الجمعة، 17 سبتمبر 2010

ليبيا تفقد خصوصيتها




بقلم : فرج إبراهيم عمرو


من بين ما تميزت به ليبيا خلال العقود الماضية هو أن جميع المحلات التجارية تحمل أسماء عربية ومكتوبة باللغة العربية فكانت المدن الليبية وعاصمتها طرابلس تتميز بأن أسماء شوارعها ومحلاتها التجارية هي عربية قحة كتابة ومعنى، هذا الموضوع كان نقطه إشادة من جميع العرب الذين زاروا ليبيا في الماضي، على عكس اغلب المدن والعواصم العربية التي تعج بالأسماء والكلمات الأجنبية والترجمة الحرفية غير السليمة لبعض الكلمات الأجنبية ، إن كتابة أسماء المحلات التجارية باللغة العربية يدل على التمسك باللغة القرآن و الاعتزاز بالذات و الهوية العربية كما يسهل عملية التواصل مع الناس لأن معظم رواد هذه المحلات لا يتقنون اللغات الأجنبية، ولكنه وللأسف الشديد أن هذه الخصوصية لم تعد قائمة اليوم، فلقد أصبحنا نرى الكلمات الأجنبية وخصوصاً الإنجليزية تغزو شوارعنا ومحلاتنا التجارية، لا أعرف ما هي دوافع هذا السلوك هل هو تقليد أعمى كما يقولون أو غزو منظم تقوم به جهات معينة ونحن لا ندري أو هو جفاء لهويتنا العربية؟. إن انتشار الكلمات و الأسماء الأجنبية أمر لابد من التنبه له وعلى الجهات الرسمية ضرورة العمل على وضع ضوابط إدارية صارمة للحد منه، فلا يجوز أبدا أن يكتب كل شخص ما يريد وما يعلم وما لا يعلم معناه، هذا السلوك ليس من التطور في شيء ، إن التطور هو تعليم أبناءنا اللغات الأجنبية لمساعدتهم في البحث و المعرفة والتواصل مع الآخرين ، وليس من اجل تقليد الأمم و الشعوب الأخرى و الانسلاخ عن ثقافتنا وهويتنا العربية والدينية.
فالعالم يحترمك ويقدرك ويجلك عندما تحترم ذاتك و لغتك وهويتك وتتمسك بدينك، نرجو مجددا أن ينتبه الجميع لمخاطر هذا التقليد الأعمى وإن يتم الحد منه بأسرع وقت .
والله من وراء القصد


الاثنين، 13 سبتمبر 2010

تشافيز وعبد اللطيف بوكر .. من الأجدر ؟ !!












بقلم : فرج إبراهيم عمرو




التكريم..والوفاء.. والتمجيد من السمات الحسنة في المجتمعات و المؤسسات، فالوفاء لمن قدم وأعطى يدل على عدم الجحود و التنكر للذي تفانى في عمله، وكذلك هو دافع وحافز للآخرين من أجل المزيد من البذل والعطاء ، ولابد من الإشارة و الإشادة بإن ليبيا حددت يوم 30 من شهر الفاتح من كل عام عيد للوفاء و التكريم، وهذه السنه الحميدة واحدة من السنن الكثيرة التي عملت بها ثورة الفاتح، لكنه للأسف لم يبني عليها بشكل حسن هذه الكلمات أردت لها أن تكون تواطئة لهذا المقال والذي يتعلق بإطلاق إسم تشافيز على أحد ملاعبنا الرياضية بمدينة بنغازي فكل ما سمعت إسم هذا الملعب يتبادر إلى نفس السؤال لماذا إختار الإتحاد العام لكرة القدم إسم تشافيز لمولوده الكروي الجدي د؟ ، فماذا قدم تشافيز مع حفظ الألقاب للشباب الليبي أو كرة القدم الليبية وحتى لحركة الشباب العربي أوالعالمي؟. حتى يحظى بهذا التكريم ويصبح إسمه على كل لسان وفي كل وسيلة إعلامية ، نحن لا نعلم إذا كان للسيد تشافيز جهود تستحق هذا التكريم الذي لم تحظ به العديد من الشخصيات السياسية و الرياضية في بلادنا والتي أعطت كل جهدها ووقتها لخدمة الوطن و الرياضة ولا مجال لحصرهم هنا وأذكر منهم على سبيل المثال شخصية واحده وهو المرحوم الأستاذ عبد اللطيف بوكر وهو من أعمدة رياضية كرة القدم العربية فهو أول رئيس للإتحاد العربي لكرة القدم الذي تأسس عام 1974م ، كما ترأس الإتحاد الليبي لكرة القدم لفترات مختلفه وقدم خدمات جليلة لرياضية كرة القدم في ليبيا ، ولم تقتصر مساهمات هذا الرجل على مجال الرياضة فقط ، بل له العديد من المساهمات في مجال الإعلام والصحافة وكان قلمه من بين الأقلام المميزة في هذا الوطن و تنقل بين العديد من المؤسسات، وكان قمة في العطاء و التفاني من أجل وطنه وثورته، وقد إستشهد وهو يتابع مهامه ككاتب عام للجنة الشعبية العامة للإعلام و الثقافة بسبب حادث سير أليم، ومع كل التقدير والإحترام لشخص الرئيس هوغو تشافيز ، إلا أن الأستاذ المرحوم عبد اللطيف بوكر هو الأجدر بالتكريم من طرف الإتحاد العام لكرة القدم الليبي ومن جميع الجهات المسئولة عن الرياضة في ليبيا .
أعتقد جازماً أن الإتحاد العام لكرة القدم أرتكب خطاء عندما قام بإطلاق إسم تشافيز على ملعب كرة القدم الجديد بمدينة بنغازي ، قد يقول قائل أن مواقف تشافيز مع القضايا العربية تستحق الإشادة، نقول معه نعم الإشادة و الثناء ولكن ليس إطلاق إسمه على صرح رياضي ، فماذا لو بدل تشافيز غدا مواقفه السياسية التي هي محل الإشادة والتقدير؟
فالسياسة علمتنا أن كل شيء جائز وممكن الحدوث . من هذا المقال ندعو كل الجهات الرسمية في الدولة وفي مقدمها اللجنة الشعبية العامة وأمانة مؤتمر الشعب العام من أجل تشكيل لجنة دائمة تدرس و تضع معايير لأسماء الشخصيات والأحداث التي تطلق على مؤسساتنا وشوارعنا والأبنية ، فلا يجوز إن نقوم بتخليد وتمجيد شخصيات غربية ونترك أبناء الوطن الذين ضحوا وإستشهدوا وقدموا أرواحهم رخيصة من أجل وطنهم . نريد أن نرى إسم كل من تفانى من أبناء الوطن أو كل من قدم خدمات جليلة أو متميزة لهذا الوطن يكرم من خلال اطلاق إسمه على احد الشوارع أو المؤسسات التعليمية أو القاعات الثقافية أوالمركبات الرياضية، ويجب وضع صورته ونبذه عنه في مدخل المكان الذي يحمل إسمه، ويشارك أهله وذويه في إفتتاح ذلك المكان فالتكريم له أثرطيب على الأهل ، وأيضا ينبه الجيل الجديد بما قدم السلف من خدمات وتضحيات من أجل هذا الوطن.
والله من وراء القصد..



http://www.alwatan-libya.com/more.asp?ThisID=11961&ThisCat=22&writerid={WriterID}





http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2010/09/12/209200.html

الأربعاء، 8 سبتمبر 2010

من دفاتر الزمن.... (7)













بقلم : فرج إبراهيم عمرو


ذات مساء... وشمس تكاد إن تكون أصيلا.. في يوم أمتزج فيه الخريف بالشتاء ..إنطلقت نحو ذلك المكان الذي تعودت أن أذهب إليه كل ما أردت أن تجول بي الذاكرة في صبى الأيام والتي مضت بحكم دورة الزمن ..أياما كنا نقضي قيلولتها بحثا عن مواكير الطيور و عن فاكهة نضجت هنا أو هناك....ففي كل حبة رمل و مع كل شجره لنا حكايات و ذكريات ..وصل بي قطار الذكريات إلى تلك الزيتونة التي كان أبي يستظل بظلها الوارف من قيض الزمان ويسترخي تحتها من عناء الأيام لكي يجدد نشاطه ، ويبتعد عن مشاغبات منصور ورفاقه .. مررت بها وجدتها تشكو الوحده ، والإهمال، والغبار المتناثر من شاحنات أحفاد يأجوج و مأجوج..صافحتها و سألتها عن حالها و أحوالها و كيف ترى الأمس وكيف ترى اليوم..لفها الحزن وراحت تسرد الأيام الخوالي .. تسرد لي قصصا و حكايات عندما كانت هي المكان الذي يقصده الجميع لكي يستمعوا إلى حكايات ومواعظ رفيقها الذي آثر ظلها على كل الظلال.. ورفقتها على كل الرفاق ... فقالت كان يمر بي ذو الساعد الأسمر حاملا معول الحياة .. يشق به سواقي الأمل وإرادة البقاء مرتسمة على جبينه.. كان يمر بي ليأخذ فسحه وموعظة ولكي يجدد نشاطه و يستعيد طاقاته..وما أن يغادرني حتى استقبال ابن جدته الذي صقلته ظروف الحياة فارتسمت على تقاسيم وجهه دروبها الصعبة والمتقاطعة فيسكن إلي ليحتسي كوبا من الشاي ويتبادل الحكايات و الأحاديث مع رفيقي..ويغادر المكان على نغمات الأصوات المتصاعدة بين الجارات لعله يخمد وترا من هذه الأوتار..و يصافحني عابر الطريق فيملأ سمائي مرحا .. ويتركني بعد أن نفض شيئا من رتابة الزمان.. ويهم رفيقي يطوي مسيرة يوما من العمل قبل إن يحل الظلام ..و أنا أدعو له بالسلامة والتوفيق وهو يواعدني باللقاء في ذات الزمان.. هكذا كنت بالأمس مكانا عامرا بالأحاديث والحكايات ..كانت الأبرز بين كل الأغصان ... أما اليوم فأنا مهجوره لا زوار .. ولا نار.. ولا عابر سبيل.. ولا رفيق .
أشكو من الوحده .. و النسيان .. و إهمال الأحفاد .. وعثرات الزمان


و للحديث بقية...
31 – 08 – 2010 - نيقوسيا

الثلاثاء، 7 سبتمبر 2010

فهمي هويدي يكفر ليبيا




بقلم / فرج إبراهيم عمرو


كتب السيد فهمي هويدي يوم السبت الفائت الموافق 4 سبتمبر في جريدة الشروق الجديد المصرية مقالاً بعنوان " لنبدأ بأسلمة ليبيا " حيث قال بالنص (.... فإننى أقترح على الأخ العقيد أن يبدأ بأسلمة ليبيا قبل أسلمة أوروبا. ولا أعنى بالأسلمة هنا تلبيس النساء الطرح وإلزام الرجال بإطلاق لحاهم، ولكن أعنى العمل على تحقيق مقاصد الشريعة فى إقامة العدل وإشاعة الحرية والحفاظ على كرامات الناس وتأمينهم. ).وجاءت دعوته لضرورة أسلمة ليبيا في سياق تعرضه لدعوة الأخ القائد لمجموعة من الشباب الإيطالي لدخول الإسلام والتي جاءت على هامش الاحتفال بالذكرى الثانية لمعاهدة الصادقة الليبية الإيطالية الذي أقيم بروما أواخر الشهر الماضي. والكتابة السلبية ضد ليبيا وما يصدر من ليبيا موضة يمارسها بعض أصحاب الأقلام في الصحف العربية، فمنهم من هو قاصر عن فهم الأفكار و بواطنها وبذلك يكون من نفس فئة الذين قتلوا جاليليوا بحجة أنه يقول كلاماً غير معقول وينشر البدع بين البشر، ثم عادوا واعتذروا منه بعد 400 سنة لإدراكهم انهم كانوا قصار البصر والبصيرة وان عقولهم لا تدرك ابعد من أخمص القدم ، أما كان يدركه جاليليوا فهو يتجاوز مداركهم بعقود ، ومنهم من يعلم مقاصد الأمور ولكنه يعاني من عقدة الأخ الأكبر والذي يرفض إلا أن يكون هو فقط مصدر الفكرة والفعل ويعيش فكرياً في متحف الحضارات ويقطن في كهف النرجسية ويتوهم إنه في طليعة أهل العلم والعالم وهذا النوع ندعو له بالشفاء الفكري، ونقول له أن العالم تجاوزك بسبب حالة الجمود الفكري والإنساني والقومي الذي تعيشه .
سيادة الكاتب و المفكر الإسلامي فهمي هويدي أنت خير من يعلم ونحن في العشرة الأواخر من هذا الشهر الكريم شهر التوبة و الغفران إن تكفير المسلم لا يجوز وسند هذا القول ما أورد لنا ثلة من أصحابه عن سيد البشر صلى الله عليه وسلم قوله " إذا كفر الرجل أخاه فقد باء بها أحدهما" وفي رواية أخرى " أيما رجل قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما إن كان كما قال ، وإلا رجعت عليه".


فما بالك بمن كفر ستة ملايين مسلم ،لا تكون قد رجعت علية صفة الكفر ستة ملايين مرة ؟


إن ليبيا دولة مسلمة وشعبها يقيم شعائره الدينية، وهي بلد المليون حافظ لكتاب الله، والمنارات الدينية تنتشر في كل ربوعها، ولا فسق وفجور يمارس على شواطئها، وشيخها لم يشرم عرضه، بل هو مبجل و حتى رفاته مقدس ومصان وابنه مقدر وقد أجبرنا أحفاد قتلته على الاعتذار له، وتقبيل أيادي نجله طلبا في الصفح والاعتذار،وليبيا لم تحول بيوتها إلى أوكار للدعارة ولم تفتح محلات لبيع الخمر الذي حرم على المسلمين وهو أيضاً من عمل الشيطان .و لم تصدر منها أي فتوى تحرم العمل الجهادي، ولم تقر بشرعية وجود من دنس المقدسات، ولم تتعاون مع قتلة أخوتها في الإسلام والعروبة، ولم تشارك في تجويع أو حصار المرابطين حماة المقدسات. إن ليبيا التي تدعو إلى أسلمتها هي التي تعمل بجهد حثيث وخالص إلى وجهه الله سبحانه و تعالى من أجل نشر الإسلام في الكثير من دول العالم وخاصة في أفريقيا وشرق آسيا، وهي التي تدعو الأئمة الصادقين لزيارتها من أجل الإفادة و الاستفادة من أمثال عائض القرني وسليمان العودة والنجار ويوسف سويدان وغيرهم. ولك أن تعود إليهم لكي يقولوا لك ماذا شاهدوا في ليبيا .


إن ما ورد في مقالك من مغالطات ينم عن عدم إدراك بواقع الحال في ليبيا، أو إنه صادر عن شخص نار الحقد تأكل صدره لأنه يعيش حالة سكون والآخرين من حوله صاروا مركز الفعل ، وهذا الأمر لا يتحمل الآخرين تبعاته ، إذا كان لك رأي أو نصيحة فأنت و محيطك أجدر بها من ليبيا، فأنظر إلى محيطك القريب وسوف تدرك أي بلد تريد لأسلمة و الإصلاح والعودة إلى صحيح الإسلام فالحر أول ما يبدأ بنفسه وعائلته وبلده ، ونحن في ليبيا ولله الحمد و بإقرار من أهل العلم و الشريعة في كل أرجاء العالم الإسلامي نعمل بشرع الله ونصبوا إلى العدل وإشاعة الأمن والأمان بين أهلنا وولي أمرنا يرفض زيارة من استعمر بلادنا ونكل بأهلنا إلا بعد إن اعتذر أمام كل العالم وقام بتقبيل جبين أحفاد المجاهدين. نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، ونقول الحقيقة ونرجو السداد من الله ، ولا نعيش حالة العظمة الزائفة.
ونطالبك بالإعتذار من الشعب الليبي وإن تعود إلى رشدك وتنطق بالشهادة ستة ملايين مرة إذا رغبت أن تلقى وجهه ربك وأنت على دين الإسلام. قال الله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُون -الأنفال:24 .


كما نطالب جميع الليبيين من أهل العلوم الدينية والجهات الرسمية الليبية والقانونية برفع دعوى قضائية ضد السيد فهمي هويدي على تكفيره لليبيين، لأن هذه الدعوة هي دعوة من أجل بث الفتنة وخلق البلابل في بلد مسلم مستقر آمن، ولا يجب الأستمرار في السكوت على هذه الأقلام المشبوهة التي تبث حقدها وسمومها وتكتب الأباطيل، وتزييف الحقائق، وتخرس على الموبقات والمحرمات في دارها.





الاثنين، 6 سبتمبر 2010

م . ر (1) المهم .. ما يخون القائد والثورة




بقلم : فرج إبراهيم عمرو


ما دفعنا إلى التوقف عند هذا الموضوع هو الأحاديث الدائرة في كل أتراح وأفراح الليبيين عن مؤسسات الدولة،والفساد، والسرقة ،و التصنيفات التي يصدرها كل طرف نحو الأخر فهذا يوصم الثاني بالرجعية والثاني يصف الأول بالفساد فكثيراً ما تسمع أن المسؤول الفلاني دمر إحدى مؤسسات الدولة وحولها إلى أنقاض بعد إن حول خط سير إنتاجها نحو حسابه الخاص بمصرف الوحدة وعندما لم يعد يستوعب حسابه بمصرف الوحدة كمية الانتاج تم تحويل الفائض الى البنوك الاجنبية في دبي اسويسرا ودول الجوار، بل هناك من وصل فائض السرقة عنده الى ماوراء المحيطات والبحار في بلاد الصقيع . ورغم هذا تسمع صوت يقول لك " على الأقل هذا ما يخو نش الثورة و القائد "
فتسأل نفسك .. ماهي الخيانة في مفهومه ..وهل للخيانة شكل أو مفهوم واحد فقط !! ؟ ما هي الثورية في مفهومه؟
وتدرك أنه هناك قصور في فهم الخيانة وحتى في مفهوم معمر القذافي بعد 41 سنه من الثورة ، أو المقصود هو إبعادك عن جوهر الموضوع، ولجم صوتك من أجل الاستمرار بتدمير مؤسسات المجتمع ونهب ثرواته ونقلها إلى مكان غير المكان الذي أنشأت من أجله .
سيدي المواطن الحر الغيور على وطنك وثورتك وقائدها ومنجزاتها .
إن معمر القذافي لم يعد شخص عادي، وكيان مادي فقط ، بل صار كيان مادي ومعنوي و فكري، ولقد أصبح حلم كل مواطن يريد التخلص من التبعية و التخلف و الجهل و الإقطاع و الفساد ، فمعمر القذافي اليوم هو كل مشروع السكاني يهدف إلى رفض العودة مجدداً إلى الأكواخ ، وهو كل مؤسسة تعليمية تهدف إلى القضاء على الجهل و التجهيل الفكري حتى لا تسلب إرادة الشعب ، وهو كل مستشفى يأمل في القضاء على الأوبئة ويرفض أن يعود الوضع الصحي إلى زمن الأمراض المستوطنة، معمر القذافي هو كل مؤسسة إنتاجية أو خدمية تعمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي و التقليل من الاعتماد على البحار وما ورائها، وهو كل مؤسسة إعلامية وثقافية تهدف إلى تقديم المعلومة على حقيقتها وترفض التدليس وتغييب الشعب هو كل مؤسسة أمنية تعمل على حماية الوطن و المواطن من تربص الأعداء .
ومن هذا المنطلق فإن أي اعتداء على هذه المؤسسات هو اعتداء مباشر على شخص معمر القذافي وعلى الثورة ، ولابد من التصدي لهذا الاعتداء بكل قوة وحزم ، وأن أي شخص يتولى زمام المسئولية أي كان حجمها لابد أن يعي أن إهماله في أداء عمله و تسخير مقدرات هذه المؤسسة أو تلك لمصلحته الشخصية هو عمل غير ثوري ، بل أنه خيانة صريحة للثورة و قائدها، وأنه من خلال هذه التصرفات يحقق أهداف أعدائها و المشككين بنُبل توجهاتها وغاياتها . فخيانة الشخصيات النضالية لها أشكال متعددة ولا تنحصر بالمفهوم البسيط للخيانة، فقد تكون من خلال الاعتداء على أفكارهم وأحلامهم وأهدافهم التي ناضلوا من أجلها، وهذا شكل من الاعتداء لا يقل خطورة عن الاعتداء الجسدي فكل من دمر مؤسسة من مؤسسات الدولة و أنحرف بها عن مسارها وعطل أهدافها المرسومة لها، أو قام بسلوكيات تسيء بشكل أو بأخر للثورة وقائدها هو عدو للثورة ومنجزاتها وأهدافها، وهو يعمل بقصد أو بغير قصد لصالح أعداء الثورة .
ولابد من محاسبته بأقصى ما ورد في قانون العقوبات من نصوص رادعة ، وإذا كان هناك أي قصور أو نقص أو لبس في تحديد مفهوم الخيانة وجب سد هذا النقص وإيضاح هذا الالتباس حتى يكون الأمر جلياً للجميع، وحتى لا يطل علينا أي شخص من هؤلاء الذين خانوا الأمانة وعملوا على تدمير أحلام وأهداف وطموحات الثورة ورمزها ويقول لنا أنه يحب بلده ويقسم لنا بكل الكتب السماوية بأنه ثوري ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يخون الثورة أو يتحالف مع أعدائها .
وبعد هذا تكون رفعت الأعذار ... ووجب تنفيذ القانون .