الأربعاء، 30 ديسمبر 2009

The Cyprus – Libya relations












written by Faraj I. Omar

Once the plane lands at Larnaca International Airport, you do not feel that you have traveled too far from the warm hospitality and generosity that characterize the Mediterranean peoples.

Cypriots will meet you with a smile and kindness and they would love to help anyone that requests it. Their appearance does not differ much from that of the Arabs and you often think that the person opposite you is Syrian or Lebanese.
I believe that the geographical location of Cyprus is the reason for the similarities between Cypriots and the population of these countries. Cyprus is at a distance of 150 kilometers only from Syria, and a half hour by plane from Larnaca to Beirut.

Cyprus, the third largest island in the Mediterranean Basin with an area of 9,251 sq. km, has acquired a historic importance because of its privileged geographic location. Most flourishing civilizations sought to conquer and dominate the island being a link between the West and the East.

Cyprus gained a special importance to the Arabs since ancient times because of its geographic location. When Muawiya Bin Abi Sufyan thought of securing the borders of the Islamic state, he asked the permission of Omar Bin al-Khattab to cross the sea to Cyprus, but his request was refused and didn’t materialize until the time of Osman Bin Affan, in 648 AD.

Later, when the Cypriot people founded "EOKA" ,the liberation organization against British colonialism, the first to lend them help was the late leader Jamal Abdel Nasser, who provided them with arms. Abdel Nasser was a staunch supporter of the Cyprus cause and this strong relationship between the two peoples went on until the “ Sebai” events during the presidency of Al Sadat when these relations went through a tensed period.

Libya's role in support of the Cyprus problem

Shortly following the September revolution in Libya, led by Colonel Muammar Al Gathafi, Dr. Vassos Lyssarides, founder of the Socialist Party in Cyprus and one of the prominent members of the Cyprus liberation movement, visited Libya and met the leadership of the revolution. Libya’s support to the just rights of the Cypriots was stressed during that visit and these ties were tightened even more following the historic visit by the late President Archbishop Makarios to Tripoli on November 13th, 1973. That visit had a good impact on the further development of the relations between the two countries and Makarios granted Libya the role of attending and caring for the Mosques in Cyprus and the religious affairs of the Muslims in the island. In fact, Libya holds this task to this date, whereas the World Islamic Call Society provides the Imams for the mosques and is concerned with the religious affairs of the Muslims living in Cyprus. Libya played also an important role in supporting Makarios’ government and his associates during the events of the Coup on July 15th , 1974, where the " Libyan Embassy “ at that time, currently " Libyan People's Bureau " offered protection to Dr. Vassos Lyssarides who sought refuge in it, as well as to Dr. HadjiDimitreou, one of the members of the Socialist Party and to other members of the Socialist Party. The Libyan Embassy provided also protection to both the then Cypriot Defense Minister " Veniamin" and to the chief of the Intelligence service, the late George Tombazos . Libya covered also Makarios trip from Paphos to London on July 16th , 1974 and from there to the United States of America.
As a result of the Coup and the Turkish occupation in 1974 ,the Cyprus economy had to face many problems . In the context of its support to the Cypriot people, Libya opened its market to the Cypriot products with no restriction and absorbed many Cypriots workers who had suffered losses as a result of the war and the occupation. The trade exchange between Libya and Cyprus reached a very high level at that time and Libya became Cyprus second largest trade partner after the United Kingdom. During the post-revolution period in Libya, a number of Cypriot companies and know-how undertook many projects for the construction of roads and housing units and Libyan students were sent to Cyprus to study and train in various educational institutions.
Cyprus and Libya are tied with strong bonds that are based on mutual respect. The Cypriot people considers Libya as one of the few countries that helped them in time of war and the Libyans look at Cyprus as a close friend and as the most safe country for investment and tourism.


الثلاثاء، 29 ديسمبر 2009

قبل انعقاد القمة العربية بليبيا في مارس القادم



بقلم : فرج إبراهيم عمرو





اتخذت الجامعة العربية في إحدى قممها خلال العقد الأخير من القرن الماضي قرارا يقضي بدورية الانعقاد السنوي والتناوب في الأستضافة بين أعضائها. ووفقا لذلك القرار يصل قطار القمة العربية في مارس 2010م. إلى طرابلس. فسوف تجلس ليبيا على كرسي الرئاسة صباح يوم السابع والعشرين من شهر مارس. وهي رئيسة للإتحاد الأفريقي، ورئيسة للجمعية العامة للأمم المتحدة، وعضو غير دائم بمجلس الأمن، فهي بذلك تجمع بين رئاسة أهم وأعرق ثلاث منظمات دولية هذا من ناحية، ومن ناحية الأخرى تنعقد القمة بالجماهيرية العظمى في مرحلة دقيقة للغاية، فهناك مجموعة من القضايا التي لابد من اتخاذ مواقف صريحة وواضحة حيالها ويمكن إجمال أهم القضايا الرئيسة التي على القمة العربية القادمة أن تتصدى لها بحزم وتتخذ حيالها مواقف جلية في الآتي:


* الوضع الفلسطيني:

تمر القضية الفلسطينية بمرحلة عصيبة على مختلف الأوجه فعلى الصعيد الاحتلال دُمرت غزة منذ عام في حرب قالت عنها جميع المؤسسات الدولية و الإنسانية بأنها حرب أباده. فزادت هذه الحرب من مأساة هذا الشعب والاستيطان في توسع مستمر، والجدران العازلة تحيط بالشعب الفلسطيني من كل جانب فتزيد من شدة الحصار الخانق الذي يعاني منه هذا الشعب. ورغم كل ذلك لم يتخذ العرب موقف واضح و قوي من هذه المعاناة الانسانية والسياسية. إما على صعيد الخلاف الفلسطيني خاصة بين قطبي الساحة الفلسطينية "حماس و فتح" فإن مسار المصالحة متعثر إذ لم نقل متوقف تماماً، فالوساطة المصرية عاجزة عن رأب هذا الصدع الذي أثر على القضية الفلسطينية بشكل عام. وفيما يخص مسار المفاوضات أو"السلام": فأمام التعنت الإسرائيلي والأنحياز العالمي مع إسرائيل. يتوجب على العرب مراجعة موقفهم من هذا الموضوع، وخاصة فيما يتعلق "بمبادرة السلام العربية" التي طرحت في قمة بيروت عام 2001م . ولابد من التخلي عن شعار " السلام الخيار الإستراتيجي و الوحيد " وضرورة سحب هذه المبادرة التي ولدت ميتة ووضع رؤى أخرى مثل الدولة الواحدة، وكذلك عدم إسقاط خيار المقاومة الشعبية من أجل استرجاع حقوق الشعب الفلسطيني . والموضوع الآخر وليس الأخير في الشأن الفلسطيني هو الوضع في القدس وما يتعرض له من حفريات وطمس لهويته التاريخية و الدينية الأمر الذي يستوجب حشد الهمم الإسلامية و العالمية من أجل وقف هذه الأعمال الإسرائيلية. وفي هذا الإطار يمكن دعوة الدول الإسلامية الكبرى مثل ماليزيا ونيجيريا و الباكستان للمشاركة في جلسة خاصة بموضوع القدس، يصدر عنها موقف قوي حيال التصرفات الإسرائيلية.


* تطوير منظومة العمل العربي المشترك
عندما تفتتح القمة القادمة في ليبيا التي حدد لها أن تبدأ يوم السبت الموافق 27 مارس 2010م. يكون عمر الجامعة العربية تجاوز خمسة وستون عاماً وخمسة أيام. في هذه العوام تغير العالم و الآليات العمل به، ومن هنا وجب العمل على تطوير منظمة العمل العربي المشترك بما يتلائم مع متطلبات العصر بحيث تصبح منظومة العمل العربي المشترك أكثر فاعلية وتأثير من أجل التصدي للأوضاع العربية الراهنة والمستقبلية. ونعتقد هنا انه لابد من تشكيل لجنة من المختصين بالشأن العربي من أجل وضع تصور لهذا الموضوع، على أن ترفع هذه اللجنة تصورها إلى القمة القادمة من أجل إقراره والعمل به.
* العلاقات العربية العربية:

رغم الظروف التي يمر بها الوطن العربي والمنطقة والتي تفرض ضرورة التكاتف والتنسيق المشترك من أجل التصدي للأخطار المحدقة بنا، إلا أن العلاقات بين الأنظمة العربية بشكل عام في أسوأ حالتها، والخلافات العربية العربية مستعرة، فالدول المحورية تقاطع بعضها البعض بل تتحارب وإن لم تستخدم السلاح، وهذه العلاقة المتوترة ساهمت سلباً على الحد الأدنى من التنسيق والتضامن العربي. ومن هنا وجب على ليبيا بتعاون مع رئاسة الجامعة العربية العمل منذ الآن على تنقية الأجواء وتهيئة الظروف المناسبة لضمان مشاركة جميع القادة و الملوك العرب في قمة طرابلس القادمة.


* العلاقات العربية و دول الجوار:
العلاقة مع دول الجوار في غاية الأهمية الإستراتيجية ونخص هنا تركيا وإيران، فيما يخص تركيا لابد من استغلال الرغبة التركية بقيادة أردوغان في لعب دور محوري في المنطقة وكذلك التعاطف التركي الرسمي مع القضية الفلسطينية وأيضاً مقابلة الرغبة التركية في تطوير العلاقة مع الدول العربية بروح إيجابية تدفع العلاقات إلى الأمام من أجل تجاوز حالة السكون التي مرت بها العلاقات بين الطرفين خلال السنوات الماضية، فلابد من دعوة رئيس وزراء تركيا للحضور والتحدث في القمة العربية، وينبغي تشكيل لجنة من أجل وضع تصور للعلاقات بين الطرفين، أما فيما يتعلق بالعلاقة مع إيران، لابد من العمل على تأسيس لعلاقة قائمة على حسن الجوار وعدم الانسياق وراء الدوائر التي تريد أن تجعل العلاقة بين العرب و إيران علاقة عدائيه مبنية على الشك وتوجس في نوايا كل طرف، والبحث عن القواسم المشتركة، والعمل على حل القضايا الخلافية عن طريق الحوار المباشر، ولابد من إنشاء مكتب يختص بمتابعة العلاقات مع إيران، كما أن الضرورة تفرض دعوة القيادة الإيرانية لحضور القمة العربية القادمة، وعقد جلسة خاصة للعلاقة بين الطرفين من أجل تقريب وجهات النظر في شؤون المنطقة بشكل عام و القضايا الثنائية بشكل خاص.

* العلاقة العربية الإفريقية
بحكم علاقة ليبيا المتميزة والمؤثرة في القارة الأفريقية، يمكن لليبيا أن تلعب دور مهم في توثيق العلاقة العربية الأفريقية، والتي أصابها نوع من الفتور بسبب الإهمال العربي للدول الأفريقية، الأمر الذي اسُتغل من قبل إسرائيل فعملت على توثيق علاقتها مع بعض الدول المحورية في القارة. وخير دليل على التركيز الإسرائيلي على القارة الأفريقية الزيارة التي قام بها مؤخراً وزير خارجية إسرائيل إلى مجموعة من الدول الأفريقية. ومن هنا وجب أن يكون هناك تصور جديد لهذه العلاقة، وعلى دوائر السياسية الخارجية في ليبيا مع مؤسسة الإتحاد الأفريقي وضع هذا التصور قبل انعقاد القمة العربية القادمة.


* رؤية عربية موحدة من تطوير مؤسسات التنظيم الدولي

تعتبر المنطقة العربية من أكثر المناطق في العالم التي تأذت من قرارات الأمم المتحدة بسبب ازدواجية المعايير والخلل في آليات عملها، ففلسطين سُلبت وقسمت تحت رعاية وشرعنة هذه المنظمة، وتم محاصرة ليبيا وتدمير العراق بالشرعية الدولية، وأجهضت العديد من مشاريع القرارات التي تدعم حقوق العرب بسبب سيطرة الدول الكبرى على المنظمة ومؤسساتها. وبعد خطاب القائد الأخير في جلسة الجمعية العامة " 64 " والذي طالب من خلاله بإصلاح منظمة الأمم المتحدة من أجل أن تواكب التغيرات التي طرأت على النظام الدولي. يتوجب أن يصدر عن القمة العربية القادمة رؤية عربية موحدة للتطوير منظمة الأمم المتحدة، ولا تكفي الأشارة إلى هذا الموضوع في البيان الختامي، بل ضرورة إعداد رؤية متكاملة من قبل الخبراء و المختصين في هذا المجال ويتم تعميمها على كل التنظيمات الدولية والإقليمية الأخرى مثل الإتحاد الأوروبي وتجمع الآسيان وغيرها من التنظيمات الدولية الأخرى.
* وأخيراً وليس أخراً موضوع السّودان. فهذا البلد العربي يتعرض إلى مؤامرة تهدف إلى تقسيمه إلى مجموعة دويلات ينبغي على الأمة العربية اتخاذ موقف حازم وصريح حيال يدعم وحدة السودان. ومن القضايا الأخرى التي يجب أن يتم تعزيزها في القمة العربية القادمة هو خيار المقاومة في استرجاع الحقوق العربية. وأتمنى أن تعطى المقاومة الفلسطينية الفرصة للتحدث عن رؤيتها فيما يتعلق بقضية فلسطين.
وأتمنى للقمة العربية القادمة كل النجاح و التوفيق

الأربعاء، 23 ديسمبر 2009

محمد المجدوب .. الثائر الذي قهر المرض









بقلم فرج ابراهيم





بسم الله الرحمن الرحيم
“ من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا"



صدق الله العظيم




على امتداد التاريخ هناك رجال يصنعون الأحداث، ويفرضون أنفسهم وأرائهم ومبادئهم، ويستشهدون من أجلها، وترخص أرواحهم إمام المبادئ و الأفكار التي يعتنقونها ويؤمنون بها.. ولهؤلاء الرجال حياتان الأولى يصنعون فيها الأحداث، والأخرى تبقى منهج للأجيال القادمة ومفخرة إلى كل الشرفاء، ومن بين هؤلاء الرجال الذين صدقوا القول والعمل، وآمنوا بالوطن وقومية المعركة المجاهد محمد المجدوب الذي سجل خلال سيرة حياته العطرة دروسا في الجهاد، والشجاعة، والتضحية، ورسم عبّر في التجلد والوفاء، وسوف تبقى هذه الشمائل التي تركها عظة وموعظة ومثال يقتدى به.


وُلد محمد سعود المجدوب أمحمد في بادية سّرت عام 1951م، ورغم عسّر الحياة و قسوة الظروف التي صاحبت تلك الفترة، إلا إن أبوه أراد لابنه الأكبر أن يلتحق بالمدرسة لكي يأخذ نصيبه من العلم، فترك بيت أبوه والتحق بالمدرسة بمدينة سرت، فدرس هناك المرحلة الإعدادية والثانوية، وبشهادة زملائه في تلك المرحلة تميز محمد سعود المجدوب بدماثة الخلق وأدب الحديث، فكسب احترام أساتذته، وحب أقرانه، وعاش هذا المجاهد كبقية جيله مرحلة المد القومي الذي كان ينبعث من صوت العرب بالقاهرة عبر صوت المذيع المصري المشهور أحمد سعيد. وما كاد ينهي مرحلة تعليمه الثانوية، حتى انبلجت الثورة في ليبيا، فالتحق بها واضعاً نفسه جندياً مخلصاً للثورة وقيادتها، فتوجه في شهر أبريل من العام 1971م. إلى الكلية العسكرية، والتي تخرج منها والتحق بقوات الصاعقة، وكان التدريب العسكري بالنسبة له ما هو إلا وسيلة من أجل استرجاع ما سّلب واغتصب بالقوة من الأرض العربية، فكان مؤمن بقومية المعركة قولاً وعملاً فألتحق بقوات الردع العربية التي تشكلت عام 1976م. من أجل الدفاع عن لبنان، فسال دمه الطاهر على أرض لبنان لكي يمتزج مع دم أخوته العرب على إثر أصابه لحقت به أثناء المواجهات مع العدو الصهيوني، وأجريت له عملية جراحية من اجل استئصال الشظايا التي علقت بجسمه، والتي بقيت أجزاء منها في جسمه، وكأنها أرادت أن تكون شاهدا وشافعا له عند ربه يوم الحشر. واستبسل في الدفاع عن مخيمات صبرا وشاتيلا وبرج البراجنة، ولم يدخر جهداً من أجل تعزيز تيار المقاومة العربية، ودعم قضية العرب المركزية القضية الفلسطينية، فتولى رئاسة لجنة دعم صمود الشعب الفلسطيني، وكان المنسق والراعي الأول لحث الشباب العربي بشكل عام و الليبي بشكل خاص في الانخراط من أجل الدفاع عن فلسطين ولبنان. وانطلاقا من إيمانه بأن استمرار المعركة يتطلب خلق جيل مؤمن بقضايا الأمة، وإن دعم صمود الشعب الفلسطيني يتطلب منه ضرورة تذليل الصعاب أمام طلاب العلم قام برعاية ومتابعة شؤون الطلبة الفلسطينيين الدارسين في الوطن العربي وأوروبا، كما كان المجاهد محمد سعود المجدوب يؤمن بأن المعركة مع الأعداء لها ساحات مختلفة، وأن عدونا يركز على تزوير التاريخ وطمس الحقائق التاريخية ،ومن أجل دحض أكاذيب الأعداء والأستفادة من الدروس المستقاة من التاريخ ،التحق بقسم التاريخ بجامعة قاريونس والذي تخرج منه سّنة 1976م. ورغم كل ما عانى من المرض العضال الذي لازمه لأكثر من عشرين سنه، إلا انه لم يكن يكل أو يمل فبِروحه النضالية العالية كان يقاوم علة الجسد وبروح الثائر يعقد الاجتماعات ويرتب الحوارات ويقيم الندوات و المحاضرات ويجسر الهوّة بين الفرقاء في الوطن الصغير والكبير، فنجده اليوم يعقد اجتماعا في ليبيا وغداً يسافر خارج ليبيا لكي يترأس منتدى أو حوار على المستوى القومي فرأى رفاق دربه انه أفضل من يكون أميناً عاماً لملتقى الحوار العربي، وأجدر من يتولى رئاسة لجنة مقاومة الاستسلام والتطبيع، فستحق بذلك وسام المواطن الصالح، ووسام الجهاد، ونوط الواجب، ونوط الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة، ونوط الفاتح.ورغم كل الإحباط والأمراض التي نخرت جسد الأمة، والداء الذي سكن جسده لم يترجل عن نهج المقاومة والثورة إلا بقضاء الله وقدره ،فغادرت روحه إلى ربه راضيه بما قدمت ، ساكنه بإذن الله تعالى في جنات الخلد ، وكان ذلك يوم الثلاثاء الموافق الثالث عشر من شهر الربيع "مارس " من العام ألفان وسبعة مسيحي



رحمك الله يا أبا نصر العرب وصلاح الدين وعلى، فالقدوة الحسنة كنت أنت، والمواطن الصالح الغيور على أمته ووطنه أنت مثله وقدوته، وكنت المجاهد المقدام الذي يقدم نفسه رخيصة في سبيل وطنه وقضاياه. فتستحق كل التكريم و التخليد.

http://www.alwatan-libya.com/default.asp?mode=more&NewsID=7848&catID=38

الثلاثاء، 1 ديسمبر 2009

أحمد زارم المجاهد والكاتب والسياسي










بقلم / فرج إبراهيم عمرو


في ليبيا صفحات من الجهاد والكفاح من أجل الحرية مسطرة على امتداد تاريخها الطويل، فقاتل الليبيون الاحتلال الأسباني، و تصدوا إلى همجية وبربرية فرسان القديس يوحنا، ولم يسلموا بالظلم الذي مارسه الأتراك خلال فترة حكمهم الطويلة، كما تصدوا بباسلة للاستكبار الأمريكي في عام1801م، وكذلك في فترة الثمانينات من القرن الماضي.
ولكن مرحلة الاحتلال الإيطالي تميزت بأن ملاحم البطولة سجلت على كامل تراب الوطن، ففي كل بقعة، وتحت أي نبته، وبجانب أي حجر، وفي أي وادي، هناك دم أو عرق لي مجاهد روى أرض الوطن دفاعاًً عنه " وعلى كل ليبي أن يترفق بالأرض، و يخفف الخطى فتحت أقدامه دماء الشهداء، ورفاتهم، وعرقهم، وعليه أن يتمسح بهذا التراب الطاهر الطهور، لعله يكتسب منه حب التضحية والفداء، ولعله يكتسب منه حب الوطن، والزهد في الملذات. فكتاب الشهداء والشرفاء على امتداد مساحة الوطن الشاسعة. ومن هذا الكتاب نفتح اليوم صفحة المجاهد أحمد زارم الذي ناضل من أجل حرية وكرامة ليبيا في ميادين مختلفة وتنقل بين الدول العربية حاملاً قضية وطنه الذي أغتصب في دار تبادل المصالح بين القوى الكبرى.


أحمد زارم المولد و نشأة

ولد أحمد زارم بن خليفة بن عمر بن سعيد المجدوب سنة 1906 م "تقريباً "، في قرية "الخربة " العامرة حاليا بالرحيبات، أي أنه كان في السادسة من العمر عندما دك الأسطول الإيطالي طرابلس في عام 1911م، وكان يدرك ما يتناقل عن ما يجري بين المجاهدين و الغزاة في طرابلس، فسمع تلك الأخبار من أحد أعيان قريته وهو المجاهد "منصور بن خليفة"، والذي كان يتنقل بين ميدان المعركة والقرى من أجل حث الناس على المشاركة في القتال، وشاهد تجمع أفواج المجاهدين من القرى المحيطة بقريته ، والتي كانت تلبى نداء الدفاع عن الوطن واجتماعات أعيان القبائل والقرى من أجل تنسيق الجهود لمحاربة المحتل، و رأى تدريبات الشباب القادر على حمل السلاح استعدادا لمواجهة الأعداء وذلك من خلال ما عرف " بالشارة " وهو عبارة عن حجر يتدرب عليه الشباب لاكتساب فنون الرماية، ، في هذا الجو المفعم بالنضال تربى المجاهد أحمد زارم، وهنا أريد أن أسرد عليكم واقعة تناولها أحمد زارم في مذكراته تدل على تأثير المناخ المقاوم الذي كان منتشر في البلاد علية هو ورفاقه، فنجده يقول: بعد خسارة المجاهدين لمعركة جندوبة في عام 1913 م. والتي تعتبر ملحمة من ملاحم البطولة قرر المجاهدين بزعامة سليمان الباروني ومحمد سوف الهجرة إلى الأراضي التونسية.وعلى أثر ذلك زحفت القوات الإيطالية نحو مشارف قريته، وبفضول الأطفال ذهب هو وبعض أطفال القرية لكي يشاهدوا النصارى كيف هي أشكالهم، ولما وصل هو ورفاقه وجدوا جنود الاحتلال قد استظلوا بظل أشجار الزيتون. فتقدم لهم أحد الجنود الطليان يسألهم عن أين ذهب الباروني، ومن هم رفاقه، ومتى يعود، ثم تقدم منهم جندي آخر وسألهم هل البارون كبير مثل الزيتونة، أو هو في نفس حجم البشر، وأردف قائلاً " الباروني مسكينو منجارية مافيش، فوشيليا مافيش - باروني اسكابا – باروني مورطو " . وعندما سكت الجندي الإيطالي رد عليه أحد الأطفال قائلاً " الباروني كبير مثل الزيتونة و الباروني منجارية بالزاف. فوشيليا بالزاف.شوي شوي ايجي البارونى الطليان الكل مورطو “. هذه الواقعة تؤكد أن البيئة التي عاش بها أحمد زارم كانت بيئة رافضة للاحتلال معتزة برموزها الوطنيين. تربي أبنائها على حب الوطن، وعلى التضحية من أجله، وعدم الرضوخ للمحتل مهما كانت قوته وجبروته، وإن مقاومة الاحتلال واجب وطني وشرعي، ومشعل المقاومة يسلمه كل جيل إلى الذي يليه.


الهجرة إلى تونس سنة 1926

ما أقسى أن يجبر الإنسان على ترك وطنه وأهله و التراب الذي ترعرع فيه. ولا نجد أبلغ من الوصف الذي أستعمله المجاهد أحمد زارم عن يوم الرحيل حيث وصفه بأنه يوما أشعت أغبر، رياحه هوجاء، حجب فيه شعاع الشمس تكسرت فيه النفوس، وزادت فيه الهواجس و الخوف، ولكن الظروف ألزمت هذا المجاهد على الهجرة من أجل أن يبدأ من تونس الخضراء مرحله الدفاع عن وطنه في المحافل الدولية، فرحل جسداً وبقى قلبه وعقله معلقان بوطنه الذي يئن من الاحتلال و أعماله الوحشية. فكل خطوه كان يخطوها نحو الحدود التونسية كانت تقربه أكثر فأكثر إلى الوطن و يزاد إيمانه بقضيته، وان اجبر على إن لا يسكن في وطنه، فإن الوطن سكن في روحه وتفكيره وقلمه، فأصر منذ أن وصل منطقة حلق الوادي أحد ضواحي العاصمة التونسية، أنه سفر من أجل أن يدافع عن وطنه وقضيته العادلة، فما إن استقر به المقام حتى شرع يفكر في الإلية التي يمارس بها مهامه الوطنية


أحمد زارم والعمل الوطني

بعد أن استقر به الحال في تونس وأصبح في مأمن عن العدو، قرر أن يقترب من الوطن أكثر، فأتخذ قراراً بأن يبدأ العمل الوطني بشكل منفرد وذلك من خلال نشر ما يصله من أخبار الوطن عن طريق الناس الذين يتنقلون بين البلدين أو عن طريق " الراديو". وهنا يحكي لنا انه أقام علاقة مع شخص إيطالي يدعى " كسبارينو " لأنه يملك جهاز راديو، لكي يستمع إلى أخبار الوطن. وقد نشر ما سمع على صفحات الصحف التونسية التي رحبت به و احتضنته جسداً و قلماً، فكتب الكثير من المقالات التي نشرت تحت أسماء مستعارة، فالجالية الإيطالية كانت كبيرة في تونس، كما أن إيطاليا كانت تلاحق الليبيين في تونس عن طريق منظمة تدعى " دوبو لافوار “. و من تلك المقالات نذكر مقاله المنشور في مجلة " الرابطة العربية " لصحابها " أمين السعيد " والتي كانت تصدر من القاهرة في عددها رقم 61 الصادر في 27 جمادى الأولى 1356 هجرية الموافق 4 أغسطس1973 م والذي جاء تحت عنوان " كيف يعامل العرب في بلاد العرب " والذي تناول فيه إعدام المجاهدين خليفة سعيد التايب الغالي ، ومحمد صالح الشعنبي. بسبب رفضهما الذهاب للقتال في الحبشة، وقتلهما للضابط الإيطالي الذي أراد إرغامها على الذهاب، وكيف قامت فرنسا بتسليمها لإيطاليا “. و الجدير بالذكر هنا وحسب رواية المجاهد أحمد زارم أن إيطاليا قامت ببناء نصب تذكاري للضابط الإيطالي “ بيوندي " في نفس المكان الذي قتل فيه وهو برق النصف الواقع بين سيناون و نالوت.وبقت هذه الخيمة حتى بعد قيام الثورة بستة سنوات. ولا ندري. هل تم إزالتها وبناء بدلاً منها نصب تذكاري للمجاهدين أم لا ؟ !!“.


تأسيس حركة المقاومة الليبية في الخارج

بعد رسالة بشير السعداوي التي نشرتها جريدة الصواب التونسية في عددها 596 الصادر بتاريخ 18 أكتوبر 1929م. تم التواصل بين أحمد زارم وبشير السعداوي، فأرسل أحمد زارم رسالة إلى السعداوي على العنوان المنشور في جريدة الصواب، وهو حي المهاجرين أبورمانة رقم 176 بدمشق"، ولم تطل المدة حتى تلقى أحمد زارم الرد من السعداوي ومن ذلك التاريخ صار بينهما التواصل، وفي رسالة السعداوي الرابعة إليه طلب منه الاتصال بالمجاهد محمد عباس المصراتي الذي كان يدرس بجامعة الزيتونة، وتم اللقاء بين الاثنين في دكان الحاج محمد المجدوب التاجوري. ولقد أنضم إليهم كل من المجاهد محمد عمار الشرادي الرحيبي، ومحمود علي الزنتاني، واللذان كان يدرسان في جامعة الزيتونة. ولقد أسس هؤلاء الأربعة حركة المقاومة الليبية في الخارج ضد الاستعمار الإيطالي، وكان ذلك في سنة 1929م. وأطلق عليها أسم " اللجنة التنفيذية للجاليات الطرابلسية البرقاوية " تم تغيير أسمها إلى جمعية الدفاع عن طرابلس وبرقة، ثم تغير الاسم إلى جمعية التوادد والتعاضد بين المجاهدين المسلمين، وأخيراً إلى جمعية الوحدة الليبية، ولقد أسندت مهام السكرتارية لأحمد زارم. واستمر عمل هذه الجمعية عشرين سنة، وخلال فترة عملها اتصلت الجمعية بعدة شخصيات تحررية وقومية مثل شكيب أرسلان، وعبد الحميد بن باديس، ومحي الدين القليبي، وعبد العزيز الثعالبي.... وغيرهم من رموز الحركة القومية في الوطن العربي في ذلك الوقت، ومارست هذه الجمعية نشاطها الوطني ، حيث أصدرت البيانات التي توضح الأحداث التي تمر على الوطن في ظل الإستعمار ، فلقد أصدرت بياناً عن استشهاد عمر المختار ، ووزعت صور عمر المختار على الصحف و المجلات و الشخصيات السياسية و العلمية في المغرب العربي، من أجل توضيح وحشية الاحتلال الإيطالي من خلال ارتكابه لهذه الجريمة ، كما نعت الجمعية استشهاد المجاهد أحمد الشريف سنة 1932م .ونظراً لأتساع نشاط الجمعية داخل تونس انضم إليها سنة 1934م. مجموعة جديدة من المجاهدين الليبيين الذين كانوا على الساحة التونسية مثل عبد القادر الورفلي، ومحمد الكيب، وأحمد تريفيس، وسالم النعمي، ومحمد فياض، ومفتاح غليليب....وغيرهم من الأسماء الوطنية. وفي عقاب اشتعال الحرب الثانية بين الحلفاء والمحور سنة 1939 م. قام أحمد زارم بتوجيه دعوة للمجاهدين وأعيان الليبيين المتواجدين في تونس من اجل دراسة الظروف الدولية، والعمل على توظيف هذه الظروف بالقدر الممكن لصالح قضية تحرير ليبيا من الاحتلال الإيطالي، ولقد حضر هذا الاجتماع المجاهد سالم عبد النبي الزنتاني، ومحمد حسن المشاي، ومفتاح عريقيب، وحسن رضا ريح، وعمر ضيا المدفعي، والطاهر البدي، ومحمد اعويدات، وأحمد تريفس، وسالم النعمي ومحمد فياض، ومفتاح غليليب، وعمر مالك، وإبراهيم السويحلي والمبروك بالريشه، ورمضان حسن، ومحمد شكري، ومحمد الشعتاني ومحمود الزنتاني، وعلى محمد أبوسته، الجابر الصويعي، ومحمود العش، ومحمد عريقيب، وحميدة المطماطي.... وطالبت الجمعية الجهات الفرنسية بالمساعدة في حضور سليمان الباروني، وبشير السعداوي، وعون سوف، وأحمد السويحلي، من أجل قيادة أفواج المجاهدين التي كانت متعطشة إلى تحرير البلاد وفي شهر يونيو 1939م.عقدت الجمعية العامة الوطنية اجتماعا أخر من أجل وضع خطة لتحركها العام، وقام أحمد زارم في هذا الإطار برفقة زميله المجاهد محمد أحمد عريقيب بجولة على المناطق التي يتواجد فيها الليبيين في تونس من أجل إعدادهم وتجهيزهم للمرحلة المقبلة.
واستكمالا لهذه الجهود من أجل تحرير الوطن أجتمع أحمد زارم مع الفرنسيين من أجل الحصول على مساعدتهم في تحرير ليبيا ومن بين ضابط الفرنسيين الذين أجتمع معهم زارم نذكر لوفيفر، ولفدان، وميكار، وأوجي، وبوري، وبرشي. وعلى اثر هذه اللقاءات طلبت فرنسا من أحمد زارم الالتحاق بالقيادة العامة للحلفاء في شمال إفريقيا فاستقل القطار يوم 13 يونيو 1940م. متوجهاً إلى الجزائر، التي وصلها في ظهر اليوم التالي، حيث كان في استقباله شخص يدعى " روفي " ومعه الشيخ أحمد بن زكري، وفور وصوله باشر أحمد زارم مهامه اتجاه الوطن فقام بكتابه منشور وضح من خلاله بشاعة الاحتلال الإيطالي وحث الليبيين في الداخل على الثورة وواصل هذا العمل فكتب منشور أخر عن وفاة سليمان الباروني ، وانضم إليه عون محمد سوف، ومحمد توفيق الغرياني قادمين من مصر " ورغم حاجه أحمد زارم ورفاقه للعون الفرنسي من أجل المساعدة في تخليص البلاد من إيطاليا، إلا أن ذلك لم يجعلهم يسقطون في مكر ودهاء الفرنسيين ويصبحون ورقة تستعملها الدول الكبرى كما تريد وما يؤكد هذا القول القصة التالية جاء الضابط الفرنسي" بروفنصال " إليهم من أجل أن يقوموا بكتابة منشور للتشهير بالأمير شكيب أرسلان وموافقة المنحازة لألمانيا. فرفض هؤلاء القوميين القيام بذلك، لأن أرسلان مجاهد قومي، وهم يتفهمون موقفه لأنه مثلهم يعمل على تحرير قطر عربي آخر من خلال استغلال العلاقات المتقاطعة بين الدول الكبرى، كما يفعلون هم “. واستمروا في هذا العمل فترة من الزمن. يحاولون استغلال كل الظروف من أجل تحرير بلادهم. لكن الدول الكبرى لا تعرف إلا مصالحها، بدون أي اعتبار لقضايا الشعوب الأخرى العادلة والمشروعة،فبعد سقوط فرنسا في يونيو1940م .وتوقيعها للهدنة مع ألمانيا وإيطاليا، تم إيقاف المساعدات الفرنسية لليبيين، وقفل احمد زارم عائدا إلى تونس، والتي نزلت بها القوات الألمانية والإيطالية في نوفمبر 1942 م، مما اضطره إلى مغادرة منطقة الكرم متجها نحو سليانة قاصدا بيت محمد بن عامر الورشفاني وهو أحد أعضاء الجمعية، ثم غادر سليانة متجها نحو الكريب، ومنه إلى منطقة الكاف. وسرعان ما صارت الأمور تذهب إلى صالح الحلفاء، فتقهقرت قوات المحور، وبمجرد نزول القوات الإنجليزية، في الأراضي الليبية، اتصل ضابط إنجليزي يدعى " ادجار هربرت " وشخص عربي مسيحي يدعى " ادوار شدياق " بأحمد زارم، وكعادته دائما فهو يرحب بأي عمل أو خطوة تفك أسر ليبيا من الاستعمار، فالتحق بالجيش الإنجليزي الثامن رفقة محمد خليفة، وانضم إليهم محمد أبو زيد عبد الله وحميدة المطماطي، ومحمد شكري كويدير، وحميدة محمد القعود ، وعبدالله الصادق بعيو . ودخل أحمد زارم برفقة محمد عباس المصراتي والضابط الإنجليزي ادجار هربرت الأراضي الليبية قاصدين طرابلس يوم 15 مايو 1943 م. وعقدوا خلال هذه الزيارة اجتماع في مكتب الفنون والصنائع الإسلامية ومن بين الذين حضروا هذا الاجتماع مصطفى ميزران، ومحمد يونس الكريش، وأحمد الفقية حسن، وعلي الفقية حسن، وأحمد الحصائري...." وبعد أسبوعين رجع أحمد زارم إلى تونس واستئناف نشاطه، حيث عقدت جمعية الوحدة الليبية اجتماعا في يونيو 1944 م. حيث قرر الحاضرين ضرورة رفع مذكرة إلى قيادة الحلفاء بشأن ليبيا، كما تم تشكيل وفد للتعرف على وجهة نظر الأمريكان بخصوص ليبيا ومستقبلها ،وتألف هذا الوفد من محمد عباس، ومحمد بن خليفة، ونور الدين أشميلة، وعمر مالك ،وأحمد زارم. وعبر أشميلة بكل صراحة عن وجهة نظر الليبيين، حيث قال للأمريكان " إذا ساعدتم إيطاليا في سعيها للعودة إلى حكم بلادنا، فسوف لن ينفذ عزمكم هذا، ولن يستقر النفوذ الإيطالي في ليبيا، إلا بعد فناء الشعب الليبي عن بكره أبيه.

العودة والأبعاد

في يناير 1948 م عاد أحمد زارم إلى الوطن، بعد إن استقرت الأوضاع بعض الشيء ولقد سبقت عودته، قدوم اللجنة الرباعية المشكلة من الأمم المتحدة لدراسة الوضع في ليبيا، وبمجرد وصوله أخذ يعمل مع رفاق دربه الذين عادوا من المهجر، على تحديد ملامح الوضع السياسي القادم الذي حلم هو وكل الشرفاء الذي قضوا في سبيل الوطن أو الذين مازالوا على قيد الحياة، وكانت الفترة من 1948 م إلى 1951 م. مهمة في تاريخ ليبيا، بسبب وجود فئة كانت تسعى إلى تقسيم البلاد، وأيضا تريد إن ترتمي في أحضان المستعمر الجديد وهو الإنجليز والأمريكان والفرنسيين، وهذا الأمر لم يرق إلى المؤتمر الوطني برئاسة السعداوي ورفاقه ( أحمد زارم، وصالح عمار النائلي، ومصطفى ميزران، وعلي مصطفى المصراتي.. ) وغيرهم من الشرفاء، فتأمر عليهم العملاء مع الأعداء وتم إبعادهم مرة أخرى عن الوطن وكان ذلك في فبراير 1952 م. واستقر الحال بأحمد زارم مرة ثانية في تونس إلى سنة 1961 م. حيث تمت عودة للوطن، واستقر في وطنه، إلى إن انتقل إلى جوار الخالدين في جنة الفردوس يوم السبت الموافق 3 \ 6 \ 1995 م. ودفن بمقبرة سيدي منيذر بطرابلس .


رحم الله هذا المجاهد سخي العطاء، كثير التضحية والفداء من اجل وطنه وقوميته. ورحم الله كل أبناء الوطن الشرفاء الذين عبدوا بتضحياتهم طريق الاستقلال والحرية في ليبيا، وبقى هذا المجاهد وأمثاله نبراسا لكل الشرفاء والوطنيين، وحفظ الله وطننا من النفعيين وعدمي الضمير.

http://www.alwatan-libya.com/default.asp?mode=more&NewsID=7533&catID=22

الجمعة، 20 نوفمبر 2009

العرب يتحاربون في اللعب ... و يلعبون في الحرب ؟!!!
















بقلم : فرج إبراهيم عمرو

على إمتداد أكثر من شهر كامل والحرب الإعلامية قائمة بين مصر والجزائر، بسبب مباراة مؤهله إلى كأس العالم ،وليست المباراة النهائية في كأس العالم ، فالكل حشد الهمم ، وحشد طاقاته ، وأطلق العنان لصحافته من أجل ترمي بصواريخها الطرف الثاني ، وإتهم كل طرف الآخر البدء بالهجوم و الإعتداء عليه وأشتعلت حرب " البسوس القدمية " بين "الأشقاء" ، فتحولت مباراة كرة القدم بينهما والتي يفترض فيها أن تكون متسمة بروح الرياضية والخاسر فيها رابح ، فالفائز " شقيقه " . ولكن للأسف الشديد لم يدخر كل طرف أي كلمة في قواميس القذف والسب إلا وأستخدمها ضد " شقيقة " . وتحولت المباراة إلى "منازلة" و"معركة القاهرة " . وتحول فريق كرة القدم إلى" كتيبة "....إلخ . وإشتعلت الأمور بين الطرفين ، ووصلت حالة تعبئة العامة قمتها بعد التعادل في "مباراة القاهرة" والتي أجبرتهم على اللعب في عاصمة (اللاءات الثلاث) .فأعلن كل طرف لا.. للروح الرياضية لا .. للخسارة لا.. للأخوة ، وإنطلقت الجسور الجوية مباشرة وتحركت الدبلوماسية العربية من أجل إلغاء تأشيرة الدخول و إجراءاتها على جمهور الطرفين ، ولله الحمد وفق هذه المرة العرب في مسعاهم الدبلوماسي، ولم يفشلوا كما في المرات السابقة وهذا نجاح يسجل للدبلوماسية العربية ، ولعل أمين عام الجامعة العربية سوف يذكر هذا في القمة العربية القادمة بليبيا ، كأحد إنجازات العرب في عام 2009 أفرنجي ، كي يعوض به عن إخفاقات العرب في فتح معبر رفح ، ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني وإيصال المساعدات الإنسانية إليهم وأيضاً إخفاقهم في إعادة العراق إلى حاضرته العربية ... إلى آخر القائمة التي تطول في مجال الإخفاقات . وبعد إنتهاء المباراة الفاصلة في الخرطوم . ظننا إن كل الأمور سوف تنتهي عند هذا الحد ،وسوف يسلم كل طرف بقدره . غير أن الأمور تعقدت أكثر حيث وجود السودان نفسه في موضع إبن عباد مجبراً على دخول هذه الحرب الاعلامية والدبلوماسية. الحقيقة أن ما صاحب هذه المباراة شيء مخزي ومعيب في حق الأمة العربية بصفة عامة و في حق شعب جمال عبد الناصر مناصر الثورة الجزائرية الأول و شعب عبد القادر الجزائري ،وأحمد بن بله ،ومحمد خروبة بصفة خاصة .
لكن هذه السلوكيات لم تكن محظ صدفة أو حالة عارضة أوجدتها الرغبة بالمشاركة في العرس العالمي بجنوب إفريقيا ، بل هي نتيجة جملة من العوامل سوف نذكرها بإيجاز ونترك تفصيلها لأهل الإختصاص من أجل توضيح مخاطرها على مستقبل الأمة العربية ،

1- إفلاس النظام العربي الرسمي : فهذا النظام مفلس شعبياً ويفتقد كل يوم في شرعيته وشعبيته وأراد إستغلال تعطش الجماهير العربية للنصر في معارك الأمة الحقيقية ، من خلال إيهامهم بإن هذه المباراة هي جزء من معارك الأمة.

2- غياب مؤسسات المجتمع المدني : من أزمات المجتمع العربي عموماً هوغياب مؤسسات المجتمع المدني التي تعمل من خلال كوادر مؤهله على توعيه الرأي العام و توجيه نحو المشاكل و المخاطر الحقيقية التي يواجهها .

3- زيادة النبرة القطريه على النبرة القومية : في السنوات العشرة الأخيرة ظهرت أصوات تدعو إلى التعصب القطري داخل المجتمع العربي ، فلقد رأينا شعارات "مصر أولاً ، الأردن أولاً ، تونس أولاً ..." هذا النهج زاد بشكل ما من التعصب القطري و خاصة بين العوام .

4 – سيطرة النظام الرسمي على وسائل الإعلام : تعتبر الثلاثين سنة الماضية من أسواء الفترات التي مرت على الوطن العربي في مجال الحرية الإعلامية ، وذلك بسبب سيطرت الحكومات و مخابراتهاعلى وسائل الإعلام العربية ، والتي وظفت هذا الإعلام لخدمة النظام الرسمي ، ورغم بعض الإنفتاح الذي حدث في هذا المجال بعد الفضائيات و الإنترنيت . إلا أن تلك الحقبة إثرت في تشكيل الوعي العام في الدول العربية .

هذه جملة من العوامل التي ساهمت سلباً في رسم السلوكيات السلبية التي صاحبت هذه المباراة ، وأتمنى أن يكون الإستعداد العربي في مواجهة المخاطر والمعارك الحقيقة التي تواجهها الأمة ، بنفس المستوى والإمكانيات التي حشدت لهذه المباراة ، فلو أن هذه الجماهير تم حشدها وتعبئاتها إعلامياً من أجل رفع الحصار عن غزة لتحقق ذلك رغم أنف إسرائيل .كما تمنيت لو إن السفير المصري سحب من إسرائيل أو ستدعى للتشاور خلال العدوان على غزة .

وختاماً ندعو لهذه الأمة بصلاح الحال . وإن تسخر إمكانياتها ومواردها في خدمة قضاياها المركزية الداخلية والخارجية .





http://www.alwatan-libya.com/default.asp?mode=more&NewsID=7399&catID=22

الثلاثاء، 17 نوفمبر 2009

لا.. تحزن يا وطني













بقلم : فرج إبراهيم

الثلاثاء 17\11\2009



لا تحزن يا وطني ...و لا تعلن الحداد ...فمازال في الأمة رجال
لا تحزن يا وطني ....رغم كل الدم المسكوب ... و المال المهدور... والفساد المنثور
لا تحزن رغم كل هذه الطاقات المهدوره... والأهات المنشوره.....و الثروات المبتوره
نعرف مرارة جرحك.. وعظمة مصابك ..نعلم إن كرسي الشرف حجب عن الشرفاء
وصار يجلس عليه عدمي الضمير...ندري إن الأقزام صاروا علية القوم...
والظلمة قضاته....والسراق على بيت المال مسؤولين ........والجهلة فيك مرشيدين.

ندرك.. إنك تئن من وطأة أقدامهم التي داست على أمجاد الشرفاء
نعلم .. ألم كل هذه الأحزان ... و الأهات التي تعانيها

لا تحزن يا وطني ... رغم كل هذه الجراح و الأتراح

فمازال فيك الشرفاء.....فبنت جمال مازلت قادرة على الأنجاب .. ورغد تدخر أبوها الى يوما ما... و من أنجبت القسام وأرسلان لم تعقربعد...

فالأطرش فيك مقام ..والكسيح فيك مجاهد..و الطفل فيك ثائر....و حورياتك أستشهاديات على بوابة الشرف
لا تحزن يا وطني ...فدولتهم ساعة.....ودولة الشرفاء إلى قيام الساعة
سوف تزهوونزهو معك... بين كل الأوطان بأبناءك النجباء

فلا تحزن... يا وطني فمازال فيك الشرفاء

الاثنين، 16 نوفمبر 2009

العلاقات الليبية القبرصية







بقلم / فرج ابراهيم عمرو




عندما تحط بك الطائرة في مطار لارنكا الدولي ، لاتشعر بإنك سافرت بعيداً عن الدفء والكرم الذي هو سمه من سمات شعوب حوض البحر الأبيض المتوسط . فالقبارصة يقابلونك بإبتسماتهم وطيبتهم وحبهم في مساعدة أي شخص يريد المساعدة ، كما أن هيئاتهم لا تختلف عن العرب كثيراً ، فكثيراً ما تعتقد أن الشخص الذي مقابلك هو من سوريا أو لبنان ، وأعتقد أن موقع قبرص الجغرافي وقربها هو السبب في هذا التشابه بين القبارصة و سكان هذه الدول ، حيث أنها " قبرص" لا تبعد سوى 150 كيلو متر عن سوريا ، ونصف ساعة جواً من لارنكا إلى بيروت . وبهذا الموقع الجغرافي المميز تحتل قبرص " التي تعتبر ثالث أكبر جزيرة في حوض البحر الأبيض المتوسط حيث تبلغ مساحتها9.251 كيلو متر مربع " أهمية تاريخية فنجد أن جميع الأمم التي أرادت أن تستقر حضارتها أو كيانها السياسي كانت دائماً تسعى إلى السيطرة على قبرص ، فقبرص دائماً شكلت حلقة وصل بين الغرب و الشرق . و تكتسب قبرص أهمية خاصة للعرب منذ زمن بسبب موقعها الجغرافي ، ولهذا نجد معاوية بن أبي سفيان عندما أراد تأمين حدود الدولة الإسلامية ، أستأذن عمر بن خطاب في عبور البحر إلى قبرص ، غير أن طلبه هذا لم يتحقق إلا في عهد عثمان بن عفان وتحديداً في سنة 648 م . وكذلك عندما أسس الشعب القبرصي حركته التحريرية " أيوكا " ضد الإستعمار الإنجليزي ، أول من مد له يد المساعدة العرب و تحديداً الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الذي زودهم بالسلاح ، وكان عبد الناصر رحمه الله داعماً قوياً لقضية الشعب القبرصي ، وإستمرت هذه العلاقة القوية بين الشعبين حتى قضية "السباعي" في عهد السادات حيث شاب العلاقة نوعاً من الفتور والتوتر. إلى فترة من الوقت غير الطويل ، حيث أن العلاقات المصرية القبرصية دائماً كانت علاقات وطيده .

دور ليبيا في مساندة القضية القبرصية

بعد قيام الثورة في ليبيا في سبتمبر1969 بقيادة العقيد معمر القذافي ، بفترة وجيزة سافر الدكتور فاسوس ليساريديس مؤسس الحزب الإشتراكي القبرصي وأحد الأعضاء البارزين في حركة التحرر القبرصية إلى ليبيا للالتقاء بقيادة الثورة ، والتي أكدت منذ البداية دعمها للشعب القبرصي وحقوقه العادلة ، وتوجت هذه العلاقة بزيارة تاريخية قام بها الرئيس الراحل الأسقف مكاريوس إلى طرابلس في 13نوفمبر 1973 ، كانت لها أثر طيب في تطوير العلاقة بين البلدين فيما بعد ، حيث منح مكاريوس ليبيا خلال هذه الزيارة دور الإهتمام و العناية بالمساجد وشؤون المسلمين في الجزيرة ، ومازالت ليبيا منذ ذلك التاريخ تقوم بهذه المهمة ، حيث تقوم جمعية الدعوة الإسلامية بالإشراف على المساجد و توفير الأئمة و إلى غير ذلك من شؤون المسلمين في الجزيرة ، كما أن ليبيا قامت بدور كبير في مساندة حكومة مكاريوس و أعوانه عندما وقع ضدهم الإنقلاب في 15 شهر يوليو 1974 ، حيث قامت " السفارة الليبية في ذلك الوقت " المكتب الشعبي حالياً " بحماية الدكتور فاسوس ليساريديس الذي لجأ إلى السفارة الليبية ، كما وفرت السفارة الليبية الحماية إلى حاجي ديمتروا من الحزب الإشتراكي و مجموعة من أعضاء الحزب الإشتراكي ، وأيضاً قدمت السفارة الليبية الحماية إلى كل من وزير الدفاع القبرصي في ذلك الوقت " بن يامين " ورئيس المخابرات القبرصية السيد جورج تومبازوس ، كما قامت ليبيا بتغطية تكاليف رحلة مكاريوس في يوم 16يوليو 1974م ومرافقيه من بافوس إلى لندن ، ثم إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
ونظراً لتعرض الإقتصاد القبرصي لبعض المشاكل بسبب إنقلاب 1974 و الإحتلال التركي ، قامت ليبيا في إطار دعم الشعب القبرصي الصديق بفتح السوق الليبي أمام كل المنتجات القبرصية دون قيود ، بل أنها أنشأت مجموعة من الشركات على الأراضي القبرصية ، والتي إستوعبت العديد من القبارصة الذين كانوا يعانون من آثار الإحتلال والحرب ، وقد وصل مستوى التبادل التجاري بين ليبيا وقبرص في تلك الفترة إلى أعلى مستوى ، حيث جاءت ليبيا في المرتبة الثانية بعد المملكة المتحدة في مستوى التبادل التجاري مع قبرص . كما ساهمت الشركات و الخبرات القبرصية في عملية البناء و التحول التي شهدتها ليبيا بعد الثورة فتم تدريب و تدريس العديد من الطلبة الليبين في المعاهد و الجامعات القبرصية والذين رجعوا إلى ليبيا من أجل المساهمة في عملية البناء والتقدم ، كما قامت مجموعة من الشركات القبرصية ببناء الكثير من الوحدات السكنية و الطرق التي تم تشييدها في ليبيا .
فالعلاقة بين قبرص و ليبيا هي علاقة متينة لها قواسم مشتركة وأرضية صلبة ، مبنية على أساس الإحترام المتبادل ، فالقبارصة ينظرون إلى ليبيا على أنها من بين الدول القلائل التي مدت لهم يد العون في زمن الحرب ، والليبيين ينظرون إلى قبرص على أنها الصديق القريب على القلب و البلاد الأكثر أماناً من أجل الإستثمار و السياحة .


السبت، 31 أكتوبر 2009

هل عدنا إلى زمن (القوات المتحركة )؟؟؟!!














بقلم : فـــــــرج إبراهيــــــــــــــــــــــــم

إلى مؤسسة القذافي
... أمانة مؤتمر الشعب العام
... أمانة الرقابة والمتابعة الشعبية


من عايش فترة العهد الملكي البائد يعرف ماهي ( المتحركة أو القوات المتحركة أو القوة المتحركة)، والدور الذي قامت به في إرهاب الليبيين، وقمعها للحركة الوطنية باستخدام أبشع الوسائل، متسلحة بإرادة مهزومة ضعيفة، إلا على أبناء الوطن، فاستخدمت العنف غير المبرر وغير القانوني ضد شرائح المجتمع، وقامت بملاحقة قائد الثورة ورفاقة واستخدمت ضدهم العنف المبرح.

إما نحن الذين ولله الحمد لم نعش تلك الفترة البائسة فسمعنا عن تلك القوات الغاشمة من قصص وحكايات اهلنا عندما يسردون لنا معاناة الماضي، ومع انتهاء كل قصة كنا نسمعها عن معاناتهم من تلك القوة البوليسية، كنا نحمد الله ألف مرة ، لان هذا السلوك البوليسي القمعي انتهاء مع البيان الأول للثورة في غرة الفاتح من العام التسع والستين. فبعد ذلك البيان سقط البوليس الذي يمارس القمع ويعمل على إذلال المواطن ويحرص على تنفيذ آوامر أسياده دون أسس قانونية و لا وطنية. وحلت محلة الشرطة التي تعمل على تطبيق القانون وحماية المواطن، ورفع الظلم والغبن عنه والسهر على أمنه، وحماية سلطة الشعب، وتعمل على تكريس القانون.ومبدأ الناس سواسية إمام القانون

لكن.. بعد مشاهدتي للصور التي نشرت على بعض المواقع، والتي بينت ما جرى بين بعض المواطنين المتسلحين بحكم المحكمة ،والذي يجب إن يكون ملزم للجميع، و أول من يدافع عنه أمانة الأمن العام وافرا دها. وإفراد الشرطة المتسلحين بالقنابل المسيلة للدموع و (الكليبشات)والهراوات.

تذكرت تلك الصورة التي ارتسمت في مخيلتي عن القوى المتحركة ،الغاشمة الظالمة
إن ما حدث ويحدث في وادي الربيع موضوع في غاية الخطورة ، وله دلالات مختلفة. إن لجوء الناس للأطر القانونية لفض المنازعات التي تقع بينهما من جهة وبين مؤسسات المجتمع من جهة أخرى، هو سلوك حضاري ينم على تطور مستوى الوعي لدى المواطن ويؤكد ايمانه بمؤسسات المجتمع من خلال الاحتكام إليها،والعمل بما يصدر عنها من احكام .
ومن واجب الجميع وفي مقدمتهم اللجنة الشعبية العامة و أمانة الأمن العام وأمانة العدل على دفع الناس للعمل بهذا السلوك الحضاري. إن ما صدر من إحكام قانونية هي ملزمة للجميع، والاعتراض عليها لا يكون، إلا من خلال الطرق القانونية والمتمثلة في الطعن والاستئناف، وأي سلوك خارج ما ينص علية القانون هو دعوة للفوضى.

على رجال الأمن إن يكونوا حماة القانون لا الأشخاص وأي تعليمات أو آو ا مر خارج ما ينص عليه القانون هي غير ملزمة، وأي أشخاص كانوا عادين أو اعتبارين لا يمتثلون للقانون وإحكامه، لابد من معاملتهم على أساس أنهم يرغبون في زعزعة امن المجتمع واستقراره، ودفع الناس للاحتكام إلى منطق الفوضى والتقاتل وادخل الناس في سلوك الثأر والانتقام، وإنهم يعملون على خلق حالة من الفوضى حتى يتسنى لهم تحقيق مآرب وأهداف ضد المصلحة العامة، و أنهم يعملون بقصد أو بغير قصد على تدمير مؤسسات المجتمع، والزج بالمجتمع إلى نفق يصعب الخروج منه.

ومن هنا وجب على كل الجهات المسئولة والتي خول لها المجتمع وفقا للقانون مهام المحافظة على المجتمع و أمنه و إنجازاته، بضرورة التصدي إلى مثل هذه السلوكيات التي لا تحترم القانون سواء كانت صادرة عن أفراد أو جهات عامة،
وان تسترعي انتباه الجهات العامة بأن العقوبة سوف تكون مضاعفة عندما تقوم بسلوكيات وأفعال لا تسند إلى أسس قانونية وتحط من قيمة المواطن، ومؤسسات الدولة القضائية

وفقنا الله وإياكم لما فيه خير بلدنا

الصور نق
لاً عن موقع ليبيا اليوم

http://www.alwatan-libya.com/default.asp?mode=more&NewsID=7162&catID=22

الأحد، 18 أكتوبر 2009

ما هكذا تبنى الأوطان




بقلم فرج ابراهيم




تعددت إشكالهم وهيئاتهم و ألوانهم، واختلفت ثقافاتهم ومنابع مداركم، انقسموا إلى هيئات ووزارات، عفوا أمانات. تبادلوا الاتهامات والاتهامات المضادة، ونعت كل منهم الأخر بكل ما احتوت قواميس اللغة العربية من نعوت تدل على الجهل وعدم الفهم، من لم يجد ضالته في اللغة العربية استعان بمفردات من اللغات الأجنبية، لكي يثبت علو كعبه، ونفي صفة الجهل عنه، فهولاء ينعتون ( القوي الحية ) بأنها سبب المشاكل وأنها تتدخل في كل شي داخليا وخارجيا، والثوريين يردون عليهم بأنهم من بقايا الماضي، أنهم تقليديين لا يواكبون التقدم والأفكار الثورية ومصطلحا تهم من الماضي التليد، أنهم يحنون إلى العهد البائد، ويحفظون تقوسه عن ظهر قلب، لا يؤمنون بالتغيير.. وينعت هولاء الآمنين بالتسلط عليهم واستلاب مهامهم وإرهابهم مستخدما كل الوسائل المتاحة، المشروعة وغير المشروعة، وجر الوطن من الثورة التي أرادت إن تعالج كل أوجاعه، وتنهض به معافى سليم الجسد والعقل من اجل المشاركة في معركة الأمة، إلى البوليسية التي أجبرت السعداوي وزارم على الرحيل، وحاولت طمس صوت طلائع الثورة في أكتوبر خمسة وستين، وزجت بالقوميين في صناديق الظلام .
بين كل هؤلاء يقف الوطن حائرا، وتتعثر مسيرة البناء بسبب كثرة الأجتهادات وتعدد الأجندات، وتتبعثر أحلام الثورة، وتدمر مشاريعها بقصد وغير قصد، تدمر بفكرا قاصر عن فهما، وبفكر مدرك يريد لها إن لا تنجح



والله من وراء القصد


http://www.alwatan-libya.com/default.asp?mode=more&NewsID=7004&catID=22

happy birthday to you




كل الكلمات والحروف تزاحمت تتدافعت في معصار ذاكرتي من اجل إن تنال شرف تهنئتكم بعيد ميلادكم الأول... لكنها رفضت إن تنتظم في كلمات وجمل خشيت إن تخرج في هيئة لا تليق بهذا اليوم.. حاولت إجبارها إرغامها بان تشاركم لحظة إضاءة الشمعة الثانية... لكنها اعتذرت... استسمحتني بان استسمحكم بقبول اعتذارها...ففي يوم ميلاد رحمة ترفض الحروف أن تنتظم إلا في كلمة رحمة... ورفضت الكلمات إن تقفى وتسجع... فاسمك قافية القوافي.. وابتسامتك قصيدة القصائد... وحروف اسمك دعاء الجميع وأمل الجميع.. ففي كل لحظة يرددها ملايين الملايين حبا وتمني

عيد ميلاد سعيد.... و عقبال الشمعة 100

الثلاثاء، 6 أكتوبر 2009

التنظيم الدولي..والحاجة إلى التطوير(2-4)



2 - عصبة الأمم


بقلم : فرج ابراهيم



بعد الحرب العالمية الأولى وما خلفته من أثار طال مداها كل الجوانب على امتداد البسيطة. اتجه تفكيرالمهتمين بالشؤون الدولية إلى ضرورة إنشاء منظمة دولية تتمتع بالشخصية القانونية ، ويعهد إليها العمل على إزالة أسباب التوتر وحل المنازعات بين أعضاء المجتمع الدولي. ولهذا السبب تم تقديم عدة مقترحات، والتي كان من أهمها مقترح الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت ( ويلسو ن) الذي دعا من خلال مقترحه هذا إلى ضرورة إنشاء منظمة دولية تتمتع باختصاصات واسعة في مجال الحد من التسلح، وقدم الرئيس ويلسون مقترحه هذا من خلال رسالة وجهها إلى الكونغرس الأمريكي بتاريخ 18 يناير 1918 م ولقد عرفت هذه الرسالة ( بنقاط ويلسون الأربعة عشر).
كما تقدمت بريطانيا بمقترح تناول شكل المنظمة الدولية المراد إنشائها، حيث نادى هذا المقترح بأن تكون هذه المنظمة مجرد تجمع دولي، يملك فقط إلتزام ادبي على أعضائه. ومن أجل المقاربة بين المقترحين تم تشكيل لجنة (هرست – ملير) والتي قدمت تصورها حول عصبة الأمم إلى المجتمعيين في فرساي ، حيث اقروا ما ورد من لجنة هيرست – ملير بتاريخ 23 ابريل 1919 م ، ودخل حيز التنفيذ في يناير 1920 م . وبناء على ما تقدم أجتمعت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وايطاليا واليابان ووضعت ( عهد عصبة الأمم )، والذي تكون من ست وعشرين مادة ومقدمة بينت أن الهدف من هذه المنظمة ينحصر في توثيق التعاون بين الأمم وضمان السلم والأمن الدولي، وساهم في تأسيس هذه المنظمة سبعة وثلاثين دولة وأطلق عليهم الأعضاء المؤسسون، وتم دعوة ثلا ثة عشر دولة للأنضمام للعصبة وهي التي كانت محايدة خلال الحرب العالمية الأولى.كما تمتعت بعضوية العصبة بعض الأقاليم والدول التي كانت تحت الأحتلال وتتمتع بنوع من الحكم الذاتي. ومثال على ذلك العراق وإيرلندا الحرة وإثيوبيا والهند.
الجدير بذكر هنا إن الولايات المتحدة رغم دورها الأساسي في إنشاء عصبة الأمم، لم تنضم للعصبة بسبب رفض الكونغرس الأمريكي الموافقة على الأنضمام بحجة أن ذلك يتعارض مع مبدأ (مونرو). رغم إنه تم أجراء تعديل في قواعد عمل المنظمة يقر بذلك المبدأ. وارتكزت العصبة على ثلاثة أجهزة رئيسية هي
أ – الجمعية العامة: - تكونت الجمعية العامة للعصبة من مندوبي جميع الدول الأعضاء وأسندت إليها جملة من الأختصاصات منها النظر في جميع المسائل التي تقع ضمن دائرة نشاط العصبة، وأيضا مناقشة كل القضايا التي تمس الأمن والسلم العالمي، وتتشارك مع مجلس العصبة في أختيار الأمين العام للعصبة وانتخاب قضاة المحكمة الدائمة للعدل الدولية. وتمتعت أيضا بإختصاص فصل أحد أعضاء المنظمة، وقبول عضوية الدول الراغبة في الأنضمام للعصبة، من الأختصاصات التي أسندت إليها أجراء تعديل على عهد العصبة و أعتماد ميزانيتها.
ب – مجلس العصبة: - يتكون مجلس العصبة من الأعضاء الدائمين وهم المملكة المتحدة، فرنسا، إيطاليا، اليابان، روسيا، وأنضمت إليهم ألمانيا في عام 1926 م. وأربعة أعضاء غير دائمين تختارهم الجمعية العامة بأغلبية الثلثين لمدة ثلاثة سنوات غير قابلة للتجديد، ثم زداد عدد أعضاء المجلس فوصل إلى عدد غير الدائمين إلى تسعة، والدائمين إلى خمسة. وبسبب تقاطع المصالح بين دول العصبة تقلص عدد أعضاء المجلس الدائمين إلى اثنين وذلك بعد انسحاب إيطاليا واليابان، وطرد الأتحاد السوفيتي.
وأسندت إلى مجلس العصبة مجموعة من الأختصاصات، مثل إعداد مقترحات تخفيض السلاح، واتخاذ العقوبات ضد الدولة التي تقوم بإعتداء على دولة أخرى، وأسندت إليه مهمة الإشراف على الأنتداب، و تعيين موظفي الأمانة العامة.
والجهاز الثالث من أجهزة العصبة هي الأمانة العامة، والتي كانت وظيفتها الأساسية المسائل الإدارية. ومن مهم ذكره هنا إن عصبة الأمم كانت لها بعض الأجهزة الأخرى مثل اللجنة الدائمة للأنتداب، واللجنة الاستشارية الدائمة للمسائل الحربية، واللجنة العليا للاجئين، ومنظمة الصحة، ومنظمة الأتصالات والترانزيت، والمنظمة الأقتصادية.
ورغم محاولات عصبة الأمم في تحقيق السلام والأمن بين الدول ومنع نشوب الحروب، وتفعيل التعاون بين المجتمع الدولي. إلا إنها فشلت في منع وقوع الحرب العالمية الثانية التي مازالت أثارها تعاني منها مختلف أصقاع المعمورة، ويرجع هذا الفشل إلى جملة من العوامل تمثلت في إلية التصويت التي كانت متبعه عند اتخاذ القرارات داخل الجمعية العامة ، والتي تقتضي موافقة جميع الأعضاء من اجل صدور قرار بخصوص القضية المطروحة للنقاش، حتى ولو كانت تتعلق بموضوع السلم والأمن الدولي. وأيضا يعاب على عصبة الأمم عدم أمتلاكها أداة تنفيذية قادرة عمليا على تحويل ما يصدر عنها من قرارات إلى واقع ملموس من أجل إجبار الأطراف التي تهدد السلم والأمن الدولي للأمتثال للإرادة المجتمع الدولي. ومن المأخذ على العصبة أنها لم تضم في عضويتها جميع الدول في ذلك الوقت، بل إن ثلث أعضائها تقريبا انسحبوا منها في أواخر العشرينيات من القرن الماضي. ولم تتمكن العصبة من إيجاد حل ناجع للحد من سباق التسلح الذي أدخل العالم في حرب مدمره راح ضحيتها أكثر من 60 مليون إنسان .

في المقال القادم سوف نتناول الأمم المتحدة


الثلاثاء، 29 سبتمبر 2009

التنظيم الدولي..والحاجة إلى التطوير(1-4)


1- تطور التنظيم الدولي


بقلم : فرج ابراهيم


إن التطور البشري وتقاطع المصالح بين الدول فرض على أهل الفكر والسياسة ضرورة التفكير والعمل على إيجاد وسائل وأدوات تعمل على حل المنازعات والخلافات التي تنشأ بين هذه الدول، فنجد المفكر الصيني الشهير ( كونفسيوش ) أول من نادى بضرورة إنشاء منظمة دولية تضم جميع دول العالم، و طالب بأن تعمل هذه المنظمة على تقاسم واستغلال الثروات البشرية والطبيعة في العالم. كما نادى المفكر الفرنسي ( بيردي بوا ) إلى ضرورة إيجاد منظمة دولية دائمة للتحكيم في النزاعات التي تحدث بين الدول الأوروبية، ومن الذين تصدوا إلى هذا الموضوع نجد الدوق ( دي سولي ) وزير هنري الرابع، حيث طالب من خلال مذكرات نشرت في عام 1638م. بإنشاء مجلس يضم دول أوروبا المسيحية وقال بضرورة تمتعه ببعض الاختصاصات الإدارية والقضائية. وكذلك نجد المفكر الإنجليزي ( وليام بن ) في عام 1967 م. طالب بإنشاء برلمان أوروبي يضم كافة دول أوروبا تسند إليه مهمة حل المنازعات بين أعضائه. كما إن القس الفرنسي ( دي سابير ) طرح مشروع بخصوص تحقيق السلام في أوروبا. ومن بين الذين قدموا تصورهم في موضوع أستتاب الأمن المفكر جان جاك روسو من خلال اقتراحه الذي أطلق عليه اسم ( مشروع السلام الدائم ). ونستطيع القول إن هذه الأفكار والمقترحات أظهرت مدى انشغال العالم بخلق أدوات تسهم في نزع فتيل الأزمات والخلافات التي قد تنشأ بين عناصره، كما أنها مهدت الطريق إمام المرحلة المقبلة والتي يمكن إن نطلق عليها مرحلة المؤتمرات الدولية و توازن القوى، حيث شهد العالم وخاصة في الجزء الشمالي انعقاد العديد من المؤتمرات و الاتفاقيات من اجل فض المنازعات بين الدول ومن بين ابرز هذه الاتفاقيات، اتفاقية (وست فاليا ) سنة 1648 م. و التي عملت على تنظيم توازن القوى في أوروبا والمحافظة على السلم والأمن فيها، وجاءت هذه الاتفاقية بعد ما عرف في أوروبا بالحرب الدينية والتي استمرت ثلاثين عاما من ( 1618 م – 1648 م ). ومن هذه الاتفاقيات نجد أيضا اتفاقية( أوترخت ) والتي عملت على إعادة ترتيب الوضع الأمني في أوروبا.
كما عقدت مجموعة من المؤتمرات لغرض حفظ توازن القوى بين الدول الأوروبية والتي خَْولت لنفسها حق الأشراف على الأمن والسلم الدولي، ومن أهم هذه المؤتمرات مؤتمر الحلف المقدس الذي عقد بمدينة فينا عام 1815 م حيث اجتمعت روسيا والنمسا وبروسيا مع ممثلي الدول الأوروبية الأخرى، و بانتهاء إعمال هذا المؤتمر تم التوقيع على اتفاقية فينا والتي إعادة التوازن السياسي إلى أوروبا. ثم أسست الدول الأوروبية وتحديدا ( فرنسا، روسيا، بروسيا، النمسا، بريطانيا ) ما أطلق علية الوفاق الأوروبي والذي عمل على المحافظة على الوضع القائم في القارة الأوروبية، حيث استطاع الوفاق الأوروبي خلال الفترة الممتدة من 1815 م – 1914 م. في إيجاد الكثير من الحلول للمشكلات التي تعرضت لها القارة الأوروبية، حيث تصدى إلى حرب القرم من خلال مؤتمر عقده في باريس في عام 1856م. وكذلك تصدى إلى التنافس الأوروبي في أفريقيا من خلال مؤتمر برلين سنة 1884 م. وأيضا تناول قضية التنافس الفرنسي الأسباني على المغرب من خلال مؤتمر الجزيرة في عام 1906 م. ومن المؤتمرات التي عقدتها الدول الأوروبية نجد مؤتمر اكس لاشابل سنة 1818 م. الذي عقد من اجل ترتيب الأوضاع في فرنسا، و مؤتمر ( كارلسباد ) 1819 م ومؤتمر فينا سنة 1820 م. اللذان عقدا من أجل دراسة الحركات التحريرية والقومية في ألمانيا . وكذلك نجد مؤتمر ( تروبر ) سنة 1820 م ومؤتمر ( ليباخ ) سنة 1821م. اللذان تناولا إخماد الثورة في إيطاليا، وناقش مؤتمر ( فيرونا ) سنة 1822 م. الثورة الأسبانية
وللغاية ذاتها إي تحقيق الأمن في أوروبا شكلت الدول الأوروبية مجموعة من اللجان والاتحادات التي عملت على تذليل الصعاب وإزالة العقبات التي قد تعمل على توتر العلاقات فيما بينها. ومن بين هذه اللجان اللجنة الدولية الخاصة بالانهار الدولية والتي تأسست وفقآ لمعاهدتي باريس 1814 م وفينا 1815 م. حيث قامت هذه اللجان بالإشراف على الملاحة في هذه الأنهار، وقد منحت هذه اللجان بعض الاختصاصات التنفيذية والقضائية. كما تم تشكيل لجان مالية وصحية، عملت على تنظيم الأوضاع المالية في مستعمرات الدول الأوروبية ومنها على سبيل المثال ( لجنة الدين المصري عام 1878 م.) ولجنة الدين اليوناني 1897ى م. ، ومجلس إدارة الدين العثماني 1898م. إما في الجانب الصحي نجد انه تم تشكيل لجان بوخارست والقسطنطينية وطنجة. وتم خلق مجموعة من الاتحادات الإدارية التي عملت أو ساهمت إلى حد ما في تنظيم العلاقات بين الدول. ومن هذه الاتحادات الاتحاد الدولي الذي أسس عام 1874 م. والذي تحول فيما بعد إلى اتحاد البريد العالمي سنة 1878 م. واتحاد التلغراف الدولي في عام 1865 م. وكذلك تم تأسيس الاتحاد الدولي لنشر التعريفات الجمركية وفقآ لاتفاقية بر وكسل 1890م. وأيضا أسس اتحاد الملكية الصناعية حسب اتفاقية برن في مارس عام 1883م. أسست مجموعة أخرى من الاتحادات مثل هيئة الطيران الدولي والتي حلت بدلا منها هيئة الطيران المدني عام 1944 م.
وعن طريق هذه المؤتمرات واللجان والاتحادات حاولت الدول الفاعلة والقوية في المجتمع الدولي وخاصة الأوروبية معالجة ما يقع بينها من نزاعات وتوترات دولية.


في المقال القادم سوف نتناول عصبة الأمم


السبت، 19 سبتمبر 2009

كل عام وأنتم ... بخير


بقلم فرج ابراهيم
يهل علينا هلال عيد الفطر بمشاعر ممزوجه بالفرح والحزن

فيفرح الصائم بنقضاء شهرا من العبادة والتقرب الى الله لعله يغفر له ما قترف وهو يلهث وراء الدنيا خلال الشهور الماضية
ويفرح الطفل ببدله العيد ولعبة العيد ... وتفرح العائلة باجتماع افرادها بعد ان فرقتهم لقمة العيش وقسوة الزمن

ويحزن من غاب قربيا له توارى الى البعيد دون الامل في رجوعه

يحزن طفل فلسطين الذي سرقت منه بسمة العيد

يحزن أهل فلسطن الذين اجبروا على الشتات ولم تمكنهم الظروف القاهرة من الاجتماع وتبادل التهاني والتسامر

يحزن اهل فلسطين لان اخوتهم لا يتواصلون معهم إلا من خلال ما تبثه وسائل الاعلام

تدمع قلوب اهل فلسطين لانهم محاصرين بامر من شقيقهم الاكبر

تدمع قلوب اهل فلسطين لانهم يذبحون ويعذبون في بيت الاخ الاقرب على القلب

تدمع قلوب فلسطين لان اخوتهم يقفلون الابواب في وجوهم ..ويشرعونها في وجهه سفاحهم


*********** *************
يبكى بلد هارون الرشيد من الذله والاذلال ..وتنفطر قلوب الماجدات من الشرف المسلوب

ويندب اطفال العراق على بدلة العيد ولعبة العيد التي مزقتهما القنابل الذكية

يبكى اهل العرق وطنا اغتيل غدرا من غير ذنبا اقترفه

يبكى بلد الرافدين وشاية الاخ الجار.. بل حرص الاخ الجار على دماره

يبكي اهل العراق والصومال ولبنان وفلسطين غياب الاخوة في ليلة العيد ..في يوم العيد واليوم الذي يلي العيد

عذرا ...اهل كل هذه البلدان الحزينة.. نحن مشغولين بتبادل تهاني العيد مع نتنياهو وجورج بوش وميتشل واوباما ... والقائمة تطول

الأربعاء، 16 سبتمبر 2009

من دفاتر الزمن.... (5)


بقلم فرج ابراهيم




كان يوما غائما ... ماطرا ...قارصا .. رياحه عاتيه .. وسيولة جارفه
ترجلت فيه الحشود ...وتراصت في صفوفا مكتظه ...تحركت بخطى متثاقلة ...والوجوم يلفها


كان يوما عقيما ... دارت بعده ساعة الزمن .. فصارت البرهة بعقد عند بعضهم .. والعقد ببرهة عند بعضهم الاخر

كان الذهول والصمت لغة الجميع ...وكان الشرود حوار المجتمعيين ...فالحدث اكبر من يستوعبه اليوم ... بل اكبر من يستوعبه الدهر كله

كان يوما كسفت فيه الشمس ... وخسف فيه القمر ...وآفلت فيه النجوم
يوما هام فيه الجميع بين فارح وتارح .... وتسمر فيه الجميع بين مصدق ومكذب

يوما أنتهى فيه زمن .... وبدا فيه زمن آخر


11 – 9 – 2009 الجمعة - نقوسيا

21 رمضان

الجمعة، 28 أغسطس 2009

امتلاك روح المبادرة مطلوب


بقلم/ فرج إبراهيم عمرو




ما ينقص مجتمعنا الليبي و خاصة فئة الشباب الذين هم قادة المستقبل روح المبادرة الذاتية و الأيمان بإمكانيتهم في خلق أعمال مفيدة تسهم في محاربة الظواهر السيئة التي قد تكون مورثة أحيانا، وقد تكون وافده إلينا من الخارج أحيانا أخرى عبر وسائل الأنصال المتعددة.
و يلاحظ الكل أن أغلب الشباب الليبي أصبح يفقد روح المبادرة الفردية أو الجماعية، و أصبح فقط متكل على الدولة و مؤسساتها الرسمية و ما يصدر عنها و التي هي في أغلب الأحيان للأسف لا تتصدى إلى الظواهر الهدامة في المجتمع، و لا تعمل على نشر الظواهر البناءة.

ولسنا هنا بصدد التعرض للأسباب التي جعلت مؤسسات الدولة تقصر في القيام بدورها اتجاه المجتمع.
ما دفعني إلى تناول هذا الموضوع هو ما طرحه الأستاذ الفاضل الدكتور إبراهيم قويدر من مبادرة إنسانية أهلية يهدف من خلالها إلى مساعدة أهل العوز و الحاجة من خلال إنشاء موقع على شبكة المعلومات الدولية يعمل على ربط أهل الخير بأهل الحاجة، و دعا من خلال موقعة الشخصي، و مقال نشر في مجموعة من المواقع على شبكة المعلومات الدولية، أن يساهم كل من يرغب في فعل الخير في بناء هذا المواقع و دعمه من أجل خلق نوع من التكافل الاجتماعي بين أبناء المجتمع.
وجاءت هذه الدعوة نتيجة وعي صاحبها بأهمية خلق روح المبادرة بين أبناء المجتمع و كذلك من أجل بناء مؤسسات المجتمع المدني التي هي على قدر كبير من الأهمية، فاغلب مجتمعات العالم وخاصة المتقدمة تنشط فيها المؤسسات الأهلية وغالبا ما تقوم بأدوار لا تقل عن دور المؤسسات الرسمية، بل أنها في الكثير من الأحيان تتفوق على المؤسسات الرسمية. فاغلب الأعمال الخيرية هي نتيجة لي مبادرات أهلية انطلقت من أفراد أو جماعات يؤمنون بقدرتهم على صناعة الفعل و إحداث التغيير الازم في مجرى الإحداث، و لا ينتظرون الأخر لكي يقدم لهم الحل، بل يدعونه للمشاركة معهم حتى يناله نصيب من اجر هذا العمل أو ذاك و كثيرا ما مارست مؤسسات المجتمع المدني ضغوطا كبيرة على الحكومات من أجل المصلحة العامة.
وكذلك تهدف هذه المبادرة إلى تنمية الوعي العام بأهمية العمل التطوعي وكلٍ حسب قدرته و جهده و الرقيب عليه ضميره و إيمانه بما يقوم به.
ومن هنا ندعو إلى ضرورة العمل على إنجاح هذه الفكرة والعمل على تطويرها، وطرح المزيد من الأفكار والمبادرات، و تنمية روح المبادرة لدى الشباب، و توظيف التقنية الحديثة (الانترنت) في خدمة الأعمال و الأفكار التي تهدف إلى مصلحة المجتمع وتدعو إلى التكافل الاجتماعي والتصدي إلى الظواهر الهدامة وعدم التواكل والاتكال على الأخر في خدمة امتنا،

ومن يرغب في المزيد من المعلومات عن هذه المبادرة يدخل موقع الدكتور إبراهيم قو يدر

http://www.dribrahimguider.com/new/site/hhelp.php

وفقنا الله وإياكم لما فيه خير بلدنا وامتنا

الجمعة، 12 يونيو 2009

من بؤس ... الزمان





من بؤس الزمان..إن يتطاول جحادر القوم على وجهائه..وينعت الشرفاء بصفات العملاء

من بؤس الزمان..إن يتولى زعامة الأمة من ولد من رحم الهزيمة.. ويقودها في معركة يتطلع فيها الجميع إلى النصر

من بؤس الزمان.. إن تصبح قضية فلسطين معبر ومستوطنات ومرتبات ومساعدات إنسانية..وتضيع الحقوق الفلسطينية بين الفتحاوية والحمساوية.. وحوارات تدار بإرادة غربية.. ويذبح أطفال فلسطين بمباركه عربية

من بؤس الزمان.. إن يصبح النصر هزيمة والهزيمة نصر.. وصناع النصر مغامرون..وصناع الهزيمة عقلاء.. والشهداء انتحاريين ..ودعم صمود المظلومين جريمة يعاقب عليها القانون

من بؤس الزمان.. إن نعاقب بقانون لم نصنعه..وبأيادي ملطخة بدماء الأبرياء.. وبحكم قاضي يعمل بأمر السلطان

من بؤس الزمان.. إن يصبح احتلال بلاد الرافدين..وشرف الماجدات مجرد خبر على موائد الشعوب العربية

من بؤس الزمان.. إن يصبح موقف الإنسان بنصف مائة دولار.. والوطن لمن يدفع أكثر.. وتباع الأوطان في بورصة المخابرات الأجنبية..ونرى لقتله زعماء.. وأبناء السفح وجهاء... والمتلونون بألوان الحرباء قادة نجباء

من بؤس الزمان .. إن يحاكم النصر في محاكم الهزيمة...ويصبح ناصر الأمة مجرما في محكمة التاريخ.. والاسلامبولي إرهابيا اغتال حلم السلام

من بؤس الزمان.. إن تتصدر صورة ليبرمان صدر صفحات الأخبار العربية..وتحجب صورة ابن المختار وهو يتلقى الاعتذار ممن اغتالوا حلم طفولته

من بؤس الزمان.. إن تصبح مصلحة الإنسان ضميره..ومحفظته وطنه

من بؤس الزمان.. لا تجد من يشهر سيف الحق في وجهه الظلم.. وفي وجهه الزيف..في وجهه التدليس.. في وجهه خيانة الأمانة

من بؤس الزمان

للحديث بقيه.........

فرج إبراهيم عمرو
11- 6 – 2009 الخميس
نيقوسيا

الاثنين، 1 يونيو 2009

مستقبل الإسلام في أوربا




بقلم فرج ابراهيم


بعث لنا احد الأصدقاء عبر البريد الاكتروني مقطع من فيلم أمريكي يتحدث عن انتشار الإسلام في أوربا، ولقد وردت في هذا المقطع العديد من المعلومات والاستدلالات التي تؤكد إن الإسلام سوف ينتشر في أوربا بشكل واسع خلال العقود القادمة وخاصة خلال النصف الثاني من هذا القرن، وحذر الفيلم الحكومات الأوروبية من تحول القارة الأوروبية إلى قارة إسلامية، واستشهد الفيلم بما قاله القائد في احد خطاباته حيث أورد (( إن العقيد معمر القذافي قائد الثورة الليبية قال: هناك دلائل على إن الله سيهب المسلمين النصر في أوربا من غير بنادق ومن غير غزو، ولسنا بحاجة إلى الإرهابيين، لسنا بحاجة إلى الانتحاريين، الــ 50 مليون نسمه سيجعلون أوربا قارة إسلامية خلال العقود القادمة...)). والجدير بذكر إن الساسة الغرب ومراكز الأبحاث الغربية حذرت من خطورة المد الإسلامي القادم لأوروبا فوزير خارجية الولايات المتحدة السابق ( هنري كسيجنر منذ السبعينات يقول بعد القضاء على الخطر الشيوعي عدو نا، هو الإسلام ) كما نجد د. صمويل هنتنجتون أستاذ العلوم السياسية بجامعة هارفارد ، ومدير معهد الدراسات الاستراتيجية فيها يقول : إن القضاء على الشيوعية ليس نهاية المشاكل العالمية ، وإن الإسلام هو العدو رقم واحد الذي يمثل الخطر الحقيقي على الحضارة الغربية

نعود إلى ما ورد في الفيلم الذي بداء بعبارة العالم يتغير The world is changing وأفاد إن الثقافة الجيل القادم في أوربا والغرب عموما ستكون مختلفة عن التي نعيشها اليوم مستشهدا على ذلك بالأرقام والدراسات، فالإحصائيات تشير إن معدل الزيادة الطبيعية في فرنسا (Fertility Rate عام2007 م كان 1.8 ،وفي بريطانيا كان 1.6 ، واليونان 1.3 ، وألمانيا 1.3، وايطاليا 1.2 ، واسبانيا 1.1 ، ومعدل النمو السكاني في دول الاتحاد الأوروبي European Union 1.38 . هذه المعدلات هي أقل من الحد الأدني الذي تؤكد الدراسات والأبحاث يجب إن لا تقل عنه نسبة النمو في أي مجتمع يريد الحفاظ على كينونته.
(( فالدراسات والأبحاث تقول إن إي حضارة تريد إن تستمر لأكثر من 25 عام لابد إن يكون معدل النمو السكاني فيها لا يقل عن 2.11 ، وان إي معدل اقل من هذا المعدل يعني انحسارها وتراجعها ،وان الحضارة تنتهي عند معدل نمو 1.3 )). ورغم هذه المعدلات المتدنيه في معظم الدول الاوروبية ،فإن التعداد السكاني في هذه الدول لم ينقص وذلك بسبب الهجرة Immigration، وتمثل نسبة المهاجرين المسلمين النسبة الأعلى إلى أوربا فعدد المسلمين في أوربا حاليا 52 مليون نسمه وسوف يصل إلى 104 خلال 20 سنة القادمة، فنسبة زيادة المسلمين في فرنسا تمثل 8.1 فما نسبته 30 % من الأطفال الذين هم تحت سن 20 في كبرى المدن الفرنسية مثل نيس وباريس هم مسلمون، وهذه النسبة سوف تصل إلى 45% في عام 2027 م وسوف تشكل نسبة المسلمين في ذلك العام خمس سكان فرنسا ويتوقع الفيلم انه بحلول 2060 م سوف تكون فرنسا جمهورية إسلامية خالصة، إما في بريطانيا فإن عدد المسلمين بلغ 2.5 نسمه بعد أن كان تعدادهم قبل 30 عام 82.000 نسمه. وفي هولندا ما نسبته 50% من المواليد الجدد هم مسلمون وخلال أقل من 20 عام سوف يكون نصف سكانها يعتنقون الديانة المحمدية، وفي روسيا سوف يشكل المسلمون ما نسبته 40% من الجيش الروسي وذلك خلال الأعوام القريبة القادمة، وحسب ما نقل الفيلم عن الحكومة البلجيكية فإن 25% من سكانها يعتنقون الدين الإسلامي، وانه بحلول 2025 م فإن ثلث أطفال أوربا مسلمين، ويضف إن الحكومة الألمانية تنبهت إلى هذا الأمر وأقرت بأن المسار الحالي لتركيبه الديمغرافيه سوف تجعل ألمانيا دولة مسلمة بحلول عام 2050 م

إما الوضع على الضفة الأخرى من المحيط الأطلنطي وخصوصا في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، فنجد إن الأرقام تشير إلى وضع يكاد يكون متطابق مع أوربا، فالإحصائيات تقول انه في 1970 م كان هناك 100 ألف مسلم في الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا الرقم تضاعف 90 مرة حسب إحصائيات عام 2008 م ليصل إلى ( 9.000.000 ) نسمه وسوف يصل هذا الرقم إلى 50مليون نسمه خلال 30 سنه القادمة. وان معدل النمو الطبيعي فيها 1.6، و هو أقل من المعدل المطلوب من اجل إن تحافظ الدولة على كينونيتها العرقية والثقافية. إما في كندا فإن الزيادة في نسمه عدد السكان وصلت إلي 1.6مليون نسمه شكلت نسبة المهاجرين 1.2 مليون نسمه .

هذه الأرقام تتناغم مع الدراسات والأبحاث التي تؤكد إن الدين الإسلامي هو الدين الأكثر انتشارا في العالم بسبب تزايد اعتناقه من قبل إتباع الديانات الأخرى من ناحية، وبسبب إن اغلب الدول التي تعتنق هذا الدين هي دول نامية عكس دول القارة الأوروبية التي يطلق عليها بالقارة العجوز بسبب معدلات الأعمار فيها


Sirte_2002@hotmail.com

الجمعة، 15 مايو 2009

الإحصاء في الذكرى 61 للنكبة




سيتساوى عدد الفلسطينيين واليهود ما بين النهر والبحر بحلول عام 2016



أظهر جهاز الإحصاء الفلسطيني أن المعطيات الإحصائية تشير إلى أن عدد الفلسطينيين عام 1948 بلغ 1.4 مليون نسمة في حين قدر عدد الفلسطينيين نهاية عام 2008 بحوالي 10.6 مليون نسمة وهذا يعني أن عدد الفلسطينيين في العالم تضاعف منذ أحداث نكبة 1948 بـ 7 مرات.

وبين الجهاز في تقرير له استعرض أوضاع الشعب الفلسطيني عشية الذكرى الحادية والستين لنكبة فلسطين، أن إجمالي الفلسطينيين المقيمين ما بين النهر والبحر المقيمين في فلسطين التاريخية بلغ نهاية عام 2008 حوالي 5.1 مليون نسمة مقابل نحو 5.6 مليون يهودي، منوها إلى أنه من المتوقع أن يتساوى عدد الفلسطينيين واليهود ما بين النهر والبحر بحلول عام 2016.

وأوضح أنه تم طرد وتهجير اكثر من 800 ألف فلسطيني خارج وطنهم ليقيموا في الدول العربية المجاورة وكافة أرجاء العالم وذلك من أصل 1.4 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين عام 1948 وذلك في 1,300 قرية ومدينة فلسطينية، وتشير البيانات التي وثقها الموقع الإلكتروني ‘ فلسطين في الذاكرة’ أن الإسرائيليين قد سيطروا خلال مرحلة النكبة وما تلاها على 774 قرية ومدينة، وقد تم تدمير 531 قرية ومدينة فلسطينية، واقترفت القوات الإسرائيلية أكثر من 70 مذبحة ومجزرة بحق الفلسطينيين وأدت إلى استشهاد ما يزيد عن 15 ألف فلسطيني خلال فترة النكبة.

وتظهر المعطيات الإحصائية أن نسبة اللاجئين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية تشكل ما نسبته 43.6% من مجمل السكان الفلسطينيين المقيمين في الأراضي الفلسطينية ، كما بلغ عدد اللاجئين المسجلين لدى وكالة الغوث نهاية عام 2008، حوالي4.7 مليون لاجئ فلسطيني، يشكلون ما نسبته 44.3% من مجمل السكان الفلسطينيين في العالم، يتوزعون بواقع 41.8% في الأردن 9.9% في سوريا، و9.0% في لبنان، وفي الضفة الغربية 16.3%، وقطاع غزة 23.0%، يعيش حوالي ثلثهم في 59 مخيماً. وقد قدر عدد السكان الفلسطينيين الذين لم يغادروا وطنهم عام 1948 بحوالي 154 ألف مواطنا، في حين يقدر عددهم في الذكرى الحادية والستون للنكبة حوالي 1.2 مليون نسمة نهاية عام 2008.

وقدر الجهاز عدد السكان في الأراضي الفلسطينية بحوالي 3.88 مليون نسمة في نهاية عام 2008 منهم 2.42 مليون في الضفة الغربية وحوالي 1.46 مليون في قطاع غزة. من جانب آخر بلغ عدد السكان في محافظة القدس حوالي 379 ألف نسمة في نهاية العام 2008، حوالي 62.1% منهم يقيمون في ذلك الجزء من المحافظة والذي ضمته إسرائيل عنوة بعيد احتلالها للضفة الغربية في عام 1967. كما أشارت البيانات لعام 2007 إلى أن 43.6% من السكان الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية لاجئون، أما على مستوى المنطقة فبلغت نسبة اللاجئين في الضفة الغربية حوالي 27.2% وبلغت في قطاع غزة 67.9%. تعتبر الخصوبة في الأراضي الفلسطينية مرتفعة إذا ما قورنت بالمستويات السائدة حالياً في الدول الأخرى، فقد وصل معدل الخصوبة الكلية عام 2007 في الأراضي الفلسطينية 4.6 مولود، بواقع 4.1 في الضفة الغربية و5.3 في قطاع غزة.

وأظهر التقرير أن الكثافة السكانية في الأراضي الفلسطينية بلغت في نهاية العام 2008 حوالي 645 فرد/كم2 بواقع 427 فرد/كم2 في الضفة الغربية و4,010 فرد/كم2 في قطاع غزة، أما في إسرائيل فبلغت الكثافة السكانية في عام 2008 حوالي 334 فرد/كم2 من العرب واليهود.

كما بين أن معظم المستعمرين يسكنون محافظة القدس حيث تشير البيانات إلى أن عدد المستعمرات الإسرائيلية في الضفة الغربية قد بلغ 144 مستعمرة وذلك في نهاية العام 2008. كما وتوضح التقديرات الأولية إلى أن عدد المستعمرين في الضفة الغربية قد ارتفع إلى نحو نصف مليون مستعمرا وذلك في نهاية العام 2008.

وأن طول الجدار بلغ حوالي 770 كم، حيث تم بناء ما يقارب 409 كم منه أي 53.1% من المسار الكامل للجدار، في حين هناك 248 كم مخطط لبناءها، وجاري العمل على بناء 113 كم. ويعزل الجدار ما مساحته 733 كم2 من الأراضي، ويقدر طول الجدار الشرقي الذي يمتد من الشمال نحو الجنوب بحوالي 200 كم. وقد بلغ عدد التجمعات التي مر جدار الضم والتوسع من أراضيها 171 تجمعاً سكانياً مع نهاية حزيران 2008.

وقال التقرير أن مساحة الأراضي الفلسطينية بلغت 6,020 كم2 منها 5,655 كم2 في الضفة الغربية و365 كم2 في قطاع غزة، وتبلغ نسبة مساحة الأراضي المبنية في المستعمرات الإسرائيلية حوالي 3.3% من مساحة الضفة الغربية (وهي لا تشمل مساحة المناطق المحيطة بالمستعمرات والمواقع العسكرية والطرق الالتفافية وغيرها).

وبلغت كمية المياه المشتراة للاستخدام المنزلي من شركة المياه الإسرائيلية (ميكروت) للعام 2008 ما يقارب 47.8 مليون متر مكعب في الضفة الغربية وذلك بحسب البيانات الأولية لسلطة المياه الفلسطينية. في حين بلغت كمية المياه المتاحة سنوياً في الأراضي الفلسطينية 335.4 مليون متر مكعب عام 2007. وبلغت كمية المياه المزودة للاستخدام المنزلي في الأراضي الفلسطينية عام 2007 حوالي 175.6 مليون متر مكعب، وبلغت حصة الفرد الفلسطيني من المياه المزودة للقطاع المنزلي 135.8 لتر/فرد/يوم، وتشير بيانات الاسكوا إلى أن متوسط استهلاك الفرد في إسرائيل قد بلغ نحو 350 لتر/فرد/يوم، أما المستعمرات الإسرائيلية في منطقة غور الأردن تستهلك ما يعادل 75% من إجمالي كمية استهلاك الفلسطينيين من المياه في الضفة الغربية.

وتشير بيانات العام 2008 إلى أن 123 تجمعاً سكانياً في الأراضي الفلسطينية لا يوجد فيها شبكة مياه عامة تمثل ما نسبته 22.9% من التجمعات السكانية بعدد سكان يبلغ 177,275 نسمة جميعها في الضفة الغربية. و116 تجمعاً سكانياً في الأراضي الفلسطينية تحصل على المياه من شركة المياه الإسرائيلية (ميكروت)، ويسكنها حوالي 454 ألف نسمة أي ما نسبته 12.1% من السكان في الأراضي الفلسطينية، وتتوزع هذه التجمعات بواقع 110 تجمعات سكانية في الضفة الغربية و6 تجمعات في قطاع غزة، بالإضافة إلى أن 112 تجمعاً سكانياً في الضفة الغربية يحصل على المياه من خلال دائرة مياه الضفة الغربية.

وقال أن عدد شهداء انتفاضة الأقصى بلغ 5,901 شهيداً، خلال الفترة 29/09/2000 وحتى 31/12/2008، منهم 5,569 ذكور و332 من الإناث. حيث بلغ عدد الشهداء في الضفة الغربية 2,162 شهيداً بواقع 038,2 شهيدا من الذكور و124 شهيداً من الإناث. كما بلغ عدد الشهداء في قطاع غزة 3,702 شهيداً منهم 496,3 شهيدا من الذكور و206 شهيدا من الإناث. والباقي من أراضي عام 1948 وخارج الأراضي الفلسطينية. ويشار إلى أن العام 2002 كان أكثر أعوام الانتفاضة دموية حيث سقط 1,192 شهيدا تلاه العام 2004 بواقع 895 شهيد. كما وتشير البيانات إلى سقوط 35,099 جريحا خلال الفترة 29/09/2000 وحتى31/12/2008، حيث بلغت نسبة الإصابة بالرصاص الحي نحو 26.5% من إجمالي الإصابات، تلاها الإصابة بالرصاص المعدني والمطاطي بنسبة نحو 21.3%.

في حين تشير بيانات وزارة الأسرى والمحررين في تقريرها بمناسبة يوم الأسير في السابع عشر من نيسان من العام 2009 إلى أن إسرائيل اعتقلت أكثر من 68 ألف مواطن خلال انتفاضة الأقصى بينهم 800 مواطنة و600,7 طفل وطفلة، وقرابة 200 طفل قاصر تعرضوا للاعتقال الإداري دون تهمة أو محاكمة، ونحو 1500 مواطن اعتقلوا منذ بداية العام الحالي، وأن ما يزيد عن 11 ألف معتقل لازالوا خلف القضبان بينهم 68 أسيرة و400 طفل و1,600 مريض، و43 نائب في المجلس التشريعي، وهناك 750 أسير يقضون حكماً بالسجن مدى الحياة، غالبية الأسرى من الضفة الغربية 400,9 أسير، و000,1 أسير من قطاع غزة. وتشير البيانات إلى أن إسرائيل اعتقلت منذ حزيران العام 1967 ولغاية اليوم أكثر من 800 ألف مواطن ومواطنة، يشكلون ما نسبته أكثر من 25% من إجمالي عدد المواطنين المقيمين في تلك المناطق وهي أكبر نسبة في العالم.

وبالنسبة للاقتصاد الفلسطيني قال التقرير أنه ونتيجة الإجراءات والممارسات الإسرائيلية عانى وما زال يعاني من تشوهات عميقة وتدهور في مختلف المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وبشكل عام أصبحت ظروف ونوعية حياة الفلسطينيين أسوأ، حيث أشارت التقديرات إلى أن معدل الفقر بين الأسر الفلسطينية خلال العام 2007 وفقا لأنماط الاستهلاك الحقيقية قد بلغ 34.5%، (بواقع 23.6% في الضفة الغربية و55.7% في قطاع غزة). في حين أن 57.3% من الأسر الفلسطينية يقل دخلها الشهري عن خط الفقر الوطني، (بواقع 47.2% في الضفة الغربية و76.9% في قطاع غزة). هذا في جانب مهم منه مرده إلى الاحتلال الإسرائيلي وما نتج عنه من سياسات وإجراءات وممارسات أدت إلى تشوه الاقتصاد الفلسطيني ونهب موارده الطبيعية وتعميق تبعيته للاقتصاد الإسرائيلي.

وأشارت بيانات العام 2008 إلى أن عدد الأطباء البشريين المسجلين لدى نقابة الأطباء في الضفة الغربية بلغ 2,941 طبيبا، بمعدل 0.8 طبيب لكل 1000 من السكان، فيما بلغ عدد الأطباء البشريين المسجلين لدى النقابة في قطاع غزة 3,452 طبيبا في العام 2007، بمعدل 2.4 طبيب لكل 1000 من السكان، من جانب آخر فان هناك 1.5 ممرض/ة لكل 1000 من السكان في الضفة الغربية في العام 2008، و 3.2 ممرض/ة لكل 1000 من السكان في قطاع غزة في العام 2007. وبلغ معدل القابلات القانونيات في الضفة الغربية لكل 1000 من السكان 0.16% في العام 2008 و0.1 قابلة قانونية لكل 1000 من السكان في قطاع غزة في العام 2007.

إضافة إلى عدد الشهداء الكبير وآلاف الجرحى وحالات الإعاقة التي خلفتها الحرب الأخيرة على غزة، فقد أشار تقرير صادر عن صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى أن هناك زيادة في حالات الإجهاض (الإسقاط) بمقدار 40.0% عن المعتاد. يذكر أن بيانات الجهاز تشير إلى أن نسبة الإجهاض بلغت 7.1% في الأراضي الفلسطينية بواقع 6.4% في الضفة الغربية و8.1% في قطاع غزة في العامين 2005 و2006.

وبلغت أعداد أشجار البستنة المدمرة منذ بدء الانتفاضة وحتى تاريخ 30/11/2008 في الأراضي الفلسطينية حوالي 1.6 مليون شجرة. بينما بلغت مساحة الدفيئات المجرفة حوالي 2,854 دونم. وبالنسبة لمساحة الخضار المكشوفة المجرفة فقد بلغت حوالي 13,237 دونم، في حين بلغت مساحة المحاصيل الحقلية المجرفة حوالي 14,310 دونم. أما بالنسبة للثروة الحيوانية فقد بلغت أعداد الحيوانات المتضررة 15,889 راس من الأغنام والماعز و1,362 راس من الأبقار و1,312 ألف طير من الدواجن, بالإضافة إلى إتلاف 18,508 خلية نحل.

في حين بلغ مجموع المساكن التي تم هدمها من قبل سلطات الاحتلال في القدس من العام 2001 حتى نهاية شهر 5/2008 حوالي 797 وحدة سكنية، بمساحة إجمالية 90,061 م2 وعدد الغرف للمساكن المهدمة 2,990 غرفة. أما فيما يتعلق بخسائر قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي نهاية عام 2008 الذي أستمر إلى بداية العام 2009 فقد قدر عدد الوحدات السكنية المدمرة بشكل كلي حوالي 4,100 وحدة سكنية والمباني والمساكن المتضررة بشكل جزئي فقد بلغت حوالي 17,000 مبنى ووحدة سكنية.

وبلغت نسبة القوى العاملة المشاركة في الأراضي الفلسطينية 41.3% خلال العام 2008 (39.8% بين اللاجئين و 42.5% لغير اللاجئين)، حيث بلغت نسبة المشاركة في الضفة الغربية 43.0% (42.4% بين اللاجئين و43.3% لغير اللاجئين) و38.1% في قطاع غزة ( 37.5% بين اللاجئين و39.5% لغير اللاجئين). أما فيما يتعلق بالبطالة فقد بلغت نسبة البطالة في الأراضي الفلسطينية 26.0% (29.6% بين اللاجئين و23.4% لغير اللاجئين)، حيث بلغت نسبة البطالة 19.0% في الضفة الغربية (19.9% بين اللاجئين و18.5% لغير اللاجئين) و40.6% في قطاع غزة (39.2% بين اللاجئين و43.4% لغير لاجئين). كما بلغ الأجر اليومي بالشيكل للفلسطينيين المستخدمين بأجر في الأراضي الفلسطينية 91.0 شيكل (87.6 شيكل للاجئين و93.3 شيكل لغير اللاجئين) وفي الضفة الغربية بلغ المعدل 98.6 شيكل ( 100.2 شيكل للاجئين 97.8 شيكل لغير اللاجئين) أما في قطاع غزة فقد بلغ المعدل 60.9 شيكل (63.6 شيكل للاجئين و54.7 شيكل لغير اللاجئين.

وأظهرت بيانات مسح التعليم للعام الدراسي 2007/2008، بان عدد المدارس في الأراضي الفلسطينية بلغ 2,430 مدرسة بواقع 1,809 مدرسة في الضفة الغربية و621 مدرسة في قطاع غزة، منها 1,833 مدرسة حكومية، و309 مدرسة تابعة لوكالة الغوث و288 مدرسة خاصة. وبلغ عدد الطلبة في المدارس حوالي 1.1 مليون طالب وطالبة، (549 ألف ذكر و549 ألف أنثى)، منهم 654 ألف طالب وطالبة في الضفة الغربية، و448 ألف طالب وطالبة في قطاع غزة. ويتوزع الطلبة بواقع 767 ألف طالب وطالبة في المدارس الحكومية، و253 ألف طالب وطالبة في مدارس وكالة الغوث الدولية، و78 ألف طالب وطالبة في المدارس الخاصة. وبلغ عدد المعلمين في المدارس بكافة مراحلها 43,559 معلماً ومعلمة، 19,430 معلم و24,129 معلمة، بواقع 27,448 معلماً ومعلمة في الضفة الغربية و16,111 معلماً ومعلمة في قطاع غزة.

أما فيما يتعلق بالخصائص التعليمية لأفراد المجتمع الفلسطيني فقد بلغت نسبة الأمية للأفراد 15 سنة فأكثر 5.9% في العام 2008، وقد تفاوتت هذه النسبة بشكل ملحوظ بين الذكور والإناث، فبلغت بين الذكور 2.9% و9.1% للإناث.

وبلغ معدل غلاء المعيشة في الأراضي الفلسطينية 43.14% متوسط عام 2008 مقارنة مع متوسط عام 1999، بواقع 45.68% في الضفة الغربية، و36.48% في قطاع غزة، حيث تعتبر هذه النسبة أعلى بكثير مما عليه الحال في إسرائيل.

ومن جهة أخرى تشير بيانات الحسابات القومية الفلسطينية للعام 2007 بالأسعار الثابتة، إلى أن قيمة الناتج المحلي الإجمالي في باقي الضفة الغربية وقطاع غزة بلغت 4,535.7 مليون دولار أمريكي، وبلغ نصيب الفرد منه 1,297.9 دولاراً أمريكياً. كما سجل الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الجارية نموا نسبته 1.2% وذلك مقارنة مع عام 2006، كما وسجل نمواً بنسبة 11.4% وذلك مقارنة مع عام 2000، وعلى مستوى نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي فقد بلغ 1,337.0 دولاراً أمريكياً خلال عام 2007، مسجلاً تراجعاً نسبته 1.9% وذلك مقارنة مع عام 2006، كما وتراجع بنسبة 8.1% وذلك مقارنة مع عام 2000.

وتشير البيانات المتوفرة في الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني إلى تدني قيم الواردات والصادرات في عامي2001, 2002 حيث وصلت إلى أدنى مستوياتها بسبب انتفاضة الأقصى ثم بدأت في الارتفاع اعتبارا من عام 2003. وتشير البيانات إلى أن قيمة الواردات السلعية لعام 2007 بلغت 3,141.3 مليون دولار أمريكي، في حين بلغت قيمة الواردات الخدمية 104.7 مليون دولار أمريكي. كما بلغت قيمة الصادرات السلعية 513.0 مليون دولار أمريكي خلال نفس العام، في حين بلغت قيمة الصادرات الخدمية إلى إسرائيل 121.8 مليون دولار أمريكي. وقد حقق صافي الميزان التجاري السلعي عجزاً بقيمة2,628.3 مليون دولار أمريكي خلال عام 2007 حيث ارتفع عجز الميزان التجاري بنسبة 9.9% مقارنة مع عام 2006. أما صافي الميزان التجاري الخدمي لعام 2007 فقد حقق فائضاً بقيمة 17.2 مليون دولار أمريكي.

وتشير النتائج النهائية لتعداد المنشآت 2007 وتحديثاته لغاية 31/12/2008 إلى أن عدد المنشآت الاقتصادية التـي تم حصرها في الأراضي الفلسطينية خـلال الفتـرة 20/10/2007-10/11/2007، قد بلغ (132,938) منشأة، باستثناء ذلك الجزء من محافظة القدس الذي ضمته إسرائيل عنوة بعيد احتلالها للأراضي الفلسطينية عام 1967، منها (94,270) منشأة في باقي الضفـة الغربيـة و(38,668) منشأة في قطاع غزة، ومن هذه المنشآت هناك (109,476) منشأة عاملة على مستوى الأراضي الفلسطينية، تشمل القطاع الخاص والقطاع الأهـلي والشركات الحكومية يعمل فيها (299,754) عامل.

وأفادت نتائج مسح قطاع الأعمال لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، 2007، أن 21.1% من إجمالي المنشآت في الأراضي الفلسطينية قد استخدمت الحاسوب في العام 2007، بواقع 23.1% في الضفة الغربية مقابل 16.3% في قطاع غزة. فيما بلغت نسبة المنشآت التي تستخدم الإنترنت 12.7% من إجمالي المنشآت، كما بلغت نسبة استخدام الإنترنت 67.8% بين المنشآت التي تستخدم الحاسوب، بواقع 68.0% في الضفة الغربية و 67.3% في قطاع غزة.

وأشار تقرير الإحصاء إلى أن نكبة فلسطين شكلت محطة سوداء في التاريخ الحديث للشعب الفلسطيني، فمن ناحية تم طردهم من وطنهم وأرضهم وجردوا من أملاكهم وبيوتهم، ومن جهة ثانية شردوا في بقاع الأرض لمواجهة كافة أصناف المعاناة والويلات. وتمثلت نكبة عام 1948 باحتلال ما يزيد على ثلاثة أرباع مساحة فلسطين التاريخية وتدمير 531 تجمعاً سكانياً وطرد وتشريد حوالي 85% من السكان الفلسطينيين