الثلاثاء، 27 يناير 2009

من دفاتر الزمن (1) ..بقلم فرج ابراهيم




أخشى غدر الأيام ..فكل شيئا فيها يخيفني ...أخشى سكونها ليلا.. وضوضائها نهارا .....أخشى من ساعاتها ودقائقها ..بل حتى من سكنات ثوانيها ...أخشى أن تغدر بي، بل تغدر بنا ...أخشى أن تغدر بي وأنا في غفله من أمري ...أخشى رياحها العاتية أن تسقط تلك الشجرة التي احتمي بظلها من حرقة شمس الزمن ....أخشاها لانني أعرفها ...فلقد سرقت أخي في غفلة مني ..وصرعت أبي في لحظة ضعف عندما تقدمت به السنون ....أخشاها لأنني أعرف قساوتها ..وأعرف غدرها ..وأعرف أن الملتحف بها عاري ...أخشى أن تعري رياحها ذاك الجبل العاتي الذي يستظل ..بظله الجميع ...أخشاك يا رياح الغدر ..أخشى أن تسرقي في لحظة واحدة حلم الجميع ...ونوم الجميع ...وأمن الجميع...أخشى من عواصفك العاتية ان تسرق صولجان الجموع ...أخشى أن تخفي رمال رياحك ابتسامة ذاك البدوي الذي لا ينشد.. إلا العزة

أخشاك ......... يا غدر الايام
24-11-2008

ليست هناك تعليقات: