الأحد، 16 يناير 2011
الخرافة التي قتلت أكثر من مليون عراقي
بقلم : فرج إبراهيم عمرو
وصلنا عن طريق أحد الأصدقاء عبر البريد الإلكتروني (الأيميل) ملخص كتاب " لو كررت ذلك على مسامعي فلن أصدقه" للصحفي الفرنسي جان كلود موريس الذي شغل وظيفة مراسل حربي لصحيفة " لوجورنال دو ديماش" لمدة خمس سنوات ، ولقد بين السيد موريس كيف مارس الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن ضغط كبير على الرئيس الفرنسي جاك شيراك من اجل إن يشارك في الحرب التي قادتها الولايات المتحدة الأمريكية على العراق عام 2003 م والتي أدت إلى تدميره وتشريد أهله وأضعفت قدراته، وجعلته يعيش في فوضى طائفية سوف تترك آثار سلبية على النسيج الاجتماعي والسياسي للمجتمع العراقي خلال العقود القادمة ، بل سوف تمتد انعكاساتها إلى كل المنطقة ، وان دافعه الرئيسي من وراء شن تلك الحرب هو القضاء على يأجوج ومأجوج اللذان سوف يظهران في الشرق الأوسط, ويقول مؤلف الكتاب "إذا كنت تعتقد أن أمريكا غزت العراق للبحث عن أسلحة الدمار الشامل فأنت واهم جدا, وأن اعتقادك ليس في محله".
ويؤكد يقينا أن الزعماء الأمريكان وفي مقدمتهم جورج بوش الابن يؤمنون بالخرافات والتنجيم والغيبيات ولذلك تجده كثيرا ما يستخدم عبارات مستقاة من الكتـب "الدينية" التي كتبت بأيادي متطرفة، فهو من الذين يؤمنـون بمعـركة "الهر مجدون" هذه المعركة التي تقول بحتميتها الكتب اللاهوتية القديمة والطائفة المسيحية التي ينتمي إليها بوش " الميثودية وهي منشقة من الكنيسة الأنجيلكانية " وهي من أكثر الطوائف المسيحية إيمانا بحتمية هذه المعركة ويرسمون لهذه المعركة سيناريوهات مستنبطة من نصوص كتبها المتعصبين ونسبوها إلى التوراة، حيث يقول هؤلاء المتعصبين الذين نشروا هذه الفكرة العدائية ضد الإسلام في أكثر من 1200 كنيسة أنجليكانية بأن وقوع هذه المعركة ضروري، ولابد أن يموت فيها ملايين البشر،ويتضح لنا جليا من خلال الشرح المسهب الذي قدمه مؤلف هذا الكتاب شدة إيمانهم بهذه الخرافة وسيطرتها على تفكيرهم السياسي ويتضح ذلك من خلال تصريحاتهم فنجد الرئيس الأمريكي ريغان يقول عام 1980 أنه سوف يحضر هذه المعركة الحتمية، ونجد زعيم الأصوليين المسيحيين جيري فلويل يقول "أن الهر مجدون حقيقة، إنها حقيقة مركبة، ولكن نشكر الرب إنها ستكون المنازلة النهائية".
هذا الفكر العدائي الذي ترسخه هذه الكنائس خلق روح عدائية اتجاه الإسلام والمسلمين ونشر ثقافة الكره والحقد وحب القتل، فنجد الكاتبة جريس صاحبة كتاب النبوءة السياسية الصادر عن مؤسسة" سن لنسن" عام 1985، تقول أن مليون أمريكي يستمعون بشكل دائم إلى مذيعين يبشرون بقرب وقوع معركة الهر مجدون وبأنها ستكون معركة نووية فاصلة.
ويتضح لنا من خلال ما تقدم إن الفكر الخرافي والعدواني والدموي هو الذي يشكل وعي أغلب الساسة وصناع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية أقوى دولة اقتصادية وعسكرية في العالم اليوم، ولقد خاضت الولايات المتحدة تحت تأثير هذا الفكر عدواني حروب مدمرة في جميع أصقاع المعمورة ،فدمر بوش الأب العراق وحاصرها وزاد من دمارها الابن، وقبلهما قاد ريغان الحروب والعدوان وقتل الأبرياء تحت جنح الظلام, وتقدم الولايات المتحدة تحت تأثير الخرافات الدموية كافة أشكال الدعم السياسي و الاقتصادي والعسكري لدولة العبرية التي تكترث بزهق أرواح البشر بكل الوسائل المتاحة إليها من الحروب إلى الاغتيالات مرورا بالمؤامرات التي تصنعها دوائرها التي تجيد فن صناعة تآمر.
لابد أن يعمل العالم على إعادة صياغة المؤسسات الدينية والتربوية التي تشكل وعي المواطن الأمريكي وساسته، حتى لا تزهق أرواح البشر من أجل خرافة قالها أعداء الإنسانية والسلام والحرية وتبناها ساسة ملكوا أسباب القوة وفقدوا حكمة العقل وجنحوا بعيدا عن المنطق السليم وأسس التعايش السلمي بين الأمم .
http://www.alwatan-libya.com/more.asp?ThisID=13809&ThisCat=22
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق