الأربعاء، 28 يوليو 2010

طبيعة الصراع بين الحرس القديم ... و رواد ليبيا الغد







بقلم / فرج إبراهيم عمرو



منذ بدايات هذا العقد ظهرت أصوات وكتابات في ليبيا تُقسم الناس في ليبيا إلى صفين أو مجموعتين فمجموعة تارة يطلقون عليها الحرس القديم، وتارة أخرى يطلقون عليها صقور اللجان الثورية ، والمجموعة الثانية تم وصفها بالإصلاحيين أحياناً أو قادة ليبيا الغد أحياناً أخرى ، وقلت لأحدهم ذات مرة ممازحاً أنت من ( LT ) وهو اختصار للكلمة الإنجليزية " Libya-Tomorrow " ، وذهبت بعض الأقلام ووسائل الإعلام تقول بأن هناك صراعا محتدم بين الطرفين، وإن المعركة حماية الوطيس بين التيارين ورايات الحرب معقودة بين خطين فكريين أفكارهم مختلفة،ومرجعيتهم الفكرية مختلفة واجندتهم السياسية مختلفة أيضاً و لا يجمع بينهم إلا المكان الجغرافي .
وسألني أحد أصدقائي من العرب له اهتمام بالشأن الليبي عن طبيعة هذا الصراع وقوته .
كانت إجابتي له حازمة وقاطعة أن ما تكتبه بعض الأقلام وتبثه بعض وسائل الإعلام ليس له جذور واقعية في ليبيا ، وقد يكون الوضع مماثل في بعض الأقطار العربية الأخرى وعلى أي حال أنا على يقين تام أن ليبيا لا يوجد بها أي صراع بين حرس قديم وحرس جديد أو بين إصلاحي وغير إصلاحي . إن الطبيعة الصراع إذا وجد هي بين أجيال جيل عاصر ثورة وكل تحولاتها وهو يتولى زمام القيادة في كل مؤسسات الدولة ولا يريد إن يترجل، وجيل يرى أنه وصل إلى مرحلة يحق لهُ فيها تولي زمام القيادة وإدارة شؤون البلاد ، وقد عبر أحد الطلبة في إحدى احتفالات السابع من إبريل امتعاض جيله من الجيل الذي يكبره عندما قال : لماذا أبي لم يتزوج أمي قبل السابع من أبريل حتى يكون لي نصيبا في المراكز القيادية، وهذه القصة كانت منقولة على الهواء مباشرة وتابعها الكل .
ولكي أبرهن إلى صديقي العربي صدق ما أقول بأنه لا يوجد صراع ذو خلفية إيديولوجية في ليبيا قلت له أن أغلب رواد مشروع ليبيا الغد والذين يتقلدون المراكز القيادية في المؤسسات التي تحسب على هذا المشروع هم من خريجي معسكرات البراعم و المثابات الثورية و أعضاء فاعلين في حركة اللجان الثورية والحرس الثوري ، وليس لهم أي خلفيات أو مرجعيات ثقافية أخرى ينطلقوا منها وإن وجد استثناء فهو لا يشكل قاعدة يقاس عليها ، وإن هؤلاء " قادة ليبيا الغد " التحقوا بمشروع ليبيا الغد بحثا عن دور قيادي ورفضا لاستفراد الجيل السابق في تولي زمام الأمور في مؤسسات الدولة، وإن المجتمع الليبي لا يحتمل إلا فكر واحد لأنه مجتمع مترابط اجتماعيا ودينياً و ديموغرفيا وجغرافياً ، وخلفيته السياسية بشكل عام هي خلفية واحدة فكل الخطوات أو الأهداف التي يسعى إليها رواد ليبيا الغد مثل النزاهة و الشفافية والتطوير الإداري و الرفع من مستوى معيشة الفرد ، ونبذ حل الخلافات الداخلية بالقوة ، هي مطالب عامة وذات صبغة إدارية وتنظيمية واجتماعية وليست توجهات سياسية جديدة ذات صبغة إيديولوجية أو فكريه محددة . كما إن أي انحرافات وممارسات خاطئة ارتكبت من قبل الأفراد الذين تولوا المراكز القيادية في السابق هي تصرفات فردية فرضتها في الغالب رؤية شخصية أو فرضتها المرحلة الزمنية، وبكل تأكيد هي ليست توجه عام مبوب لا يجب الخروج عنه، و هنا وجب التنويه أن الأصوات أو أقلام التي تحاول أن تقول أن ليبيا تشهد صراعاً بين تيارين ، إما هي أقلام جاهلة بليبيا وحقيقة ما يجري بها ، إما أنها أقلام مأجورة له أغراض وأهداف غير مرئية علينا أن نتيقظ لها جيداً، لأنها تسعى إلى زرع بوادر فتنة اجتماعية وسياسية قد تزعزع السلم الاجتماعي في البلد، فلا تيار إصلاحي ذو إيديولوجية مختلفة أو جديدة في ليبيا حتى الآن، ولا حرس قديم يحرسون أيديولوجيتهم المهددة بزوال،وإنما كما أسلفنا في مقدمة هذا المقال هو صراع بين جيلين جيل لا يريد أن يسلم مقود القيادة ،وجيل آخر يرى أنه حان الوقت لكي يتولى زمام القيادة .
ويبقى الموضوع مطروح للنقاش..

الأحد، 25 يوليو 2010

في الذكرى ال 58 لثورة جمال عبدالناصر نحن في حاجه إليك أكثر من سنه












بقلم / فرج إبراهيم عمرو



تمر علينا هذه الأيام ذكرى ال58 لثورة 23 يوليو المجيدة بقيادة الزعيم الخالد جمال عبد الناصر، والتي شكلت بانبلاجها على أرض مصر نقطة تحول جوهرية في الوطن العربي و القارة الأفريقية ودول العالم الثالث ونقلت مصر من عهد الإقطاع إلى عهد المساواة الاجتماعية ومن عهد التخلف إلى العصر الصناعي ومن التبعية السياسية إلى الريادة و القيادة ، وأصبحت مصر تحت قيادة عبد الناصر قبله إلى كل رواد الحرية و اليد السخية التي لا تبخل بالمساعدة على كل ثائر يعمل على تخليص وطنه من براثن الاستعمار الذي كان جاثم على مقدرات أغلب دول العالم الثالث ، فدعمت مصر عبدالناصر ثورة الجزائر في وجهة الأحتلال الفرنسي وكانت المساعدة المصرية سببا رئيسيا في أنتصار الثورة الجزائرية على الاحتلال الفرنسي عام 1962 م. كما دعمت كل حركات التحرر في إفريقيا وآسيا وكان لها دور بارز في تخليص دول القارتين من الاستعمار ، وكانت الثورة المصرية هي القبلة التي أقتدي بها الثوار في ليبيا و اليمن والعراق وسوريا، وغيرهم من الدول العربية التي تحررت بفعل الزخم الثوري و القومي الذي كان ينطلق من مصر ، ورغم أن الأعداء حاولوا بكل الوسائل أن يعاقبوا عبدالناصر على هذا الدور الريادي من خلال العدوان المباشر عام 1956م و الحصار من خلال ضغطهم على البنك الدولي بعدم منحه الأموال المطلوبة في عملية البناء و التطور، إلا أن الهرم الرابع رفض الأنصياع وآمن بالنهج الذي يسلكه وآمن بمقدرات وقدرات شعبه في الصمود في وجهة كل الضغوط و الأبتزاز، فشيدت السواعد المصرية السد العالي الذي يعتبر أهم إنجاز في تاريخ مصر المعاصر وسَيرت القدرات المصرية الملاحة في قناة السويس ، وانتشرت الخبرات المصرية في جميع أرجاء الوطن العربي تحارب الجهل و التخلف. ولم يقتصر دور الثورة الناصرية على الدعم المادي و المعنوي لحركات التحرر ، بل قامت بدور بارز في بناء المؤسسات الإقليمية والدولية من أجل توحيد جهود التحرر ومحاربة التخلف و التبعية فأسست مع شركاء النهج من أمثال تيتو ونهرو ونكرومى منظمة الوحدة الإفريقية ومنظمة عدم الأنحياز. وعزز من موقف الجامعة العربية ودورها في حل المشاكل العربية _ العربية وخير دليل قمة القاهرة عام 1970م التي عمل من خلالها عبدالناصر على حل الأشكال القائم بين الفلسطينيين والأردن، وكذلك عمل من خلال الجامعة العربية في بلورة موقف عربي موحد من الأعتداءات الخارجية فمن منا لا يذكر قمة اللآت الثلاثة في الخرطوم التي بلورت أفضل أشكال التعاون العربي ضد الأخطار المحدقة بنا
ونحن نحتفل بذكرى الـ 58 لثورة جمال عبد الناصر المجيدة، نقول له في ذكرى ثورته إننا في الوطن العربي و الإسلامي وحتى المستوى القطري الضيق أننا اليوم في اشد العوز والحاجة إلى ثورتك وأفكارك وشعار أرفع رأسك يا أخي.. لقد انقضى عهد الذل الذي كنت دائما تردده منذ الساعات الأولى للثورة، فمصر أصبحت تحتاج إلى يد العون من أجل تأمين المياه لشعبها و الفقر و الطبقية ينخران البلد ، وتدني الأداء السياسي جعل الآخرين يمرحون في المنطقة وعلى حدود مصر الشرقية والجنوبية كما يريدون ، ويفرض عليها صغار القوم أجندتهم، و يعلن الأعداء منها الحرب على غزة ، وتمر البوارج إلى تدمير بلاد الرافدين بمباركتها وصمت مباركها ، وتبني الجدران العازلة السياسية والخرسانية بينها وبين أمتها وأزيل شعارك الشهير أرفع رأسك أخي ... من على جدران القاهرة عدا الكلمة الأخيرة منه ،أما أمة العرب فهي الآن محتاجة إلى ناصر ينصرها على الذل و الهوان و التخلف و الضعف الذي تعيشه بسبب قصر نظر ولاة أمرها، وبسبب القوى الأجنبية التي تملأ الوطن العربي خرابا طولا وعرضا
فحاجتنا إليك يا ناصر اليوم أكثر من حاجتنا بك قبل 58 عاماً مضت ، فما أحوجنا اليوم إلى صوتك الجهوري الذي كان ينساب إلى كل بيت عربي من محيطه إلى خليجه يبث في الشعب العربي روح التحدي و القومية والإصرار على الحياة الكريمة ويحرضهم على رفض الذل الاجتماعي و السياسي و الأقتصادي .
رحمك الله يا ناصر العرب



http://www.alwatan-libya.com/default.asp?mode=more&NewsID=10937&catID=22





http://pulpit.alwatanvoice.com/content-205267.html

الأربعاء، 21 يوليو 2010

إثبات شرعية المفاوض قبل بدأ التفاوض













بقلم / فرج إبراهيم عمرو

هناك جهود تبذل من أجل البدء في التفاوض المباشر بين الفلسطينيين و الإسرائيليين ، رغم كل سياسات الاستيطان و التهويد و الحصار التي تمارس من قبل حكومة الإسرائيلية الحالية، ورغم أن مسيرة السلام التي مر على انطلاقها ما يقارب العقدين لم تحقق إي شيء يذكر بالنسبة للجانب الفلسطيني، ومع ذلك فما زال هناك من يؤمن بهذه المسيرة ويريد الذهاب قُدما في النهج التفاوضي مع إسرائيل -والناس فيما يعشقون مذاهب - .
ونحن هنا لسنا في وارد مناقشة إخفاقات ونجاحات هذه المسيرة ، بل نريد إن نطرح بعض الأسئلة على أهل الاختصاص بالقانون الدستوري وكذلك على كل مهتم بالشأن الفلسطيني ،ومحور موضوعها حول شرعية الجانب الفلسطيني المفاوض وأهليته فيما هو ذاهب للتفاوض من أجله مع الإسرائيليين، ونريد أن تكون الإجابات مستنده على أسس علمية و قانونية ومتسقة مع المبادئ الديموقراطية وحقوق الإنسان ، والقوانين التي تنظم العلاقة بين القوة المحتلة والشعوب الخاضعة الاحتلال.




السؤال الأول: هل الحكومات الفلسطينية مخولة ديمقراطياً بالتفاوض على حقوق شعب لم ينتخبها . أي أن جميع الحكومات الفلسطينية السابقة و الحالية لم يشارك في انتخابها إلا سكان قطاع غزة و الضفة الغربية و الذين لا يشكلون في أفضل حالاتهم أكثر من ثلث الشعب الفلسطيني . ومع ذلك هذه الحكومات تفاوض على حقوق أكثر من عشرة ملايين فلسطيني .




السؤال الثاني : منذ مطلع العام 2006 م هناك أزمة سياسية بين قطبي الحركة السياسية في قطاع غزة والضفة الغربية، وهذا الخلاف قاد إلى تعطيل الأسس الديمقراطية المعتمدة هناك. هل ما زالت هذه السلطة و الحكومة تمتلك الشرعية للتحدث باسم أهل القطاع و الضفة الغربية ؟
السؤال الثالث: هل منظمة التحرير الفلسطينية بشكلها الحالي صالحة لكي تكون المظلة الشرعية والمرجعية والتي تعبر عن كل الألوان الطيف السياسي الفلسطيني في الداخل و الخارج ؟
وهل لنا إن نرى استفتاء عام يجري أينما تواجد الفلسطينيين في مختلف أصقاع العالم، من اجل إضفاء الشرعية على من يتفاوض باسمهم وعلى ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم ، وتحديد سقف الأشياء التي يمكن التفاوض عليها .

نتمنى على كل الأهل العلم والاختصاص البحث في موضوع هذه الأسئلة، وان تكون الإجابة عليها مقترنة بالحجج القانونية والدستورية والديمقراطية . حتى يدرك الرأي العام العربي والفلسطيني شرعية كل مسار من مسارات العمل الفلسطيني وصوابه من عدمه


http://pulpit.alwatanvoice.com/content-204900.html

http://www.alwatan-libya.com/default.asp?mode=more&NewsID=10865&catID=22

http://www.iraqi.dk/news/index.php?option=com_content&view=article&id=13829:2010-07-22-03-19-38&catid=107:2009-08-03-21-14-41&Itemid=425

الاثنين، 19 يوليو 2010

هل تمنع الدول الإسلامية الفجور والتبرج؟؟










بقلم/ فرج إبراهيم عمرو


أصدرت أم الديمقراطية العلمانية في العالم قانوناً يمنع ارتداء النقاب في الأماكن العامة ، وهو ما يعد اعتداء صريح على أبسط أسس الديموقراطية و الحرية الشخصية المكفولة وفقاً لديمقراطية الغربية التي نتغنى بها و يدعو الكثير منا إلى الحذو حذوها، ومخالفه أيضا لما نص عليه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي صدر في ديسمبر 1948 م. والذي صدر من أجل تأصيل كرامة الإنسان و لمحاربة كافة أشكال الأعتداء على حقوق الإنسان ومن أجل تعزيز العلاقات الودية بين الأمم ، كما أن المادة " 18" من الميثاق نصت صراحة على أنه " لكل شخص الحق في حرية التفكير و الضمير و الدين ويشمل هذا الحق حرية تغيير ديانته أو عقيدته و حرية الإعراب عنهما بالتعليم و الممارسة و إقامة الشعائر و مراعاتها سواء كان سراً أم مع الجماعة " .
كما أن هذا القانون يعتبر تراجعٍ كبير عن إعلان حقوق الإنسان و المواطن الفرنسي الذي صدر عام 1789م. والذي يعتبر واحد من أهم الوثائق الدستورية للثورة الفرنسية، ورغم كل هذه المواثيق التي تعزز حرية الفرد وتصونها صدر قانون منع ارتداء النقاب في الأماكن العامة بفرنسا، وصار واجب النفاذ مع فرض عقوبة مادية على كل من يخالفه .
أن هذا القانون يعتبر اعتداء صريح على الحرية الشخصية والدينية المكفولة وفقا للتشريعات والمواثيق الدولية أنفة الذكر وغيرها من المواثيق التي تصون الحرية الشخصية للفرد وإقامة شعائره الدينية ، ورغم ذلك لم يتصدى العالم بكل مؤسساته الحقوقية و القانونية لهذا الاعتداء،وسبب معروف لدى الجميع لأن هذا القانون صادر من دولة غربية، ما الذي سوف يحصل لو قامت إحدى الدول الإسلامية بمنع الفجور في أراضيها ومنع بيع المسكرات و المحرمات؟. والتي تباع بتراخيص من حكومات تتخذ من القرآن شريعتها ومصدر التشريع الأول الذي يسمو على كل المصادر الأخرى، وتحت بصر دُور الإفتاء التي صارت تفتى وفقا للإدارة السلطان وليس حسب ما جاء في القرآن ، الجواب بسيط أيضا سوف تهب مؤسسات حقوق الإنسان ووسائل الأعلام وسياسين لشن حرب على هذه الدولة .

لابد يعي الجميع أن هذا القانون يندرج تحت طائلة الحرب على الإسلام والتي بدأت منذ فترة وازدادت شراسة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001م . فلا تكاد تشرق علينا شمس يوم جديد ولا نشهد اعتداء على الإسلام فمن الصورة المسيئة للرسول الكريم على صفحات الصحف الدنمركية وغيرها من الصحف الأخرى، إلى منع إقامة دور العبادة في سويسرا وصولا إلى منع النقاب في فرنسا وسوف تستمر هذه الحرب مادامت الدول الإسلامية تبيع الخمور وتسمح بالفجور على أراضيها وسوف تزداد ما دامت المنظمات الحقوقية ومنظمة المؤتمر الإسلامي لا تتصدى لهذه الاعتداءات بشكل صريح وواضح ، وما دامت بعض الدول الإسلامية تسعى إلى سد النقص في تشريعاتها من أجل المزيد من الفجور و الخمور، إن الواجب الديني والأخلاقي و الإنساني والسياسي أيضا يحتم على الدول الإسلامية سن قوانين تمنع كل مظاهر الفجور ردا على هذه السياسات العدوانية التي تصدر من الدول الأوروبية تجاه المسلمين وحريتهم الدينية و الشخصية .






http://www.alwatan-libya.com/default.asp?mode=more&NewsID=10829&catID=22





http://pulpit.alwatanvoice.com/content-204718.html





مواقف الحكومة الإسرائيلية الأخيرة رسالة إلى كل عرابي السلام مع إسرائيل






بقلم / فرج إبراهيم عمرو


قال الله تعالى في محكم تنزيله " وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ " صدق الله العظيم

وقال أهل الرؤية الثاقبة و السليمة أن الصراع بين العرب و الإسرائيليين هو صراع وجود وليس صراع حدود

وقال روتشليد إلى أبناءه لن يكون لكم صديقاً مسيحياً أو مسلما وصديقكم الوحيد هو الجنس الأصفر ويقصد الذهب

وقال الزعيم الخالد جمال عبد الناصر الذي لا تفصلنا إلا أيام على انبلاج ثورته المجيدة

إن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة

وكانت غوالدا مائير رئيسة وزراء دولة الكيان السابقة تردد دائماً أن "العربي الجيد أو الطيب هو العربي الميت ".

ورغم ذلك نجد الكثير من القيادات العربية تنشد أنشودة السلام مع إسرائيل و الحقيقة هي ليست رسالة سلام بقدر ما هي صك تخلي عن القضية الفلسطينية ، فالقيادات العربية تريد أن تتخلى عن واجبها نحو القضية الفلسطينية بمبادرات سلام تولد ميته ومرفوضة سلفاً من قبل الإسرائيليين الذين لهم أجنده مرسومة ، فكل ما سعى العرب نحو الحل السلمي عن طريق المفاوضات المباشر أو غير المباشر وبإشراف الرباعية والثنائية والدولة الراعية، تقابلهم إسرائيل بمواقف أكثر تشددا ضد تلك المساعي، فما أن أعلن العرب في قمتهم عام 2002 م. التي عقدت في بيروت عن مبادرة السلام العربية، حتى أصدر شارون رئيس وزراء إسرائيل في ذلك الوقت قرار يقضي بمنع الرئيس الشهيد أبو عمار من المشاركة في القمة وقام بتدمير مقر قيادته، وكذلك أرتكب مجزرة جنين ورغم كل ما صاحب ذلك العدوان من أعمال وحشية أصر العرب على التمسك بالسلام خيار إستراتيجي ووحيد ، ورغم الحصارالذي فرض على عرفات وشعبه عام 2002 م .أصر العرب على التمسك بمبادرة التخلي عن القضية الفلسطينية، ورحل عرفات وجاء من قالت عنه إسرائيل أنه رجل السلام المنشود ومع ذلك لم يصدر من إسرائيل حيال حقوق الشعب الفلسطيني، إلا مزيد من القرارات التي تصادر حقوقه و تحرمه العيش الكريم ، وذهبت سوريا إلى المفاوضات غير المباشرة عن طريق الوسيط التركي لكنها كما أعلنت لم تجد ما يؤشر على أن إسرائيل لديها رغبة صادقة في إيجاد حل سلمي للقضايا بين البلدين فأعلنت انسحابها ، وأكدت الحكومة الإسرائيلية الحالية على مسار الحكومات الإسرائيلية السابقة في عدم جديتها في إعطاء العرب أي شيء من خلال التفاوض ، فقامت برفض وقف مشاريع الاستيطان وزادت من سرعة تهويد القدس ، وشددت الحصار على الشعب الفلسطيني في غزة بشكل يدلل على همجية كبيرة ، و انعدام الحس الأنساني والأخلاقي، و دون الاكتراث بكل المناشدات الدولية والإنسانية من أجل رفع الحصار عن سكان القطاع . ومع ذلك أجتمع العرب في الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية لكي يؤكدوا تخليهم عن القضية الفلسطينية من خلال الموافقة على المفاوضات " غير المباشرة " مع إسرائيل رغم أنه لدينا قناعة تامة أن اللقاء بين السلطة الفلسطينية و الإسرائيليين يتم بشكل روتيني وهم ليسوا في حاجة لقرار من مجلس وزراء الخارجية العرب ، لكن السلطة في رام الله تعوزها الشرعية الداخلية " الفلسطينية " فاستعانت بالعرب الذين يريدون تأكيد تخليهم عن القضية الفلسطينية من خلال الإصرار على التمسك " بمبادرة السلام العربية لسنه 2002 م. ومن أجل أن تؤكد إسرائيل عدم اكتراثها بما يقوم به العرب و مشاريعهم من أجل السلام قامت حكومتها بتمرير مشروع قرار سوف يقره الكنيست يمنع إي حكومة إسرائيلية قادمة من التنازل عن الجولان أو القدس الشرقية، إلا من خلال استفتاء عام يجري داخل "إسرائيل" . هذه السياسات تؤكد للجميع صدق ما ذهب إليه البطل التاريخي جمال عبد الناصر عندما قال أن ما أُخذ بالقوة لا يسترد إلا بها. ويؤكد فشل رؤية عرابي السلام مع إسرائيل. و يلزم العرب على الاجتماع من أجل الإعلان رسمياً التخلي عن كل مشاريع التخلي " السلام " و البحث عن خيارات أخرى تكون أكثر جدية وفاعليه من أجل نصرة القضية الفلسطينية .

و فصل الكلام هذه المبادرات ليست مبادرات سلام ، بقدر ما هي مبادرات تخلي عن الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة.



الخميس، 15 يوليو 2010

من يعوض العراق؟؟؟














بقلم / فرج إبراهيـــم عمرو




وصلنا عبر البريد الألكتروني الإيميل من طرف أحد الأصدقاء دراسة قيمة مقدمة من الدكتور مهند العزاوي مدير مركز صقر للدراسات الإستراتيجية والمتخصص في الشأن العراقي ، وتحدث في هذه الدراسة عن التكلفة التقديرية لتدمير العراق ، وقام الدكتور العزاوي بشرح مسهب ومفصل وبتسلسل علمي متسق مع المنطق وسير الأحداث يسرد تكاليف تدمير العراق ، حيث قدرها ب 73 تريليون دولار أمريكي ، حيث أفاد أن التقديرات العلمية تؤكد أن تدمير العراق كلف حوالي 52 تريلون دولار ، وقيمة حياة العراقيين المهدورة بسبب الحروب و الحصار على العراق تساوي مايقارب 16 تريليون دولار ، وتساوي قيمة حياة المغيبين العراقيين حسب الدراسات التي إعتمد عليها الدكتور العزاوي خمسة تريليون دولار وأربعمائة وخمسون مليون دولار أمريكي ، وقدمت الدراسة شرح وافِ عن الوضع الحالي في العراق وعدد اللاجئين العراقيين خارج العراق الذين بلغوا أربعة ملايين وستمائة ألف عراقي أي أن كل1 من7عراقيين هو مهجر بسبب الإحتلال والظروف القاسية ، كما بلغ عدد المهاجرين العراقيين داخل العراق أكثر من 2.2 مليون عراقي فقد أرغم هؤلاء على ترك منزلهم بسبب حملات التطهير الطائفي المنظمة التي يشهدها العراق منذ الإجتياح الأمريكي في مارس 2003م .

هذا الدراسة قدمت حقائق وأرقام مهمة لتكلفة العدوان حسابياً و الخسائر الفادحة ناجمة عن هذا العدوان والرقم النهائي الذي قدمته الدراسة بلغ 73 تريليون وهو قابل للزيادة بما أن العدوان مازال مستمر وإثارة تزداد كل يوم .
ولابد على كل مكونات المجتمع العراقي وكذلك مؤسسات العمل العربي الأهلية و القانونية والإنسانية والسياسية أن تأخذ هذا الموضوع على محمل الجد من أجل أعداد إطار قانوني و سياسي يحمل الدول المعتدية بشكل مباشر والدول وأطراف المجتمع الدولي التي سهلت العدوان المسئولية القانونية و الأدبية في تعويض أهل العراق عن هذه الجرائم غير المبررة والتي لاتستند إلى أسس قانونية وفقا لمعايير الشرعية الدولية ولا يجب أن نقف فقد عند دفع تكاليف تدمير العراق، بل لابد من مطالبة العالم ككل بالمساهمة في بناء العراق وإعادته إلى وضعه الطبيعي كدولة ذات مد حضاري وتاريخي في المنطقة و العالم .
إن العدوان الذي تم على العراق منافي للشرعية الدولية ، وما صاحب هذا الإحتلال من سلوكيات مخالفة صريحة لقواعد القانون الدولي والإنساني والتي يجب أن تقييد بها الدولة المعتدية يشكلان مادة قانونية دسمة لرفع دعوى قضائية أمام جميع المحاكم المختصة في العالم . كما أن صمت الأمم المتحدة التي تمثل الشرعية الدولية وعدم قيام بواجبها من أجل منع العدوان على العراق، حيث وجب هنا تطبيق الفصل السابع على الدول المعتدية غير ان هيئة الأمم المتحدة تلكأت في قيام بواجباتها مما شكل أيضاً حجة دامغة لرفع دعوى قانونية ضد هذه المؤسسة الدولية، التي يفترض فيها إن تتصدى وفقاً لميثاقها والأختصاصات التي تتمتع بها من خلال الجمعية العامة ومجلس الأمن في حفظ السلم و الأمن الدولي لأي سلوك عداوني يصدر عن أي طرف من أطراف المجتمع الدولي ضد أي طرف أخر.

أعتقد جازما أن العمل على رفع دعاوى قانونية ضد الجهات التي شاركت في العدوان هو مسألة ضرورية وملزمة ولابد من إستغلال كل التشريعات والقوانين الدولية والإنسانية التي تؤكد للعالم الظلم الذي وقع على العراق وأهله وتؤكد على حقوق أهل العراق التي سلبت بسبب هذا العدوان، ولابد أن يلقي المجرم ومساعده العقاب القانوني و الأخلاقي و التاريخي.


وهذا المهمة هي مهمة كل شريف وكل قومي وكل من يريد درء العدوان في العالم ولديه رغبة صادقة في إن يحل السلام على الكرة الأرضية التي تحولت إلى كرة نارية بفعل قوى الشر والظلام .



http://pulpit.alwatanvoice.com/content-204226.html

http://www.alwatan-libya.com/default.asp?mode=more&NewsID=10746&catID=22






الاثنين، 12 يوليو 2010

من بؤس ... الزمان 2





بقلم : فرج ابراهيم عمرو

o من بؤس الزمان أن يصبح الاستشهاد من أجل الوطن انتحار والإرهاب وقتل الأبرياء معركة الحرية .

o من بؤس الزمان أن تنطلق قوافل الحرية من بلاد العجم ومن يعتنقون رسالة السلام ومساعدة الضعفاء شركاء أعداء الإنسانية .

o من بؤس الزمان أن لا نتضامن مع قضية فلسطين إلا لأسباب إنسانية

o من بؤس الزمان إننا فقدنا إنسانيتنا... بعد أن فقدنا قوميتنا وشجاعتنا . ونصبح مجرد داعمين لرسل الإنسانية القادمة من مختلف أصقاع الكرة الأرضية .

o من بؤس الزمان أن هلل لمن يتلقى التعليمات من مئير داغان و دايتون .. وننشد له الأغاني بأنه صناع السلام ومحقق الأحلام

o من بؤس الزمان أن يقفل الأخ مجلسه في وجه أخيه ويفرد ذراعيه لقاتل شعبه .

o من بؤس الزمان أن يتفهم العالم قتل الأبرياء ولا يفهم شرعية الدفاع من أجل البقاء


o من بؤس الزمان أن يجد العملاء . محام يدافع عنهم . ولا يجد الشرفاء من يمد لهم يد العون .

o من بؤس الزمان أن يصبح الإنسان عاجز عن قول الحقيقة .

o من بؤس الزمان أن يصبح أخوك وجارك هو عدوك . ويمسى سببا في معاناتك الإنسانية

o من بؤس الزمان أن يصبح الجامع مجرد مكان ينشد المدائح لسلطان وأركانه .

o من بؤس الزمان أن يقلد القاتل بوسام الأرز والشهيد لا يجد من يصلي عليه .

o من بؤس الزمان أن يصبح الجبن رزانه.. والإقدام مغامرة .. وقول الحقيقة جنون وخروج عن اللياقة .

o من بؤس الزمان أن يستمر هذا الزمان .



فرج إبراهيم عمرو سالم
11- 07 - 2010

الأحد، 11 يوليو 2010

ضحايا كأس العالم لكرة القدم




بقلم / فرج إبراهيــم عمرو




ينشغل العالم بأسره بأحداث كأس العالم لكرة القدم التي إنطلقت بجنوب أفريقيا مطلع الشهر الماضي، فالكل في الشوارع و المقاهي لا حديث لهم إلا عن الفرق المشاركة ومن فاز أمس ومن سيفوز اليوم أو غداً ، وأعلام الدول المشاركة ترفرف في كل الأماكن حتى على الوجوه ، ووسائل الإعلام العالمية على مختلف أنواعها المرئية و المكتوبة و المسموعة خصصت مساحات واسعة لهذا الحدث العالمي الذي يأتي كل أربع سنوات، ونشرت مراسليها في مدن جنوب أفريقيا وفي شوارع مدن العالم الأخري من أجل نقل الأفعال وردودها ، و الشركات الكبري جلست بين الجمهور واللاعبين تعلن عن ذاتها ومنتجاتها ، والكل جهز نفسه ، لمتابعة لهذا الحدث الرياضي ، حتى أنه قبيل إنطلاق صافرة البداية تبادل أغلب مستخدمي البريد الأكتروني " الإيميل " رسالة تحذر الزوجات من الإقتراب من شاشة " التلفزيون " أو إزعاج الأزواج على إمتداد شهر كامل، وحذرهن من الإقتراب من جهاز التحكم (الريموت كنترول) خلال البطولة من أجل أن الإستمتاع بمشاهدة المباريات و نجوم كرة القدم و إبداعاتهم الكروية ، فالعالم هذه الأيام يعيش أجواء إستثنائية على جميع المستويات ، حتى على مستوى السياسين الذين تركوا أعمالهم وإلالتزامتهم السياسية من أجل الإستمتاع بمباريات كرة القدم .


غير أنه ليس الكل مستمتع بهذه البطولة فالفرحة التي يعيشها البعض جاءت على حساب سعادة جزء كبير من سكان جنوب أفريقيا الذين بدأت معاناتهم منذ الإعلان عن إقامة بطولة العالم الكرة القدم لسنة 2010 م . في جنوب القارة الأفريقية، فهذا البلد الأفريقي الذي لم يتخلص بعد من أثار نظام الفصل العنصري " ابارتايد Apartheid " ابتلي أهله بتنظيم بطولة الشركات الإحتكارية لكرة القدم التي لا يهمها سوى الربح و الربح المضاعف ، فسكان جنوب أفريقيا البالغ عددهم حوالي 47 مليون نسمة والذين يعيش ربعهم أي أكثر من 10 ملايين نسمة على أقل من 1.25 دولار في الشهر و 15 مليون منهم لا يحصلون على خدمات الكهرباء هولاء كلفهم المونديال أكثر من 4.1 مليار دولار من أجل بناء الملاعب و الفنادق و الطرق و المطارات ، بل إنه حسب بعض التقارير فإن أكثر من 20.000 شخص من سكان جنوب أفريقيا خسروا منازلهم من أجل إزالتها وتشييد بدلا منها المركبات الرياضية التي كلفت الملايين ، والتي سوف تكون خاوية بعد الأحد القادم موعد المباراة النهائية التي تجمع أسبانيا مع هولندا .


كما أن الأرقام تشير إلى أنه منذ مطلع العام 2008 م. خسر ما يقارب مليون موظف في جنوب إفريقيا وظائفهم. وإذا قال البعض أن جنوب إفريقيا سوف تجني أرباح التنظيم وسوف تسترجع الأموال التي دفعتها فإن سوابق تنظيم البطولات الدولية تفند هذا القول لأن كل التقارير تؤكد أن جميع التظاهرات الرياضية الكبرى كلفت أعباء مالية للمدن أو الدول التي نظمتها والإستثناء الوحيد كانت الألعاب الأولمبية التي أقيمت في بكين عام 2008 م . وسبب عدم إعلان المشاكل الإقتصادية ناجمة عن هذه البطولات هو أنها أقيمت في دول لديها إقتصاديات قوية إستطاعت تجاوز هذه المشاكل المالية . هذا الاستغلال والظلم يمارس برعاية الأتحاد الدولي لكرة القدم الذي يرفع شعار أنه "مؤسسة غير ربحية " لكن هذا الشعار لا يتماشى مع واقع الحال الذي يؤكد خلاف ذلك، فمن خلال الأرقام المنشورة الإتحاد الدولي لكرة القدم بالإتفاق مع الشركات الإحتكارية مثل الكوكا كولا ، سونى ، أديداس، وغيرها من الشركات تحصل على125 مليون دولار من كل شركة مقابل الإعلانات التي تبث خلال البطولة ، ومن المتوقع أيضاً أن تصل أرباح الفيفا من هذه البطولة إلى 3.1 مليار دولار ، ولقد فرض الفيفا الذي تحول من مؤسسة تعمل على ترسيخ مبادئ الروح الرياضية بين الشعوب إلى مؤسسة إقتصادية وأمنية تفرض شروطها على الدول ، حيث يفرض الإتحاد الدولي لكرة القدم قيوداً على الصحافيين الذين يقومون بتغطية أحداث كأس العالم من خلال منعهم من نشر الوقائع بحجة تخريب سمعة كأس العالم ، كما منع عرض فيلم وثائقي " فهرنهايت 2010" الذي يتناول جرائم الفيفا الإقتصادية في المونديال ، وقام أيضاً بصرف الملايين على الأجهزة الأمنية لكي تنفذ سياسته و شروطه .
وختاما سوف ينتهي كأس العالم يوم الأحد القادم مع صافرة النهاية لحكم المباراة الانكليزي هاوارد ويب ويتوج احد الفريقين باللقب، ويكون الفريق الخاسر سعيدا بما وصل إليه في هذا البطولة .
لكن معاناة أهل جنوب أفريقيا وخاصة الفقراء منهم مستمرة ، بل سوف تزداد، فمن المتوقع وحسب تقديرات الخبراء أن يصل العجز في ميزانية جنوب أفريقيا إلى 80 مليار دولار، هذا غير الأموال المعفى من الضرائب والتي ستخرج من البلد لحساب الشركات الإحتكارية و الفيفا . ويتوقع أهل الإقتصاد أن تنظيم كأس العالم سوف يجر البلاد إلى مشاكل إقتصادية كبيرة قد تصل به إلى حد الإنهيار .
فسعادة شعوب العالم دائماً تأتي على حساب المواطن الإفريقي الذي هو على الدوام من يدفع ثمن سياسات الاحتكار و العبودية والتفرقة و الأستعمار.
من هنا ندعو إلى تشكيل جمعية دولية من أجل رفع المعاناة عن أهل أفريقيا و تعويضهم عن الظلم الذي عانوا منه عبر التاريخ

الخميس، 1 يوليو 2010

ليس بالضرورة.. ابن البط عوام





بقلم / فرج إبراهيـم عمرو




يقال شعبياً إن ابن البط عوام ، أي أنه يحذو حذو أبية في إجادة فن السباحة لأنه تتلمذ على يد أبيه الذي لا يجد أي صعوبة في العوم و الانتقال من البركة إلى اليابسة بشكل سلس، حتى اعتقد البعض أن البط يجيد فن السباحة بالسليقة،وليست مهارة مكتسبة ومن شدة إعجابنا بإجادة البط لسباحة صرنا نقول على من يسير على خطى أبية بأنه مثل ابن البط فنقول عنه المثل الشعبي التالي " ابن البط عوام " كدلالة على انه يتقن ما سبقه إليه أبوة. غير أن الأيام أحياناً تؤكد لك عكس ما أكتسبه الناس من تجارب الأيام، فتجد ابن البط يغرق في البرك الصغيرة ، وما يخرج من واحدة حتى تجده وقع في بركة أخرى ، رغم أنه تربى في كنف أسرة تجيد السباحة فطرياً إضافة لأكتسبها للعديد من المهارات أثناء مسيرة حياتها، فلقد عبر الأب كل البرك التي واجهته وهو يبحث عن رزق أسّرته ويتلمس الأمن لها من وحوش الغابات المائية والبرية التي تترصد بهم في كل لحظة وحين ، لقد كان الأب يجيد السباحة في البر و البحر ويتجاوز الدروب الوعرة ومكر الثعالب وغدر الأفاعي، بكل سهولة وحنكه فيصعد أعالي الأشجار عندما تكون مسالك الأرض أكثر خطورة، ويتجنب الغابات عندما تكون الحمرايه أكثر أمنا ، ويغطس في أعماق البحار عندما تكون اليابسة هي الطريق الأخطر علية وعلى أطفاله ويلامس السحب عندما تفقد الأرض أمنها، هكذا كان الأب يجيد كل الفنون ويقاتل على كل الجهات، بل أحياناً يضيف من عنده مهارات جديدة أكتسبها من معترك الحياة.


غير أن الابن عجز إن مجاراة الأب ولم يتقن شيئاً من مهارات أبوه وحجته في ذلك إن ما يطلع لأبوه غير القنفذ.
فرحم الله الأب الذي ما بخل على ابنه بالعلم و التعليم، وسدد الله خطى الابن من أجل تجاوز بحور ومسالك الزمن الغادرة والوعرة .