بقلم : فرج إبراهيم عمرو
ذات مساء... وشمس تكاد إن تكون أصيلا.. في يوم أمتزج فيه الخريف بالشتاء ..إنطلقت نحو ذلك المكان الذي تعودت أن أذهب إليه كل ما أردت أن تجول بي الذاكرة في صبى الأيام والتي مضت بحكم دورة الزمن ..أياما كنا نقضي قيلولتها بحثا عن مواكير الطيور و عن فاكهة نضجت هنا أو هناك....ففي كل حبة رمل و مع كل شجره لنا حكايات و ذكريات ..وصل بي قطار الذكريات إلى تلك الزيتونة التي كان أبي يستظل بظلها الوارف من قيض الزمان ويسترخي تحتها من عناء الأيام لكي يجدد نشاطه ، ويبتعد عن مشاغبات منصور ورفاقه .. مررت بها وجدتها تشكو الوحده ، والإهمال، والغبار المتناثر من شاحنات أحفاد يأجوج و مأجوج..صافحتها و سألتها عن حالها و أحوالها و كيف ترى الأمس وكيف ترى اليوم..لفها الحزن وراحت تسرد الأيام الخوالي .. تسرد لي قصصا و حكايات عندما كانت هي المكان الذي يقصده الجميع لكي يستمعوا إلى حكايات ومواعظ رفيقها الذي آثر ظلها على كل الظلال.. ورفقتها على كل الرفاق ... فقالت كان يمر بي ذو الساعد الأسمر حاملا معول الحياة .. يشق به سواقي الأمل وإرادة البقاء مرتسمة على جبينه.. كان يمر بي ليأخذ فسحه وموعظة ولكي يجدد نشاطه و يستعيد طاقاته..وما أن يغادرني حتى استقبال ابن جدته الذي صقلته ظروف الحياة فارتسمت على تقاسيم وجهه دروبها الصعبة والمتقاطعة فيسكن إلي ليحتسي كوبا من الشاي ويتبادل الحكايات و الأحاديث مع رفيقي..ويغادر المكان على نغمات الأصوات المتصاعدة بين الجارات لعله يخمد وترا من هذه الأوتار..و يصافحني عابر الطريق فيملأ سمائي مرحا .. ويتركني بعد أن نفض شيئا من رتابة الزمان.. ويهم رفيقي يطوي مسيرة يوما من العمل قبل إن يحل الظلام ..و أنا أدعو له بالسلامة والتوفيق وهو يواعدني باللقاء في ذات الزمان.. هكذا كنت بالأمس مكانا عامرا بالأحاديث والحكايات ..كانت الأبرز بين كل الأغصان ... أما اليوم فأنا مهجوره لا زوار .. ولا نار.. ولا عابر سبيل.. ولا رفيق .
أشكو من الوحده .. و النسيان .. و إهمال الأحفاد .. وعثرات الزمان
و للحديث بقية...
31 – 08 – 2010 - نيقوسيا
هناك 3 تعليقات:
ألا ليت الشباب يعود يوما وهل نقارن شباب الامس بشباب اليوم ام نقارب اباءنا بالامس باءناء اليوم ام نقارن بساطةالامس بجشاعة اليوم اللهم زد النعمة علينا وعلى امة المسلمين الصالحين ولا تحرمنا عطفك ورحمتك يا ارحم الراحمين .
بارك الله بكم على المقالة التى ذكرتني بالايام الخوالي والشباب وكل عام وانتم بخير
لا ليت الشباب يعود يوما وهل نقارن شباب الامس بشباب اليوم ام نقارب اباءنا بالامس باءناء اليوم ام نقارن بساطةالامس بجشاعة اليوم اللهم زد النعمة علينا وعلى امة المسلمين الصالحين ولا تحرمنا عطفك ورحمتك يا ارحم الراحمين .
بارك الله بكم على المقالة التى ذكرتني بالايام الخوالي والشباب وكل عام وانتم بخير
السلام عليكم...
الزيتونة باقية مادام هناك من يذكرها والأمل موجود في الأيام القادمة أن شاء الله تحمل عبق الماضي الجميل .. لا يأس مع الحياة
... أبوإيلاف
إرسال تعليق