الجمعة، 28 مايو 2010

من دفاتر الزمن (6)




بقلم : فرج إبراهيم



كل شيء يمكن أن يغدر بك في هذه الدنيا ، فيزول الجاه بعد إن كنت سيد القوم ، ويترجل الرفيق عن رفقتك.. وأنت في حاجة إلى رفقته ، ويرحل السلطان و كرسيه.. و يسافر الشباب وعنفوانه ويحل المشيب و علله .. كل هذه الأشياء وغيرها تغادرك وترحل وأنت في امس الحاجة إليها

فكل شيء يمكن أن يغادرك ويرحل ..

إلا.. علم إكتسبته من بطون الكتب و تجارب الأيام ... وأدب نهلته من مجالس الأدباء.. وحكمه عرفتها من الحكماء ... وأعمالا صالحة حصدها من مساعدة الفقراء.. وصلاة خالصة إلى وجه ربك .. فلا.. تأخذك العزة و أنت على كرسي السلطان.. وتتجبر ظلماً ... ولا.. يغرك المال الذي في كيسك وتنسى حق الفقراء ... ولا.. تنسيك مجالس الوجهاء الرعاة وتتكبر ... ولا تجعل حبك للمال يفض الناس من حولك ... ولا تفقد ناموسك من أجل فلوسك

فالمال ملعونٍ حتى في القرآن.. وحبه يجلب لك النار .. كن طائي يقصده الفقراء ... وكنّ مجلس يجتمع فيه العلماء ... وسهلاً يترجل عنده عابر السبيل ... وحكمة يرجع إليها فاقد الدليل ...
كن تله يصعد بها قصار القوم.. لكي ينظروا خفايا الأمور ..كن جبلا يصد الرياح العاتيه عن دار الأيتام .. وبستان يفيض بورود المحبة والحنان ......


وللحديث بقية...

الساعة 6.30
28 /5/2010 الجمعة

الأربعاء، 26 مايو 2010

حوارات ثنائية


















بقلم : فرج إبراهيــــــــــــــم عمرو






- 1 -
حوار بين القصر و النفق
قال القصر : أنا من يقطنني صاحب الفخامة و العمر المديد ، ويطرق بابي أصحاب الجلالة و المعالي ، ويتشرف بدخولي وجهاء القوم ، وأنا من صنع السلام ، وحقق السعادة و الهناء للأمة ، أنا الذي أحفظ وأرعى مصالح الأمة الحاضرة و القادمة، وأنا صاحب الموائد الكبيرة التي يتجمع إليها الوجهاء ، وكل طوبه أو مرمر بي تخفي أسرار لقاء أو إتفاق ، أنا قصص وحكايات فيها الفخر في زمان النصر ... وفيها أشياء أخرى بعد رحيل ناصر أستحي منها.
قال النفق : بعد برهة من الصمت الحزين وبصوت إنساني أنا لا أملك ردهات ومرمر وحجاب يقفون على الباب ، ولاتوجد بي طرق وزواريب ملتوية وزاوية مظلمة ، أنا من يمر بي الشهداء في طريقهم إلى الجنة ، والشرفاء في صوبهم نحو ساحات الشرف ، وأنا من يحج إلي من يريد إن يدلل على إنسانيته ، لاتوجد بي تحف ولوحات دافنتشي و العشاء الأخير ، على جدراي صورة طفل يبحث عن علبه حليب، وأرملة تريد دواء لجراحها، وصورة أم تنعي إبنها الشهيد، أنا شريان الحياة للمرابطين في أرض رابط ، بعد أن تخلى عنهم الأخ والجار، أنا شاهد التاريخي على لحظة التخلي وهذا الحصار ،وأنا الشافع يوم الدين للأحرار فأنا من يضع الحياة في زمن لا حياء فيه


- 2 -
حوار بين الجنوب و الشمال
كان دائما الحوار بين الشمال والجنوب يبدأ من الشمال فهو من يفتتح الحوار وهو من يقوم بإرسال السفن و البوارج وقوافل الغزاة وهو من يبدأ بالكلام وينهي الإجتماع كما يريد ويعبد طريقة بجثث الجنوبيين، ويشرب كأس النصر من رحيق دمائهم ، ويرسل أطفاله ألعاب الموت إلى أطفال الجنوب ، كان الشمال يزحف على الجغرافيا ليغير ملامحها ، وعلى ديمغرافيا يبث فيها القتل و التهجير ويزرع فيها الخوف و الفزع إستمر هذا الوضع القاتم ردحا من الزمن والجنوب يئن ، والإنسانية تصمت والشرعية لاتشرع ، و الأخوة يتفرجون ولا يتفاعلون ، لكن الجنوب الصابر ضمد جراحه ، وأنتج من رحم الدمار والتشريد ثقافة المقاومة ، ثقافة حب التضحية و الفداء غرس نبتة الصمود في كل شبر ، سقى روح الإنتصار وتجاوزعقد النقص التاريخية بين الشمال والجنوب ، وصار يصدر للعالم نموذج حب الوطن والإيمان بالذات ، وأمسى الشمال ينصت للجنوب بكل حواسه ، يخشى غضبه وردة فعله ويأخذ على محمل الجد كل حرف أو سكنه تصدر منه، صار الجنوب يقول للشمال مايريد وذلك المتغطرس يستجيب صاغرا .

- 3 -
الشرعية و الإعتراف
تخاصما الطرفان ودهس الأطفال تحت ظلال سيوف الأختلاف ، ومُزقت القضية على سلم كرسي السلطان ، وشرع كل طرف ينال من الأخ العدو ، وقالت الشرعية أنا أستمد وجودي من صوت شعبي ومعاناة أطفالي ، وحق أمتي في الوجود ، أستمد قوتي من صوت الذين دعموني في الأنتخابات صوت من يملكون الحق ... صوت من يجب أن أنصت إليهم قبل كل الآخرين ...الذين يجب أن نضحي من أجل يعيشوا
رد الإعتراف قائلاً : أنت محاصر لاينصت إليك أحد لاتجالس العظماء وتدخلي ردهات الشرعية الدولية و الأنظمة العربية ... ولاتعلمي ماذا يحدث في مجالس المخابرات الأجنبية ، وليس لديك إتفاقات أمنية سرية و علنية مع أبناء عمومتنا وعدوتنا ... وأشياء أخرى تحدث في المفاوضات السرية .
تنهدت الشرعية وقالت : الحمدلله أنني لست شريكه في كل هذه الأشياء ... لا إنسانية

الاثنين، 24 مايو 2010

القنبلة الإيرانية تربك حساب الدول الكبرى






بقلم / فرج إبراهيم


منذ أكثر من ست سنوات وتحديداً بعد الاحتلال الغربي للعراق، لا تكاد تخلو نشرة أو جريدة من خبر عن برنامج إيران النووي، فالدول الكبرى وخصوصاً الولايات المتحدة تعمل جاهداً على حشد الرأي العام العالمي لأراده الدولية من أجل الوقوف في وجه طموحات إيران النووية، وكذلك من أجل كبح دورها المتنامي في المنطقة، وخاصة بعد الفراغ الذي حدث بسبب انهيار العراق وتراجع الدور المصري بشكل كبير، ورغم كل الجهود التي بذلت من جانب الولايات المتحدة وربيبتها ) إسرائيل ( خلال الست سنوات الماضية , إلا أنهما فشلا في خلق رأي عام دولي موحد ضد إيران داخل أروقة مجلس الأمن أو حتى بين نادي الكبار ، وهناك جملة من الأسباب التي قادت إلى هذا الموقف الدولي المتردد نحو الملف النووي الإيراني.
1- قوة إيران الردعية على أي هجوم عسكري :
رغم أن الكثير من معاهد الدراسات الإستراتيجية، وكذلك الخبراء في شؤون العسكرية وضعوا عدة سيناريوهات للضربة العسكرية التي قد تشنها أمريكا أو إسرائيل على المنشآت النووية الإسرائيلية وأصدر معهد (csis) للدراسات الإستراتيجية بواشطن دراسة كاملة تجاوزت لـ 100 صفحة مدعومة بالصور للأحتمالات التي يمكن إن يأخذها شكل الهجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية، كما إن الساسة الأمريكان دائماً ما يقولون في تصريحاتهم أن الخيار العسكري لم يسقط من حساباتهم . غير إن حقيقة الأمر هي أن الخيار العسكري منذ اليوم الأول للأزمة كان بعيد الأحتمال لعدة معطيات وهي:
أ‌- الوضع العسكري لأمريكا: أن الولايات المتحدة التي تعاني في العراق وأفغانستان لا يمكنها أن تقدم على أي مغامرة عسكرية جديدة وهي تعلم يقينا إن قواتها في دول الخليج والعراق سوف تكون أهداف سهلة للقوة الصاروخية الإيرانية،كما تعرف إن إيران تستطيع إن تزيد من معاناة قواتها في أفغانستان من خلال دعم المقاومة الأفغانية .
ب‌- العامل الأخر يتعلق بأثر الحرب على الاقتصاد العالمي إن عصب الاقتصاد العالمي " النفط " يتركز في هذه المنطقة، وأي انقطاع قد يحدث في هذا الجانب بسبب العملية العسكرية ضد إيران، سوف يؤدي إلى دخول اقتصاديات دول عديدة في العالم في أزمات حقيقة قد تصل إلى درجة الأنهيار التام لدى أغلبها.
2- أسلوب إيران في تعامل مع الأزمة : منذ البداية تعاملت إيران مع هذه الأزمة بهدوء ورصانة يحتذى بهما ،وقامت بتوزيع الأدوار، وحافظت على بقاء جميع القنوات الدبلوماسية مفتوحة مع توظيف جيد للظروف الدولية، وخاصة الوضع الذي تمر به الولايات المتحدة على حدودها في العراق وأفغانستان وكذلك بينت للعالم بأنها لاعب رئيسي في المنطقة من خلال علاقتها الجيدة مع حماس وحزب الله، وعملت على تعزيز قدرة حلفائها في المنطقة وأتضح ذلك جليا في حرب 2006 على لبنان، وحرب إسرائيل نهاية 2008 على غزة، وكأنها أرادت أن تقول لإسرائيل إن من ندعمهم يملكون هذه القوة التدميرية والقتالية العالية، وهذا فقط مؤشر على قدرتنا العسكرية العالية التي تتجاوز بكثير ما يملك حزب الله أو حماس .
كما قامت أيضاً باستعراض قوتها العسكرية من خلال إعلانها بين الفينة والأخرى عن انجازاتها الذاتية في هذا المجال.
3- الإنفتاح على الجوار: منذ البداية سعت بعض الأطراف الدولية إلى تسويق فكرة إن طموحات إيران النووية في الاساس موجهة ضد جيرانها العرب، وحشدت جميع قنواتها الدبلوماسية والإعلامية من أجل هذا الطرح، وأدركت القيادة الإيرانية ذلك منذ البداية، كما أن القيادة في الإيران تعلم تماماً إنه بدون مساعدة دول الجوار لا يمكن لأي قوة مهاجمتها، ولهذا منذ إعلانها عن نجاحها في تخصيب اليورانيوم عرضت على دول الخليج العربي خصوصا ودول الجوار عموماً اتفاقية سلام وعدم اعتداء وحضر الرئيس الإيراني أغلب القمم واللقاءات التي عقدت في المنطقة من أجل طمأنة جيرانه العرب وإظهار حسن النية، كما عمل على بناء علاقات جيدة مع تركيا وأفغانستان، وبذلك استطاعت إيران وبشكل كبير تفويت خلق مناخ معادي بشكل صريح في الجوار.رغم أن مناخ الثقة لم يترسخ بشكل قطعي.
4- تقطيع الوقت : منذ البداية أتضح أن إيران تريد كسب الوقت وانتهجت سياسية محكمه فأستغلت جميع المناسبات من أجل كسب زمن، واستطاعت بهذا النهج أن تقطع خطوات كبيرة في برنامجها النووي وخاصة في مجال التخصيب ،وكذلك زيادة عدد المنشآت النووية و أجهزة الطرد المركزي .


وعندما شعرت إيران إن الإرادة الدولية تكاد تكون منعقدة بخصوص إتخاذ قرارات صارمة ضدها، وإن الولايات المتحدة وإسرائيل قد ينجحا هذه المرة من خلال استغلال المناخ التوافقي من أجل فرض عقوبات دولية، فاجأت إيران الدول الكبرى بقنبلة جديدة بتوقيعها على اتفاق تبادل الوقود النووي مع تركيا والبرازيل، وهي بذلك أربكت جهود القوى الساعية إلى حشد إجماع دولي ضدها، إن صناع القرار السياسي الإيراني أتخذ دائماً خطوات أتصفت بالحكمة والدهاء السياسي مكنته من تجاوز أغلب العراقيل التي وضعت في طريق برنامجه النووي الذي يتجه قطاره مسرعا نحو النهاية المرسومة له .هذا الاسلوب التفاوضي يبقى مثال لابد إن يدرس في أكاديميات العلاقات الدولية وكليات العلوم السياسية.


الأربعاء، 12 مايو 2010

كلمات .. في لحظة وداع



















بقلم : فرج إبراهيم





تطرح الأيام جبالا....وتصرع الموت رجالا.. ويواري الثرى أجيالا .. ويخفى الشاهد إبطالا ... وتصبح الحقيقة مجرد قصة .. والأفعال والأحداث حكايات نحكيها في مجالسنا.. ويمسى ذلك المتحدي لقوانين الطبيعة القاسيه ورافض للاستسلام لها ، مجرد جثة .. مجرد خبر .. يصبح شيئا من الماضي .. بعد إن كان هو مركز الحدث بل هو الحدث ذاته.. صار جثة هامدة تحتاج إلى مساعدة الآخرين..وهو الذي كان يمد العون للآخرين يبث فيهم روح التحدي ... يعبد لهم طريق النور بالقلب المبصر و العقل المدبر و الفكر المستنير .. كان نظره يتجاوز نظر العيون كان يرى ما لا يرون ... كان يقرأ الكتب بالقلب لا بالعيون ..مرهف الحس .. سريع البديهة .. مثقف بين المثقفين يتقدم صفوف المصلين ... يعبد طريق العلم لإخوانه في جمعية النور للمكفوفين .. يلم الشمل عندما يتخاصم المقربين .. كان نقطة الإجماع عند جميع المختلفين كان مبعث الحياة عند جميع اليائسين ..كان بيت الكرم الذي يستقبل كل الزائرين .. فالإبتسامة التي كانت دائما مرتسمة على محياه تطرد عبوسية الزمن .. ودعابته الحاضرة دائما تخترق صمت الأيام .. عاش متحديا للظروف القاهرة و غادرت روحه الطاهرة بالقاهرة ..رحل وهو راضيا بما قدم خلال حياتهً غادر بهدوء مؤمن بقضاء ربه ... تركا خلفه دروسا في الكرم و الإيمان و التضحية من أجل الآخرين ...

خالداً في دنياه بصيته الطيب ..وخالداً في آخرته بأعماله الصالحة .

12/ 05 / 2010


http://www.alwatan-libya.com/default.asp?mode=more&NewsID=9837&catID=37