الاثنين، 6 سبتمبر 2010

م . ر (1) المهم .. ما يخون القائد والثورة




بقلم : فرج إبراهيم عمرو


ما دفعنا إلى التوقف عند هذا الموضوع هو الأحاديث الدائرة في كل أتراح وأفراح الليبيين عن مؤسسات الدولة،والفساد، والسرقة ،و التصنيفات التي يصدرها كل طرف نحو الأخر فهذا يوصم الثاني بالرجعية والثاني يصف الأول بالفساد فكثيراً ما تسمع أن المسؤول الفلاني دمر إحدى مؤسسات الدولة وحولها إلى أنقاض بعد إن حول خط سير إنتاجها نحو حسابه الخاص بمصرف الوحدة وعندما لم يعد يستوعب حسابه بمصرف الوحدة كمية الانتاج تم تحويل الفائض الى البنوك الاجنبية في دبي اسويسرا ودول الجوار، بل هناك من وصل فائض السرقة عنده الى ماوراء المحيطات والبحار في بلاد الصقيع . ورغم هذا تسمع صوت يقول لك " على الأقل هذا ما يخو نش الثورة و القائد "
فتسأل نفسك .. ماهي الخيانة في مفهومه ..وهل للخيانة شكل أو مفهوم واحد فقط !! ؟ ما هي الثورية في مفهومه؟
وتدرك أنه هناك قصور في فهم الخيانة وحتى في مفهوم معمر القذافي بعد 41 سنه من الثورة ، أو المقصود هو إبعادك عن جوهر الموضوع، ولجم صوتك من أجل الاستمرار بتدمير مؤسسات المجتمع ونهب ثرواته ونقلها إلى مكان غير المكان الذي أنشأت من أجله .
سيدي المواطن الحر الغيور على وطنك وثورتك وقائدها ومنجزاتها .
إن معمر القذافي لم يعد شخص عادي، وكيان مادي فقط ، بل صار كيان مادي ومعنوي و فكري، ولقد أصبح حلم كل مواطن يريد التخلص من التبعية و التخلف و الجهل و الإقطاع و الفساد ، فمعمر القذافي اليوم هو كل مشروع السكاني يهدف إلى رفض العودة مجدداً إلى الأكواخ ، وهو كل مؤسسة تعليمية تهدف إلى القضاء على الجهل و التجهيل الفكري حتى لا تسلب إرادة الشعب ، وهو كل مستشفى يأمل في القضاء على الأوبئة ويرفض أن يعود الوضع الصحي إلى زمن الأمراض المستوطنة، معمر القذافي هو كل مؤسسة إنتاجية أو خدمية تعمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي و التقليل من الاعتماد على البحار وما ورائها، وهو كل مؤسسة إعلامية وثقافية تهدف إلى تقديم المعلومة على حقيقتها وترفض التدليس وتغييب الشعب هو كل مؤسسة أمنية تعمل على حماية الوطن و المواطن من تربص الأعداء .
ومن هذا المنطلق فإن أي اعتداء على هذه المؤسسات هو اعتداء مباشر على شخص معمر القذافي وعلى الثورة ، ولابد من التصدي لهذا الاعتداء بكل قوة وحزم ، وأن أي شخص يتولى زمام المسئولية أي كان حجمها لابد أن يعي أن إهماله في أداء عمله و تسخير مقدرات هذه المؤسسة أو تلك لمصلحته الشخصية هو عمل غير ثوري ، بل أنه خيانة صريحة للثورة و قائدها، وأنه من خلال هذه التصرفات يحقق أهداف أعدائها و المشككين بنُبل توجهاتها وغاياتها . فخيانة الشخصيات النضالية لها أشكال متعددة ولا تنحصر بالمفهوم البسيط للخيانة، فقد تكون من خلال الاعتداء على أفكارهم وأحلامهم وأهدافهم التي ناضلوا من أجلها، وهذا شكل من الاعتداء لا يقل خطورة عن الاعتداء الجسدي فكل من دمر مؤسسة من مؤسسات الدولة و أنحرف بها عن مسارها وعطل أهدافها المرسومة لها، أو قام بسلوكيات تسيء بشكل أو بأخر للثورة وقائدها هو عدو للثورة ومنجزاتها وأهدافها، وهو يعمل بقصد أو بغير قصد لصالح أعداء الثورة .
ولابد من محاسبته بأقصى ما ورد في قانون العقوبات من نصوص رادعة ، وإذا كان هناك أي قصور أو نقص أو لبس في تحديد مفهوم الخيانة وجب سد هذا النقص وإيضاح هذا الالتباس حتى يكون الأمر جلياً للجميع، وحتى لا يطل علينا أي شخص من هؤلاء الذين خانوا الأمانة وعملوا على تدمير أحلام وأهداف وطموحات الثورة ورمزها ويقول لنا أنه يحب بلده ويقسم لنا بكل الكتب السماوية بأنه ثوري ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يخون الثورة أو يتحالف مع أعدائها .
وبعد هذا تكون رفعت الأعذار ... ووجب تنفيذ القانون .






ليست هناك تعليقات: