الثلاثاء، 7 سبتمبر 2010

فهمي هويدي يكفر ليبيا




بقلم / فرج إبراهيم عمرو


كتب السيد فهمي هويدي يوم السبت الفائت الموافق 4 سبتمبر في جريدة الشروق الجديد المصرية مقالاً بعنوان " لنبدأ بأسلمة ليبيا " حيث قال بالنص (.... فإننى أقترح على الأخ العقيد أن يبدأ بأسلمة ليبيا قبل أسلمة أوروبا. ولا أعنى بالأسلمة هنا تلبيس النساء الطرح وإلزام الرجال بإطلاق لحاهم، ولكن أعنى العمل على تحقيق مقاصد الشريعة فى إقامة العدل وإشاعة الحرية والحفاظ على كرامات الناس وتأمينهم. ).وجاءت دعوته لضرورة أسلمة ليبيا في سياق تعرضه لدعوة الأخ القائد لمجموعة من الشباب الإيطالي لدخول الإسلام والتي جاءت على هامش الاحتفال بالذكرى الثانية لمعاهدة الصادقة الليبية الإيطالية الذي أقيم بروما أواخر الشهر الماضي. والكتابة السلبية ضد ليبيا وما يصدر من ليبيا موضة يمارسها بعض أصحاب الأقلام في الصحف العربية، فمنهم من هو قاصر عن فهم الأفكار و بواطنها وبذلك يكون من نفس فئة الذين قتلوا جاليليوا بحجة أنه يقول كلاماً غير معقول وينشر البدع بين البشر، ثم عادوا واعتذروا منه بعد 400 سنة لإدراكهم انهم كانوا قصار البصر والبصيرة وان عقولهم لا تدرك ابعد من أخمص القدم ، أما كان يدركه جاليليوا فهو يتجاوز مداركهم بعقود ، ومنهم من يعلم مقاصد الأمور ولكنه يعاني من عقدة الأخ الأكبر والذي يرفض إلا أن يكون هو فقط مصدر الفكرة والفعل ويعيش فكرياً في متحف الحضارات ويقطن في كهف النرجسية ويتوهم إنه في طليعة أهل العلم والعالم وهذا النوع ندعو له بالشفاء الفكري، ونقول له أن العالم تجاوزك بسبب حالة الجمود الفكري والإنساني والقومي الذي تعيشه .
سيادة الكاتب و المفكر الإسلامي فهمي هويدي أنت خير من يعلم ونحن في العشرة الأواخر من هذا الشهر الكريم شهر التوبة و الغفران إن تكفير المسلم لا يجوز وسند هذا القول ما أورد لنا ثلة من أصحابه عن سيد البشر صلى الله عليه وسلم قوله " إذا كفر الرجل أخاه فقد باء بها أحدهما" وفي رواية أخرى " أيما رجل قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما إن كان كما قال ، وإلا رجعت عليه".


فما بالك بمن كفر ستة ملايين مسلم ،لا تكون قد رجعت علية صفة الكفر ستة ملايين مرة ؟


إن ليبيا دولة مسلمة وشعبها يقيم شعائره الدينية، وهي بلد المليون حافظ لكتاب الله، والمنارات الدينية تنتشر في كل ربوعها، ولا فسق وفجور يمارس على شواطئها، وشيخها لم يشرم عرضه، بل هو مبجل و حتى رفاته مقدس ومصان وابنه مقدر وقد أجبرنا أحفاد قتلته على الاعتذار له، وتقبيل أيادي نجله طلبا في الصفح والاعتذار،وليبيا لم تحول بيوتها إلى أوكار للدعارة ولم تفتح محلات لبيع الخمر الذي حرم على المسلمين وهو أيضاً من عمل الشيطان .و لم تصدر منها أي فتوى تحرم العمل الجهادي، ولم تقر بشرعية وجود من دنس المقدسات، ولم تتعاون مع قتلة أخوتها في الإسلام والعروبة، ولم تشارك في تجويع أو حصار المرابطين حماة المقدسات. إن ليبيا التي تدعو إلى أسلمتها هي التي تعمل بجهد حثيث وخالص إلى وجهه الله سبحانه و تعالى من أجل نشر الإسلام في الكثير من دول العالم وخاصة في أفريقيا وشرق آسيا، وهي التي تدعو الأئمة الصادقين لزيارتها من أجل الإفادة و الاستفادة من أمثال عائض القرني وسليمان العودة والنجار ويوسف سويدان وغيرهم. ولك أن تعود إليهم لكي يقولوا لك ماذا شاهدوا في ليبيا .


إن ما ورد في مقالك من مغالطات ينم عن عدم إدراك بواقع الحال في ليبيا، أو إنه صادر عن شخص نار الحقد تأكل صدره لأنه يعيش حالة سكون والآخرين من حوله صاروا مركز الفعل ، وهذا الأمر لا يتحمل الآخرين تبعاته ، إذا كان لك رأي أو نصيحة فأنت و محيطك أجدر بها من ليبيا، فأنظر إلى محيطك القريب وسوف تدرك أي بلد تريد لأسلمة و الإصلاح والعودة إلى صحيح الإسلام فالحر أول ما يبدأ بنفسه وعائلته وبلده ، ونحن في ليبيا ولله الحمد و بإقرار من أهل العلم و الشريعة في كل أرجاء العالم الإسلامي نعمل بشرع الله ونصبوا إلى العدل وإشاعة الأمن والأمان بين أهلنا وولي أمرنا يرفض زيارة من استعمر بلادنا ونكل بأهلنا إلا بعد إن اعتذر أمام كل العالم وقام بتقبيل جبين أحفاد المجاهدين. نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، ونقول الحقيقة ونرجو السداد من الله ، ولا نعيش حالة العظمة الزائفة.
ونطالبك بالإعتذار من الشعب الليبي وإن تعود إلى رشدك وتنطق بالشهادة ستة ملايين مرة إذا رغبت أن تلقى وجهه ربك وأنت على دين الإسلام. قال الله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُون -الأنفال:24 .


كما نطالب جميع الليبيين من أهل العلوم الدينية والجهات الرسمية الليبية والقانونية برفع دعوى قضائية ضد السيد فهمي هويدي على تكفيره لليبيين، لأن هذه الدعوة هي دعوة من أجل بث الفتنة وخلق البلابل في بلد مسلم مستقر آمن، ولا يجب الأستمرار في السكوت على هذه الأقلام المشبوهة التي تبث حقدها وسمومها وتكتب الأباطيل، وتزييف الحقائق، وتخرس على الموبقات والمحرمات في دارها.





ليست هناك تعليقات: