بقلم : فرج إبراهيم عمرو
التكريم..والوفاء.. والتمجيد من السمات الحسنة في المجتمعات و المؤسسات، فالوفاء لمن قدم وأعطى يدل على عدم الجحود و التنكر للذي تفانى في عمله، وكذلك هو دافع وحافز للآخرين من أجل المزيد من البذل والعطاء ، ولابد من الإشارة و الإشادة بإن ليبيا حددت يوم 30 من شهر الفاتح من كل عام عيد للوفاء و التكريم، وهذه السنه الحميدة واحدة من السنن الكثيرة التي عملت بها ثورة الفاتح، لكنه للأسف لم يبني عليها بشكل حسن هذه الكلمات أردت لها أن تكون تواطئة لهذا المقال والذي يتعلق بإطلاق إسم تشافيز على أحد ملاعبنا الرياضية بمدينة بنغازي فكل ما سمعت إسم هذا الملعب يتبادر إلى نفس السؤال لماذا إختار الإتحاد العام لكرة القدم إسم تشافيز لمولوده الكروي الجدي د؟ ، فماذا قدم تشافيز مع حفظ الألقاب للشباب الليبي أو كرة القدم الليبية وحتى لحركة الشباب العربي أوالعالمي؟. حتى يحظى بهذا التكريم ويصبح إسمه على كل لسان وفي كل وسيلة إعلامية ، نحن لا نعلم إذا كان للسيد تشافيز جهود تستحق هذا التكريم الذي لم تحظ به العديد من الشخصيات السياسية و الرياضية في بلادنا والتي أعطت كل جهدها ووقتها لخدمة الوطن و الرياضة ولا مجال لحصرهم هنا وأذكر منهم على سبيل المثال شخصية واحده وهو المرحوم الأستاذ عبد اللطيف بوكر وهو من أعمدة رياضية كرة القدم العربية فهو أول رئيس للإتحاد العربي لكرة القدم الذي تأسس عام 1974م ، كما ترأس الإتحاد الليبي لكرة القدم لفترات مختلفه وقدم خدمات جليلة لرياضية كرة القدم في ليبيا ، ولم تقتصر مساهمات هذا الرجل على مجال الرياضة فقط ، بل له العديد من المساهمات في مجال الإعلام والصحافة وكان قلمه من بين الأقلام المميزة في هذا الوطن و تنقل بين العديد من المؤسسات، وكان قمة في العطاء و التفاني من أجل وطنه وثورته، وقد إستشهد وهو يتابع مهامه ككاتب عام للجنة الشعبية العامة للإعلام و الثقافة بسبب حادث سير أليم، ومع كل التقدير والإحترام لشخص الرئيس هوغو تشافيز ، إلا أن الأستاذ المرحوم عبد اللطيف بوكر هو الأجدر بالتكريم من طرف الإتحاد العام لكرة القدم الليبي ومن جميع الجهات المسئولة عن الرياضة في ليبيا .
أعتقد جازماً أن الإتحاد العام لكرة القدم أرتكب خطاء عندما قام بإطلاق إسم تشافيز على ملعب كرة القدم الجديد بمدينة بنغازي ، قد يقول قائل أن مواقف تشافيز مع القضايا العربية تستحق الإشادة، نقول معه نعم الإشادة و الثناء ولكن ليس إطلاق إسمه على صرح رياضي ، فماذا لو بدل تشافيز غدا مواقفه السياسية التي هي محل الإشادة والتقدير؟
فالسياسة علمتنا أن كل شيء جائز وممكن الحدوث . من هذا المقال ندعو كل الجهات الرسمية في الدولة وفي مقدمها اللجنة الشعبية العامة وأمانة مؤتمر الشعب العام من أجل تشكيل لجنة دائمة تدرس و تضع معايير لأسماء الشخصيات والأحداث التي تطلق على مؤسساتنا وشوارعنا والأبنية ، فلا يجوز إن نقوم بتخليد وتمجيد شخصيات غربية ونترك أبناء الوطن الذين ضحوا وإستشهدوا وقدموا أرواحهم رخيصة من أجل وطنهم . نريد أن نرى إسم كل من تفانى من أبناء الوطن أو كل من قدم خدمات جليلة أو متميزة لهذا الوطن يكرم من خلال اطلاق إسمه على احد الشوارع أو المؤسسات التعليمية أو القاعات الثقافية أوالمركبات الرياضية، ويجب وضع صورته ونبذه عنه في مدخل المكان الذي يحمل إسمه، ويشارك أهله وذويه في إفتتاح ذلك المكان فالتكريم له أثرطيب على الأهل ، وأيضا ينبه الجيل الجديد بما قدم السلف من خدمات وتضحيات من أجل هذا الوطن.
والله من وراء القصد..
http://www.alwatan-libya.com/more.asp?ThisID=11961&ThisCat=22&writerid={WriterID}
http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2010/09/12/209200.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق