قسوة الظروف التي صاحبت تلك الفترة، إلا إن أبوه أراد لابنه الأكبر أن يلتحق بالمدرسة لكي يأخذ نصيبه من العلم، فترك بيت أبوه والتحق بالمدرسة بمدينة سرت، فدرس هناك المرحلة الإعدادية والثانوية، وبشهادة زملائه في تلك المرحلة تميز محمد سعود المجدوب بدماثة الخلق وأدب الحديث، فكسب احترام أساتذته، وحب أقرانه، وعاش هذا المجاهد كبقية جيله مرحلة المد القومي الذي كان ينبعث من صوت العرب بالقاهرة عبر صوت المذيع المصري المشهور أحمد سعيد. وما كاد ينهي مرحلة تعليمه الثانوية، حتى انبلجت الثورة في ليبيا، فالتحق بها واضعاً نفسه جندياً مخلصاً للثورة وقيادتها، فتوجه في شهر أبريل من العام 1971م. إلى الكلية العسكرية، والتي تخرج منها والتحق بقوات الصاعقة، وكان التدريب العسكري بالنسبة له ما هو إلا وسيلة من أجل استرجاع ما سّلب واغتصب بالقوة من الأرض العربية، فكان مؤمن بقومية المعركة قولاً وعملاً فألتحق بقوات الردع العربية التي تشكلت عام 1976م. من أجل الدفاع عن لبنان، فسال دمه الطاهر على أرض لبنان لكي يمتزج مع دم أخوته العرب على إثر أصابه لحقت به أثناء المواجهات مع العدو الصهيوني، وأجريت له عملية جراحية من اجل استئصال الشظايا التي علقت بجسمه، والتي بقيت أجزاء منها في جسمه، وكأنها أرادت أن تكون شاهدا وشافعا له عند ربه يوم الحشر. واستبسل في الدفاع عن مخيمات صبرا وشاتيلا وبرج البراجنة، ولم يدخر جهداً من أجل تعزيز تيار المقاومة العربية، ودعم قضية العرب المركزية القضية الفلسطينية، فتولى رئاسة لجنة دعم صمود الشعب الفلسطيني، وكان المنسق والراعي الأول لحث الشباب العربي بشكل عام و الليبي بشكل خاص في الانخراط من أجل الدفاع عن فلسطين ولبنان. وانطلاقا من إيمانه بأن استمرار المعركة يتطلب خلق جيل مؤمن بقضايا الأمة، وإن دعم صمود الشعب الفلسطيني يتطلب منه ضرورة تذليل الصعاب أمام طلاب العلم قام برعاية ومتابعة شؤون الطلبة الفلسطينيين الدارسين في الوطن العربي وأوروبا، كما كان المجاهد محمد سعود المجدوب يؤمن بأن المعركة مع الأعداء لها ساحات مختلفة، وأن عدونا يركز على تزوير التاريخ وطمس الحقائق التاريخية ،ومن أجل دحض أكاذيب الأعداء والأستفادة من الدروس المستقاة من التاريخ ،التحق بقسم التاريخ بجامعة قاريونس والذي تخرج منه سّنة 1976م. ورغم كل ما عانى من المرض العضال الذي لازمه لأكثر من عشرين سنه، إلا انه لم يكن يكل أو يمل فبِروحه النضالية العالية كان يقاوم علة الجسد وبروح الثائر يعقد الاجتماعات ويرتب الحوارات ويقيم الندوات و المحاضرات ويجسر الهوّة بين الفرقاء في الوطن الصغير والكبير، فنجده اليوم يعقد اجتماعا في ليبيا وغداً يسافر خارج ليبيا لكي يترأس منتدى أو حوار على المستوى القومي فرأى رفاق دربه انه أفضل من يكون أميناً عاماً لملتقى الحوار العربي، وأجدر من يتولى رئاسة لجنة مقاومة الاستسلام والتطبيع، فستحق بذلك وسام المواطن الصالح، ووسام الجهاد، ونوط الواجب، ونوط الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة، ونوط الفاتح.ورغم كل الإحباط والأمراض التي نخرت جسد الأمة، والداء الذي سكن جسده لم يترجل عن نهج المقاومة والثورة إلا بقضاء الله وقدره ،فغادرت روحه إلى ربه راضيه بما قدمت ، ساكنه بإذن الله تعالى في جنات الخلد ، وكان ذلك يوم الثلاثاء الموافق الثالث عشر من شهر الربيع "مارس " من العام ألفان وسبعة مسيحي



رحمك الله يا أبا نصر العرب وصلاح الدين وعلى، فالقدوة الحسنة كنت أنت، والمواطن الصالح الغيور على أمته ووطنه أنت مثله وقدوته، وكنت المجاهد المقدام الذي يقدم نفسه رخيصة في سبيل وطنه وقضاياه. فتستحق كل التكريم و التخليد.

http://www.alwatan-libya.com/default.asp?mode=more&NewsID=7848&catID=38

الثلاثاء، 1 ديسمبر 2009

أحمد زارم المجاهد والكاتب والسياسي










بقلم / فرج إبراهيم عمرو


في ليبيا صفحات من الجهاد والكفاح من أجل الحرية مسطرة على امتداد تاريخها الطويل، فقاتل الليبيون الاحتلال الأسباني، و تصدوا إلى همجية وبربرية فرسان القديس يوحنا، ولم يسلموا بالظلم الذي مارسه الأتراك خلال فترة حكمهم الطويلة، كما تصدوا بباسلة للاستكبار الأمريكي في عام1801م، وكذلك في فترة الثمانينات من القرن الماضي.
ولكن مرحلة الاحتلال الإيطالي تميزت بأن ملاحم البطولة سجلت على كامل تراب الوطن، ففي كل بقعة، وتحت أي نبته، وبجانب أي حجر، وفي أي وادي، هناك دم أو عرق لي مجاهد روى أرض الوطن دفاعاًً عنه " وعلى كل ليبي أن يترفق بالأرض، و يخفف الخطى فتحت أقدامه دماء الشهداء، ورفاتهم، وعرقهم، وعليه أن يتمسح بهذا التراب الطاهر الطهور، لعله يكتسب منه حب التضحية والفداء، ولعله يكتسب منه حب الوطن، والزهد في الملذات. فكتاب الشهداء والشرفاء على امتداد مساحة الوطن الشاسعة. ومن هذا الكتاب نفتح اليوم صفحة المجاهد أحمد زارم الذي ناضل من أجل حرية وكرامة ليبيا في ميادين مختلفة وتنقل بين الدول العربية حاملاً قضية وطنه الذي أغتصب في دار تبادل المصالح بين القوى الكبرى.


أحمد زارم المولد و نشأة

ولد أحمد زارم بن خليفة بن عمر بن سعيد المجدوب سنة 1906 م "تقريباً "، في قرية "الخربة " العامرة حاليا بالرحيبات، أي أنه كان في السادسة من العمر عندما دك الأسطول الإيطالي طرابلس في عام 1911م، وكان يدرك ما يتناقل عن ما يجري بين المجاهدين و الغزاة في طرابلس، فسمع تلك الأخبار من أحد أعيان قريته وهو المجاهد "منصور بن خليفة"، والذي كان يتنقل بين ميدان المعركة والقرى من أجل حث الناس على المشاركة في القتال، وشاهد تجمع أفواج المجاهدين من القرى المحيطة بقريته ، والتي كانت تلبى نداء الدفاع عن الوطن واجتماعات أعيان القبائل والقرى من أجل تنسيق الجهود لمحاربة المحتل، و رأى تدريبات الشباب القادر على حمل السلاح استعدادا لمواجهة الأعداء وذلك من خلال ما عرف " بالشارة " وهو عبارة عن حجر يتدرب عليه الشباب لاكتساب فنون الرماية، ، في هذا الجو المفعم بالنضال تربى المجاهد أحمد زارم، وهنا أريد أن أسرد عليكم واقعة تناولها أحمد زارم في مذكراته تدل على تأثير المناخ المقاوم الذي كان منتشر في البلاد علية هو ورفاقه، فنجده يقول: بعد خسارة المجاهدين لمعركة جندوبة في عام 1913 م. والتي تعتبر ملحمة من ملاحم البطولة قرر المجاهدين بزعامة سليمان الباروني ومحمد سوف الهجرة إلى الأراضي التونسية.وعلى أثر ذلك زحفت القوات الإيطالية نحو مشارف قريته، وبفضول الأطفال ذهب هو وبعض أطفال القرية لكي يشاهدوا النصارى كيف هي أشكالهم، ولما وصل هو ورفاقه وجدوا جنود الاحتلال قد استظلوا بظل أشجار الزيتون. فتقدم لهم أحد الجنود الطليان يسألهم عن أين ذهب الباروني، ومن هم رفاقه، ومتى يعود، ثم تقدم منهم جندي آخر وسألهم هل البارون كبير مثل الزيتونة، أو هو في نفس حجم البشر، وأردف قائلاً " الباروني مسكينو منجارية مافيش، فوشيليا مافيش - باروني اسكابا – باروني مورطو " . وعندما سكت الجندي الإيطالي رد عليه أحد الأطفال قائلاً " الباروني كبير مثل الزيتونة و الباروني منجارية بالزاف. فوشيليا بالزاف.شوي شوي ايجي البارونى الطليان الكل مورطو “. هذه الواقعة تؤكد أن البيئة التي عاش بها أحمد زارم كانت بيئة رافضة للاحتلال معتزة برموزها الوطنيين. تربي أبنائها على حب الوطن، وعلى التضحية من أجله، وعدم الرضوخ للمحتل مهما كانت قوته وجبروته، وإن مقاومة الاحتلال واجب وطني وشرعي، ومشعل المقاومة يسلمه كل جيل إلى الذي يليه.


الهجرة إلى تونس سنة 1926

ما أقسى أن يجبر الإنسان على ترك وطنه وأهله و التراب الذي ترعرع فيه. ولا نجد أبلغ من الوصف الذي أستعمله المجاهد أحمد زارم عن يوم الرحيل حيث وصفه بأنه يوما أشعت أغبر، رياحه هوجاء، حجب فيه شعاع الشمس تكسرت فيه النفوس، وزادت فيه الهواجس و الخوف، ولكن الظروف ألزمت هذا المجاهد على الهجرة من أجل أن يبدأ من تونس الخضراء مرحله الدفاع عن وطنه في المحافل الدولية، فرحل جسداً وبقى قلبه وعقله معلقان بوطنه الذي يئن من الاحتلال و أعماله الوحشية. فكل خطوه كان يخطوها نحو الحدود التونسية كانت تقربه أكثر فأكثر إلى الوطن و يزاد إيمانه بقضيته، وان اجبر على إن لا يسكن في وطنه، فإن الوطن سكن في روحه وتفكيره وقلمه، فأصر منذ أن وصل منطقة حلق الوادي أحد ضواحي العاصمة التونسية، أنه سفر من أجل أن يدافع عن وطنه وقضيته العادلة، فما إن استقر به المقام حتى شرع يفكر في الإلية التي يمارس بها مهامه الوطنية


أحمد زارم والعمل الوطني

بعد أن استقر به الحال في تونس وأصبح في مأمن عن العدو، قرر أن يقترب من الوطن أكثر، فأتخذ قراراً بأن يبدأ العمل الوطني بشكل منفرد وذلك من خلال نشر ما يصله من أخبار الوطن عن طريق الناس الذين يتنقلون بين البلدين أو عن طريق " الراديو". وهنا يحكي لنا انه أقام علاقة مع شخص إيطالي يدعى " كسبارينو " لأنه يملك جهاز راديو، لكي يستمع إلى أخبار الوطن. وقد نشر ما سمع على صفحات الصحف التونسية التي رحبت به و احتضنته جسداً و قلماً، فكتب الكثير من المقالات التي نشرت تحت أسماء مستعارة، فالجالية الإيطالية كانت كبيرة في تونس، كما أن إيطاليا كانت تلاحق الليبيين في تونس عن طريق منظمة تدعى " دوبو لافوار “. و من تلك المقالات نذكر مقاله المنشور في مجلة " الرابطة العربية " لصحابها " أمين السعيد " والتي كانت تصدر من القاهرة في عددها رقم 61 الصادر في 27 جمادى الأولى 1356 هجرية الموافق 4 أغسطس1973 م والذي جاء تحت عنوان " كيف يعامل العرب في بلاد العرب " والذي تناول فيه إعدام المجاهدين خليفة سعيد التايب الغالي ، ومحمد صالح الشعنبي. بسبب رفضهما الذهاب للقتال في الحبشة، وقتلهما للضابط الإيطالي الذي أراد إرغامها على الذهاب، وكيف قامت فرنسا بتسليمها لإيطاليا “. و الجدير بالذكر هنا وحسب رواية المجاهد أحمد زارم أن إيطاليا قامت ببناء نصب تذكاري للضابط الإيطالي “ بيوندي " في نفس المكان الذي قتل فيه وهو برق النصف الواقع بين سيناون و نالوت.وبقت هذه الخيمة حتى بعد قيام الثورة بستة سنوات. ولا ندري. هل تم إزالتها وبناء بدلاً منها نصب تذكاري للمجاهدين أم لا ؟ !!“.


تأسيس حركة المقاومة الليبية في الخارج

بعد رسالة بشير السعداوي التي نشرتها جريدة الصواب التونسية في عددها 596 الصادر بتاريخ 18 أكتوبر 1929م. تم التواصل بين أحمد زارم وبشير السعداوي، فأرسل أحمد زارم رسالة إلى السعداوي على العنوان المنشور في جريدة الصواب، وهو حي المهاجرين أبورمانة رقم 176 بدمشق"، ولم تطل المدة حتى تلقى أحمد زارم الرد من السعداوي ومن ذلك التاريخ صار بينهما التواصل، وفي رسالة السعداوي الرابعة إليه طلب منه الاتصال بالمجاهد محمد عباس المصراتي الذي كان يدرس بجامعة الزيتونة، وتم اللقاء بين الاثنين في دكان الحاج محمد المجدوب التاجوري. ولقد أنضم إليهم كل من المجاهد محمد عمار الشرادي الرحيبي، ومحمود علي الزنتاني، واللذان كان يدرسان في جامعة الزيتونة. ولقد أسس هؤلاء الأربعة حركة المقاومة الليبية في الخارج ضد الاستعمار الإيطالي، وكان ذلك في سنة 1929م. وأطلق عليها أسم " اللجنة التنفيذية للجاليات الطرابلسية البرقاوية " تم تغيير أسمها إلى جمعية الدفاع عن طرابلس وبرقة، ثم تغير الاسم إلى جمعية التوادد والتعاضد بين المجاهدين المسلمين، وأخيراً إلى جمعية الوحدة الليبية، ولقد أسندت مهام السكرتارية لأحمد زارم. واستمر عمل هذه الجمعية عشرين سنة، وخلال فترة عملها اتصلت الجمعية بعدة شخصيات تحررية وقومية مثل شكيب أرسلان، وعبد الحميد بن باديس، ومحي الدين القليبي، وعبد العزيز الثعالبي.... وغيرهم من رموز الحركة القومية في الوطن العربي في ذلك الوقت، ومارست هذه الجمعية نشاطها الوطني ، حيث أصدرت البيانات التي توضح الأحداث التي تمر على الوطن في ظل الإستعمار ، فلقد أصدرت بياناً عن استشهاد عمر المختار ، ووزعت صور عمر المختار على الصحف و المجلات و الشخصيات السياسية و العلمية في المغرب العربي، من أجل توضيح وحشية الاحتلال الإيطالي من خلال ارتكابه لهذه الجريمة ، كما نعت الجمعية استشهاد المجاهد أحمد الشريف سنة 1932م .ونظراً لأتساع نشاط الجمعية داخل تونس انضم إليها سنة 1934م. مجموعة جديدة من المجاهدين الليبيين الذين كانوا على الساحة التونسية مثل عبد القادر الورفلي، ومحمد الكيب، وأحمد تريفيس، وسالم النعمي، ومحمد فياض، ومفتاح غليليب....وغيرهم من الأسماء الوطنية. وفي عقاب اشتعال الحرب الثانية بين الحلفاء والمحور سنة 1939 م. قام أحمد زارم بتوجيه دعوة للمجاهدين وأعيان الليبيين المتواجدين في تونس من اجل دراسة الظروف الدولية، والعمل على توظيف هذه الظروف بالقدر الممكن لصالح قضية تحرير ليبيا من الاحتلال الإيطالي، ولقد حضر هذا الاجتماع المجاهد سالم عبد النبي الزنتاني، ومحمد حسن المشاي، ومفتاح عريقيب، وحسن رضا ريح، وعمر ضيا المدفعي، والطاهر البدي، ومحمد اعويدات، وأحمد تريفس، وسالم النعمي ومحمد فياض، ومفتاح غليليب، وعمر مالك، وإبراهيم السويحلي والمبروك بالريشه، ورمضان حسن، ومحمد شكري، ومحمد الشعتاني ومحمود الزنتاني، وعلى محمد أبوسته، الجابر الصويعي، ومحمود العش، ومحمد عريقيب، وحميدة المطماطي.... وطالبت الجمعية الجهات الفرنسية بالمساعدة في حضور سليمان الباروني، وبشير السعداوي، وعون سوف، وأحمد السويحلي، من أجل قيادة أفواج المجاهدين التي كانت متعطشة إلى تحرير البلاد وفي شهر يونيو 1939م.عقدت الجمعية العامة الوطنية اجتماعا أخر من أجل وضع خطة لتحركها العام، وقام أحمد زارم في هذا الإطار برفقة زميله المجاهد محمد أحمد عريقيب بجولة على المناطق التي يتواجد فيها الليبيين في تونس من أجل إعدادهم وتجهيزهم للمرحلة المقبلة.
واستكمالا لهذه الجهود من أجل تحرير الوطن أجتمع أحمد زارم مع الفرنسيين من أجل الحصول على مساعدتهم في تحرير ليبيا ومن بين ضابط الفرنسيين الذين أجتمع معهم زارم نذكر لوفيفر، ولفدان، وميكار، وأوجي، وبوري، وبرشي. وعلى اثر هذه اللقاءات طلبت فرنسا من أحمد زارم الالتحاق بالقيادة العامة للحلفاء في شمال إفريقيا فاستقل القطار يوم 13 يونيو 1940م. متوجهاً إلى الجزائر، التي وصلها في ظهر اليوم التالي، حيث كان في استقباله شخص يدعى " روفي " ومعه الشيخ أحمد بن زكري، وفور وصوله باشر أحمد زارم مهامه اتجاه الوطن فقام بكتابه منشور وضح من خلاله بشاعة الاحتلال الإيطالي وحث الليبيين في الداخل على الثورة وواصل هذا العمل فكتب منشور أخر عن وفاة سليمان الباروني ، وانضم إليه عون محمد سوف، ومحمد توفيق الغرياني قادمين من مصر " ورغم حاجه أحمد زارم ورفاقه للعون الفرنسي من أجل المساعدة في تخليص البلاد من إيطاليا، إلا أن ذلك لم يجعلهم يسقطون في مكر ودهاء الفرنسيين ويصبحون ورقة تستعملها الدول الكبرى كما تريد وما يؤكد هذا القول القصة التالية جاء الضابط الفرنسي" بروفنصال " إليهم من أجل أن يقوموا بكتابة منشور للتشهير بالأمير شكيب أرسلان وموافقة المنحازة لألمانيا. فرفض هؤلاء القوميين القيام بذلك، لأن أرسلان مجاهد قومي، وهم يتفهمون موقفه لأنه مثلهم يعمل على تحرير قطر عربي آخر من خلال استغلال العلاقات المتقاطعة بين الدول الكبرى، كما يفعلون هم “. واستمروا في هذا العمل فترة من الزمن. يحاولون استغلال كل الظروف من أجل تحرير بلادهم. لكن الدول الكبرى لا تعرف إلا مصالحها، بدون أي اعتبار لقضايا الشعوب الأخرى العادلة والمشروعة،فبعد سقوط فرنسا في يونيو1940م .وتوقيعها للهدنة مع ألمانيا وإيطاليا، تم إيقاف المساعدات الفرنسية لليبيين، وقفل احمد زارم عائدا إلى تونس، والتي نزلت بها القوات الألمانية والإيطالية في نوفمبر 1942 م، مما اضطره إلى مغادرة منطقة الكرم متجها نحو سليانة قاصدا بيت محمد بن عامر الورشفاني وهو أحد أعضاء الجمعية، ثم غادر سليانة متجها نحو الكريب، ومنه إلى منطقة الكاف. وسرعان ما صارت الأمور تذهب إلى صالح الحلفاء، فتقهقرت قوات المحور، وبمجرد نزول القوات الإنجليزية، في الأراضي الليبية، اتصل ضابط إنجليزي يدعى " ادجار هربرت " وشخص عربي مسيحي يدعى " ادوار شدياق " بأحمد زارم، وكعادته دائما فهو يرحب بأي عمل أو خطوة تفك أسر ليبيا من الاستعمار، فالتحق بالجيش الإنجليزي الثامن رفقة محمد خليفة، وانضم إليهم محمد أبو زيد عبد الله وحميدة المطماطي، ومحمد شكري كويدير، وحميدة محمد القعود ، وعبدالله الصادق بعيو . ودخل أحمد زارم برفقة محمد عباس المصراتي والضابط الإنجليزي ادجار هربرت الأراضي الليبية قاصدين طرابلس يوم 15 مايو 1943 م. وعقدوا خلال هذه الزيارة اجتماع في مكتب الفنون والصنائع الإسلامية ومن بين الذين حضروا هذا الاجتماع مصطفى ميزران، ومحمد يونس الكريش، وأحمد الفقية حسن، وعلي الفقية حسن، وأحمد الحصائري...." وبعد أسبوعين رجع أحمد زارم إلى تونس واستئناف نشاطه، حيث عقدت جمعية الوحدة الليبية اجتماعا في يونيو 1944 م. حيث قرر الحاضرين ضرورة رفع مذكرة إلى قيادة الحلفاء بشأن ليبيا، كما تم تشكيل وفد للتعرف على وجهة نظر الأمريكان بخصوص ليبيا ومستقبلها ،وتألف هذا الوفد من محمد عباس، ومحمد بن خليفة، ونور الدين أشميلة، وعمر مالك ،وأحمد زارم. وعبر أشميلة بكل صراحة عن وجهة نظر الليبيين، حيث قال للأمريكان " إذا ساعدتم إيطاليا في سعيها للعودة إلى حكم بلادنا، فسوف لن ينفذ عزمكم هذا، ولن يستقر النفوذ الإيطالي في ليبيا، إلا بعد فناء الشعب الليبي عن بكره أبيه.

العودة والأبعاد

في يناير 1948 م عاد أحمد زارم إلى الوطن، بعد إن استقرت الأوضاع بعض الشيء ولقد سبقت عودته، قدوم اللجنة الرباعية المشكلة من الأمم المتحدة لدراسة الوضع في ليبيا، وبمجرد وصوله أخذ يعمل مع رفاق دربه الذين عادوا من المهجر، على تحديد ملامح الوضع السياسي القادم الذي حلم هو وكل الشرفاء الذي قضوا في سبيل الوطن أو الذين مازالوا على قيد الحياة، وكانت الفترة من 1948 م إلى 1951 م. مهمة في تاريخ ليبيا، بسبب وجود فئة كانت تسعى إلى تقسيم البلاد، وأيضا تريد إن ترتمي في أحضان المستعمر الجديد وهو الإنجليز والأمريكان والفرنسيين، وهذا الأمر لم يرق إلى المؤتمر الوطني برئاسة السعداوي ورفاقه ( أحمد زارم، وصالح عمار النائلي، ومصطفى ميزران، وعلي مصطفى المصراتي.. ) وغيرهم من الشرفاء، فتأمر عليهم العملاء مع الأعداء وتم إبعادهم مرة أخرى عن الوطن وكان ذلك في فبراير 1952 م. واستقر الحال بأحمد زارم مرة ثانية في تونس إلى سنة 1961 م. حيث تمت عودة للوطن، واستقر في وطنه، إلى إن انتقل إلى جوار الخالدين في جنة الفردوس يوم السبت الموافق 3 \ 6 \ 1995 م. ودفن بمقبرة سيدي منيذر بطرابلس .


رحم الله هذا المجاهد سخي العطاء، كثير التضحية والفداء من اجل وطنه وقوميته. ورحم الله كل أبناء الوطن الشرفاء الذين عبدوا بتضحياتهم طريق الاستقلال والحرية في ليبيا، وبقى هذا المجاهد وأمثاله نبراسا لكل الشرفاء والوطنيين، وحفظ الله وطننا من النفعيين وعدمي الضمير.

http://www.alwatan-libya.com/default.asp?mode=more&NewsID=7533&catID=22