بقلم / فرج إبراهيـم عمرو
يقال شعبياً إن ابن البط عوام ، أي أنه يحذو حذو أبية في إجادة فن السباحة لأنه تتلمذ على يد أبيه الذي لا يجد أي صعوبة في العوم و الانتقال من البركة إلى اليابسة بشكل سلس، حتى اعتقد البعض أن البط يجيد فن السباحة بالسليقة،وليست مهارة مكتسبة ومن شدة إعجابنا بإجادة البط لسباحة صرنا نقول على من يسير على خطى أبية بأنه مثل ابن البط فنقول عنه المثل الشعبي التالي " ابن البط عوام " كدلالة على انه يتقن ما سبقه إليه أبوة. غير أن الأيام أحياناً تؤكد لك عكس ما أكتسبه الناس من تجارب الأيام، فتجد ابن البط يغرق في البرك الصغيرة ، وما يخرج من واحدة حتى تجده وقع في بركة أخرى ، رغم أنه تربى في كنف أسرة تجيد السباحة فطرياً إضافة لأكتسبها للعديد من المهارات أثناء مسيرة حياتها، فلقد عبر الأب كل البرك التي واجهته وهو يبحث عن رزق أسّرته ويتلمس الأمن لها من وحوش الغابات المائية والبرية التي تترصد بهم في كل لحظة وحين ، لقد كان الأب يجيد السباحة في البر و البحر ويتجاوز الدروب الوعرة ومكر الثعالب وغدر الأفاعي، بكل سهولة وحنكه فيصعد أعالي الأشجار عندما تكون مسالك الأرض أكثر خطورة، ويتجنب الغابات عندما تكون الحمرايه أكثر أمنا ، ويغطس في أعماق البحار عندما تكون اليابسة هي الطريق الأخطر علية وعلى أطفاله ويلامس السحب عندما تفقد الأرض أمنها، هكذا كان الأب يجيد كل الفنون ويقاتل على كل الجهات، بل أحياناً يضيف من عنده مهارات جديدة أكتسبها من معترك الحياة.
غير أن الابن عجز إن مجاراة الأب ولم يتقن شيئاً من مهارات أبوه وحجته في ذلك إن ما يطلع لأبوه غير القنفذ.
فرحم الله الأب الذي ما بخل على ابنه بالعلم و التعليم، وسدد الله خطى الابن من أجل تجاوز بحور ومسالك الزمن الغادرة والوعرة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق