الثلاثاء، 27 يناير 2009

من دفاتر الزمن (1) ..بقلم فرج ابراهيم




أخشى غدر الأيام ..فكل شيئا فيها يخيفني ...أخشى سكونها ليلا.. وضوضائها نهارا .....أخشى من ساعاتها ودقائقها ..بل حتى من سكنات ثوانيها ...أخشى أن تغدر بي، بل تغدر بنا ...أخشى أن تغدر بي وأنا في غفله من أمري ...أخشى رياحها العاتية أن تسقط تلك الشجرة التي احتمي بظلها من حرقة شمس الزمن ....أخشاها لانني أعرفها ...فلقد سرقت أخي في غفلة مني ..وصرعت أبي في لحظة ضعف عندما تقدمت به السنون ....أخشاها لأنني أعرف قساوتها ..وأعرف غدرها ..وأعرف أن الملتحف بها عاري ...أخشى أن تعري رياحها ذاك الجبل العاتي الذي يستظل ..بظله الجميع ...أخشاك يا رياح الغدر ..أخشى أن تسرقي في لحظة واحدة حلم الجميع ...ونوم الجميع ...وأمن الجميع...أخشى من عواصفك العاتية ان تسرق صولجان الجموع ...أخشى أن تخفي رمال رياحك ابتسامة ذاك البدوي الذي لا ينشد.. إلا العزة

أخشاك ......... يا غدر الايام
24-11-2008

الأحد، 25 يناير 2009

قراءة استشرافية لمؤتمر أنابوليس



ينعقد خلال الايام القريبة القادمة مؤتمر (( للسلام )) بين الفلسطنيين والاسرائليين بناء على دعوة امريكية وبرعاية امريكية و في مدينة امريكية ايضا وتحشد الادارة الامريكية كل قواها من اجل الحصول على دعم المجتمع الدولي لهذا المؤتمر، ويأتي هذا المؤتمر ضمن سلسلة مبادرات دأبت الادارات الامريكية المتعاقبة خلال سبعة عشرةعاما الماضية على الترويج لها بين الحين والاخر والتي غالبا ما كان مصيرها الفشل .
فالماذا دعت الولايات المتحدة لهذا المؤتمر ؟ وفي هذا الوقت بذات ؟ وما هي نتائج المرجؤه من هذا المؤتمر ؟

في اعتقادنا انه هناك جملة من الاسباب الداخلية والخارجية التي دعت الولايات المتحدة للدعوة لهذا المؤتمر .

فعلى الصعيد الداخلي تعاني الادارة الامريكية من تدني واضح في شعبيتها وذلك بسبب سياستها الخارجية المتخبطة وخاصة في العراق وافغانستان ، فالفشل الواضح في العراق وتصاعد عمليات المقاومة العراقية وارتفاع تكاليف الحرب بشريا وماديا ادى الي ارتفاع الاصوات المعارضة التي رأت ان هذه الادارة اضرت بدور الولايات عالميا وتجلى الرفض الشعبي للسياسة الامريكية الخارجية في الانتخابات الاخيرة لمجلسي النواب والشيوخ حيث سيطر عليهما الحزب الديمقراطي، وهذا اعطى مؤشرآ على ان اتجاهات الناخب الامريكي قد لا تصب في مصلحة الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية القادمة ، ولذا فكان لابد على الادارة الجمهورية من اتخاذ خطوة تقول من خلالها للراي العام المحلي انها مازالت تمتلك مفاتيح اكثر القضايا الدولية أهمية و تعقيدا وانها سوف تعمل على حل اي اشكاليات قد تظهر خلال المؤتمر لومنحت فرصة اخرى من خلال انتخاب المرشح الجمهوري في الانتخابات الرئاسية القادمة . واعتقدنا هذا مرده الي التوقيت الذي اعلن فيه عن المؤتمر اي قبل بضعة اشهر على الانتخابات الرئاسية الامريكية والتي سوف تجري في نهاية العام القادم .وهو نفس السلوك الذي قامت به ادارة بل كلنتون السابقة . فاذا كانت الادارة الامريكية الحالية صادقة في نواياها اتجاه السلام في المنطقة لكانت وضعت خطة متكاملة منذ الفترة الرئاسية الثانية على اقل تقدير. ولكن سلوك الادارات الامريكية هو ادارة الازمة وليس العمل من اجل حل الازمة . كما أن الادارة الامريكية من خلال هذه الدعوة تريد صرف اهتمام الراي العام المحلي ووسائل الاعلام الامريكية والتي لها تأثير كبير على تكوين الرأي العام الامريكي عن ما يجري في العراق وافغانستان
لان كل مايطرح في هذا الوقت والايام القادمة سوف يؤثر بشكل مباشر على اتجاهات الناخب الامريكي .

اما الاسباب الخارجية فيمكن حصرها فيما يلي هناك مجموعة من الملفات التى تحتاج الولايات الى المساومة عليها، ومن هذه الملفات الملف النووي الايراني ، حيث تريد الولايات المتحدة دعم الدول العربية في أي خطوة اتجاه ايران وايضا هناك توجه داخل الادارة الامريكية لدعم من تسميهم( المعتدلين) في المنطقة .. كما تعمل الولايات المتحدة على تضيق الخناق على الدول والحركات التي تتخذ موقف معادي من السياسات الامريكية في المنطقة وتأتي في مقدمة هذه الدول سوريا وذلك بسبب موقفها من الاحتلال الامريكي للعراق حيث تتهم امريكا سوريا بدعم المقاومة العراقية ويتضح ذلك جليا من خلال التجاهل الامريكي لسوريا عند الاعلان عن هذا المؤتمر ، رغم معرفة صانع القرار الامريكي بأهمية الدور السوري في المنطقة . وتريد الولايات المتحدة ايضا من خلال هذا المؤتمر دعم موقف محمود عباس في وجهه حماس والقوى الفلسطينية الاخرى التى لاتسير في الفلك الامريكي وخاصة بعد احداث غزة التى هزت كثيرا التيار الذي يقوده عباس . كما تحاول الولايات المتحدة ترميم صورة رئيس الوزراء الاسرائيلي اولمرت بعد حرب لبنان في تموز 2006 وتقديمه على اساس انه الرجل القادر على صنع السلام المفقود والمنشود.




اما النتائج المتوقع صدورها عن هذا المؤتمر

قبل الخوض في النتائج المتوقعه عن هذا المؤتمر لابد من التوقف عند الوضع الداخلي لاطراف المؤتمر والراعي الرسمي لهذا المؤتمر وسوف نبداء بالجانب الفلسطيني
فبعد مرورمايقارب سبعة عشرة عاما على مؤتمر مدريد الذي اسس لعملية (( السلام )) الفلسطينية – الاسرائيلية اختلفت الكثير من الامور على المشهد الفلسطيني والتي سوف تلقي بضلالها على مؤتمرانابوليس القادم . ففي حين كان هناك شبة التفاف شعبي فلسطيني كامل خلف قيادته التي قادة مفاوضات السلام السابقه، نجد ان الفلسطنيين اليوم وبعد تجربة مليئة بالمفاوضات ومؤتمرات السلام تولد لديهم شعوربعدم الثقة فيما يمكن ان يجنى من مؤتمرات السلام مع اسرائيل ، فاسرائيل لم تلتزم بالتعهدات التي تعهدت بها في المؤتمرات السابقة كما يوجد شعور عام بين الفلسطينين بعدم جدية المجتمع الدولي في اجبار اسرائيل على الايفاء بالتزاماتها ، بل ان الامر يتجاوز ذلك في بعض الاحيان حيث يشعر اغلب الفلسطينين بأنحياز القوى الرئيسية في العالم مع اسرائيل . هذا الشعور الشعبي يضعف من الجناح الفلسطيني الذي يتبنى نهج التفاوض في الصراع مع اسرائيل لانه يفقده القاعدة الشعبية المطلوبة والمهمة في مثل هذه المؤتمرات . فالقيادة الفلسطينية تحزم حقائبها الي أنابوليس وتركها خلفها انقسامات عميقة ،فالكثير من القيادات التاريخية والرئيسية على خلاف تام مع القيادة الحالية ،و من الاشياء التي يفتقدها الفريق أو الجناح المفاوض هي غياب الشخصية الكارزمية فبعد رحيل ياسر عرفات عن المسرح السياسي تعاني القيادة السياسية الفلسطينية من حالة فراغ كبيرة ، فعرفات كان محل احترام من قبل الجميع حتى وان كان البعض يختلف معه في معالجته للقضية الفلسطينية .وأكبر دليل على أثر هذا الغياب ما شهدته الساحة الفلسطينية من الاحداث بعد رحيله ،حيث شهدت حركة فتح انقسامات واختلافات ما كنا نراها ايام عرفات . ومن الاشياء التى لابد من التوقف عندها هوالتبدل في مراكز القوة الذي شهده المسرح السياسي الفلسطيني ، ففي السابق كانت حركة فتح هي التي تتصدر مسرح الاحداث غير ان الامر تبدل مع بروز بعض الحركات الاسلامية وخاصة حماس التي اصبحت قوة كبيرة داخل مكونات الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج وبرزت حقيقة قوة حماس في الانتخابات البلدية والنيابة الاخيرة وتأكدت في احداث غزة في الصيف الماضي حيث استطاعت طرد جميع قيادة فتح من القطاع والذي أصبح يخضع الى سيطرة حماس بشكل كامل . وبكل تأكيد هذا الوضع يضعف القيادة الفلسطينية في أنابوليس. فقيادة أو سلطة لم تستطيع انهاء المشاكل في قطاع غزة هل تستطيع انهاء أو حل قضية بحجم القضية الفلسطينية بكل ابعادها الدولية والتاريخية؟ . وأيضآ من الاشياء التي تؤثر على الموقف التفاوضي الفلسطيني هو الموقف العربي الحالي مقارنة مع موقف العربي في مؤتمر مدريد حيث كان العرب خلال مؤتمر مدريد اكثر تنسيقا والعلاقات العربية وخاصة بين الدول المحورية اكثر انسجاما من الآن ،حيث يلاحظ المتابع ان العلاقات العربية العربية في اسواء مرحلة لها بعد فترة الحرب العالمية الثانية فبعد ان ساهمت بعض الدول العربية في تدمير العراق من خلال تقديم الدعم اللوجستي للقوات الغازية اصبحت تتخاصم على بعض الامور الثانوية وتركت الشعب الفلسطيني للاسرائيل تعمل به ما تريد . هذه الصورة على الجانب الفلسطيني .

اما الصورة على الجانب الاخر ليست على مايرام أيضآ فعانت الحكومات اسرائيلية المتعاقبة من ضربات المقاومة الفلسطينية رغم كل البطش والدموية الاسرائيلية إلا انها لم تستطيع وقف عمليات المقاومة الفلسطينية وكذلك عمليات حزب الله من جنوب لبنان والذي احرج الحكومة الاسرائيلية الحالية خلال حرب تموز من العام الماضي حيث وصلت صواريخ حزب الله للعمق الاسرائيلي واستطاع من خلال هذه الضربات من أن يشل الحياة في شمال فلسطين المحتلة ، في الوقت الذي فشلت فيه قوات جيش الدفاع الاسرائيلي بتوغل في عمق الجنوب اللبناني على مدى 33 يوما رغم الدعم الدولي الصريح والصمت العربي المعيب ،ورغم كثافة النيران التي استخدمت من قبل اسرائيل ونوعية الاسلحة التي زودت بها خلال الحرب . هذه الهزيمة هزت الكيان الصهيوني واضعفت حكومته داخليآ وخارجيآ . كما ان قضايا الفساد تلقي بضلالها على حكومة اولمرت ،وتشهد الساحة السياسية داخل اسرائيل انقساما بين الاحزاب السياسية بسبب الطريقة التي تعامل بها اولمرت وحكومتة مع قضية اسر الجنديين من قبل حزب الله وايضا قضية شاليط الامر الذي يمكن ان يؤدي الى انهيارالتلأف القائم بين كاديما والعمل مما سوف يقود الي انهيار حكومة اولمرت .

اما الدولة الراعية وكما سلفا في البداية فهي في وضع لا تحسد علية فتكلفة الحرب على العراق وافغانستان تجاوزت 1,5تريليون دولار وفق اخر الاحصائيات ولا يلوح في الافق القريب اي بارقة امل في الانتصار . بل صدى ضربات المقاومة العراقية صدعت البيت الابيض وادارة المحافظين الجدد التى سقط الكثير من نسورها وحمائمها بسبب الضربات الموجعة التى ترسلها المقاومة العراقية الى الادارة الامريكية وحلفائها في العراق . مما تقدم يتضح انه هناك قاسم مشترك بين الاطراف الثلاثة وهو خسارتها لمعاركها الرئيسية التي خاضتها مؤخرآ والاطراف الثلاثة تعاني من الاثار السلبية لهذه الخسارة على الصعيدين الداخلي والدولي. وعلى ضوء هذا العرض للوضع الدول الثلاثة يمكننا ان نتوقع ماذا سوف ينتج عن هذا المؤتمر نستطيع القول ان المؤتمر سوف لن يأخذ الحقوق والمطالب الفلسطينية وكذلك المبادرة العربية بعين الاعتبار . وسوف تعتبر ازالة المستوطنات المخالفة وكذلك منع اي استيطان جديد في الضفة ومضاف اليهما الافراج عن بعض الاسرى في السجون الاسرائيلية رغبة اسرائيلية صادقة في السلام ، ولابد ان تقابل السلطة الفلسطينية هذه الخطوات بخطوات مماثلة مثل ضرب اجنحة المقاومة وخصوصا حماس وسوف تسعى اسرائيل الى تحقيق بعض المكاسب فيما يتعلق بحق العودة . غير اننا نعتقد انه لا احد يملك الجرأه والقدرة على المستوى المنطقة كلها وليس فقط فلسطينيا ان يقدم تنازلات في حق العودة ، ان اي طرف فلسطيني يخوض في هذا الامر بشكل سلبي يعتبر انتحار سياسيا .كما انه سوف تحاول اسرائيل ايضآ من خلال هذا المؤتمر الحصول على قدر من التطبيع مع بعض الدول العربية وخاصة في محور( المعتدلين ) . واجمالا نستطيع القول ان المؤتمر لن يحقق السلام المنشود ولن يسترجع الحقوق المغتصبه وما ان ينفض المؤتمر حتى يذهب كلا الى حال سبيله فسوف تنشغل الادارة الامريكية بالاعداد للانتخابات القادمة وحكومة اولمرت بفضائح الفساد وتداعيات الحرب الاخيرة مع حزب الله . اما محمود عباس فهو الخاسر الاكبر فإذا كانت خسارته الاولى في اجتماع العقبة كلفته ازاحته من رئاسة الوزراء فإن اي فشل في هذا المؤتمر سوف يمتد الى كل حركة فتح وخصوصا التيار الذي يقوده عباس فنهاك من ينتظر سقوط عباس الذي يترنح اصلا




فرج ابراهيم عمرو
20 – 11 - 2007م

الجمعة، 23 يناير 2009

انك.. واهم.. بقلم فرج ابراهيم






انك واهم ..انك تبحث عن سراب.. تبحث عن أشلاء ميت تحت أنقاض تون تاور ..تبحث عن ذرة في كوم رماد … تبحث عن أشياء هذا الزمن ليس زمانها… تبحث عن صدقا.. عن وفاء ..عن صديقا لا ينطق رياء.. هذا الزمن ليس زمن كل هذه الأشياء.. مازلت تبحث وتعيش الوهم…مازلت تتأمل..أن يصبح الوهم حقيقة .. تضيع الوقت دقيقة تلو الدقيقة ..ما كان الوهم يوما حقيقية ..انه زمن المنافقين… زمن المخادعين … زمن الكاذبين والمتلونين بألوان الحرباء… انه زمن صديقك من صدقًـك ..لا من صدًقك..انه زمن الابتسامات الزائفة .. فلابتسامة لم تعد تعني.. الصدق والأمانة ..بل أصبحت عنوانا.. للكذب.. والغش.. والخيانة .. انه زمن المدح القدح ..انه زمن..عنوانه الكذب والخداع .. وهدفه المصلحة والنفاق.. مازلت تتوهم..مازلت تتأمل


يوم الثلاثاء


14-1-2003

قراءة.. من خلال عملية اغتيال الشيخ أحمد ياسين ...بقلم فرج ابراهيم




قامت اسرائيل قبل عدة ايام باغتيال مؤسس حركة حماس الشيخ المقعد وليس العاجز احمد ياسين وهو عائد من صلاة الفجر ومعه تسعه من المصلين. وتناقلت وسائل الأعلام الخبر كلا حسب رسالته الإعلامية فوسائل الأعلام الغربية وخاصة قناتي سى ان ان و الفوكس النيوز الاميركيتين قالتا على موقعاهما على شبكة المعلومات الدولية إن اسرائيل اغتالت مؤسس حركة حماس الإرهابية. فحين تناول الاعلام العربي الخبر بأنه عمل جبان إلى غير ذلك من النعوت التي ساقتها وسائل الأعلام العربية الرسمية وشبة الرسمية. على أي حال أنا هنا لست بصدد تناول تعاطي الأعلام العربي والأجنبي مع القضية الفلسطينية وإنما أريد إن أسلط الضوء على بعض الأشياء التي برزت بعد عملية الاغتيال وسوف ابدأ من الساحة الإسرائيلية حيث تبرز لنا هذه العملية إن قيادات المقاومة في متناول أجهزة امن العدو كما يتبين لنا إن العملاء استطاعوا إن يخترقوا أكثر ألاماكن الحساسة داخل مؤسسات المقاومة الفلسطينية. الأمر الذي يحتم على قياداتها إعادة النظر في كل الإجراءات الأمنية المتبعة وجعل تحركانهم محدودة وعدم الإعلان عن اجتماعاتهم وتنقلاتهم حتى للدوائر المحيطة بهم، فلا نريد خسارة اي شخص مقاوم في هذه الفترة الحرجة من تاريخ الأمة فما بالك إذا كان هذا الشخص قائد في مرتبة الشيخ الشهيد, وخاصة وان امتنا تعاني من أزمة حقيقة في القيادات الوطنية والمقاومة من أمثال ياسين والرنتيسي ونصرا لله إلي أخر المقاومين على عكس النوعية الأخرى التي لدينا فيها فائض وهي في حالة تزايد مستمر. إما الشي الذي يمكن إن يلاحظ علي الساحة الإسرائيلية هو إن الإسرائيلي محب للقتل والدم وإيذاء الآخرين ويمكن إن نستنبط ذلك من تصريحات زعماء إسرائيل وكذلك من الدراسة التي أجرائها معهد الاستطلاعات «هجال هحداش» لحساب صحيفة «معاريف» الإسرائيلية والتي جاء فيها زيادة شعبية شارون بعد عملية الاغتيال حيث بلغت 38% مسجلة بذلك زيادة قدرها 5% عن الشهر الماضي وهذا يقودنا إلى إن المشكلة مع العدو ليست مشكلة أشخاص كما يصور لنا بعض العرب وإنما المشكلة في العقلية والثقافة اليهودية التي جعلت من الدين قومية. إما المشهد علي الجهة المقابلة فيمكننا نقرا فيه العديد من الأشياء المهمة من خلال المسيرات العفوية والغاضبة يتأكد لنا إن حركة حماس أصبحت رقما ولاعبا يحسب له حسابه علي الساحة الفلسطينية فرغم إن عمرها الزمني قصير مقارنة مع بعض الحركات والفصائل الفلسطينية الأخرى فأنها استطاعت إن تصعد إلى مقدمة الفصائل الفلسطينية من حيث الشعبية داخل أطياف الشعب الفلسطيني المختلفة، ومرد هذا الأمر راجع إلي عدة أمور في اعتقادي هي حسن التنظيم، كفاءة قيادات الحركة، التصاق الحركة بمعاناة المواطن الفلسطيني اليومية، واهم شي هو النهج الذي تنتهجه حيث تطرح نفسها علي أنها أداة تعمل من اجل استرداد حقوق الشعب الفلسطيني من العدو وتنئ بنفسها عن صراع السياسي الفلسطيني الأمر الذي وفر لها الكثير من الوقت والجهد لمعركتها مع العدو. وأتمنى على هذه الحركة وزعمائها الجدد أن يستمروا على هذا نهج ويبتعدوا عن التصارع السياسي ويتركوا الكراسي للجالسين و العاجزين.إما هم فلهم البندقية وشرف المجاهدين. إما على الساحة العربية نلاحظ الآتي إن حركة حماس تحظي باحترام وشعبية كبيرة بين الجماهير العربية من المحيط للخليج وذلك من خلال ردود الأفعال الغاضبة التي عبرت عنها كل شرائح المجتمع العربي العلماني والليبرالي والإسلامي والقومي وذلك بسب حالة الغضب الداخلي التي يعشها الكل وذلك لان امتنا العربية والإسلامية طفح بها الكيل من هذا الظلم والذل الذي يمارس عليها من الداخل والخارج.كما اثبت لنا بما لا يدعو للشك إن النظام العربي الرسمي ميت وينتظر فقط في مراسم الدفن والتي أتمنى إن لا يطال انتظارها كثيرا. كما إن الحركات الإسلامية المقاومة من خلال ما فعلته في لبنان وتفعله في فلسطين والعراق سوف تكون لها اليد العليا في المنطقة والأمر في اعتقادي لن يتجاوز 10-15سنة القادمة. إما علي الصعيد الدولي فهناك إشارات متباينة وان كانت أغلب الدول إدانة العملية وبذلك سجلت رفضها لسياسات شارون الا ان الراعي الأول للعملية أكد منذ اللحظة الأولى تفهمه لموقف إسرائيل من اجل حماية أمنها. الأمر الذي جعل وزير خارجية سوريا يطالب بوضوح أكثر في الموقف الأمريكي والذي لم يتأخر كثيرا فهم لا يعرفون حجب مشاعرهم ويخشون المجاهرة بها بل لا ينسون حتى الماضي كما قال توني بلير في زيارته الأخيرة لليبيا ( لن ننسى ماضي ليبيا رغم كل شي ) ففي الجلسة الخاصة التي عقدها المجلس للمناقشة عملية الاغتيال استخدم (الصديق الحميم) للعرب حق النقض ليؤكد لأصدقائه العرب المتزايدون والمتسابقون في الدخول إلي بيت الطاعة مدى التقدير والاحترام الذي يكنه لهم. وكما امتنعت الصديقة التاريخية بريطانيا عن التصويت ولم تراعي ابسط قواعد المجاملة ولم تسعفها ذكرتها التي لا تنسى أي شي، إن العرب هم الذين ساعدوها في انتصارها خلال الحرب العالمية الأولي كما أنهم غضوا الطرف عن وعد بلفور والقتل والتشريد الذي فعلته خلال فترة الاستعمار. بل أرادت أن ترسل رسالة مغايرة إلي إسرائيل مفادها علي الوعد سائرون

فرج إبراهيم عمر
25 -مارس- 2004

الخميس، 22 يناير 2009

في الذكرى الأولى للاحتلال.. بغداد




تمر علينا هذه الأيام الذكرى الأولي للاحتلال بغداد، هذا الحدث الذي نال استغراب جميع الأطراف فسقوط بغداد بهذا الشكل الدراماتيكي شكل صدمة للذين علقوا الآمال على تصدي بغداد للقوة الغازية و اردو إن تتحول بغداد إلي قاعدة لاسترداد الكرامة العربية، وأيضا كان دخول بغداد مفاجئ للمحللين والمراقبين فلم يتصور احد إن تدخل القوات الأمريكية بهذا الشكل الذي شكل مظهر من مظاهر الاستعراض عسكري Parade، رغم إجماعهم على إن النصر سوف يكون بجانب القوات الغازية في أخر المطاف لآن الفرق في ميزان القوة كان يصب في مصلحتها. و لكن.. بعد عام على الاحتلال هناك جملة من التساؤلات تدور في أذهان الكثيرين منها لماذا سقطت بغداد بهذا الشكل أين هي الجيوش العراقية (جيش القدس، فدائي صدام، الحرس الجمهوري ) ؟ وأين صار العراق والعرب بعد عام على الاحتلال ؟ سأتناول الموضوع من زاوية مختلفة عن ما جرت عليه العادة عند تحليل هذه الأمور بمعنى لن أقوم بتحليل الجوانب العسكرية. وذلك لأنني لست ضليعا في هذا الجانب وأيضا لاعتقادي إن سبب خسارة المعركة لا يرجع إلى الأسابيع الثلاث التي دارت فيها العمليات العسكرية بل يمتد إلي فترة أطول وأسباب تتجاوز الأمور العسكرية. وسوف أركز على اثر غياب الديمقراطية في ما جرى في العراق. واتخذ من ما قاله احد قادة الحرس الجمهوري على قناة الجزيرة مدخلا لهذا الموضوع حيث قال وفي سياق شرحه للاستعدادات العراقية التي سبقت بدء الحرب انه خلال احد الاجتماعات التي عقدتها القيادة العسكرية العراقية تحت رئاسة صدام حسين، طرح صدام السؤال التالي: على الحاضرين ماذا تقرؤون في عيون الجنود ؟ وهنا رد هذا القائد على القائد الأعلى نقرا في عيونهم السؤال التالي: هل سيكون النصر في جانبنا في هذه المعركة ؟ هذا السؤال ال استفساري قوبل بالامتعاض والتجاهل من قبل القائد الأعلى مما شكل حالة قلق وخوف لدى المتحدث من ما قد يؤول إليه مصيره كما يمكن إن نستشف حالة الخوف لدى الحاضرين الذين القوا باللوم عليه بعد إن فض الاجتماع. توضح لنا هذه الحادثة حالة الخوف التي يعيشها المواطن العراقي ويمكننا تعميم هذا الوضع على الوطن العربي ككل. فإذا كان الوزراء والمساعدين وأركان القيادات العسكرية لا يجرؤون على قول الحقيقة ولا يستطيعون نقد الحكومة أي كان شكل هذه الحكومة فكيف يمكن لنا إن نتعرف على أخطائنا وتقويمها. وهذه الحالة توضح لنا إن العقلية العربية الحاكمة بدون استثناء ترفض حتى للاستماع إلى الرأي الأخر أو المناقض لرائهم بل تمارس ضدك كل إشكال القمع من النعت بالخيانة إلى السجن وصولا إلى انتزاع الروح. هذه العقلية والتصرفات هي التي أوصلتنا إلي حالنا اليوم فلا يمكن إن نتوقع من شخص مقموع ومسلوب الإرادة ان يقاوم، ولا يمكن اعتبار أي شخص يمارس القمع بهذا الشكل هو الشخص المناسب لتولي قيادة الأمة في السلم والحرب. في ذات الوقت كانت وسائل الأعلام تنقل لنا مسألة مستشارة الأمن القومي في الإدارة الأمريكية إمام لجنة تقصي أسباب 11 سبتمبر، حيث شاهد العالم كيف قام أعضاء اللجنة بتوجيه الأسئلة إلي مستشارة الأمن القومي في كل الجوانب دون خوف أو تردد بل شاهدنا اللهجة القاسية التي استخدمها بعض السائلين وخاصة من الديمقراطيين. هاتين الصورتين المتناقضتين توضح لنا الفارق بين العقلية العربية الحاكمة والعقلية الغربية، في حين الأولى ترفض حتى مجرد الاستماع للرأي الأخر نجد العقلية الغربية تعقد الندوات وتشكل اللجان لمعرفة جوانب القصور وهذا في اعتقادي احد الأسباب الرئيسية في تفوق الآخرين علينا. إما فيما يخص السؤال الثاني وتحديدا في الشق الأول المتعلق بالأوضاع في العراق فالأخبار والتقارير الواردة من هناك تؤكد لنا إن عراق اليوم أسوا من عراق الأمس فمعدل الجريمة في ارتفاع مستمر ومعدل البطالة بلغ 80% أي حوالي 12 مليون عراقي بدون عمل كذلك تعالت نبرة الطائفية فالقانون المؤقت احتوى على مواد تحمل في طياتها تكريس للطائفية، كما إن المقاومة العراقية الباسلة سيكون لها دور مهم في رسم الخارطة السياسة للمنطقة ككل وأيضا إن الديمقراطية التي يتحدث عنها بوش يفندها عدد المعتقلين والذي يتجاوز 100 ألف شخص وبكل تأكيد سوف يتعاظم بعد الإحداث الأخيرة و الشي الذي نستقرئه ايضا هو إن القيادات العراقية الاجتماعية والدينية استطاعت حتى الآن تفويت الفرصة على المراهنيين علي الحرب الطائفية كما إن الأوضاع على الأرض اخطر بكثير من ما تنقله وسائل الأعلام فقوات الاحتلال لا تسيطر على الأوضاع وأيضا القراءة الأمريكية للعراق غير دقيقة في كثير من جزئياتها، الأمر الذي قد يؤدي إلي إزاحة الإدارة الامريكية من خلف عجلة القيادة السياسية في الولايات المتحدة. إما المشهد على الساحة العربية بعد العام الأول على احتلال العراق فعلى المستوى الرسمي أدى الاحتلال إلي إحراج كثير من الزعامات العربية الأمر الذي أدى إلى انخفاض في شعبيتها المنخفضة أصلا، كما نستنج من السياسات التي اتبعتها هذه الحكومات عند تعاطيها مع الأزمة العراقية غياب رؤية الاستراتيجية الموحدة وبروز السياسات القطرية فمعظم الدول العربية تعاملت مع الأوضاع في العراق وفقا لمصالحها الخاصة كما إن المستقبل السياسي لأغلب الزعماء العرب ليس في أحسن حالاته أي بمعنى أخر سوف يشهد الوطن العربي تغييرا في قادته خلال السنوات القريبة القادمة. وعلى صعيد الرأي العام العربي فان احتلال العراق وسع الهوة بين المواطن العربي والحكومات العربية وزاد من حالة الاحتقان الداخلي وكذلك الشعور المعادي للولايات. ختاما يمكننا القول إن الفترة القادمة سوف تشهد تغييرات كبيرة على جميع الأصعدة.
فرج إبراهيم عمر

9th - April - 2004

الدور المستقبلي للأمم المتحدة في المنطقة ((على ضوء القرار رقم 1559))




ليس هناك أدنى شك أن العالم يعاني من فترة مخاض بعد أن فقد توازنه بسقوط الاتحاد السوفيتي والمنظومة الشرقية في العقد الأخير من القرن الماضي، فبعد انهيار هذه المنظومة سيطر الطرف الآخر الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية على مفاتيح و مقاليد السياسية الدولية في العالم وكما هو معلوم لدى الكثيرين خضوع هذا القطب لسيطرة اللوبي الصهيوني و الذي كما يعلم أو يعرف الكل أن له مشروع محدد في المنطقة العربية و المتمثل في قيام الدولة الصهيونية من النيل إلى الفرات و من اجل ذلك يقوم بتوظيف القوى الرئيسية على الساحة الدولية، ففي القرن الماضي مارس ضغوطا على بريطانيا حتى تحصل على وعد بلفور الذي يعتبر بمثابة (الفرمان) الذي استمد منه هذا اللوبي الشرعية لبناء دولة إسرائيل. وبعد أن بدء دور الولايات المتحدة يتعاظم على الساحة الدولية وخاصة بعد تخلصها من مبدأ ( مونرو ) توجه هذا اللوبي إلى الولايات المتحدة لكسب تأييدها على مختلف الأصعدة من دعم مالي من خلال المساعدات السنوية الثابتة و التي هي في ازدياد مستمر و مرورا إلي الدعم العسكري من خلال تزويده بالتقنية العسكرية التي مكنت "إسرائيل" من صنع أسلحة الدمار الشامل انتهاء بالدعم السياسي في كافة المحافل الدولية للسياسات الإسرائيلية و خاصة في أروقة الأمم المتحدة فرغم الانتهاكات الإسرائيلية الصريحة و الواضحة لقواعد القانون الدولي و حقوق الإنسان و إقرار كل أطراف المجتمع الدولي بذلك فأن الولايات المتحدة قامت في مرات عديدة تجاوزت الـ 20 مره باستخدام حق النقض "الفيتو"لتعطيل الإرادة الدولية التي أجمعت على أدانه السياسات الصهيونية في المنطقة، وهذا السلوك عادة تواتر العمل بها من قبل جميع الإدارات الأمريكية المتعاقبة على البيت الأبيض، وأصبح معروف لدى الجميع Already أن الولايات المتحدة سوف تستخدم حق النقض ضد أي مشروع قرار لا يصب في مصلحة "إسرائيل" وأضحتا إسرائيل و الولايات المتحدة وجهان لعملة واحده بالنسبة للمواطن العربي على الأقل.
و لكن التطور الجديد و الخطير هو أن يصبح المجتمع الدولي متمثلا في أعلى هيئة دوليه "الأمم المتحدة" أداة تعمل على تنفيذ الأهداف الصهيونية و السياسات الأمريكية بكل هذه الفضاضة و التجاوز للقواعد القانون الدولي و ميثاق الأمم المتحدة, فقبل عدة أيام صدر قرار مجلس الأمن رقم 1559 و الذي جاء فيه ضرورة حل المليشيات المسلحة المتواجدة على الساحة لبنانية وحسب المعلومات المتوفرة لدي انه لا توجد مليشيات أجنبية علي الساحة اللبنانية واعتقد إن تضمين كلمة المليشيات الأجنبية جاء كنوع من الحيلة السياسة. و المقصود في هذه الفقرة بكل تأكيد حزب الله ولا اعرف علي إي مادة أو فقرة استند مجلس الأمن عندما ضمن هذه الفقرة في متن القرار فحزب الله تشكل كرد فعل على الاحتلال الإسرائيلي للأراضي اللبنانية وهذا الأمر مكفول حسب كل المواثيق والشرائع الدولية وفي مقدمها ميثاق الأمم المتحدة، حيث نصت المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة على انه ليس في هذا الميثاق ما يضعف أو ينقص الحق الطبيعي للدول، فرادى أو جماعات في الدفاع عن أنفسهم إذا اعتدت قوة مسلحة على احد أعضاء الأمم المتحدة…)) وبناء على ما تقدم فان حزب الله يعمل وفقآ للشرعية الدولية وبذلك ساهم في تعزيز سيادة الحكومة اللبنانية على أراضيها وكذلك من خلال التتبع للمشهد اللبناني لا تلاحظ أي سلوك أو دور متفرد لحزب الله يحد من سلطات الحكومة اللبنانية المنتخبة، بل العكس تماما هناك تناغم في المواقف ومظاهر فخر واعتزاز بالدور الذي قام ويقوم به حزب الله في مواجهة الاحتلال من كل القوي الوطنية اللبنانية بكل أطيافها المتنوعة. بذلك شكل هذا الطلب تتدخل في الشؤون الداخلية للدولة اللبنانية والذي تحرمه المادة الثانية الفقرة السابعة من الميثاق. إما فيما يخص الفقرة الأخرى والتي تنص على ضرورة خروج القوات الأجنبية و التي فسرها اغلب المحللين على إن المقصود من هذه الفقرة القوات السورية رغم إن الوجود السوري في لبنان بموافقة الحكومات اللبنانية المتعاقبة والمنتخبة من قبل الشعب اللبناني، وخير دليل على ذلك انه لا توجد إي شكوى مقدمه لدى مجلس الأمن من جانب أي حكومة من الحكومات اللبنانية على التواجد السوري وان القرار جاء تلبيه لرغبة أمريكية فرنسية مشتركة و اعتقد أنهما استندا علي المادة الخامسة والثلاثون الفقرة واحد من ميثاق الأمم المتحدة والتي تنص على (( لكل عضو من أعضاء الأمم المتحدة إن ينبه مجلس الأمن أو الجمعية العامة إلي أي نزاع أو موقف من النوع المشار إليه في المادة 34 )). حيث خولت المادة 34المشار إليها مجلس الأمن في إن يتفحص أي نزاع أو موقف قد يؤدي إلي تعريض السلم والأمن الدوليين للخطر. واعتقد جازما إن التواجد السوري في لبنان لا يشكل أي خطر علي الأمن والسلم الدوليين بل على العكس تماما أدى وجود القوات السورية في لبنان إلي استتاب الأمن داخل لبنان الأمر الذي يجب تمنح علية سوريا رسالة شكر وتقدير على اقل تقدير من مجلس الأمن. على عكس التواجد الإسرائيلي في مزارع شبعا والذي كثيرا ما أدى إلي حدوث مناوشات مع المقاومة اللبنانية وبذلك ينطبق عليها ما ورد في المادتان 34 و35 ف 1 من ميثاق الأمم المتحدة ورغم ذلك لم يشر آلية إي احد عند تفسير الفقرة الثانية من القرار 1559 وكأن إن هذه القوات ليست قوات أجنبية محتله للأراضي اللبنانية وتوجد شكوى من قبل الدولة اللبنانية لدى مجلس الأمن بهذا الخصوص. بكل تأكيد ليست هذه المرة الأولى التي يصدر فيها مجلس قرارا مخالفا لقواعد عمله وميثاق الأمم المتحدة. ولكن هذا القرار يكتسب أهمية خاصة بسبب التوقيت الذي صدر فيه. فهذا القرار صدر في ظل اشتداد العدوان الإسرائيلي علي الشعب الفلسطيني وخاصة في شريط غزة فمظاهر الدمار الهائل الذي تخلفه ورائها آلة الحرب الإسرائيلية و المجازر البشرية في صفوف المدنيين الفلسطينيين الأمر الذي يشكل مخالفة صريحة لقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وكان يستوجب علي مجلس الأمن إن يصدر قرار حازم ضد هذه الأعمال يدعو من خلاله إسرائيل لتوقف الفوري عن هذا التصرفات المنافية للقانون الدولي. وإذا لم تستجيب ستوجب في مثل هذه الحالة تطبيق الفصل السابع من الميثاق لان استمرار مثل هذه الأعمال يشكل تهديد للسلم والأمن الدوليين، كما انه يجوز تطبيق المادة السادسة من ميثاق الأمم المتحدة والتي تجيز لمجلس الأمن بأن يوصي للجمعية العامة بفصل أي عضو يمعن في انتهاك مبادئ الميثاق. وكذلك يأتي بعد الاحتلال الأمريكي للعراق واشتداد الحملة الأمريكية على المدن العراقية وفضائح ابوغريب ومجزرة النجف والفلوجة والسامراء، فهذا الاحتلال الذي شكل مخالفة صريحة لميثاق الأمم المتحدة ويعتبر حالة عدوان ينسحب عليها ما ورد في المادة 39 من الميثاق وكذلك ما وردفي المادة1 الفقرة 4. ورغم ذلك تتجاهل الأمم المتحدة هذه الأعمال والتي تشكل تهديدا مباشرا للأمن والسلم الدوليين وتقوم بالتركيز على قضايا لا تمثل إي مخالفة للقواعد القانون الدولي (كالقضايا التي تم تناولها في القرار 1559 ). الأمر الذي يجعلنا نطرح السؤال التالي: ما الدور الذي تتطلع إليه الأمم المتحدة في الشؤون الدولية بوجه عام وفي منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص ؟ والإجابة على هذا السؤال تقودنا إلى طرح سؤال أخر هو: هل إمكانيات وقواعد عمل المنظمة الدولية قادر على مواكبة الإحداث المتسارعة على الساحة الدولية ؟ ( سوف نؤجل الإجابة على هذا السؤال لمرة قادمة لأهمية الموضوع وتشعبه ) ونعود إلي السؤال الأول من خلال التتبع المسيرة المنظمة الدولية خلال الخمس السنوات الماضية يتضح لنا إن دور المنظمة قل بكثير عن الفترات السابقة و تحديدا في مجال حفظ السلم والأمن الدوليين وللتدليل على ذلك لم تقم باتخاذ إي إجراء رادع ضد الاعتداء الأمريكي على كل من أفغانستان والعراق وكذلك العدوان الإسرائيلي علي سوريا ولبنان و وأيضا الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني.
من خلال تحليل القرار الأخير رقم 1559. يتضح لنا إن الأمم المتحدة سوف تقوم بدور خطير في المنطقة وهو شرعنة سياسات بعض الدول وصبغها بالإرادة الدولية الأمر الذي سوف تكون عواقبه وخيمة في المنطقة. وعلية لابد من العمل في الليل والنهار للتصدي لهذا الدور ويقع الدور الأكبر في هذا الجانب على المؤسسات البحثية والنخب المثقفة والحكومات في المنطقة وبعثاتها الدبلوماسية لدى المنظمة الدولية.
فرج إبراهيم عمر
24thOct - 2004

من حفلة الشاي إلى باراك أوباما .. بقلم / فرج ابراهيم




كان من النتائج الهامة التي ترتبت على حركة
الكشوف الجغرافية التي قادها الرحالة الإيطالي كريستوف كولومبس ( 1451 - 1506م) ، تدفُّق الهجرة من أوروبا إلى الأراضي المكتشفة ، وقام المهاجرون الإنجليز بتأسيس المستعمرات على الساحل الشرقي لأمريكا الشمالية . وقد تأسست أول مستعمرة إنجليزية في عام 1607 في جيمس تاون بولاية فرجينيا مما أعطاهم موطئ قدم وأسبقية على بقية الهجرات الأوروبية التي تدفقت بعد ذلك من كافة أنحاء أوروبا بحثا عن حياة معيشية أفضل حيث فرض الإنجليز عاداتهم وثقافتهم ونمط حياتهم على كل المهاجرين الذين تواصلوا معهم، كما أنهم لم يقطعوا صلاتهم ببلدهم الأم بريطانيا مع تميز بخصوصية تمثلت في هامش الحرية ا ل ممنوح في أمريكا عن بريطانيا في ذلك الوقت. غير أن حالة الانسجام بين الأبناء والأباء لم تدم طويلا وخاصة بعد إن أصدرت بريطانيا ما عرف بقانون الملاحة ( التجارة ) عام 1651 م الذي ألزم المستعمرين الإنجليز في أمريكا بضرورة تصدير إنتاجهم إلي بريطانيا بواسطة سفن إنجليزية ويصار بعد ذلك تصديرها إلى أوروبا كما ألزم القانون الجديد المستعمرات الجديدة بتزويد البلد الأم بالمواد الخام و أن لا تنافسها مستعمراتها في الصناعة، وايضآ منح المنتوجات الإنجليزية الأفضلية داخل السوق الامريكي ، ولجأت بريطانيا إلى فرض ضرائب إضافية على المستعمرات الجديدة لسد العجز في موازنتها بسبب ما عرف بحرب السنوات السبع مع فرنسا. غير أن هذه الإجراءات لم تلقى قبولآ لدى سكان العالم الجديد فسادت حالة من التذمر وتصاعدت الأصوات التي تطالب بوقف هذه الإجراءات ورفعت المجالس التشريعية شعار (( لا ضرائب بدون تمثيل )) وتحت وطئت هذه الاحتجاجات رضخت الحكومة البريطانية فألغت جميع الضرائب الجديدة عدا الضريبة المفروضة على الشاي،فقامت مجموعة من الشخصيات الرافضة لهذا الإجراء في بوسطن حفلة أصبحت تعرف فيما بعد بحفلة الشاي وقاموا خلالها بالصعود إلى البواخر الإنجليزية التي كانت محملة بالشاي وقاموا بإلقاء حوالي 342 حاوية شاي إلى ميناء بوسطن وأثار هذا العمل حفيظة بريطانيا التي ردت بإجراءات عقابية تمثلت في حصار بوسطن بحريا فكانت هذه الشرارة التي أطلقت الثورة الأمريكية ضد الإنجليز وأعلنت بريطانيا التعبئة العامة لمواجهة التمرد في المقابل أعلن الثوار تعيين جورج واشنطن قائدآ للقوات الأمريكية وعلى ضوء ذلك تصاعدت الإحداث بين الطرفين فأعلن الكونغرس الأمريكي استقلال المستعمرات الجديدة عن البلد الأم وكان ذلك في 4 من شهر ناصر (يوليو ) من عام 1776 م. غير أن المعارك بين الطرفين استمرت حتى عام 1783 م حيث أقرت بريطانيا في ذلك العام باستقلال الولايات المتحدة الأمريكية وتنازلت عن كل الأراضي الواقعة شرق الميسيسبي وبذلك دخلت المستعمرات الجديدة مرحلة جديدة بعد استقلالها حيث أصبحت تنمو بسرعة كبيرة على جميع الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية جاذبه إليها كل أنظار العالم والطامحين في حياة أفضل على جميع المستويات وأصبح النسيج الاجتماعي للمجتمع الجديد يتشكل من مجموعات ذات أصول عرقية وأديان ومذاهب دينية مختلفة وانتجت هذه الحالة قيم جديدة وقوة ضخمة أصبحت تتصدر دول العالم في كل المجالات. وعلى امتداد أكثر من 200 سنة مرت هذه الدولة بمراحل سياسية مختلفة من طور التكوين والتشكل الى مرحلة الاستقلال بقيادة جورج واشنطن وتوماس جيفرسون، ثم سياسة الانعزال أو الانغلاق ورفض التدخل الأوروبي في الشأن الأمريكي والذي عرف بمبدأ مونرو نسبة إلي الرئيس الأمريكي الخامس جيمس مونرو ونستطيع القول إن هذه الفترة استمرت إلي إن تولى الرئيس توماس وودرو ويلسون دفة الأمور في الولايات المتحدة عام 1913 م حيث ساهم في انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الأولى وساهم من خلال النقاط الأربعة عشر للسلام في تأسيس عصبة الأمم، منذ ذلك التاريخ أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية اللاعب الأبرز على المسرح الدولي في صياغة العلاقات الدولية فأساهمت بشكل رئيسي في تأسيس الأمم المتحدة بعد انتصارها مع حلفائها في الحرب العالمية الثانية وقادت حلف الناتو خلال فترة الحرب الباردة ضد الكتلة الشرقية حتى انتهت الأمور بانهيار حلف وارسوا وتفكك الاتحاد السوفيتي في 21 ديسمبر 1991 م. فمنذ ذاك التاريخ إلي يومنا هذا أصبحت الولايات المتحدة الدولة الأقوى في صنع القرار الدولي و أصبحت تتدخل في جميع النزاعات والإحداث الدولية على مختلف جزئياتها وتفاصيلها تارة متسلحة بالشرعية الدولية كما حدث في البلقان والصومال ولبنان وتارة أخرى متسلحة بقوتها العسكرية كماحدث في عدوانهاعلى العراق عام 2003 م ، و خلال هذه المراحل التاريخية المختلفة تناوب على الرئاسة الأ مريكية 43 رئيسا معظمهم من الحزبان الديمقراطي(1792م) والجمهوري(1860م) و كلهم ينحدرون من جذور أوروبية وجلّهم يعتنقون المذهب البروتستانتي أو أن الكنائس التي يعتقونها مرجعيتها الفكرية الطائفة البروتستانتية مثل الكنيسة الأنجليكانية التي كان الرئيس جميس مونرو من إتباعها، و الاستثناء الوحيد أن لم تخن الذاكرة كان الرئيس جون كينيدي الذي ينتمي إلي الطائفة الكاثوليكية وهذا التقليد مستقر في رئاسة الأمريكية إلي بداية الحملة الانتخابية للرئاسة الأمريكية القادمة ولم يخرج الحزب الجمهوري الحاكم عن التقليد المتعارف علية حيث فازجون ماكين بترشيح الحزب. لكن المفاجأة جاءت في فوز الأسمر باراك حس ي ن أوباما ذو الأصول الأفريقية وأيضا الا سلامية ( حسين أوباما مواطن كيني مسلم ) بترشيح الحزب الديمقراطي. و حتى لو لم يصل إلى البيت الأبيض فإن مجرد حصوله على ثقة الديمقراطيين ليكون مرشحهم في الانتخابات الرئاسية حدث تاريخي يحتاج التوقف عنده كثيرا وهذا يؤشر إلي عدة أشياء هي طور التغيير داخل الساحة الأمريكية:1- مزاج جمهور الناخبين في أمريكا 2 – التأثير والسيطرة علي الهالة الإعلامية الضخمة داخل الولايات المتحدة الامريكية التي كانت ولا زالت تعمل دور كبير في تشكيل رأي جمهور الناخبين الأمريكان 3- وضع تركيبة جماعات الضغط والطبقة السياسية الأمريكية 4- التغير الديمغرافي وتأثيره في المستقبل القريب والبعيد على الولايات المتحدة وخاصة ان الدراسات الاخيرة تفيد إن الهسبنكس ( Hispanics ) سوف يشكلون النسبة الأعلى خلال السنوات القربية القادمة.

أن الزلزال ألاوبامي سوف يغير الكثير في أمريكيا خلال السنوات القريبة المنظورة داخليا وخارجيا وسوف يدفع الكثير من أبناء الاثنيات العرقية الأخرى التي يتشكل منها المجتمع الأمريكي في التفكير في البيت الأبيض ولا نستبعد أن تجرى الانتخابات الرئاسية عام 2012 أو التي تليها بين أبناء الاقليات الاثنية الاخرى المكونة للمجتمع الامريكي . وختاما سوف يسجل التاريخ لاوباما انه هو من فتح أبواب البيت الأبيض أمام أبناء الاثنيات العرقية كما سجل لجورج واشطن فضل استقلال الولايات المتحدة وللرئيس جيمس ماديسون وضع الدستور الامريكي وايضا سجل للقس مارتن لوثر كنج استرجاع شي من حقوق الزنوج داخل المجتمع الامريكي .

العلاقات الليبية الإيطالية من الخضوع إلى الاعتذار ... بقلم : فرج إبراهيم





شهد العالم في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين موجه استعمارية قوية وكبيرة فبعد الحروب الضارية بين تلك الدول والتي استمرت إلى عشرات السنين داخل أوروبا عملت هذه الدول على محاربة بعضها خارج حدود القارة الأوروبية فقام نابليون بونابرت بحملة على مصر عام 1798 م من أجل قطع الطريق التجاري بين بريطانيا والهند وأيضا من أجل الاستفادة من خيرات مصر والمنطقة وكما هو معلوم أن الحملة فشلت ورحل الفرنسيين عن مصر في عام 1801م بعد معركة أبوقيرالبحرية.لكنها سرعت وحركت الشعور الاستعماري نحو المنطقة فبدأت الدول الأوروبية تتسابق في احتلال الوطن العربي فاحتلت فرنسا الجزائر وتونس في أعوام التالية على التوالي 1830م، 1882 م ووسط المغرب عام 1906 م بعد مؤتمر الجزيرة و احتلت بريطانيا مصر عام 1881م وسعت ايطاليا في أن تجد لها مكان في هذه الموجة الاستعمارية الجديدة ولم يبق من دول شمال أفريقيا غير ليبيا وأصبحت تمهد لمطامعها بأفتتاح المدارس في كل من بنغازي و طرابلس لتعليم اللغة الإيطالية وأرسلت الإرساليات التبشيرية للدين المسيحي (( والجدير بالذكر هنا أن البعد الديني كان حاضرا بقوة في تلك الحملة حيث أقيم حفل على شرف الأسطول الإيطالي المتّـجهة إلى طرابلس ، بارك خلاله رجال الدّين البحارة والجنود ووزعوا عليهم الصلبان هدية من البابا . وخير دليل على قوة البعد الديني ما احتوى عليه نشيد الحرب عند الطليان عام 1911 م حيت جاء فيه : يا أمي أنا ذاهب إلى طرابلس الجميلة... لكي أرفع العلم المثلث الألوان. وأقتل تلك الأمة اللعينة... وأمحو لغة القرآن..)). و افتتحت فروعا( لبنك) روما ، وأصبحت القنصلية الإيطالية في مدينتي طرابلس وبنغازي مركزا للنشاط السياسي والدعاية وفى 27 الفاتح (سبتمبر) 1911 م وجهت إيطاليا إنذارا إلى الدولة العثمانية تأخذ عليها فيه أنها أهملت شأن ليبيا واتهمتها بأنها تحرض الليبيين على الرعايا الإيطاليين وتضطهدهم وقبل انتهاء المهلة الممنوحة لتركيا لمعالجة الوضع تحرك الأسطول الحربي الإيطالي متوجها إلى طرابلس وفي 3 التمور (أكتوبر ) من عام 1911 م قصف الأسطول الإيطالي طرابلس . وتخلى الأتراك عن ليبيا منذ الأيام الأولى للحرب وقامت تركيا بعقد اتفاقية ( أوشي لوزان ) مع الحكومة الإيطالية في 15 التمور ( أكتوبر )1912 م وعلى أثر تلك الاتفاقية قام الملك الإيطالي (( فيكتور عمانوئيل الثالث )) بإصدار منشورا يعلن من خلاله خضوع طرابلس خضوعا كاملا للسيادة الإيطالية
وفي اليوم التالي لصدور ذلك المنشور وتحديدا في 18 التمور ( أكتوبر ) من عام 1912 م أصدر السلطان العثماني محمد الخامس فرمان يعلن من خلاله تخلي تركيا عن ليبيا. وبذلك تُرك الليبيون وحدهم يواجهون العدو الغاشم المسلح بأحدث الأسلحة في ذلك الوقت ولكن على قدر أهل العزم تأتي العزائم... وتأتي على قدر الكرام المكارم. فباع الليبيين كل شي من أجل المعركة إلا الوطن والشرف ومنذ الأيام الأولى للاحتلال رسموا الليبيين ملاحم البطولة وكبدو العدو خسائر كبير في الأرواح والمعدات ولم يخل أي بيت من شهيد أو مجاهد، وأمام هذا الستبسال لم يجد العدو من بد إلا الطبش والتنكيل والمعتقلات في كل مكان ومن أشهر تلك المعتقلات معتقل العقيلة الذي استشهد فيه أكثر من عشرين ألف مواطن وخير من وثق تلك المعاناة الشاعر رجب بوحويش في قصيدته المشهورة مابى مرض غير دار العقيلة.. وحبس القبيلة.. وبعد الجبا من بلاد الوصيلة...)) والتي رسم من خلالها مدى الظلم والعسف الذي مارسه المستعمر على الليبيين. وإزاء سياسة البطش والتجنيد الإجباري للقتال في الحبشة وخيانة البعض الذي باعوا الوطن وتحولوا إلى عيون ترصد حركة المجاهدين أثر البعض الهجرة إلى دول الجوار ( مصر، تونس، الجزائر، شمال تشاد، النيجر، السودان ). ورغم ذلك لم يتركهم المستعمر وأعوانه حال سبيلهم بل حاول قتلهم وهم في طريقهم إلى تلك البلدان وأتذكر قول ذلك الشاعر الذي كان مغادرا إلي شمال تشاد مع عائلت ه عندما اعترض طريقة أحد أعوان الاستعمار و طلب منه أن يقرض له شعرا فقال له: قطعوا الرجاء فينا يقطع الله رجاكم...في خير ما رينا كدر لولاكم..)) و لم يدخر الشعب الليبي جهدا للتحرير الأرض واخذ يقدم قوافل الشهداء من أجل الحرية

العلاقات الليبية الإيطالية بعد الحرب العالمية الثانية

أن ما انتهت إليه الحرب العالمية الثانية عام 1945 ألقى بظلاله على ليبيا فاحتلت فرنسا جنوب ليبيا وفرض الإنجليز سيطرتهم على شرق ليبيا والولايات المتحدة أقامت لها قواعد في مناطق مختلفة من بلاد ( وقد شاركت هذه القواعد في العدوان على مصر عام 1967 م ) واستمرت الجالية الإيطالية بالتحكم في النشاط الزراعي والتجاري رغم خسارة بلدهم للحرب حيث ظل الطليان ينظرون إلى ليبيا على أنها امتداد لايطاليا ويحلمون بالعودة إليها سياسيا كلما سنحت الظروف واتضحت تلك الرغبة جليا من خلال ما عرف بمشروع (بيفنسفورزا ) عام 1949 م الذي كان يهدف إلى تقسيم ليبيا بين بريطانيا وإيطالي ا وفرنسا وحاولوا إضفاء الشرعية الدولية على هذا المشروع من خلال طرحه للتصويت داخل الأمم المتحدة ولولا بعض الشخصيات الوطنية أمثال بشير السعدواي (( هذه الشخصية الوطنية تم نفيها من قبل النظام الملكي البائد حيث توفى في لبنان. ولكن بعد قيام الثورة تم استرجاع رفاته وتكريمه في عيد الوفاء )) وآخرين الذين تصدوا لهذا المشروع واستطاعوا انتزاع استقلال ليبيا في 24 الكانون ( ديسمبر ) 1951 م. لكن النظام الملكي لم يعر حقوق الليبيين التاريخية والآنية ا ي اهتمام، بل تعاون رجالاته مع القوى الخارجية ضد الوطن والمواطن ولم يتصدوا للجالية الإيطالية الإقطاعية في ليبيا وسهلوا دخول الشركات النفط الأجنبية مقابل رشاوى ووضعوا مستشاريهم من الأجانب، واستمرت سيطرة الدول الأجنبية على مقدرات البلاد. ورغم اكتشاف النفط في ليبيا عام 1959 م بقيت ليبيا واحدة من أفقر دول العالم حسب تصنيفات وتقارير الأمم المتحدة في ذلك الوقت. وخلق هذا الوضع حالة من تذمر بين أوساط الليبيين على مختلف شرائح ه وخاصة القوات المسلحة التي أخذت على عاتقها تغيير الوضع القائم عن طريق حركة الضباط الوحدويون الأحرار في الفاتح (سبتمبر)عام 1969 م

العلاقات الليبية الإيطالية بعد الثورة في 1969 م

منذ اللحظات الأولى للثورة تبين الإطار العام للعلاقة مع ايطاليا حيت ورد في البيان الأول للثورة ((.....فانقشع في لحظة واحدة من لحظات القدر الرهيبة ظلام العصور من حكم الأتراك إلى جور الطليان.... لا مهضوم ولا مغبون ولا مظلوم ولا سيد ولا مسيود،.... وهكذا سنبني مجدا ونحي تراثا ونثأر لكرامة جرحت وحق اغتصب. يا من شهدتم لعمر المختار جهادا مقدسا من أجل ليبيا والعروبة والإسلام، ويا من قاتلتم مع أحمد الشريف قتالا حقا......)) من هذه الفقرات التي وردت في بيان الثورة الأول يتضح أن مرحلة الاحتلال الإيطالي وسياسة ايطاليا في ليبيا خلال فترة العهد الملكي كانت حاضرة بقوة في ذهن قيادة الثورة وأنها ( إي قيادة الثورة ) سوف تعمل على مراجعة كل ما سبق في العلاقة مع ايطاليا حتى ترفع الغبن والظلم وتسترجع حقوق سلبت وكرامة جرحت ومن أجل تحقيق هذه المبا ء دي كانت الخطوة الأولى والتي تمثلت في قرار مجلس قيادة الثورة الصادر في التاسع عشر من جماد الأولى عام 1390 هـ والذي نص على إجلاء الجالية الإيطالية الموجودة في ليبيا والتي كان قوامها حوالي 13 ألف مستوطن وكان هولاء يسطرون على العجلة الاقتصادية في البلاد ففي القطاع الزراعي كانت تمتلك هذه الجالية 295 مزرعة تقدر مساحتها بـأكثر من 37 ألف هكتار، وفي المجال العقاري يمتلكون 211 هكتار ارض صالحة للبناء و1702 مسكن، وفي المجال التجاري لديهم 266 متجر و19 مصنع و60 معمل. وعملا بقرار مجلس قيادة الثورة تم الاتفاق مع ايطاليا على أن ترحل جاليتها في السابع من شهر التمور ( أكتوبر ) من عام 1970 م وهو ما حدث فعلا حيث طوى هذا التاريخ مرحلة من العبودية والاستغلال والمذلة التي عانى منها الشعب الليبي على يد هذه الجالية.
وانتقلت قيادة الثورة إلي الخطوة الثانية والتي تمثلت في توثيق مرحلة الجهاد حيث اهتمت الثورة بتأريخ مرحلة الجهاد ضد الاحتلال الإيطالي وأسست مركز جهاد الليبيين في شهر هانيبال ( أغسطس )1977 م، والذي اخذ على عاتقه توثيق تلك المرحلة بكل تفاصيلها وعلى اثر الانتهاء من هذه المرحلة انطلقت الثورة في أبراز ما تعرض له الشعب الليبي من جور وظلم على يد الاحتلال الإيطالي فأحيت جميع معارك الجهاد وكرمت المجاهدين ومن أجل أعطى هذه المرحلة البعد الذي تستحقه عملت الثورة على أنتاج أفلام توثق تلك المرحلة من أبرزها فيلم أسد الصحراء الذي تناول فترة عمر المختار وغيره من الأفلام مثل الشظية وتاقرفت وعملت هذه الأفلام على إبراز الدور البطولي الليبيين وأيضا وحشية المحتل ولم تفوت قيادة الثورة مناسبة إلا وذكرت فيها بتلك المرحلة الاستعمارية وطالبت ايطاليا بضرورة الإفصاح عن مصيرالمنفيين وخرائط حقول الألغام والتعويض والاعتذار، وأكدت على ضرورة تحقيق هذه المطالب من أجل بناء علاقة جديدة قائمة على أسس الأحترام المتبادل وبقت العلاقة بين البلدين خلال الأربعين عاما الماضية رهينة للمطالب الليبية وتعنت ومماطلة الحكومات الإيطالية المتعاقبة. ولكن إصرار القيادة الليبية تميز بالثبات والوضوح مرتكزة في ذلك على عدالة مطالبها ومشروعيتها (( وهذا الإصرار إحقاقا للحق تمثل في شخص القائد معمر القذافي الذي رفض إي تطور ايجابي للعلاقات بين البلدين بدون اخذ المطالب العادلة لليبيين بعين الاعتبار من قبل ايطاليا، بل انه عمل بشكل شخصي على متابعة هذا الموضوع وحث الليبيين على عدم التمهل و أعلن أن يوم 26 التمور من كل عام هو يوم للمنفيين كما رفض زيارة ايطاليا قبل الحل العادل )) . وأمام هذا الإصرار لم تجد الحكومات الإيطالية من سبيل إلا النظر إلى المطالب الليبية بمحمل الجد


العلاقات الليبية الإيطالية بعد اتفاقية الصداقة

تمثل إتفاقية الصداقة التي تم التوقيع عليها في بنغازي في نهاية شهر هينبال (اغسطس ) من قبل قائد الثورة ورئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني والتى من المتوقع المصادقة عليها من قبل المؤتمرات الشعبية الأساسية في ليبيا والبرلمان الايطالي لكي تدخل حيز التنفيذ تطور ايجابي في العلاقات بين البلدين فمن خلال ما ورد في ديباجة تلك الاتفاقية وموادها 23 نستطيع القول أن صفحة جديدة فتحت بين البلدين وأن المستقبل المنظور سوف يشهد تطورا سريعا للعلاقة وان القيادتين حققتا مكاسب سياسية ومادية فايطاليا سوف يكون لها وضع أفضل في مجال الاستثمار داخل ليبيا وان العراقيل التي كانت تضعها ليبيا أمام الشركات الإيطالية سوف ترفع بل أن هذه الشركات سوف تحظى بأفضلية داخل السوق الليبي الواعد في جميع المجالات وهذا الأمر سوف تكون له ردود أيجابية على الاقتصاد الإيطالي.

أما مكاسب الجانب الليبي من هذه الاتفاقية فهي متعددة وكبيرة وهي ما يلي:

- على الصعيد السياسي حققت ليبيا أنجاز على صعيد السياسة الخارجية تمثل في استجابة ايطاليا إلى مطالب ليبيا التي أعلنتها منذ بداية الثورة وأكدت للجميع أن قضية معالجة أثار الاحتلال الإيطالي لليبيا هي مبدأ وغير قابلة للتنازل والمساومات السياسية. أما على صعيد العلاقات الدولية هذا الاتفاقية شكلت سابقة في العلاقات الدولية سوف تبنى عليها الكثيرة من الدول التي تعرضت للاستعمار، وسوف يسجل التاريخ السياسي الدولي هذا السابقة لليبيا، وهي رصيد جديد يضاف إلى الإنجازات الليبية الخارجية السابقة مثل أقامة الاتحاد الإفريقي. والحق يقال أن هذا الإنجاز هو الأبرز في التاريخ المعاصر بالنسبة للدول التي تحررت من الاستعمار.
- أما على البعد المعنوي فليبيا اثبت للعالم أنها دولة رائدة في صنع السوابق على الصعيد الدولي ولديها القدرة رغم صغر حجمها على الساحة الدولية في تحقيق أهدافها التي ترسمها وأنها قادرة على ممارسة الضغط والمناورة السياسية ببراعة وحنكة وسجلت ليبيا نفسها كدولة رائدة في هذا الموضوع وان أي دولة تثير هذا الموضوع في المستقبل لابد أن تسير على خطى ليبيا
- البعد المادي رغم أن هذا الجانب لم يأخذ قدر كبير من اهتمام صانع القرار في ليبيا وتم التركيز على الدلالات الإنسانية والسياسية.إلا أن الجانب الليبي لم يهم هذا الجانب بشكل مطلق، فحرص على ضرورة أن تقوم ايطاليا بتعويض الشعب الليبي ماديا حيث تمثلت هذه التعويضات في خمسة بليون دولار ومستشفي للإطراف الصناعية ومنح دراسية ومرتبات تقاعدية للذين خدموا لدى الحكومة الإيطالية من 1911 م إلى رحيلهم عن ليبيا
- البعد الثقافي حرصت ليبيا على أعطى البعد الثقافي أهمية خاصة للرمزية التي يمثلها هذا الجانب وقد نص هذا الاتفاق في المادة ( 10 ) الفقرة ( هـ ) على ضرورة ترجيع المخطوطات والقطع الأثرية التي قامت ايطاليا بنقلها من ليبيا بإن فترة الاستعمار . ولما لهذا الموضوع من رمزية حرصت الدولة ليبيا أن تصل حورية شحات قبل وصول رئيس وزراء ايطاليا

وختاما أن اعتذار ايطاليا عن حقبة الاستعمار كما أسلفنا سابقة في العلاقات الدولية ونصر كبير للدبلوماسية الليبية وانتصار لكل الشعوب التي عانت من ويلات الاستعمار. ولابد أن يعطى هذا الموضوع القدر الذي يستحقه سياسيا وإعلاميا فهو يوم إقرار الظالم والمعتدى بحقوق المعتدى عليه ونأمل من كل وسائل الأعلام وخصوصا العربية ومراكز الدراسات وحقوق الإنسان والمثقفين والمؤرخين أن يتخذوا من هذه الاتفاقية قاعدة للانطلاق في المطالبة بحقوق شعوبهم.

لمن ندعو في صلاة القيام ؟.. بقلم: فرج ابراهيم








قال احد الإيطاليين ممازحا صديقا أمريكيا انه يحق لنا نحن شعوب دول العالم الأخرى المشاركة في انتخاب الرئيس الأمريكي لان ما يصدر عن البيت الأبيض يؤثر في حياتنا بشكل مباشر. وهذا حقيقة وان اخذ الأمر شكل المزاح من قبل صديقنا الإيطالي فالقضايا العالمية الساخنة والباردة على حدا سواء مؤجل النظر فيها إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية القادمة ولا حديث هذه الأيام إلا عن الانتخابات الأمريكية التي سوف تجرى خلال الأسابيع المقبلة فوسائل الأعلام شدت الرحال إلى هناك ترصد كل شاردة وواردة، وكل واحدة تريد إن تكون هي السباقة في إعلان اسم الرئيس الأمريكي الجديد، وإخبار هذه الانتخابات تأخذ الحيز الأكبر من اهتمام الشارع العربي فلا يكاد يخلو إي مجلس دون التطرق لما يجري في أمريكيا ومن سيكون الرئيس القادم وهناك شبه أجماع بين أطياف الشارع العربي المختلفة على عدم الرغبة في وصول جون ماكين إلى البيت الأبيض لأنهم يرون فيه امتدادا لإدارة الحزب الجمهوري الحالية التي كانت قاسية على العرب من خلال تدمير العراق وشنها حرب إعلامية كبيرة على الإسلام من خلال تحميلها له حمى الإرهاب العالمي وانحازت بشكل كبير لإسرائيل في صراعها ضد الفلسطينيين وحربها على لبنان صيف 2006 م. فجل الشارع العربي يحبذ أن يرى باراك اوباما رئيسا والبعض تجاوز هذه الأُمنية بالدعاء إلى اوباما في صلاة القيام.هذا الأمر جعلني أراجع ملف الانتخابات الأمريكية على جهاز الحاسب الآلي الخاص والذي دأبت أن أضع فيه كل ما يتعلق بالانتخابات الأمريكية لعلي أجد سببا مقنعا يجعلني أشارك في هذا الدعاء أو أقابلة بدعاء مضاد يصب في مصلحة مرشح الحزب الجمهوري وضعا هذا السؤال أمامي كيف ستكون السياسة الأمريكية الخارجية إذا فاز اوباما ؟ وكيف ستكون إذا فاز ماكين ؟ ومن خلال المؤتمرات الصحفية والزيارات الخارجية التي قاما بها والتي شملت العراق وأفغانستان وفلسطين المحتلة وبعض دول العالم الأخرى نستطيع تلخيص مواقفهم من أهم القضايا الدولية في الأتي:

- موقف باراك اوباما من أهم القضايا الدولية ويأتي الصراع العربي الإسرائيلي في مقدمة تلك القضايا وذلك لأهميته إلى كل من يريد إن يجلس في المكتب البيضاوي ومن هنا حرص اوباما خلال زيارته إلى فلسطين المحتلة على التأكيد إن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل مبدأ ثابت ولا تراجع عنه وأكد على دعمه بأن تكون القدس عاصمة لدولة إسرائيل ويؤيد قيام دولة فلسطينية ويؤكد على ضرورة عزل حركة المقاومة الإسلامية حماس وحزب الله في لبنان إذا لم يتوقفا عن الكفاح المسلح ولم يعترفا بإسرائيل، وبخصوص العراق يعد بإنهاء الحرب في مدة لا تتجاوز ستة عشر شهرا ولا يرغب في أقامة قواعد عسكرية دائمة في العراق ويحبذ إرسال قوات عسكرية إذا دعت الضرورة والمصالح الأمريكية لذلك. وفيما يخص إيران يؤيد اوباما الحوار معها إذا كان ذلك يخدم المصالح الأمريكية و يدعم الجهود الرامية إلى تشديد العقوبات عليها من أجل حملها على التخلي عن طموحاتها النووية. وبشأن أفغانستان أكد على ضرورة دعم القوات الأمريكية المتواجدة هناك حتى تكسب الولايات المتحدة الحرب ضد طالبان، إما موقفه من روسيا وخاصة بعد حربها الأخيرة مع جورجيا فأنه حمل بشدة على روسيا وطالبها باحترام سيادة جورجيا واحترام وحدة أراضيها. وفي الشأن الاقتصادي فإن المرشح الديمقراطي وعد بخفض الضرائب لذوي الدخل الأدنى وزيادتها على أصحاب الدخول العالية وفي مجال الطاقة يؤيد السياسات الهادفة إلي الحد من انبعاث ثاني أكسيد الكربون ويشجع على زيادة الاستثمار في التكنولوجيات الطاقات النظيفة وأصبح يدعم أجراء عمليات تنقيب في البحر بعدما كان يعارضها في السابق، وفي قضية الهجرة يريد تعزيز نظام مراقبة الحدود وتصحيح بشروط أوضاع 12 مليون مهاجر غير شرعي


- إما موقف جون ماكين يمكن تلخيصه في الأتي يرى ضرورة دعم إسرائيل عسكريا وبشكل قوي ويدعم المفاوضات مع السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس ويصر على ضرورة الوقوف في وجهه حماس وحزب الله وسوريا، وفي شأن العراقي يؤيد بقاء القوات الأمريكية هناك على غرار التواجد الأمريكي في ألمانيا وجنوب شبة الجزيرة الكورية وفيما يتعلق بالملف النووي الإيراني قال جون ماكين أن هناك شيئا واحدا أسوأ من التحرك العسكري ضد إيران هو إيران النووية ويرى بضرورة تشديد العقوبات الدولية على إيران خارج إطار الأمم المتحدة إذا تعذر القيام بها من خلال المنظمة الدولية، كما يدعو جون ماكين إلى استبعاد روسيا من دول الثمانية معتبرا رئيس وزراء روسيا رجلا خطيرا وانه يسعى إلى إعادة الإمبراطورية الروسية ودعم تبليسي بقوة خلال حربها مع روسيا. وفي الجانب الاقتصادي وعد باستمرار التخفيضات الضريبية التي تتبناها الإدارة الحالية ويؤكد على التصدي للنفقات الفيدرالية ذات المصلحة المحلية، كما يقترح تجميد الإنفاق الفيدرالي غير العسكري لمدة سنة، وبخصوص الطاقة يدعم ماكين الحد من انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون كما أصبح يؤيد التنقيب النفطي في البحر بعدما كان يعارض ذلك ويرغب في بناء المزيد من المحطات النووية ولا يشجع على دفع مساعدات فيدرالية من أجل الطاقة النظيفة، وفي الهجرة يشدد جون ماكين على ضمان الحدود قبل القيام بأي إجراءات أخرى

هذه مواقفهم من أهم القضايا الدولية، و التي سوف يواجهها الرئيس
الرابع والأربعون للولايات المتحدة الأمريكية ومن خلال نظرة سريعة لا
يوجد هناك تباين كبير بينهما فالخطوط العريضة متفق عليها والاختلاف في
تفصيل التفاصيل وبكل تأكيد إن هذا الاختلاف لا يحدث تغيير يذكر في
مسار سياسة أمريكا الخارجية فعملية صنع القرار في الولايات المتحدة تمر
بمراحل متعددة وبمؤسسات مختلفة وجّل هذه المؤسسات ثابتة وكذلك مواقفها
من القضايا الدولية وأيضا الرئيس الأمريكي عندما يتناول إي قضية دولية يكون
تناوله لها من خلال هذه المؤسس ات وفريق المستشارين الخاص به والذين هم في الغالب قادمون من هذه المؤسسات. وهذا طبعا لا يلغي شخصية الرئيس وما يتمتع من صلاحيات دستورية .

ليبيا في حالة حرب.. ومؤسسات الدولة في حالة صمت .. فرج ابراهيم






أفادتنا بعض التقارير الإخبارية والإحصائيات الصادرة عن الإدارة العامة للمرور والترخيص باللجنة الشعبية العامة للأمن العام بإعداد الحوادث المرورية التي تقع على الطرقات، حيث أفادنا تقرير على موقع( الجزيرة نت ) أن ليبيا تحتل الترتيب الثاني بعد سلطنة عٌمان في عدد الحوادث وذلك حسب آخر إحصائية صادرة عن المنظمة العالمية للصحة، و أن ليبيا شهدت خلال الفترة الممتدة من 2003 إلى 2007 وفاة(9330) شخصا وتضررت (77507 ) سيارة وقدرت الخسائر المادية بـ 81 مليون دولار أمريكي.

كما أن تقرير إذاعي بث على قناة الجماهيرية المرئية بتاريخ 5-5 -2008 من ميلاد المسيح. أفاد انه في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري توفي(536) شخص بسبب الحوادث المرورية وبلغ عدد المصابين في هذه الحوادث (1656) شخص، والخسائر المادية بــ ( 58707) دينار ليبي والمركبات المتضررة ( 4321 ) والسيارات المحجوزة (9607 )
كما قدم التقرير أرقام عن عدد الوفيات بسبب حوادث المرور للسنوات الثلاثة الماضية وجاءت الأرقام كبيرة جدا ففي عام 2005 عدد المتوفين بحوادث السير ( 1800 ) شخص وفي سنة التالية ( 1866 ) وفي العام الماضي ( 2138 ). وعدد الوفيات بسبب حوادث مرورية خلال 13 سنة الأخيرة بلغ حوالي 20 ألف شخص وعدد حالات الإعاقة في ذات الفترة حوالي 8 آلاف حالة.

هذه الأرقام والإحصائيات هي لا تدق ناقوس الخطر، بل هي الخطر في حد ذاته فهي تعني إن موارد المجتمع البشرية والمادية في حالة تدمير بشكل يومي وان المجتمع في حالة حرب حقيقة ونستطيع أن نطلق عليها تسمية ((حرب الطرقات)). ومن خلال الملاحظة والمتابعة رصدنا جملة من العوامل التي ساهمت بشكل مباشر أو غير مباشر في اشتعال نار هذه الحرب، وكما نطرح مجموعة من الحلول من أجل إيقافها

أولا: العوامل التي ساهمت في تصاعد حرب الطرقات

1- التهور والسرعة الزائدة: هناك تهور كبير أثناء قيادة المركبات الخاصة ومركبات النقل العام وعدم التقييد بقواعد المرور ويبرز أيضا هذا الجانب لدى بعض أولياء الأمور المقتدرين والذين يقومون بتسليم سيارات والتي غالبا ما يكون ثمنها مدفوع من ميزانية المجتمع إلى أبنائهم الذين لم يبلغوا السن القانونية وغالبا ما سبب هولاء في حدوث كوارث على الطرقات. إما فيما يخص السرعة فهي تكاد أن تكون سلوك عام داخل المجتمع الليبي وساهمت في وقوع أغلب الحوادث المرورية .
2- المحسوبية: تلعب الوساطة والمحا به في كثير من الأحيان دور بارز في عدم معاقبة المخالفين للقانون على الطرقات، مما يؤدي إلى زيادة الاستهتار بقانون المرور. وهذا يزيد من ضحايا هذه الحرب
3- غياب الوعي لدى المواطنين: ساهم تدني مستوي الوعي العام في وقوع الكثير من الحوادث والأخطاء والتجاوزات التي تحدث داخل المجتمع فعدم احترام القانون والتقييد بقواعد السير على الطرقات ونبذ المخالفين وعدم الحرص على سلامة الآخرين هذه التصرفات تكاد أن تكون سمة من سمات المجتمع الليبي. ونلاحظ أن البعض يصر على اختراق القانون اعتقادا منه أن ذلك يبرهن على نفوذه داخل المجتمع في الوقت الذي نجد المتنفذين في المجتمعات المتقدمة يتفاخرون بتقييدهم بتطبيق نصوص القانون.
4- البنية التحتية الرديئة: أن تردي حالة الطرق بشكل عام والطريق السريع الذي يربط بين مدن الليبية المتباعدة بشكل خاص، وغياب الإشارات الإرشادية و الإشارات تنظيمية ساهم بشكل كبير في ارتفاع الحوادث المرورية
5- التخلف الاجتماعي: ساهم هذا الجانب بدرجة ما في استمرار هذه الحرب لان كثير من الأخطاء والمخالفات يتم تجاوزها أو السكوت عنها بسبب العلاقات الاجتماعية فالكثير من المخالفين لم ينالوا العقاب الذي يستحقوه بسبب العلاقات الاجتماعية.
6- ضعف الحق العام: في الكثير من القضايا المرورية يتم تغليب الحق الشخصي على الحق العام وبمجرد إسقاط الحق الشخصي من طرف الشخص الذي وقع عليه الضرر أو ذويه تغلق القضية وفي بعض الأحيان تكون الأضرار بالحق العام ناجمة عن الحادث تساوي أو تفوق الحق الشخصي
7- القصور أو النقص في التشريع: من خلال التجارب والوقائع ثبت أن التشريع لم يتصدى إلى كافة الجوانب التي تساهم في اشتعال هذه الحرب

ثانيا كيف نكسب هذه الحرب ؟

هناك جملة من الخطوات الضرورية والملحة من أجل أن نربح هذه الحرب المستعرة والتي بكل تأكيد ساهمت بشكل رئيسي في فقدننا الكثير من الموارد البشرية والمادية التي ما أحوجنا إليها في مسيرة البناء والتقدم وهذه الخطوات تتمثل في الأتي:

1- تفعيل الرقابة المرورية: أ - ويتم ذلك من خلال زيادة الدوريات المرورية داخل المدن وعلى الطرقات السريعة. وأيضا استخدام التقنية الحديثة في مراقبة الطرقات الداخلية والسريعة فالكثير من دول العالم تضع آلات تصوير من أجل مراقبة حركة المرور وتسجيل المخالفين لي قواعد السير على الطرقات.

ب - لابد من استبدال نظام منح رخص القيادة بنظام جديد يكون أكثر دقة لمواجهة عمليات التزوير واستبدال الرخص القديمة برخص ممغنطة تحمل معلومات وافية عن حاملها.

ج – بما أن القانون يشدد على ملكية المركبة الآلية عند القيادة. ولكن للأسف لا يوجد الالتزام بهذا الموضوع من قبل المواطنين نقترح هنا إن يمنح كل حامل رخصة قيادة لوحة واحدة فقط يتم حصوله عليها بمجرد حصوله على رخصة القيادة ويدرج رقمها في بيانات الرخصة حتى نقلل من عمليات عدم نقل الملكية التي كثيرا ما سببت مشاكل للجهات المسئولة.


2- تطبيق القانون بكل حزم وصرامة: يجب على الجهات المسئولة العمل على تطبيق القانون بكل حزم من أجل ردع المخالفين. وأي حالة تساهل في تطبيق نصوص القانون لابد أن تدرج تحت طائلة قضايا المساس بالأمن الوطني.


3- رفع مستوى الوعي: لابد من العمل على زيادة مستوى الوعي العام بمخاطر عدم التقييد بالقانون والآثار السلبية التي تنجم عن هذه الممارسات. وذلك من خلال حملات التوعية والملصقات، فلابد من وضع ملصقات ولوحات ولافتات تبين مآسي هذه الحرب ولاحظت في بعض الدول التي تعاني من وضع مماثل أنها تقوم بوضع المركبات تالفة بسبب الحوادث على جانب الطريق مع شعارات تدعوا إلى الالتزام بقواعد السير من أجل الموعظة. وعلى الوسائل الإعلامية أن تقوم بدور اكبر في هذا الخصوص. كما أن المؤسسات الرياضية والتي معظم منتسبيها من شريحة الشباب والذين هم في الغالب ضحايا هذه الحرب يقع عليها واجب وطني من أجل وقف هذا النزيف المتصاعد في طاقات المجتمع فلابد أن تقوم المؤسسات الرياضية بحملة توعية تركز من خلالها على مخاطر عدم التقييد بالقانون أثناء القيادة ، كما أتمنى عليها أن ترفع شعار (لا...للسرعة). في البطولات الرياضية التي تتنافس عليها . وأيضا لابد من رفع مستوى الوعي لدى رجال المرور من خلال الدورات التدريبية المتقدمة والهادفة حتى يتسنى لهم القيام بواجباتهم على أكمل وجه.


4- الصيانة الفورية للطرق: ضرورة الإسراع في صيانة الطرق السريعة والداخلية لان الوضعية الحالية للطرق ساهم بشكل كبير في وقوع الكثير من المآسي و لابد من أنجاز ازدواج الطريق السريع بأسرع وقت ممكن ، ووجب الإشارة هنا أن الطريق الساحلي الحالي لا تنطبق عليها الشروط والمواصفات التي يجب توفرها في الطريق السريع بسبب زحف المدن عليها وكذلك غياب الحماية التي يجب أن تتوفر لها عند مرورها ببعض المدن.ولابد من توفير مراكز خدمية متكاملة على امتداد الطريق السريع.


5- العلامات المرورية والإرشادية: هناك نقص واضح في العلامات المرورية على الطرقات المختلفة وهذا النقص ساهم في وقوع الكثير من الحوادث. ومن هنا تحتم الضرورة الاهتمام بالإشارات المرورية الأرضية وغير الأرضية، كما انه من الواجب توفر العلامات الإرشادية التي تساعد السائق على تحديد اتجاهات الأماكن وشوارع والمخارج والمداخل والمنعطفات والمنحدرات...الخ


6- تقوية الحق العام: أن القضايا التي تنجم عن الحوادث والتي غالبا ما يكون سبب وقوعها التهور وعدم الالتزام بقواعد السير تكون ذو شقين شخصي وعام ومن خلال التجربة فإن أغلب هذه القضايا أغلقت بمجرد إسقاط أو تسوية الحقوق الشخصية. رغم انه في كثير من الأحيان يكون الضرر الواقع على المجتمع بسبب هذه الحوادث أكثر من الضرر الواقع على الأشخاص. كما إن الأفراد يتعرضون للضغوط الاجتماعية من أجل التنازل عن حقوقهم. ومن هنا وجب التشدد قانونا بضرورة أخذ الحق العام من الأشخاص أو الجهات التي تسبب بشكل مباشر أو غير مباشر في استمرار هذه الحرب. على المشرع إن يضع النصوص القانونية التي تعمل على إنهاء أو التقليل من التصرفات الغير المسئولة من خلال وضع نصوص قانونية صارمة تكفل أقامة العقوبة على من لا يحترم القانون وذلك من خلال تقوية حق المجتمع في القصاص بحيث تكون العقوبة واقعة بغض النظر عن الاتفاقات التي تحدث في الحق الشخصي.

وختاما فإن كل مكونات المجتمع الليبي الرسمية والأهلية والاجتماعية ( القبائل ) تقع عليها مسئولية وطنية ودينية وأخلاقية وقانونية في التصدي لهذه الحرب المدمرة التي تكلف المجتمع كل صباح ومساء الكثير من الطاقات. ومن هنا لابد أن يدرج هذا الموضوع في جدول إعمال المؤتمرات الشعبية الأساسية في أجتماعها القادم، وعلى المؤسسات البحثية والإعلامية أن تعمل على تسليط ضوء على هذه القضية، ولابد أن تعمل على تشجيع الدراسات العلمية التي تعمل على إيجاد الحلول العلمية والعملية للتصدي لهذه الحرب المستعرة، كما أن المؤسسات الأهلية على غرار مؤسسة القذافي للأعمال الخيرية وجمعية واعتصموا وغيرهما من المؤسسات الأهلية الأخرى مطالبة بالتصدي لهذه الحرب. كما أن مكونات المجتمع الاجتماعية من خلال روابطها الاجتماعية المنتشرة في جميع المناطق تقع عليها أيضا مسئولية كبيرة في هذا الموضوع وخاصة أن المجتمع الليبي مجتمع مترابط اجتماعيا ويراعي إفراده بشكل كبير الضوابط والأعراف الاجتماعية. والمسئولية أولا وأخيرا تقع على مؤسسات الدولة الرسمية في التصدي لهذه الحرب.


وأخيرا نقول كما قال الإمام الشافعي: إن رأينا صوابا يحتمل الخطاء ورأي غيرنا خطاء يحتمل الصواب. ومن جاءنا بأفضل من رأينا أخذنا به.



طبول الحرب تقرع في المنطقة .. بقلم/ فرج إبراهيم


أن أكثر مناطق العالم سخونة وحروبا في العالم هي منطقة الشرق الأوسط فما أن تنهي حربا حتى تكون الأخرى على الأبواب فما إن وضعت حرب 1948 م أوزارها بين الجيوش العربية وإسرائيل حتى بدا كل طرف في الاستعداد للحرب القادمة والتي وقعت عام 1967 م والتي أنتجت حرب الاستنزاف التي انتهت بمعركة شهر أكتوبر عام 1973 م. والحرب العراقية الإيرانية جلبت الحرب العراقية الكويتية وهذه قادت إلى الحرب الأنجلوسكسونية على العراق.والاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 م أدى إلى جملة من المعارك انتهت بتحرير لبنان على يد المقاومة اللبنانية عام 2000 م وهذه الهزيمة قادت إلى هزيمة أخرى لإسرائيل صيف 2006 م، وهذه الهزيمة العسكرية والسياسية والاستخبارات ه والإعلامية جعلت إسرائيل في وضع محرج أمام الرأي العام الإسرائيلي وأيضا في وضع محرج دوليا، فصورة إسرائيل التي لا تهزم سقطت في حربها الأخيرة في لبنان و تصدعت الجبهة الداخلية الإسرائيلية ومن هنا وجب العمل على إزالة أثار هذه الحرب وذلك من خلال الاستعداد للشن حرب جديدة ترد لإسرائيل شيئا من هيبتها التي خدشت. ومن خلال جملة من المؤشرات يمكننا القول أن قرار الحرب قد اتخذ وان وقت بدايتها فقط هو الذي لم يحدد حتى هذه اللحظة

المؤشرات على وقوع الحرب القادمة:- اتخذ طرفان المتخاصمان مجموعة من الخطوات التي تدلل على أن الحرب واقعة بينهما لا محالة ومن خلال تتبع سياسات وتصرفات تلك الأطراف يمكننا أن ندلل على ما نقول أو نتوقع حدوثه

أولا:- على الجانب الإسرائيلي:

لم يكن في حسبان القيادة السياسية الإسرائيلية عندما اتخذت قرار الحرب في صيف 2006م أنها سوف تمنى بهزيمة هي الأولى في تاريخ حروبها مع العرب، (( فحتى حرب رمضان التي يريدها البعض انتصارا للعرب، نذكر هنا انه عندما صدر قرار وقف إطلاق النار كانت القوات الإسرائيلية متقدمه على الجبهتين السورية والمصرية فالجيش الثالث المصري محاصر والقوات الإسرائيلية بقيادة شارون وصلت إلي الكليو 101 عن القاهرة )) فلم تستطيع القوات الإسرائيلية خلال 33 يوما من إحراز إي تقدم يذكر عسكريا أو معنويا رغم الدعم الكبير الذي تحصلت علية من المجتمع الدولي بما في ذلك النظم العربية الرئيسية. فصمود المقاومة لبنانية وقوتها فجاءت الكل والتفاف الشعب اللبناني حولها حقق لها نصرا تاريخيا يسجل للبنان،فأرغمت إسرائيل على قبول وقف إطلاق النار دون إن تحقق إي هدف من أهدافها التي أعلنتها عند بداية الحرب، واثبت وقائع الحرب إن إسرائيل للمرة الأولى تتذوق طعم الهزيمة وأنها فلشت في تقدير قوة المقاومة اللبنانية. وما إن أعلن وقف الأعمال الحربية وفقا إلى قرار مجلس الأمن رقم (1701). حتى نكب الخبراء والمحللين الإسرائيليين في دراسة أسباب هذه الهزيمة وتم تشكيل لجنة فينوغراد التي أصدرت جملة من الانتقادات والتوصيات للقيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية. ويمكننا رصد الاستعداد الإسرائيلي للحرب من خلال جملة من الخطوات التي قامت بها وهي ما يلي:-

1- تغيير القيادة السياسية والعسكرية:- شاهدنا تبدل في القيادة العسكرية الإسرائيلية بعد حرب شهر ناصر (تموز) 2006 م فتمت إزاحة قائد المنطقة الشمالية أيال بن رؤوفين وتولها بدلا منه اللواء غادي آيزكوت، واستقال رئيس الأركان الإسرائيلي دان حلوتس وتولى رئاسة الأركان غابي اشكنازي وهو صاحب تجربة طويلة في لبنان فقد تولى ما كان يسمى الإدارة المدنية في جنوب لبنان بين عامين 1992 و1994 م واشرف على الانسحاب الإسرائيلي الأحادي من لبنان عام 2000م ونظرا لما يتمتع به من دراية في الشأن اللبناني أطلق علية لقب (( السيد لبنان )). إما على الصعيد السياسي استقال وزير الدفاع عمير بيرتس وحل محله أيهود باراك ثم التحق به رئيس وزرائه يهود اولمرت وجاءت بدلا منه وزيرة الخارجية تسيبي ليفني. وهذا أمر معتاد في اغلب دول العالم عندما تخسر الجيوش حروب أو معارك فاصلة يحدث تغيير في القيادتين العسكرية والسياسية (والاستثناء الوحيد عن هذه القاعدة هي الدول العربية فجل القيادات العسكرية والسياسية التي جلبت الهزيمة في معارك الأمة المختلفة استمرت في مراكزها )
نعتقد أن ليفني لن تستمر في رئاسة الوزراء طويلا وسوف يذهب الأسرائليين إلى انتخابات مبكرة ونميل الرأي القائل بأن الحكومة القادمة سوف تتولها احد الشخصيات القوية والمتشددة مثل نتنياهو أو أصحاب التجارب العسكرية السابقة مثل باراك

2- ترميم الجبهة الداخلية: تعرضت الجبهة الداخلية الإسرائيلية إلى تصدع كبير في حرب تموز بسبب القصف الصاروخي للمقاومة اللبنانية على شمال فلسطين المحتلة مما أدي لجوء حوالي 2 مليون إسرائيلي للملاجئ، ولم تكن هناك تهيئا لهذا الموضوع في السابق مما سبب حالة أراباك وذعر للاسرائليين في الداخل، وتجنبا إلى تكرار هذا الوضع خلال الحرب القادمة قامت إسرائيل بإقامة دورات تدريبية إلي هيئة الدفاع المدني وقامت بإرشاد مواطنيها على الخطوات التي يجب إتباعها في حالة حدوث قصف صاروخي عليهم بما في ذلك سبل التعامل مع إي هجوم محتمل بالصواريخ الغير التقليدية. وهذه المناورة تندرج تحت توقعات السلطات الإسرائيلية تعرض العمق الإسرائيلي للقصف بمختلف أنواع الأسلحة في الحرب القادمة .

3 – مناورات للجيش الإسرائيلي: منذ انتهاء الحرب قام الجيش الإسرائيلي بسلسة من المناورات خلال العامين الماضيين ومن خلال المعلومات التي نشرت أو تسربت عن هذه المناورات، يتضح لنا أن قيادة الجيش الإسرائيلي تعمل على رفع قدرة الجندي الإسرائيلي القتالية التي ظهرت في حالة متدنية خلال حرب لبنان الماضية وخاصة لدى الجنود الاحتياط، كما إن عملت على إعادة رفع الروح المعنوية إلي جنودها والتي أصابها نوعا من الإحباط بعد إن وجدوا أنفسهم عاجزين إمام المقاومين اللبنانيين، وأيضا تدربوا على تكتيكات جديدة من اجل تحقيق نصر سريع وساحق في الحرب القادمة ومن اجل هذه الحرب يعمل وزير الدفاع الإسرائيلي مع قيادة الجيش ليلا نهارا ، وقال في احد تصريحاته إن جهز 5 فرق حتى الآن للحرب القادمة .

4- شراء الأسلحة المتطورة:- قامت إسرائيل بعقد عدة صفقات في مجال التسلح شملت هذه الصفقات شراء طائرات مقاتلة نوع (( أف 35 )) وهي طائرات متطورة جدا، وزودت الولايات المتحدة الأمريكية إسرائيل برادار متطور قادر على رصد الصواريخ من مسافة ألفا كيلو متر، وأفادت مصادر عسكرية إسرائيلية إن إسرائيل لديها قنابل قادرة على اختراق التحصينات التي تكون على مسافة عميقة تحت الأرض، كما أنها تعمل على تطوير دبابة الميركافا التي شلتها الصورايخ المضادة للدروع التي تمتلكها المقاومة. وأيضا قامت الحكومة الإسرائيلية بجهود حثيثة من اجل منع وصول إي سلاح متطور للمقاومة اللبنانية وكذلك الدول المؤيدة لها مثل إيران وسوريا

5- تصريحات المسئولين الإسرائيليين: - من خلال ما تناقلته وسائل الأعلام عن المسئولين الإسرائيليين يتضح إن إسرائيل ذاهبه للحرب فعلى سبيل المثال لا للحصر وزير الدفاع الإسرائيلي باراك أصدر عدة تصريحات أكد فيها على جاهزية الجيش الإسرائيلي للحرب، وان القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن فشل في تحقيق أهدافه، كما إن القائد السابق للمنطقة الشمالية أيال بن رؤوفين قال خلال احد الندوات التي أقامها معهد أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب إن (( الجيش الإسرائيلي يجهز نفسه اليوم لحرب شاملة )).

6- الهدنة مع حماس: بكل تأكيد إن توتر الأوضاع داخل الأراضي الفلسطينية وخاصة في غزة إرهاق القيادتين السياسية والعسكرية في إسرائيل، واخذ الكثير من الإمكانيات المادية والذهنية، والتي إسرائيل في أمس الحاجة إليهما في هذا الوقت وهي تستعد للمواجهة القادمة. ولهذا ذهبت إسرائيل إلي طلب مساعدة مصر من أجل التوصل إلى اتفاق تهدئه مع حماس التي هي أيضا في حاجة لهذه الهدنة، كما عملت على إعادة اللقاءات مع السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية. وذهبت إلي الحوار مع سوريا عن طريق الوسيط التركي في محاولة منها لإيجاد هوة في صف القوة التي تحالفت ضدها في حرب 2006 م. وهنا نريد أن نسجل هذا الرأي فيما يخص الحوار السوري الإسرائيلي إننا نعتقد لن يتم التوصل للاتفاق سلام بين البلدين يتم في نهاية إرجاع جولان، لان هذا القرار لا تمتلكه الحكومة الإسرائيلية وإنما الكنيست الإسرائيلي ولابد أن يحظى بالأغلبية المطلقة ووضع ينطبق على مزارع شبعا أيضا. كما إن الطرف الثاني ( سوريا ) أراد من خلال هذه الحوار الغير المباشرة كسر جدار العزلة الدولية المفروضة عليه منذ أكثر من ثلاثة سنوات ونجح في ذلك إلى حد كبير.

ثانيا: - الجهة الأخرى

الطرف الثاني والذي يستعد أيضا للمواجهة القادمة قام بمجموعة من الخطوات والتي تمثلت في التالي:-

1- تشكيل لجنة لدراسة السلبيات والايجابيات :- بعد حرب تموز شكلت المقاومة اللبنانية لجنة قيمت من خلالها العدوان الإسرائيلي ومستوى أداء المقاومة ومواطن القوة والضعف التي ظهرت خلال العدوان وأصدرت جملة من التوصيات المهمة

2- أجراء مناورات عسكرية:- قامت المقاومة اللبنانية في إطار استعداها للجولة القادمة بجرا مناورة عسكرية في جنوب لبنان بشكل سري حيث أعلنت عنها المقاومة بعد فترة من القيام بها، وشملت هذه المناورة التدريب على الأسلحة الجديدة وأساليب قتالية مختلفة

3- زيادة القوة البشرية والتسليحية: زادت المقاومة من عدد جناحها العسكري فبعض التقارير تقول إن العدد تضاعف مرة ونصف عن العدد الذي كانت علية خلال الحرب الأخيرة. كما عملت المقاومة اللبنانية على زيادة القدرة التسليحية حيث اعترفت قيادة المقاومة بامتلاك أكثر من 40 ألف صاروخ قادرة على ضرب كل المناطق في إسرائيل، كما أفادت بعض التقارير عن سعي المقاومة للامتلاك نظام دفاع جوي من أجل التصدي لسلاح الجو الإسرائيلي. ونعتقد أن المقاومة قد امتلكت هذا السلاح فعلا الآن.

4- الدخول في اتفاقات مصالحة في الداخل: حرصت قيادة المقاومة على التعجيل بتخفيف حدة التوتر في الداخل من خلال العمل عقد جلسات مصالحة مع الأفرقاء اللبنانيين وخاصة تيار المستقبل والحزب الاشتراكي. وذلك من اجل إن يكون ظهرها محمي في الحرب القادمة وكذلك من اجل تجنب الاحتكاك بين قواعدها التي قد تضطر إلي مغادرة مناطقها في حال نشوب الحرب وجمهور هذه الأحزاب.

إما على الجبهة السورية فعملت سوريا على الاستفادة من نتائج الحرب الماضية وقامت بتعزيز قدراتها العسكرية التسليحية وأعاد بناء هياكل بعض وحدات الجيش السوري على غرار وحدات حزب الله ورفعت من استعدادها تحسب إلى إي هجوم إسرائيلي مفاجئ. وفيما يخص الجبهة الإيرانية فأن إيران أجرت العديد من المناورات من اجل استعراض قوتها وأظهار جاهزيتها إلى كل الاحتمالات. رغم إننا لا نؤيد الرأي القائل بأن إسرائيل سوف تعمل على ضرب إيران لعدة أسباب نوجزها في التالي – إسرائيل لن تتخذ قرار بهذا الحجم دون التنسيق مع الإدارة الأمريكية ولا اعتقد إن الولايات المتحدة سوف تسمح لإسرائيل بألا قدام على هذه الخطوة، فهذه الخطوة قد تضع القوات الأمريكية المتواجدة في العراق والخليج في وضع سيئ جدا – إن النتائج المتوقعة من أي ضربة لإيران سوف تكون كارثية على المنطقة والعالم فالمصالح الدولية في المنطقة كبيرة جدا وخاصة في مجال الطاقة ولن يسمح العالم بأي تصرف قد يمنع تدفق النفط، فلاقتصاد العالمي لا يحتمل أزمة أخرى تضاف إلي الأزمة المالية القائمة الآن.

سيناريو الحرب وتوقيتها:-

من خلال نتائج الحرب السابقة وكذلك ما جرى ويجري في إسرائيل من استعدادات وندوات نتوقع إن إسرائيل سوف تقوم بشن حرب مدمرة تستهدف في بدايتها ضرب معاقل قادة المقاومة مستخدمة طائراتها الجديدة والقنابل المخصصة لذلك والتي أعلنت عن امتلاكها مؤخرا، من اجل هذا هي عاكفة على جمع المعلومات الاستخباراتيه عن تلك الأماكن كما أنها سوف تعمل على شل منظومة الاتصالات لدى المقاومة من الضربة الأولي يترافق ذلك مع هجوم بري واسع ومن خلال إنزال جوي للقوات الخاصة والقوات الموجوقلة الإسرائيلية حتى تدمر القدرة الصاروخية للمقاومة وكذلك من اجل نقل المعركة للساحة اللبنانية بحيث ينصب تركيز المقاومة على التعامل مع هذه القوات. وهي بذلك تضرب عصفورا بحجر واحد هما القضاء على قدرة حزب الله الصاروخية، وأيضا تتخلص من ضغط الجبهة الداخلية التي أزعجت الحكومة الإسرائيلية كثيرا خلال حرب صيف 2006 م

التوقيت: - نتوقع أن تشن إسرائيل حربها القادمة خلال الفترة الممتدة من صيف 2009 م إلى ما قبل نهاية 2010 م وذلك إلى جملة من الأسباب التي نعتقد إن توافرها ضروري من اجل إن تحقق إسرائيل أهدافها وهي مايلي :-
- اكتمال الاستعدادات العسكرية للحرب فإسرائيل مازالت تحتاج إلى بعض الوقت من اجل إن تكتمل استعداداتها العسكرية
- الانتخابات الإسرائيلية القادمة والتي سوف تجري خلال مطلع السنة القادمة واعتقد أن الساسة الإسرائيليين إذا لم يستطيعوا إسقاط ليفني خلال الفترة الزمنية القصيرة القادمة. سوف ينتظرون إلى الانتخابات القادمة والتي على الأرجح سوف تأتي بينتنياهو للرئاسة الحكومة الإسرائيلية
- العامل الثالث والمهم جدا هو الانتخابات الأمريكية والتي سوف تأتي برئيس جديد يتولى سدة الحكم خلال مطلع العالم القادم. ويكون خلال هذه الفترة الزمنية المشار إليها قد اختار أدارته واستقر وضعه وهو في وضع يسمح له باتخاذ خطوات مؤيدة للحرب الإسرائيلية

هذه القراءة مستنبطة من الخطوات التي قام بها الطرفان خلال الفترة الماضية أتمنى إن لا تكون صحيحة بحيث تتجنب المنطقة حرب أخرى مدمرة

وأخيرا نقول كما قال الإمام الشافعي: إن رأينا صوابا يحتمل الخطاء ورأي غيرنا خطاء يحتمل الصواب. ومن أتانا بأفضل من رأينا أخذنا به.

أعيــــــــــــــاد ملطخة .... بالدم ...بقلم فرج ابراهيم





نستقبل بعد بضعة أيام عيد الاضحى وأعياد الميلاد ( ماري كرسمس )و العام الجديد بالدماء ولكنها ليست دماء الخرفان وديوك التركي التي تسيل من أجل التقرب الي الله وعملآ بسنه وطقوس تواتر العمل بهما . سوف نستقبل هذه الاعياد بدماء ضحايا الارهاب ففي فلسطين كل شي مصادر من قبل اسرائيل الحرية والارض والعرض وقوت اليوم بل واليوم ذاته مصادر ودم الفلسطيني مصادر رغم كل تعاويذ السلام التي قرأت في مدريد واوسلو وفي الشيخ المشروم وبلاد العم سام وكنائس أرض الروم ، فلا تكاد تمر دقيقة منذ اكثر من نصف قرن دون أن تسيل دماء ابناء فلسطين في ظل صمتٍ مهين . والحال مشابه في بلاد الرافدين فبعد ان لون التتار مياة نهري دجلة والفرات باحبار كتب مكتبات بغداد هاهي يكتسيها اللون الاحمر المنبعث من دماء العراقيين الذين قتلهم تتار العصر الحديث وتعرقل الجثث المجهولة النسياب المياة فيهما وتصادر السيارات المفخخة والمليشيات الملغومة والشركات لا أمنية آمن العراق ودماء العراقيين وشرف الماجدات فطغت رائحة الدم المنبعث منهما وصرخ المفجوعين على وطنآ وشعب رغم كل شرائع والقوانين ، على كل الاصوات التي تحاول ان نتغني باغنية السلام في كنائس العراق أو صوت بلبل اراد ان يغمض عيناه وينشد نشيد العيد جاء اهلآ به....كل الهناء في قربه .ويمتد النهر الدموي ليصل الي لبنان حيث اقتلع شجرة عيد الميلاد وجرف فرحة اطفال جزين وكل احياء لبنان الحزين فدماء في هذا البلد تسيل بعنوان وبلا عنوان بفاعل معلوم وبفاعل مجهول فما ان يودع انفجار حتى يستقبل اخر و من ان يصلى على شهيد حتى ينعقد الجمع لكي يصلي على اشلاء شهيد مزقتة القنابل الذكية أو الايادي الخفية . فأخشى ان يغرق هذا البلد في نهر الدم ولا نستيقظ إلا والكنائس تقرع اجراسها والمؤذن يرفع الاذان في المساجد ويدعى الجميع للصلاة على الوطن ليلة صلاة اعياد الميلاد وصباح صلاة عيد الاضحى فتفقد في تلك اللحظة كل التضحيات معانيها ويأثم الجميع بذنب الوطن . ويلطخ الارهاب بالدم عيد اطفال الجزائر فيحجب أبتسامة طفلة وقفت امام باب منزلها تعد الايام لكي ترتدي بدلة العيد ويحول الحنة على اصابع الوهرانية الشقراء الي وشاح اسود وماء الورد الي دموع حرقة على غالي رحل دون ان يودع احبابه .ولا يتوقف الارهاب في مصادرة الارواح والاحلام في كل مكان فاهو قبل أيام يصادر روح وحلم مواطن باكستاني حلم بالديمقراطية وافغاني ينشد الحرية ..فما طعم لهذه الاعياد وما صدق الابتسامات المرسومة على الوجوه
فرج ابراهيم

الدول الأبوية (العربية )... والأزمة الاقتصادية الدولية



الدول الأبوية (العربية )... والأزمة الاقتصادية الدولية .. بقلم/ فرج إبراهيم



مر الاقتصاد العالمي عام 1929 م بأزمة اقتصادية خطيرة عرفت بالكساد الكبير ( The Great Depression ). حيث توقفت في ذلك العام المعامل عن الإنتاج, وأمست عائلات بأكملها تنام في أكواخ من الكرتون.وذلك بسبب انهيار وول ستريت شارع المال والبورصة في 24 التمور ( أكتوبر ) ، ونتج عن ذلك الانهيار أفلاس عشرات المصارف ( البنوك) ، ونتائج الخميس الأسود لم تكن منحصرة فقط في الولايات المتحدة إنما أمتدات إلى جميع الأسواق المالية العالمية فأنهار النظام الاقتصادي العالمي. ولم يعد الوضع الاقتصادي للازدهار في الولايات المتحدة وبقية دول العالم إلا بعد الحرب العالمية الثانية.
وحال الاقتصاد العالمي اليوم يشبه إلى حد كبير مع ما حدث قبل تسعة وسبعون عاما، بل أن ثلة من خبراء علم الاقتصاد قالوا أن الأزمة الحالية أشد خطورة من الكساد الكبير على دول العالم. ولذلك استنفر العالم على كافة المستويات والاتجاهات من أجل التخفيف من حدة أثار هذه الأزمة، فجل دول العالم وضعت مجموعة من الخطط لكي تتجنب حدوث انهيار في النظام المصرفي وأسواق المال ، وذلك من خلال ضخ مئات المليارات من الدولارات من احتياطياتها، وكذلك من خلال عقد الاجتماعات على أعلى المستويات وعقدت لقاءات التشاورية والتنسيقية، فالكل أبدى قلقة من مخاطر هذه الأزمة وتداعياتها. وهذا أمر طبيعي في مثل هذا الوضع وخاصة في ظل نظام العولمة وتشابك الاقتصاديات الدولية.
لكن الموقف الذي استوقفني وأثار دهشتي وأنا أتابع القنوات الفضائية التي كانت تنقل أخر تطورات هذه الأزمة العالمية هو تصاريح المسئولين في الدول العربية. حيث أكد جميعهم بأن بلدانهم في منأى عن هذه الأزمة الاقتصادية وتداعياتها بخلاف دول العالم الأخرى.وبناء على تلك التصريحات وصلت إلي نتيجة مفادها أن حقيقة وضعية الاقتصاديات العربية لا تخرج عن أمرين لا ثالث لهما ، أما إننا نعيش خارج هذا العالم المتشابك في كل شي. أو أنهم لا يقولون الصدق وأنا أرجح الثانية على الأولى وذلك إلى جملة من الأسباب ، بكل تأكيد نحن لا نعيش خارج هذا العالم فدولنا تأثرت بكل الأحداث العالمية السياسية التي شهدها العالم مثل انهيار النظام العالمي الذي كان قائما من 1945 م إلى 1991 م، واقتصاديا تأثرت الدول العربية بكل تقلبات الاقتصاد الدولي إيجابا وسلبا، وتقنيا فكل ما يصنع في أوربا أو طوكيو أو بكين أو الولايات المتحدة في صباح اليوم التالي تجده في متناول المستهلكين العرب. وبذلك تسقط فرضية أننا نعيش في معزل عن العالم وهذه الأزمة الاقتصادية.
وبذلك ترجح كفة الفرضية التي تقول بعدم صدق المسئولين العرب عند تحدثهم عن الآثار المتوقعة لهذه الأزمة على اقتصاد بلدانهم وذلك للاتي:-
- السيكولوجية العربية:- إن الدول العربية تتعامل مع مواطنيها بنفس عقلية الأب العربي لابناءه القصر فالمال مال الوالد ولا حق لهم معرفة مصدرة وحجمه وأين يضعه فهو ينفق حسب ما يرى هو مناسب للأسرة .ونستطيع القول أنها دول أبوية.
- غياب الشفافية:- الدول العربية لا تعلن عن حجم استثماراتها بشكل دقيق وأماكن تلك الاستثمارات وبالتالي لا يستطيع احد يعرف حقيقة هذه الاستثمارات وأماكنها. لو كانت هناك شفافية حتى عن المؤسسات التي توجد فيها استثمارات الدول العربية لكان اتضح لنا صحة ادعاءات المسئولين العرب بعدم تأثير الأزمة الحالية على الدول العربية.
- حجم الاستثمارات العربية الخارجية:- أن التقارير و النشرات الاقتصادية تؤكد دائما إن الأموال العربية في الخارج تبلغ مئات المليارات من الدولارات وجل هذه الأموال هي في المصارف ( البنوك ) الأمريكية والأوروبية. وهذه المصارف (البنوك ) و هي في قلب الأزمة الاقتصادية العالمية.
- العولمة:- إن ثورة المعلومات والاتصالات حولت العالم إلى نجع وليس قرية عالمية كما يطلق عليه البعض فصعود الدولار سنتا واحدا يتأثر به العامل في بومباي سلبا أو إيجابا و أسعار النفط ارتفاعا أو هبوطا تؤثر على من يهش غنمه في صحراء نجد. فلا احد يصدق إن الاقتصاد العربي الهش أصلا لا يتأثر بأزمة بمثل هذا الحجم. إن زمن الاستفراد بالمعلومة وإمكانية حجبها ولى فالحكومات العربية غير قادرة على منع وصول المعلومات إلى شعوبها لأنها ببساطة لم تعد هي المصدر الوحيد في إعلام الناس وإخبارهم بما يجري فكل مواطن يستطيع الحصول على اغلب المعلومات في دقائق من خلال شبكة المعلومات الدولية ( الانترنت )
- أزمة النظم العربية الرسمية:- هناك شبه إجماع على إن اغلب النظم العربية تعاني من أزمات داخلية. وهي تريد من خلال هذه التصاريح التخفيف من حدة هذه الأزمات وحالة الاحتقان الداخلي.
وختاما أتمنى إن تتخلص الحكومات العربية من ثقافة عدم الصدق عند تعاطيها في الأمور المصيرية ولابد إن تعي إن المواطن العربي في كثير من الأحيان يمتلك الراصنة والحكمة التي تفوق من هم في المناصب الأعلى، كما أتمنى عليهم أيضا عندما يريدون إصدار تصاريح أو مواقف في إي قضية ويريدون إخفاء الحقيقة أو حتى جزء من الحقيقة يكونوا متأكدين إن دول العالم الأخرى لا تمتلك معلومات عن تلك القضية لان تلك الدول سوف تقول الحقيقة إلى شعوبها،وبالتالي سوف تصل الحقيقة إلى الشعوب العربية