الأربعاء، 26 مايو 2010

حوارات ثنائية


















بقلم : فرج إبراهيــــــــــــــم عمرو






- 1 -
حوار بين القصر و النفق
قال القصر : أنا من يقطنني صاحب الفخامة و العمر المديد ، ويطرق بابي أصحاب الجلالة و المعالي ، ويتشرف بدخولي وجهاء القوم ، وأنا من صنع السلام ، وحقق السعادة و الهناء للأمة ، أنا الذي أحفظ وأرعى مصالح الأمة الحاضرة و القادمة، وأنا صاحب الموائد الكبيرة التي يتجمع إليها الوجهاء ، وكل طوبه أو مرمر بي تخفي أسرار لقاء أو إتفاق ، أنا قصص وحكايات فيها الفخر في زمان النصر ... وفيها أشياء أخرى بعد رحيل ناصر أستحي منها.
قال النفق : بعد برهة من الصمت الحزين وبصوت إنساني أنا لا أملك ردهات ومرمر وحجاب يقفون على الباب ، ولاتوجد بي طرق وزواريب ملتوية وزاوية مظلمة ، أنا من يمر بي الشهداء في طريقهم إلى الجنة ، والشرفاء في صوبهم نحو ساحات الشرف ، وأنا من يحج إلي من يريد إن يدلل على إنسانيته ، لاتوجد بي تحف ولوحات دافنتشي و العشاء الأخير ، على جدراي صورة طفل يبحث عن علبه حليب، وأرملة تريد دواء لجراحها، وصورة أم تنعي إبنها الشهيد، أنا شريان الحياة للمرابطين في أرض رابط ، بعد أن تخلى عنهم الأخ والجار، أنا شاهد التاريخي على لحظة التخلي وهذا الحصار ،وأنا الشافع يوم الدين للأحرار فأنا من يضع الحياة في زمن لا حياء فيه


- 2 -
حوار بين الجنوب و الشمال
كان دائما الحوار بين الشمال والجنوب يبدأ من الشمال فهو من يفتتح الحوار وهو من يقوم بإرسال السفن و البوارج وقوافل الغزاة وهو من يبدأ بالكلام وينهي الإجتماع كما يريد ويعبد طريقة بجثث الجنوبيين، ويشرب كأس النصر من رحيق دمائهم ، ويرسل أطفاله ألعاب الموت إلى أطفال الجنوب ، كان الشمال يزحف على الجغرافيا ليغير ملامحها ، وعلى ديمغرافيا يبث فيها القتل و التهجير ويزرع فيها الخوف و الفزع إستمر هذا الوضع القاتم ردحا من الزمن والجنوب يئن ، والإنسانية تصمت والشرعية لاتشرع ، و الأخوة يتفرجون ولا يتفاعلون ، لكن الجنوب الصابر ضمد جراحه ، وأنتج من رحم الدمار والتشريد ثقافة المقاومة ، ثقافة حب التضحية و الفداء غرس نبتة الصمود في كل شبر ، سقى روح الإنتصار وتجاوزعقد النقص التاريخية بين الشمال والجنوب ، وصار يصدر للعالم نموذج حب الوطن والإيمان بالذات ، وأمسى الشمال ينصت للجنوب بكل حواسه ، يخشى غضبه وردة فعله ويأخذ على محمل الجد كل حرف أو سكنه تصدر منه، صار الجنوب يقول للشمال مايريد وذلك المتغطرس يستجيب صاغرا .

- 3 -
الشرعية و الإعتراف
تخاصما الطرفان ودهس الأطفال تحت ظلال سيوف الأختلاف ، ومُزقت القضية على سلم كرسي السلطان ، وشرع كل طرف ينال من الأخ العدو ، وقالت الشرعية أنا أستمد وجودي من صوت شعبي ومعاناة أطفالي ، وحق أمتي في الوجود ، أستمد قوتي من صوت الذين دعموني في الأنتخابات صوت من يملكون الحق ... صوت من يجب أن أنصت إليهم قبل كل الآخرين ...الذين يجب أن نضحي من أجل يعيشوا
رد الإعتراف قائلاً : أنت محاصر لاينصت إليك أحد لاتجالس العظماء وتدخلي ردهات الشرعية الدولية و الأنظمة العربية ... ولاتعلمي ماذا يحدث في مجالس المخابرات الأجنبية ، وليس لديك إتفاقات أمنية سرية و علنية مع أبناء عمومتنا وعدوتنا ... وأشياء أخرى تحدث في المفاوضات السرية .
تنهدت الشرعية وقالت : الحمدلله أنني لست شريكه في كل هذه الأشياء ... لا إنسانية

ليست هناك تعليقات: