الجمعة، 17 سبتمبر 2010

ليبيا تفقد خصوصيتها




بقلم : فرج إبراهيم عمرو


من بين ما تميزت به ليبيا خلال العقود الماضية هو أن جميع المحلات التجارية تحمل أسماء عربية ومكتوبة باللغة العربية فكانت المدن الليبية وعاصمتها طرابلس تتميز بأن أسماء شوارعها ومحلاتها التجارية هي عربية قحة كتابة ومعنى، هذا الموضوع كان نقطه إشادة من جميع العرب الذين زاروا ليبيا في الماضي، على عكس اغلب المدن والعواصم العربية التي تعج بالأسماء والكلمات الأجنبية والترجمة الحرفية غير السليمة لبعض الكلمات الأجنبية ، إن كتابة أسماء المحلات التجارية باللغة العربية يدل على التمسك باللغة القرآن و الاعتزاز بالذات و الهوية العربية كما يسهل عملية التواصل مع الناس لأن معظم رواد هذه المحلات لا يتقنون اللغات الأجنبية، ولكنه وللأسف الشديد أن هذه الخصوصية لم تعد قائمة اليوم، فلقد أصبحنا نرى الكلمات الأجنبية وخصوصاً الإنجليزية تغزو شوارعنا ومحلاتنا التجارية، لا أعرف ما هي دوافع هذا السلوك هل هو تقليد أعمى كما يقولون أو غزو منظم تقوم به جهات معينة ونحن لا ندري أو هو جفاء لهويتنا العربية؟. إن انتشار الكلمات و الأسماء الأجنبية أمر لابد من التنبه له وعلى الجهات الرسمية ضرورة العمل على وضع ضوابط إدارية صارمة للحد منه، فلا يجوز أبدا أن يكتب كل شخص ما يريد وما يعلم وما لا يعلم معناه، هذا السلوك ليس من التطور في شيء ، إن التطور هو تعليم أبناءنا اللغات الأجنبية لمساعدتهم في البحث و المعرفة والتواصل مع الآخرين ، وليس من اجل تقليد الأمم و الشعوب الأخرى و الانسلاخ عن ثقافتنا وهويتنا العربية والدينية.
فالعالم يحترمك ويقدرك ويجلك عندما تحترم ذاتك و لغتك وهويتك وتتمسك بدينك، نرجو مجددا أن ينتبه الجميع لمخاطر هذا التقليد الأعمى وإن يتم الحد منه بأسرع وقت .
والله من وراء القصد


الاثنين، 13 سبتمبر 2010

تشافيز وعبد اللطيف بوكر .. من الأجدر ؟ !!












بقلم : فرج إبراهيم عمرو




التكريم..والوفاء.. والتمجيد من السمات الحسنة في المجتمعات و المؤسسات، فالوفاء لمن قدم وأعطى يدل على عدم الجحود و التنكر للذي تفانى في عمله، وكذلك هو دافع وحافز للآخرين من أجل المزيد من البذل والعطاء ، ولابد من الإشارة و الإشادة بإن ليبيا حددت يوم 30 من شهر الفاتح من كل عام عيد للوفاء و التكريم، وهذه السنه الحميدة واحدة من السنن الكثيرة التي عملت بها ثورة الفاتح، لكنه للأسف لم يبني عليها بشكل حسن هذه الكلمات أردت لها أن تكون تواطئة لهذا المقال والذي يتعلق بإطلاق إسم تشافيز على أحد ملاعبنا الرياضية بمدينة بنغازي فكل ما سمعت إسم هذا الملعب يتبادر إلى نفس السؤال لماذا إختار الإتحاد العام لكرة القدم إسم تشافيز لمولوده الكروي الجدي د؟ ، فماذا قدم تشافيز مع حفظ الألقاب للشباب الليبي أو كرة القدم الليبية وحتى لحركة الشباب العربي أوالعالمي؟. حتى يحظى بهذا التكريم ويصبح إسمه على كل لسان وفي كل وسيلة إعلامية ، نحن لا نعلم إذا كان للسيد تشافيز جهود تستحق هذا التكريم الذي لم تحظ به العديد من الشخصيات السياسية و الرياضية في بلادنا والتي أعطت كل جهدها ووقتها لخدمة الوطن و الرياضة ولا مجال لحصرهم هنا وأذكر منهم على سبيل المثال شخصية واحده وهو المرحوم الأستاذ عبد اللطيف بوكر وهو من أعمدة رياضية كرة القدم العربية فهو أول رئيس للإتحاد العربي لكرة القدم الذي تأسس عام 1974م ، كما ترأس الإتحاد الليبي لكرة القدم لفترات مختلفه وقدم خدمات جليلة لرياضية كرة القدم في ليبيا ، ولم تقتصر مساهمات هذا الرجل على مجال الرياضة فقط ، بل له العديد من المساهمات في مجال الإعلام والصحافة وكان قلمه من بين الأقلام المميزة في هذا الوطن و تنقل بين العديد من المؤسسات، وكان قمة في العطاء و التفاني من أجل وطنه وثورته، وقد إستشهد وهو يتابع مهامه ككاتب عام للجنة الشعبية العامة للإعلام و الثقافة بسبب حادث سير أليم، ومع كل التقدير والإحترام لشخص الرئيس هوغو تشافيز ، إلا أن الأستاذ المرحوم عبد اللطيف بوكر هو الأجدر بالتكريم من طرف الإتحاد العام لكرة القدم الليبي ومن جميع الجهات المسئولة عن الرياضة في ليبيا .
أعتقد جازماً أن الإتحاد العام لكرة القدم أرتكب خطاء عندما قام بإطلاق إسم تشافيز على ملعب كرة القدم الجديد بمدينة بنغازي ، قد يقول قائل أن مواقف تشافيز مع القضايا العربية تستحق الإشادة، نقول معه نعم الإشادة و الثناء ولكن ليس إطلاق إسمه على صرح رياضي ، فماذا لو بدل تشافيز غدا مواقفه السياسية التي هي محل الإشادة والتقدير؟
فالسياسة علمتنا أن كل شيء جائز وممكن الحدوث . من هذا المقال ندعو كل الجهات الرسمية في الدولة وفي مقدمها اللجنة الشعبية العامة وأمانة مؤتمر الشعب العام من أجل تشكيل لجنة دائمة تدرس و تضع معايير لأسماء الشخصيات والأحداث التي تطلق على مؤسساتنا وشوارعنا والأبنية ، فلا يجوز إن نقوم بتخليد وتمجيد شخصيات غربية ونترك أبناء الوطن الذين ضحوا وإستشهدوا وقدموا أرواحهم رخيصة من أجل وطنهم . نريد أن نرى إسم كل من تفانى من أبناء الوطن أو كل من قدم خدمات جليلة أو متميزة لهذا الوطن يكرم من خلال اطلاق إسمه على احد الشوارع أو المؤسسات التعليمية أو القاعات الثقافية أوالمركبات الرياضية، ويجب وضع صورته ونبذه عنه في مدخل المكان الذي يحمل إسمه، ويشارك أهله وذويه في إفتتاح ذلك المكان فالتكريم له أثرطيب على الأهل ، وأيضا ينبه الجيل الجديد بما قدم السلف من خدمات وتضحيات من أجل هذا الوطن.
والله من وراء القصد..



http://www.alwatan-libya.com/more.asp?ThisID=11961&ThisCat=22&writerid={WriterID}





http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2010/09/12/209200.html

الأربعاء، 8 سبتمبر 2010

من دفاتر الزمن.... (7)













بقلم : فرج إبراهيم عمرو


ذات مساء... وشمس تكاد إن تكون أصيلا.. في يوم أمتزج فيه الخريف بالشتاء ..إنطلقت نحو ذلك المكان الذي تعودت أن أذهب إليه كل ما أردت أن تجول بي الذاكرة في صبى الأيام والتي مضت بحكم دورة الزمن ..أياما كنا نقضي قيلولتها بحثا عن مواكير الطيور و عن فاكهة نضجت هنا أو هناك....ففي كل حبة رمل و مع كل شجره لنا حكايات و ذكريات ..وصل بي قطار الذكريات إلى تلك الزيتونة التي كان أبي يستظل بظلها الوارف من قيض الزمان ويسترخي تحتها من عناء الأيام لكي يجدد نشاطه ، ويبتعد عن مشاغبات منصور ورفاقه .. مررت بها وجدتها تشكو الوحده ، والإهمال، والغبار المتناثر من شاحنات أحفاد يأجوج و مأجوج..صافحتها و سألتها عن حالها و أحوالها و كيف ترى الأمس وكيف ترى اليوم..لفها الحزن وراحت تسرد الأيام الخوالي .. تسرد لي قصصا و حكايات عندما كانت هي المكان الذي يقصده الجميع لكي يستمعوا إلى حكايات ومواعظ رفيقها الذي آثر ظلها على كل الظلال.. ورفقتها على كل الرفاق ... فقالت كان يمر بي ذو الساعد الأسمر حاملا معول الحياة .. يشق به سواقي الأمل وإرادة البقاء مرتسمة على جبينه.. كان يمر بي ليأخذ فسحه وموعظة ولكي يجدد نشاطه و يستعيد طاقاته..وما أن يغادرني حتى استقبال ابن جدته الذي صقلته ظروف الحياة فارتسمت على تقاسيم وجهه دروبها الصعبة والمتقاطعة فيسكن إلي ليحتسي كوبا من الشاي ويتبادل الحكايات و الأحاديث مع رفيقي..ويغادر المكان على نغمات الأصوات المتصاعدة بين الجارات لعله يخمد وترا من هذه الأوتار..و يصافحني عابر الطريق فيملأ سمائي مرحا .. ويتركني بعد أن نفض شيئا من رتابة الزمان.. ويهم رفيقي يطوي مسيرة يوما من العمل قبل إن يحل الظلام ..و أنا أدعو له بالسلامة والتوفيق وهو يواعدني باللقاء في ذات الزمان.. هكذا كنت بالأمس مكانا عامرا بالأحاديث والحكايات ..كانت الأبرز بين كل الأغصان ... أما اليوم فأنا مهجوره لا زوار .. ولا نار.. ولا عابر سبيل.. ولا رفيق .
أشكو من الوحده .. و النسيان .. و إهمال الأحفاد .. وعثرات الزمان


و للحديث بقية...
31 – 08 – 2010 - نيقوسيا

الثلاثاء، 7 سبتمبر 2010

فهمي هويدي يكفر ليبيا




بقلم / فرج إبراهيم عمرو


كتب السيد فهمي هويدي يوم السبت الفائت الموافق 4 سبتمبر في جريدة الشروق الجديد المصرية مقالاً بعنوان " لنبدأ بأسلمة ليبيا " حيث قال بالنص (.... فإننى أقترح على الأخ العقيد أن يبدأ بأسلمة ليبيا قبل أسلمة أوروبا. ولا أعنى بالأسلمة هنا تلبيس النساء الطرح وإلزام الرجال بإطلاق لحاهم، ولكن أعنى العمل على تحقيق مقاصد الشريعة فى إقامة العدل وإشاعة الحرية والحفاظ على كرامات الناس وتأمينهم. ).وجاءت دعوته لضرورة أسلمة ليبيا في سياق تعرضه لدعوة الأخ القائد لمجموعة من الشباب الإيطالي لدخول الإسلام والتي جاءت على هامش الاحتفال بالذكرى الثانية لمعاهدة الصادقة الليبية الإيطالية الذي أقيم بروما أواخر الشهر الماضي. والكتابة السلبية ضد ليبيا وما يصدر من ليبيا موضة يمارسها بعض أصحاب الأقلام في الصحف العربية، فمنهم من هو قاصر عن فهم الأفكار و بواطنها وبذلك يكون من نفس فئة الذين قتلوا جاليليوا بحجة أنه يقول كلاماً غير معقول وينشر البدع بين البشر، ثم عادوا واعتذروا منه بعد 400 سنة لإدراكهم انهم كانوا قصار البصر والبصيرة وان عقولهم لا تدرك ابعد من أخمص القدم ، أما كان يدركه جاليليوا فهو يتجاوز مداركهم بعقود ، ومنهم من يعلم مقاصد الأمور ولكنه يعاني من عقدة الأخ الأكبر والذي يرفض إلا أن يكون هو فقط مصدر الفكرة والفعل ويعيش فكرياً في متحف الحضارات ويقطن في كهف النرجسية ويتوهم إنه في طليعة أهل العلم والعالم وهذا النوع ندعو له بالشفاء الفكري، ونقول له أن العالم تجاوزك بسبب حالة الجمود الفكري والإنساني والقومي الذي تعيشه .
سيادة الكاتب و المفكر الإسلامي فهمي هويدي أنت خير من يعلم ونحن في العشرة الأواخر من هذا الشهر الكريم شهر التوبة و الغفران إن تكفير المسلم لا يجوز وسند هذا القول ما أورد لنا ثلة من أصحابه عن سيد البشر صلى الله عليه وسلم قوله " إذا كفر الرجل أخاه فقد باء بها أحدهما" وفي رواية أخرى " أيما رجل قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما إن كان كما قال ، وإلا رجعت عليه".


فما بالك بمن كفر ستة ملايين مسلم ،لا تكون قد رجعت علية صفة الكفر ستة ملايين مرة ؟


إن ليبيا دولة مسلمة وشعبها يقيم شعائره الدينية، وهي بلد المليون حافظ لكتاب الله، والمنارات الدينية تنتشر في كل ربوعها، ولا فسق وفجور يمارس على شواطئها، وشيخها لم يشرم عرضه، بل هو مبجل و حتى رفاته مقدس ومصان وابنه مقدر وقد أجبرنا أحفاد قتلته على الاعتذار له، وتقبيل أيادي نجله طلبا في الصفح والاعتذار،وليبيا لم تحول بيوتها إلى أوكار للدعارة ولم تفتح محلات لبيع الخمر الذي حرم على المسلمين وهو أيضاً من عمل الشيطان .و لم تصدر منها أي فتوى تحرم العمل الجهادي، ولم تقر بشرعية وجود من دنس المقدسات، ولم تتعاون مع قتلة أخوتها في الإسلام والعروبة، ولم تشارك في تجويع أو حصار المرابطين حماة المقدسات. إن ليبيا التي تدعو إلى أسلمتها هي التي تعمل بجهد حثيث وخالص إلى وجهه الله سبحانه و تعالى من أجل نشر الإسلام في الكثير من دول العالم وخاصة في أفريقيا وشرق آسيا، وهي التي تدعو الأئمة الصادقين لزيارتها من أجل الإفادة و الاستفادة من أمثال عائض القرني وسليمان العودة والنجار ويوسف سويدان وغيرهم. ولك أن تعود إليهم لكي يقولوا لك ماذا شاهدوا في ليبيا .


إن ما ورد في مقالك من مغالطات ينم عن عدم إدراك بواقع الحال في ليبيا، أو إنه صادر عن شخص نار الحقد تأكل صدره لأنه يعيش حالة سكون والآخرين من حوله صاروا مركز الفعل ، وهذا الأمر لا يتحمل الآخرين تبعاته ، إذا كان لك رأي أو نصيحة فأنت و محيطك أجدر بها من ليبيا، فأنظر إلى محيطك القريب وسوف تدرك أي بلد تريد لأسلمة و الإصلاح والعودة إلى صحيح الإسلام فالحر أول ما يبدأ بنفسه وعائلته وبلده ، ونحن في ليبيا ولله الحمد و بإقرار من أهل العلم و الشريعة في كل أرجاء العالم الإسلامي نعمل بشرع الله ونصبوا إلى العدل وإشاعة الأمن والأمان بين أهلنا وولي أمرنا يرفض زيارة من استعمر بلادنا ونكل بأهلنا إلا بعد إن اعتذر أمام كل العالم وقام بتقبيل جبين أحفاد المجاهدين. نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، ونقول الحقيقة ونرجو السداد من الله ، ولا نعيش حالة العظمة الزائفة.
ونطالبك بالإعتذار من الشعب الليبي وإن تعود إلى رشدك وتنطق بالشهادة ستة ملايين مرة إذا رغبت أن تلقى وجهه ربك وأنت على دين الإسلام. قال الله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُون -الأنفال:24 .


كما نطالب جميع الليبيين من أهل العلوم الدينية والجهات الرسمية الليبية والقانونية برفع دعوى قضائية ضد السيد فهمي هويدي على تكفيره لليبيين، لأن هذه الدعوة هي دعوة من أجل بث الفتنة وخلق البلابل في بلد مسلم مستقر آمن، ولا يجب الأستمرار في السكوت على هذه الأقلام المشبوهة التي تبث حقدها وسمومها وتكتب الأباطيل، وتزييف الحقائق، وتخرس على الموبقات والمحرمات في دارها.





الاثنين، 6 سبتمبر 2010

م . ر (1) المهم .. ما يخون القائد والثورة




بقلم : فرج إبراهيم عمرو


ما دفعنا إلى التوقف عند هذا الموضوع هو الأحاديث الدائرة في كل أتراح وأفراح الليبيين عن مؤسسات الدولة،والفساد، والسرقة ،و التصنيفات التي يصدرها كل طرف نحو الأخر فهذا يوصم الثاني بالرجعية والثاني يصف الأول بالفساد فكثيراً ما تسمع أن المسؤول الفلاني دمر إحدى مؤسسات الدولة وحولها إلى أنقاض بعد إن حول خط سير إنتاجها نحو حسابه الخاص بمصرف الوحدة وعندما لم يعد يستوعب حسابه بمصرف الوحدة كمية الانتاج تم تحويل الفائض الى البنوك الاجنبية في دبي اسويسرا ودول الجوار، بل هناك من وصل فائض السرقة عنده الى ماوراء المحيطات والبحار في بلاد الصقيع . ورغم هذا تسمع صوت يقول لك " على الأقل هذا ما يخو نش الثورة و القائد "
فتسأل نفسك .. ماهي الخيانة في مفهومه ..وهل للخيانة شكل أو مفهوم واحد فقط !! ؟ ما هي الثورية في مفهومه؟
وتدرك أنه هناك قصور في فهم الخيانة وحتى في مفهوم معمر القذافي بعد 41 سنه من الثورة ، أو المقصود هو إبعادك عن جوهر الموضوع، ولجم صوتك من أجل الاستمرار بتدمير مؤسسات المجتمع ونهب ثرواته ونقلها إلى مكان غير المكان الذي أنشأت من أجله .
سيدي المواطن الحر الغيور على وطنك وثورتك وقائدها ومنجزاتها .
إن معمر القذافي لم يعد شخص عادي، وكيان مادي فقط ، بل صار كيان مادي ومعنوي و فكري، ولقد أصبح حلم كل مواطن يريد التخلص من التبعية و التخلف و الجهل و الإقطاع و الفساد ، فمعمر القذافي اليوم هو كل مشروع السكاني يهدف إلى رفض العودة مجدداً إلى الأكواخ ، وهو كل مؤسسة تعليمية تهدف إلى القضاء على الجهل و التجهيل الفكري حتى لا تسلب إرادة الشعب ، وهو كل مستشفى يأمل في القضاء على الأوبئة ويرفض أن يعود الوضع الصحي إلى زمن الأمراض المستوطنة، معمر القذافي هو كل مؤسسة إنتاجية أو خدمية تعمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي و التقليل من الاعتماد على البحار وما ورائها، وهو كل مؤسسة إعلامية وثقافية تهدف إلى تقديم المعلومة على حقيقتها وترفض التدليس وتغييب الشعب هو كل مؤسسة أمنية تعمل على حماية الوطن و المواطن من تربص الأعداء .
ومن هذا المنطلق فإن أي اعتداء على هذه المؤسسات هو اعتداء مباشر على شخص معمر القذافي وعلى الثورة ، ولابد من التصدي لهذا الاعتداء بكل قوة وحزم ، وأن أي شخص يتولى زمام المسئولية أي كان حجمها لابد أن يعي أن إهماله في أداء عمله و تسخير مقدرات هذه المؤسسة أو تلك لمصلحته الشخصية هو عمل غير ثوري ، بل أنه خيانة صريحة للثورة و قائدها، وأنه من خلال هذه التصرفات يحقق أهداف أعدائها و المشككين بنُبل توجهاتها وغاياتها . فخيانة الشخصيات النضالية لها أشكال متعددة ولا تنحصر بالمفهوم البسيط للخيانة، فقد تكون من خلال الاعتداء على أفكارهم وأحلامهم وأهدافهم التي ناضلوا من أجلها، وهذا شكل من الاعتداء لا يقل خطورة عن الاعتداء الجسدي فكل من دمر مؤسسة من مؤسسات الدولة و أنحرف بها عن مسارها وعطل أهدافها المرسومة لها، أو قام بسلوكيات تسيء بشكل أو بأخر للثورة وقائدها هو عدو للثورة ومنجزاتها وأهدافها، وهو يعمل بقصد أو بغير قصد لصالح أعداء الثورة .
ولابد من محاسبته بأقصى ما ورد في قانون العقوبات من نصوص رادعة ، وإذا كان هناك أي قصور أو نقص أو لبس في تحديد مفهوم الخيانة وجب سد هذا النقص وإيضاح هذا الالتباس حتى يكون الأمر جلياً للجميع، وحتى لا يطل علينا أي شخص من هؤلاء الذين خانوا الأمانة وعملوا على تدمير أحلام وأهداف وطموحات الثورة ورمزها ويقول لنا أنه يحب بلده ويقسم لنا بكل الكتب السماوية بأنه ثوري ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يخون الثورة أو يتحالف مع أعدائها .
وبعد هذا تكون رفعت الأعذار ... ووجب تنفيذ القانون .






الجمعة، 27 أغسطس 2010

أنقذوا.. طرابلس من ليبيا.. وليبيا من طرابلس









بقلم / فرج إبراهيم عمرو


ازدحام بشري..إختناقات مرورية..سلطة مركزية.. تكدس المؤسسات العامة..أمواج بشرية تزحف على رقعة جغرافية محدودة المساحة والإمكانيات . هذه العبارات يمكنها أن تكون أفضل وصف لما يحدث في مدينة أو شعبية طرابلس " أويا " والتي شهدت خلال العشرين سنه الماضية نزوح أعداد كبيرة من البشر إليها وهذا النزوح أثر سلبا عليها وأحدث بها تغيير جذري فشعبية طرابلس التي تبلغ مساحتها 400 كم يقطنها " 1.682.000" نسمة وهذا الرقم يعني أن أكثر من خمس سكان ليبيا البالغ عدهم "5.657.692 " نسمة حسب إحصائية2006 م . يعيشون في العاصمة هذا غير الناس الذين يترددون على طرابلس بشكل يومي من أجل قضاء بعض الأعمال أو الذين يسكنون في المدن القريبة ومقار عملهم بطرابلس .
ومن خلال الإطلاع على الإحصائيات المنشورة على شبكة المعلومات الدولية أتضح لنا جليا أنه هناك خلل في التوزيع الديمغرافي بين المدن الليبية ، فالأرقام تقول أن الكثافة السكانية في طرابلس عالية جداً فكل2207.32 مواطن لهم كيلو متر مربع داخل شعبية طرابلس، في حين نجد ثاني أكبر مدينة في ليبيا وهي بنغازي يتمتع فيها كل 33.8 مواطن بكيلو متر مربع ، وتنخفض هذه النسبة في عاصمة الجنوب سبها حيث تبلغ الكثافة السكانية بها 8.26 نسمة في كل كيلو متر مربع ، وتبلغ الكثافة السكانية بشعبية البطنان 1.72 نسمة في كم، والكثافة السكانية بشعبية سرت 2.01 نسمة كم، وفي شعبية الجفرة تصل إلى 0.38 نسمة كم، وفي حين نجد الكثافة السكانية بشعبية المرقب القريبة من طرابلس تبلغ 109.43 نسمة كم، وفي شعبية الكفرة الكثافة السكانية تكاد معدومة حيث لاتتجاوز 0.11 نسمة في كل كيلو متر مربع، و بالنقاط الخمس الكثافة بها 39.80 نسمة في كل كيلو متر مربع*.
هذا التفاوت الكبير في توزيع السكان بين مدن الجماهيرية له أثار سلبية اجتماعيا وتنمويا و أمنيا على المكان الجذاب و المكان الطارد . لكن السؤال الذي يمكن أن يسأله أي شخص لماذا يزحف الليبيين على طرابلس؟
الإجابة على هذا السؤال تحتاج منا الموضوعية والتمحيص الدقيق في الأسباب التي دفعت الكل يفضل العمل و الاستقرار في طرابلس.
يمكننا أن نرد نزوح الليبيين إلى طرابلس للأسباب التالية :
1- الخدمات : الإنسان بطبعه يبحث دائماً عن أسهل و أقصر الطرق من أجل الحصول على مصدر رزقه ولهذا نجد الناس يسافرون مئات آلاف من الأميال ويعبرون الصحاري و البحار من اجل الظفر بفرص العيش الأسهل والأفضل ، ولذلك تجد الليبيين يفضلون طرابلس لتوفر الخدمات بها بسبب تكدس جميع مؤسسات الدولة الليبية فيها ، هذا الأمر دفع الناس إلى حزم حقائبهم و السفر إلى طرابلس بشكل يكاد أن يكون يومي ، فترى الليبيين يتقاطرون على طرابلس من مختلف أنحاء ليبيا من جنوبها وشرقها وغربها ووسطها لقضاء أشغالهم ، ومن أجل البحث عن أرزاقهم ولهذا أصبح الجميع يفكرون في الاستقرار بطرابلس نظراً لظروف عملهم الجديد. ومن ملاحظ أن أغلب الشركات و التشاركيات المحلية التي تأسست في المدن الأخرى قامت بفتح مكاتب لها بطرابلس ومنها من قام بنقل نشاطه بالكامل إلى طرابلس وهذا يعود إلى مركزية الإجراءات الإدارية وتمركز مؤسسات الدولة في العاصمة . نعلم كما يعلم الجميع أن طرابلس هي العاصمة، و لكن من أجل أن يكون التوزيع الديمغرافي ، متوازن إلى حد ما ، لابد من توزيع الخدمات بين كل المدن ، حتى لايحدث نزوح من المدن الأخرى وتكدس الشعب في رقعة جغرافية ضيقة .
2- السياسة التنموية غير المتوازنة : هناك تركيز واضح على مدينة طرابلس وما حولها وخاصة في المشاريع الإستراتيجية وهذا لا يعني أن البناء في بقية المدن معدوم ولكنه بدرجة أقل ، هذا التركيز قاد وسوف يقود إلى المزيد من النزوح نحو طرابلس لأنها تشكل منطقة جذب أكثر من بقية المدن الأخرى.
أن هذه السياسة التنموية غير المتوازنة تركت جملة من الآثار السلبية على مدينة طرابلس أهمها مايلي :
1- الزحف على الحزام الأخضر: بسبب حاجة الوافدين الجدد للسكن تم خلال العشرين سنه الماضية الاعتداء على الحزام الأخضر الذي كان يلف طرابلس وتم تحويله بشكل عشوائي إلى مخططات سكنية، وهذا السلوك له أثر بيئي سّلبي على المدينة ، كما أن البناء العشوائي أيضاً له تأثيرات سلبية على البنية التحتية ومستوى الخدمات التي تقدمها المدينة أو الشعيبة للمواطنين**
2- التغير الديمغرافي : أن النزوح السكاني غير المدروس و المنظم في العادة ينتج سلوكيات وعادات تؤثر سلبا على قيم وعادات المجتمع.
3- تدمير البنية التحتية للمدينة : أدى الازدحام البشري إلى تدمير البنى التحتية للمدينة فالطرقات و المستشفيات و المدارس والحدائق أصبحت تستقبل أعداد أكبر من قددرتها الإستيعابية الأمر الذي أدى إلى أحداث أضرار كبيرة بها وأثر على مستوى الخدمات التي تقدمها للمواطنين . كما أنه هناك آثار سلبية على المدن الأخرى فالانتقال من هذه المدن والاستقرار بطرابلس ترك آثار سلبية على هذه المدن أيضا ، لأن أغلب الذين غادروا هذه المدن هم من أصحاب الحرف و المهن الخدمية التي يحتاج إليها المواطنين بهذه المدن مثل الأطباء والأساتذة و المهندسون
الحلول المقترحة لحل هذه المعظلة
1- إيقاف التوسع العمراني بطرابلس : لابد من إيقاف أي توسع عمراني جديد بطرابلس ، وبدلاً من التوسع في بناء المجمعات السكنية يجب إعادة الحزام الأخضر حول مدينة طرابلس من أجل حمايتها بيئياً و المحافظة على جمال المدينة
2- نقل بعض المرافق الخدمية إلى المدن الأخرى : من أجل تشجيع الناس للإستقرار بالمدن الأخرى لابد من نقل بعض المرافق الخدمية من طرابلس إلى المدن الأخرى على سبيل المثال الميناء وبعض الرحلات الجوية الدولية و مقار بعض الشركات و المؤسسات الكبرى مثل المؤسسة الوطنية للنفط والشركة العامة للكهرباء وغيرهما من المؤسسات ، هذه الخطوات سوف تعمل على تقليص سكان طرابلس ، فنقل عمليات التوريد البحري إلى مؤاني المدن الأخرى سوف يؤدي إلى انتقال بعض المقيمين بطرابلس إلى هذه المدن لمتابعة أعمالهم ، كما أن تحويل بعض الرحلات الجوية إلى مطارات الجماهيرية الأخرى يخفف من ازدحام الناس بطرابلس وهذا الأمر ممكن و خاصة أن أغلب مدن الجماهيرية بها مطارات ويمكن ربطها ببعضها البعض من خلال رحلات جوية داخلية يكون وقتها متزامن مع مواعيد الرحلات الدولية من أجل تسهيل عملية الانتقال المسافرين.
3- إقامة مشاريع تنموية وخدمية في الدواخل يمكننا من خلال خلق مشاريع تنموية خاصه بمدن الدواخل من إعادة توطين الناس بهذه المدن ، ومن أجل تشجيع الناس على الإستقرار بهذه المدن يجب بناء مؤسسات خدمية لكي تقدم الخدمات الضرورية التي يحتاجها المواطن بشكل يومي.
4-منح الحوافز تشجيعية لابد من إقرار حزمه من الحوافزالتشجيعية لكل من يقوم بالانتقال للاستقرار بالدواخل مثل منحه علاوة استقرار و سكن .. الخ.
5-بناء شبكة مواصلات عامة لابد من إنشاء شبكة مواصلات عامة تكون أسعارها مناسبة تربط جميع مناطق الجماهيرية ببعضها البعض، من أجل تسهيل عمليه التنقل بين الدواخل و المدن الرئيسية، لأن الكثير من الأشخاص تركوا الإقامة بالدواخل بسبب صعوبة الانتقال من مكان إقامتهم إلى مقار عملهم.
هذه الخطوات ضرورية ومُلحة من أجل حماية طرابلس من النمو السكاني غير الطبيعي، وكذلك من أجل حماية بقية مدن الجماهيرية من الفراغ السكاني، ومن أجل الحفاظ على توازن التوزيع السكاني للدولة حتى لاتحدث فراغات و إنتقالات تؤثر على إستقرار البلاد الإجتماعي و الأمني ومن اجل منع هيمنة أي مدينة أو شعبية على بقية المدن والشعبيات الأخرى.
وختاماً نقول كما قال الأمام الشافعي :
إن رأينا صواب يحتمل الخطاء ورأي غيرنا خطاء يحتمل الصواب ، ومن أتانا بأفضل من رأينا أخذنا به .
www.farajsalim.blogspot.com
ــــــــــــ
* هذه الأرقام منشورة على موقع ويكبيديا الإلكتروني ، ولمعرفة المزيد من المعلومات عن توزيع السكان في ليبيا تصفح الموقع المذكور ar.
Wikipedia.com
** شعبية: هي تقسيم إداري يساوي أو يوازي التقسيم الإداري البلديات و المعمول به في العديد من الدول



------


http://www.alwatan-libya.com/more.asp?ThisID=11641&ThisCat=22&writerid={WriterID}





http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2010/08/26/207998.html

الخميس، 19 أغسطس 2010

في الذكرى الأولى للإفراج عن عبد الباسط المقرحي




بقلم : فرج إبراهيم عمرو



تعتبر قضية لوكر بي واحدة من أعقد القضايا السياسية التي شهدها القرن العشرين بسبب تعقيداتها القانونية والسياسية، لهذا أطلق عليها أهل السياسة والقانون الدولي قضية القرن ،وبسبب هذه التعقيدات دخلت ليبيا مع الدول الغربية في نزاع محتدم أخذ وقتاً من الزمن بين شد وجذب، واستطاعت الدول الغربية من خلال هيمنتها على الأمم المتحدة أن تصدر قرارات دولية فرض بموجبها حصار على ليبيا ترك أثر واضح على جميع مناحي الحياة في ليبيا، وأدرك صانع القرار السياسي الليبي أن الظرف الدولي في غاية الصعوبة بعد انهيار المنظومة الدولية السابقة واستفراد أمريكا وحلفائها بالقرار الدولي، ولذلك تعاملت مع هذا المعطى بشكل عقلاني فجاء ردها على تلك الإجراءات متزن مما جنب البلاد ويلات الحرب والدمار وحافظ على سيادة الدولة وكرامتها وحاولت ليبيا استخدام كل الأوراق المتاحة من أجل حل هذا النزاع بشكل يحفظ ماء الوجه، وبسبب عدم وجود اتصالات المباشرة بين ليبيا و أمريكا في ذلك الوقت و صعوبة النزاع وتعقيداته سعت إلى الوساطة الدولية في حل النزاع فدخلت مصر وتونس وغيرهم على خط التوسط وتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتخاصمة ، وراحت دوائر السياسة الخارجية الليبية برعاية وإشراف مباشر من الأخ القائد تبحث عن جهات أخرى يمكنها أن تلعب دور أكبر في حلحلة القضية ، وخاصة بعد تلكؤ العرب في اتخاذ موقف صريح يدعم الموقف الليبي، وهنا تم التركيز على القارة الأفريقية والتي لم تتأخر فجاء موقفها مؤيد لليبيا في قمة وقادقوا ، حيث قال الأفارقة في تلك القمة التاريخية، إذا لم يتم تسوية القضية بشكل منصف لجميع الأطراف وأخذ المطالب والمصالح الليبية بعين الاعتبار، فإنهم في حل من هذا الحصار ، كما أن الدبلوماسية الأفريقية متمثلة في المناضل نيسون مانديلا والدبلوماسية السعودية متمثلة في الأمير بندر بن سلطان قامت بمساعي حثيثة انتهت إلي التوصل لاتفاق بإنشاء محكمة خاصة، قضت بالسجن على المواطن الليبي عبد الباسط المقرحي مدى الحياة والذي كان يحمل صفة المتهم الثاني والذي كانت صحيفة اتهامه مبنية على مساعدة المتهم الأول له ( الأمين أفحيمه )الذي برئته المحكمة ، وإعلان القائد منذ اليوم الأول لصدور الحكم وتحديدا في حفل استقبال أفحيمه، أن عبد الباسط سوف يعود إلي أرض الوطن لأنه غير مذنب ، ومنذ ذلك التاريخ وهو يقود مقود المفاوضات والمباحثات ويوجهها من أجل أن يعود عبد الباسط حراً طليقاً .
وتوجت هذه الجهود بعودة عبد الباسط إلى أرض الوطن في 20/8/2009 ، والحق يقال أن الإفراج عن عبد الباسط من السجن إنجاز سياسي بكل المقاييس يضاف إلى رصيد الإنجازات الكبيرة في السياسية الخارجية الليبية مثل الاعتذار الإيطالي في زمن الاحتلال والرضوخ السويسري الأوروبي في قضية الدبلوماسي الليبي،و كل هذه الإنجازات يرجع فيها الفضل إلى إصرار وحنكة القائد في إدارة دفة المفاوضات .
وكل من ساهم في تسوية هذه الملفات عمل تحت إشراف وتوجيه ومتابعة ومراقبة الأخ القائد وتلقى الدعم المعنوي والمادي والسياسي والفكري من كارزمة قائد الثورة القيادية ، ولابد أن يكون الكتٌاب والإعلاميين على درجة من المصادقيه والإقرار بأن إخراج عبد الباسط المقرحي من السجن هو إنجاز بكل المقاييس السياسية. وأن تجاهلوا ذلك في برامجهم ومقالاتهم فإن هذا التجاهل لا ينقص من قيمة هذا الإنجاز بقدر ما ينقص من مصادقتيهم المهنية .

http://www.alwatan-libya.com/more.asp?ThisID=11454&ThisCat=22&writerid={WriterID}

http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2010/08/18/207379.html

الاثنين، 9 أغسطس 2010

ثـــــ3ــــلاثـــــــة









بقلم / فرج إبراهيم عمرو


ثلاثة أشياء تعلمتها من أبي رحمه الله
الصدق مع ذات ...
قول الحق...
الأمانة...
***********
ثلاثة أشياء تعلمتها من المدرسة

حب مطالعة الكتب...
وأداء الواجب ...
والنهوض باكرا..ً.
***************
ثلاثة أشياء تعلمتها من قريتي

إكرام الضيف ...
مد يد العون للمحتاج ...
واحترام الآخر...
**************
ثلاثة أشياء تعلمتها من أخي رحمه الله
الجرأه ...
الاعتماد على الذات ...
والتجلد عند الشدائد ...
********************
ثلاثة أشياء تعلمتها من الصداقة

لا صداقة تدوم ...
لا تقل أخطاء الآخرين ...
لا تعتمد إلا على نفسك ...
*****************
ثلاثة أشياء تعلمتها من السفر

لا تدع غيرك يرتب لك حقيبة سفرك ...
لا تضع كل ما تحمله في ذات الجيب ...
لن تندم إذا كررت تفقد جواز سفرك وتذكرة السفر ...
********************
ثلاثة أشياء تعلمتها من عمي رحمة الله
لا مستحيل مع الإرادة...
القلب المبصر أقوى من العيون التي ترى ...
الحياة لحظة تفائل لا يجب ان يغزوها اليأس ...
***********************
ثلاثة أشياء تعلمتها من الغربة
لا تنفق كل ما في يدك وتنتظر ما تأتي به شمس الغد...
لا تترك هاتفك النقال بدون رصيد...
لا تسرف في العزلة فإنك في حاجة الآخرين كما هم في حاجة إليك ...
****************************
ثلاثة أشياء تعلمتها من الوظيفة

لا تبوح بكل ما تعلم ...
دوّن كل ما تريد عمله ...
أحتفظ بنسخة مما أنجزته ...
5/ 08 / 2010
Nicosia

الثلاثاء، 3 أغسطس 2010

الجامعة العربية ... فاقد الشيء لا يعطيه




بقلم/ فرج إبراهيم عمرو


ما أكثر المشاكل التي تعصف بهذه الأمة والتي تحتاج إلى قمم و اجتماعات متواصلة ومتصلة بين العرب وجامعتهم فغزة منذ تدميرها في نهاية 2008 وحتى تاريخ كتابة هذه الأسطر تعاني الدمار و الحصار لاإنساني الذي حولها إلى أكبر سجن مفتوح في العالم، والمسجد الأقصى ومدينة القدس و كنائس المهد بها تتعرض إلى خطر التهويد والتغيير من أجل تزوير هويتها التاريخية ، و الشعب الفلسطيني المهجر يعاني الشتات و العراء و الجوع على حدود الدول العربية والذين لا تستقبلهم إلا البرازيل و النرويج و السويد وقبرص وبقية بلاد أهل" الكفر" وسوريا و لبنان تحت التهديد و الوعيد المستمر بالدمار و القتل و فتيل الفتنة الداخلية بين طوائف لبنان قد يشتعل في أي لحظة بمثقاب المحكمة الدولية، والأراضي السورية المحتلة أصبحت بعيدة المنال بالمفاوضات بعد قرار الحكومة الإسرائيلية الأخير الذي يشترط إجراء استفتاء عام من أجل تفاوض عليها ، والعراق قصة تراجيدية بدأت فصولها منذ أكثر من عشرين سنه، ولكنها تزداد تعثراً بسبب الأحتلال وتزمت بعض القوى السياسية في التسليم بنتائج الانتخابات مما زاد من مآسي هذا البلد ، والصومال تنحره الصراعات الداخلية و التدخلات الأجنبية ، والسودان بين شرعية كامبو و خطر التقسيم ، ناهيك عن القضايا الموروثة والمزمنة و التي لم نعد نسمع أنها مدرجة على بند جداول أعمال الأمة فالأراضي المغربية المحتلة، ولواء إسكندرونه، و الجزر الإماراتية، و الجزر السعودية، و المشاكل الحدودية بين الجزائر و المغرب وقضية الصحراء التي تاهت في صحراء الصراعات القطرية كلها سقطت من جداول إعمال القمم العربية . ورغم كل هذه القضايا المعقدة و الحساسة و التي تحتاج إلى اجتماعات طارئة وقرارات حاسمة . إلا أن جامعة العرب و من خلال وزراء الخارجية و اللجنة المتابعة العربية يجتمعون من أجل إعطاء الضوء الأخضر للمفاوضات المباشرة مع "إسرائيل" التي لم تقدم أي دليل على أنها جانحة للسلم و ترغب في إيجاد حل سلمي لصراعها مع العرب، بل على العكس تماما فهي كل يوم تعلن أنها سوف تمضي قُدماً في سياسات التهويد و الحصار و التدمير واجتثاث الفلسطينيين من أرضهم، وتلوح بالحرب على كل من سوريا و لبنان ، وتحارب مصر مائياً و تحتل شمال العراق استخباراتيا .

إن إصرار الجامعة العربية على إضفاء الشرعية على المفاوضات يفرض على أي متابع جملة من التساؤلات حول غايات الجامعة العربية في الإصرار على التفاوض ،ولماذا اهتمامها فقط بهذا الموضوع دون غيره ؟ ولماذا لا تجتمع من أجل باقي قضايا الساعة الموجودة في مختلف الدول العربية ؟ فالأزمة العراقية القائمة الآن بين القوى السياسية تحتاج إلى تدخل الجامعة العربية من أجل أنقاض ما يمكن أنقاضه ، والصراع في الصومال أيضاً بحاجة إلى تدخل عاجل من الجامعة العربية ، وما يحدث في القدس وغزة أهم من البدء في التفاوض مع " إسرائيل" فمن خلال هذا الأداء للجامعة العربية.
يمكننا القول أن الجامعة أصبحت خاضعة لإرادة تيار عربي معين يريد استغلال المظلة العربية لتنفيذ رؤيته، أو أنها تعاني من قصور كبير في تعاطيها مع الشؤون العربية وترتيبها على أجندة عملها.
نعتقد أن شرعنة المفاوضات عربياً هو قرار خاطئ، و لا يخدم المصالح الفلسطينية ، بل على العكس تماماً يجعل إسرائيل أكثر إصرار على الاستمرار في سياستها العدوانية اتجاه الشعب الفلسطيني بشكل خاص و القضايا العربية بشكل عام ، كما أن اللجنة المتابعة العربية لا تملك الصلاحية الكاملة لاتخاذ قرار بهذا المستوى وإن اتخاذ قرار الموافقة على التفاوض المباشر من قبل اللجنة المتابعة العربية يعطى مؤشراً على أن القضية الفلسطينية لم تعد في صلب اهتمام القادة و الزعماء العرب .

ختاماً إن الجامعة العربية التي مر على وجودها أكثر من 65 سنة دخلت بحكم القانون الوظيفي سن التقاعد الإجباري ، وبذلك لا تمتلك الشرعية التي تخول لها تبني مواقف لها انعكاسات وتداعيات خطيرة على الأمة ومصير القضية الفلسطينية ، فالجامعة محتاجة إلى تطوير ذاتها من أجل أن تمتلك الشرعية الضرورية لاتخاذ مثل هذه القرارات المصيرية.



الأربعاء، 28 يوليو 2010

طبيعة الصراع بين الحرس القديم ... و رواد ليبيا الغد







بقلم / فرج إبراهيم عمرو



منذ بدايات هذا العقد ظهرت أصوات وكتابات في ليبيا تُقسم الناس في ليبيا إلى صفين أو مجموعتين فمجموعة تارة يطلقون عليها الحرس القديم، وتارة أخرى يطلقون عليها صقور اللجان الثورية ، والمجموعة الثانية تم وصفها بالإصلاحيين أحياناً أو قادة ليبيا الغد أحياناً أخرى ، وقلت لأحدهم ذات مرة ممازحاً أنت من ( LT ) وهو اختصار للكلمة الإنجليزية " Libya-Tomorrow " ، وذهبت بعض الأقلام ووسائل الإعلام تقول بأن هناك صراعا محتدم بين الطرفين، وإن المعركة حماية الوطيس بين التيارين ورايات الحرب معقودة بين خطين فكريين أفكارهم مختلفة،ومرجعيتهم الفكرية مختلفة واجندتهم السياسية مختلفة أيضاً و لا يجمع بينهم إلا المكان الجغرافي .
وسألني أحد أصدقائي من العرب له اهتمام بالشأن الليبي عن طبيعة هذا الصراع وقوته .
كانت إجابتي له حازمة وقاطعة أن ما تكتبه بعض الأقلام وتبثه بعض وسائل الإعلام ليس له جذور واقعية في ليبيا ، وقد يكون الوضع مماثل في بعض الأقطار العربية الأخرى وعلى أي حال أنا على يقين تام أن ليبيا لا يوجد بها أي صراع بين حرس قديم وحرس جديد أو بين إصلاحي وغير إصلاحي . إن الطبيعة الصراع إذا وجد هي بين أجيال جيل عاصر ثورة وكل تحولاتها وهو يتولى زمام القيادة في كل مؤسسات الدولة ولا يريد إن يترجل، وجيل يرى أنه وصل إلى مرحلة يحق لهُ فيها تولي زمام القيادة وإدارة شؤون البلاد ، وقد عبر أحد الطلبة في إحدى احتفالات السابع من إبريل امتعاض جيله من الجيل الذي يكبره عندما قال : لماذا أبي لم يتزوج أمي قبل السابع من أبريل حتى يكون لي نصيبا في المراكز القيادية، وهذه القصة كانت منقولة على الهواء مباشرة وتابعها الكل .
ولكي أبرهن إلى صديقي العربي صدق ما أقول بأنه لا يوجد صراع ذو خلفية إيديولوجية في ليبيا قلت له أن أغلب رواد مشروع ليبيا الغد والذين يتقلدون المراكز القيادية في المؤسسات التي تحسب على هذا المشروع هم من خريجي معسكرات البراعم و المثابات الثورية و أعضاء فاعلين في حركة اللجان الثورية والحرس الثوري ، وليس لهم أي خلفيات أو مرجعيات ثقافية أخرى ينطلقوا منها وإن وجد استثناء فهو لا يشكل قاعدة يقاس عليها ، وإن هؤلاء " قادة ليبيا الغد " التحقوا بمشروع ليبيا الغد بحثا عن دور قيادي ورفضا لاستفراد الجيل السابق في تولي زمام الأمور في مؤسسات الدولة، وإن المجتمع الليبي لا يحتمل إلا فكر واحد لأنه مجتمع مترابط اجتماعيا ودينياً و ديموغرفيا وجغرافياً ، وخلفيته السياسية بشكل عام هي خلفية واحدة فكل الخطوات أو الأهداف التي يسعى إليها رواد ليبيا الغد مثل النزاهة و الشفافية والتطوير الإداري و الرفع من مستوى معيشة الفرد ، ونبذ حل الخلافات الداخلية بالقوة ، هي مطالب عامة وذات صبغة إدارية وتنظيمية واجتماعية وليست توجهات سياسية جديدة ذات صبغة إيديولوجية أو فكريه محددة . كما إن أي انحرافات وممارسات خاطئة ارتكبت من قبل الأفراد الذين تولوا المراكز القيادية في السابق هي تصرفات فردية فرضتها في الغالب رؤية شخصية أو فرضتها المرحلة الزمنية، وبكل تأكيد هي ليست توجه عام مبوب لا يجب الخروج عنه، و هنا وجب التنويه أن الأصوات أو أقلام التي تحاول أن تقول أن ليبيا تشهد صراعاً بين تيارين ، إما هي أقلام جاهلة بليبيا وحقيقة ما يجري بها ، إما أنها أقلام مأجورة له أغراض وأهداف غير مرئية علينا أن نتيقظ لها جيداً، لأنها تسعى إلى زرع بوادر فتنة اجتماعية وسياسية قد تزعزع السلم الاجتماعي في البلد، فلا تيار إصلاحي ذو إيديولوجية مختلفة أو جديدة في ليبيا حتى الآن، ولا حرس قديم يحرسون أيديولوجيتهم المهددة بزوال،وإنما كما أسلفنا في مقدمة هذا المقال هو صراع بين جيلين جيل لا يريد أن يسلم مقود القيادة ،وجيل آخر يرى أنه حان الوقت لكي يتولى زمام القيادة .
ويبقى الموضوع مطروح للنقاش..

الأحد، 25 يوليو 2010

في الذكرى ال 58 لثورة جمال عبدالناصر نحن في حاجه إليك أكثر من سنه












بقلم / فرج إبراهيم عمرو



تمر علينا هذه الأيام ذكرى ال58 لثورة 23 يوليو المجيدة بقيادة الزعيم الخالد جمال عبد الناصر، والتي شكلت بانبلاجها على أرض مصر نقطة تحول جوهرية في الوطن العربي و القارة الأفريقية ودول العالم الثالث ونقلت مصر من عهد الإقطاع إلى عهد المساواة الاجتماعية ومن عهد التخلف إلى العصر الصناعي ومن التبعية السياسية إلى الريادة و القيادة ، وأصبحت مصر تحت قيادة عبد الناصر قبله إلى كل رواد الحرية و اليد السخية التي لا تبخل بالمساعدة على كل ثائر يعمل على تخليص وطنه من براثن الاستعمار الذي كان جاثم على مقدرات أغلب دول العالم الثالث ، فدعمت مصر عبدالناصر ثورة الجزائر في وجهة الأحتلال الفرنسي وكانت المساعدة المصرية سببا رئيسيا في أنتصار الثورة الجزائرية على الاحتلال الفرنسي عام 1962 م. كما دعمت كل حركات التحرر في إفريقيا وآسيا وكان لها دور بارز في تخليص دول القارتين من الاستعمار ، وكانت الثورة المصرية هي القبلة التي أقتدي بها الثوار في ليبيا و اليمن والعراق وسوريا، وغيرهم من الدول العربية التي تحررت بفعل الزخم الثوري و القومي الذي كان ينطلق من مصر ، ورغم أن الأعداء حاولوا بكل الوسائل أن يعاقبوا عبدالناصر على هذا الدور الريادي من خلال العدوان المباشر عام 1956م و الحصار من خلال ضغطهم على البنك الدولي بعدم منحه الأموال المطلوبة في عملية البناء و التطور، إلا أن الهرم الرابع رفض الأنصياع وآمن بالنهج الذي يسلكه وآمن بمقدرات وقدرات شعبه في الصمود في وجهة كل الضغوط و الأبتزاز، فشيدت السواعد المصرية السد العالي الذي يعتبر أهم إنجاز في تاريخ مصر المعاصر وسَيرت القدرات المصرية الملاحة في قناة السويس ، وانتشرت الخبرات المصرية في جميع أرجاء الوطن العربي تحارب الجهل و التخلف. ولم يقتصر دور الثورة الناصرية على الدعم المادي و المعنوي لحركات التحرر ، بل قامت بدور بارز في بناء المؤسسات الإقليمية والدولية من أجل توحيد جهود التحرر ومحاربة التخلف و التبعية فأسست مع شركاء النهج من أمثال تيتو ونهرو ونكرومى منظمة الوحدة الإفريقية ومنظمة عدم الأنحياز. وعزز من موقف الجامعة العربية ودورها في حل المشاكل العربية _ العربية وخير دليل قمة القاهرة عام 1970م التي عمل من خلالها عبدالناصر على حل الأشكال القائم بين الفلسطينيين والأردن، وكذلك عمل من خلال الجامعة العربية في بلورة موقف عربي موحد من الأعتداءات الخارجية فمن منا لا يذكر قمة اللآت الثلاثة في الخرطوم التي بلورت أفضل أشكال التعاون العربي ضد الأخطار المحدقة بنا
ونحن نحتفل بذكرى الـ 58 لثورة جمال عبد الناصر المجيدة، نقول له في ذكرى ثورته إننا في الوطن العربي و الإسلامي وحتى المستوى القطري الضيق أننا اليوم في اشد العوز والحاجة إلى ثورتك وأفكارك وشعار أرفع رأسك يا أخي.. لقد انقضى عهد الذل الذي كنت دائما تردده منذ الساعات الأولى للثورة، فمصر أصبحت تحتاج إلى يد العون من أجل تأمين المياه لشعبها و الفقر و الطبقية ينخران البلد ، وتدني الأداء السياسي جعل الآخرين يمرحون في المنطقة وعلى حدود مصر الشرقية والجنوبية كما يريدون ، ويفرض عليها صغار القوم أجندتهم، و يعلن الأعداء منها الحرب على غزة ، وتمر البوارج إلى تدمير بلاد الرافدين بمباركتها وصمت مباركها ، وتبني الجدران العازلة السياسية والخرسانية بينها وبين أمتها وأزيل شعارك الشهير أرفع رأسك أخي ... من على جدران القاهرة عدا الكلمة الأخيرة منه ،أما أمة العرب فهي الآن محتاجة إلى ناصر ينصرها على الذل و الهوان و التخلف و الضعف الذي تعيشه بسبب قصر نظر ولاة أمرها، وبسبب القوى الأجنبية التي تملأ الوطن العربي خرابا طولا وعرضا
فحاجتنا إليك يا ناصر اليوم أكثر من حاجتنا بك قبل 58 عاماً مضت ، فما أحوجنا اليوم إلى صوتك الجهوري الذي كان ينساب إلى كل بيت عربي من محيطه إلى خليجه يبث في الشعب العربي روح التحدي و القومية والإصرار على الحياة الكريمة ويحرضهم على رفض الذل الاجتماعي و السياسي و الأقتصادي .
رحمك الله يا ناصر العرب



http://www.alwatan-libya.com/default.asp?mode=more&NewsID=10937&catID=22





http://pulpit.alwatanvoice.com/content-205267.html

الأربعاء، 21 يوليو 2010

إثبات شرعية المفاوض قبل بدأ التفاوض













بقلم / فرج إبراهيم عمرو

هناك جهود تبذل من أجل البدء في التفاوض المباشر بين الفلسطينيين و الإسرائيليين ، رغم كل سياسات الاستيطان و التهويد و الحصار التي تمارس من قبل حكومة الإسرائيلية الحالية، ورغم أن مسيرة السلام التي مر على انطلاقها ما يقارب العقدين لم تحقق إي شيء يذكر بالنسبة للجانب الفلسطيني، ومع ذلك فما زال هناك من يؤمن بهذه المسيرة ويريد الذهاب قُدما في النهج التفاوضي مع إسرائيل -والناس فيما يعشقون مذاهب - .
ونحن هنا لسنا في وارد مناقشة إخفاقات ونجاحات هذه المسيرة ، بل نريد إن نطرح بعض الأسئلة على أهل الاختصاص بالقانون الدستوري وكذلك على كل مهتم بالشأن الفلسطيني ،ومحور موضوعها حول شرعية الجانب الفلسطيني المفاوض وأهليته فيما هو ذاهب للتفاوض من أجله مع الإسرائيليين، ونريد أن تكون الإجابات مستنده على أسس علمية و قانونية ومتسقة مع المبادئ الديموقراطية وحقوق الإنسان ، والقوانين التي تنظم العلاقة بين القوة المحتلة والشعوب الخاضعة الاحتلال.




السؤال الأول: هل الحكومات الفلسطينية مخولة ديمقراطياً بالتفاوض على حقوق شعب لم ينتخبها . أي أن جميع الحكومات الفلسطينية السابقة و الحالية لم يشارك في انتخابها إلا سكان قطاع غزة و الضفة الغربية و الذين لا يشكلون في أفضل حالاتهم أكثر من ثلث الشعب الفلسطيني . ومع ذلك هذه الحكومات تفاوض على حقوق أكثر من عشرة ملايين فلسطيني .




السؤال الثاني : منذ مطلع العام 2006 م هناك أزمة سياسية بين قطبي الحركة السياسية في قطاع غزة والضفة الغربية، وهذا الخلاف قاد إلى تعطيل الأسس الديمقراطية المعتمدة هناك. هل ما زالت هذه السلطة و الحكومة تمتلك الشرعية للتحدث باسم أهل القطاع و الضفة الغربية ؟
السؤال الثالث: هل منظمة التحرير الفلسطينية بشكلها الحالي صالحة لكي تكون المظلة الشرعية والمرجعية والتي تعبر عن كل الألوان الطيف السياسي الفلسطيني في الداخل و الخارج ؟
وهل لنا إن نرى استفتاء عام يجري أينما تواجد الفلسطينيين في مختلف أصقاع العالم، من اجل إضفاء الشرعية على من يتفاوض باسمهم وعلى ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم ، وتحديد سقف الأشياء التي يمكن التفاوض عليها .

نتمنى على كل الأهل العلم والاختصاص البحث في موضوع هذه الأسئلة، وان تكون الإجابة عليها مقترنة بالحجج القانونية والدستورية والديمقراطية . حتى يدرك الرأي العام العربي والفلسطيني شرعية كل مسار من مسارات العمل الفلسطيني وصوابه من عدمه


http://pulpit.alwatanvoice.com/content-204900.html

http://www.alwatan-libya.com/default.asp?mode=more&NewsID=10865&catID=22

http://www.iraqi.dk/news/index.php?option=com_content&view=article&id=13829:2010-07-22-03-19-38&catid=107:2009-08-03-21-14-41&Itemid=425

الاثنين، 19 يوليو 2010

هل تمنع الدول الإسلامية الفجور والتبرج؟؟










بقلم/ فرج إبراهيم عمرو


أصدرت أم الديمقراطية العلمانية في العالم قانوناً يمنع ارتداء النقاب في الأماكن العامة ، وهو ما يعد اعتداء صريح على أبسط أسس الديموقراطية و الحرية الشخصية المكفولة وفقاً لديمقراطية الغربية التي نتغنى بها و يدعو الكثير منا إلى الحذو حذوها، ومخالفه أيضا لما نص عليه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي صدر في ديسمبر 1948 م. والذي صدر من أجل تأصيل كرامة الإنسان و لمحاربة كافة أشكال الأعتداء على حقوق الإنسان ومن أجل تعزيز العلاقات الودية بين الأمم ، كما أن المادة " 18" من الميثاق نصت صراحة على أنه " لكل شخص الحق في حرية التفكير و الضمير و الدين ويشمل هذا الحق حرية تغيير ديانته أو عقيدته و حرية الإعراب عنهما بالتعليم و الممارسة و إقامة الشعائر و مراعاتها سواء كان سراً أم مع الجماعة " .
كما أن هذا القانون يعتبر تراجعٍ كبير عن إعلان حقوق الإنسان و المواطن الفرنسي الذي صدر عام 1789م. والذي يعتبر واحد من أهم الوثائق الدستورية للثورة الفرنسية، ورغم كل هذه المواثيق التي تعزز حرية الفرد وتصونها صدر قانون منع ارتداء النقاب في الأماكن العامة بفرنسا، وصار واجب النفاذ مع فرض عقوبة مادية على كل من يخالفه .
أن هذا القانون يعتبر اعتداء صريح على الحرية الشخصية والدينية المكفولة وفقا للتشريعات والمواثيق الدولية أنفة الذكر وغيرها من المواثيق التي تصون الحرية الشخصية للفرد وإقامة شعائره الدينية ، ورغم ذلك لم يتصدى العالم بكل مؤسساته الحقوقية و القانونية لهذا الاعتداء،وسبب معروف لدى الجميع لأن هذا القانون صادر من دولة غربية، ما الذي سوف يحصل لو قامت إحدى الدول الإسلامية بمنع الفجور في أراضيها ومنع بيع المسكرات و المحرمات؟. والتي تباع بتراخيص من حكومات تتخذ من القرآن شريعتها ومصدر التشريع الأول الذي يسمو على كل المصادر الأخرى، وتحت بصر دُور الإفتاء التي صارت تفتى وفقا للإدارة السلطان وليس حسب ما جاء في القرآن ، الجواب بسيط أيضا سوف تهب مؤسسات حقوق الإنسان ووسائل الأعلام وسياسين لشن حرب على هذه الدولة .

لابد يعي الجميع أن هذا القانون يندرج تحت طائلة الحرب على الإسلام والتي بدأت منذ فترة وازدادت شراسة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001م . فلا تكاد تشرق علينا شمس يوم جديد ولا نشهد اعتداء على الإسلام فمن الصورة المسيئة للرسول الكريم على صفحات الصحف الدنمركية وغيرها من الصحف الأخرى، إلى منع إقامة دور العبادة في سويسرا وصولا إلى منع النقاب في فرنسا وسوف تستمر هذه الحرب مادامت الدول الإسلامية تبيع الخمور وتسمح بالفجور على أراضيها وسوف تزداد ما دامت المنظمات الحقوقية ومنظمة المؤتمر الإسلامي لا تتصدى لهذه الاعتداءات بشكل صريح وواضح ، وما دامت بعض الدول الإسلامية تسعى إلى سد النقص في تشريعاتها من أجل المزيد من الفجور و الخمور، إن الواجب الديني والأخلاقي و الإنساني والسياسي أيضا يحتم على الدول الإسلامية سن قوانين تمنع كل مظاهر الفجور ردا على هذه السياسات العدوانية التي تصدر من الدول الأوروبية تجاه المسلمين وحريتهم الدينية و الشخصية .






http://www.alwatan-libya.com/default.asp?mode=more&NewsID=10829&catID=22





http://pulpit.alwatanvoice.com/content-204718.html





مواقف الحكومة الإسرائيلية الأخيرة رسالة إلى كل عرابي السلام مع إسرائيل






بقلم / فرج إبراهيم عمرو


قال الله تعالى في محكم تنزيله " وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ " صدق الله العظيم

وقال أهل الرؤية الثاقبة و السليمة أن الصراع بين العرب و الإسرائيليين هو صراع وجود وليس صراع حدود

وقال روتشليد إلى أبناءه لن يكون لكم صديقاً مسيحياً أو مسلما وصديقكم الوحيد هو الجنس الأصفر ويقصد الذهب

وقال الزعيم الخالد جمال عبد الناصر الذي لا تفصلنا إلا أيام على انبلاج ثورته المجيدة

إن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة

وكانت غوالدا مائير رئيسة وزراء دولة الكيان السابقة تردد دائماً أن "العربي الجيد أو الطيب هو العربي الميت ".

ورغم ذلك نجد الكثير من القيادات العربية تنشد أنشودة السلام مع إسرائيل و الحقيقة هي ليست رسالة سلام بقدر ما هي صك تخلي عن القضية الفلسطينية ، فالقيادات العربية تريد أن تتخلى عن واجبها نحو القضية الفلسطينية بمبادرات سلام تولد ميته ومرفوضة سلفاً من قبل الإسرائيليين الذين لهم أجنده مرسومة ، فكل ما سعى العرب نحو الحل السلمي عن طريق المفاوضات المباشر أو غير المباشر وبإشراف الرباعية والثنائية والدولة الراعية، تقابلهم إسرائيل بمواقف أكثر تشددا ضد تلك المساعي، فما أن أعلن العرب في قمتهم عام 2002 م. التي عقدت في بيروت عن مبادرة السلام العربية، حتى أصدر شارون رئيس وزراء إسرائيل في ذلك الوقت قرار يقضي بمنع الرئيس الشهيد أبو عمار من المشاركة في القمة وقام بتدمير مقر قيادته، وكذلك أرتكب مجزرة جنين ورغم كل ما صاحب ذلك العدوان من أعمال وحشية أصر العرب على التمسك بالسلام خيار إستراتيجي ووحيد ، ورغم الحصارالذي فرض على عرفات وشعبه عام 2002 م .أصر العرب على التمسك بمبادرة التخلي عن القضية الفلسطينية، ورحل عرفات وجاء من قالت عنه إسرائيل أنه رجل السلام المنشود ومع ذلك لم يصدر من إسرائيل حيال حقوق الشعب الفلسطيني، إلا مزيد من القرارات التي تصادر حقوقه و تحرمه العيش الكريم ، وذهبت سوريا إلى المفاوضات غير المباشرة عن طريق الوسيط التركي لكنها كما أعلنت لم تجد ما يؤشر على أن إسرائيل لديها رغبة صادقة في إيجاد حل سلمي للقضايا بين البلدين فأعلنت انسحابها ، وأكدت الحكومة الإسرائيلية الحالية على مسار الحكومات الإسرائيلية السابقة في عدم جديتها في إعطاء العرب أي شيء من خلال التفاوض ، فقامت برفض وقف مشاريع الاستيطان وزادت من سرعة تهويد القدس ، وشددت الحصار على الشعب الفلسطيني في غزة بشكل يدلل على همجية كبيرة ، و انعدام الحس الأنساني والأخلاقي، و دون الاكتراث بكل المناشدات الدولية والإنسانية من أجل رفع الحصار عن سكان القطاع . ومع ذلك أجتمع العرب في الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية لكي يؤكدوا تخليهم عن القضية الفلسطينية من خلال الموافقة على المفاوضات " غير المباشرة " مع إسرائيل رغم أنه لدينا قناعة تامة أن اللقاء بين السلطة الفلسطينية و الإسرائيليين يتم بشكل روتيني وهم ليسوا في حاجة لقرار من مجلس وزراء الخارجية العرب ، لكن السلطة في رام الله تعوزها الشرعية الداخلية " الفلسطينية " فاستعانت بالعرب الذين يريدون تأكيد تخليهم عن القضية الفلسطينية من خلال الإصرار على التمسك " بمبادرة السلام العربية لسنه 2002 م. ومن أجل أن تؤكد إسرائيل عدم اكتراثها بما يقوم به العرب و مشاريعهم من أجل السلام قامت حكومتها بتمرير مشروع قرار سوف يقره الكنيست يمنع إي حكومة إسرائيلية قادمة من التنازل عن الجولان أو القدس الشرقية، إلا من خلال استفتاء عام يجري داخل "إسرائيل" . هذه السياسات تؤكد للجميع صدق ما ذهب إليه البطل التاريخي جمال عبد الناصر عندما قال أن ما أُخذ بالقوة لا يسترد إلا بها. ويؤكد فشل رؤية عرابي السلام مع إسرائيل. و يلزم العرب على الاجتماع من أجل الإعلان رسمياً التخلي عن كل مشاريع التخلي " السلام " و البحث عن خيارات أخرى تكون أكثر جدية وفاعليه من أجل نصرة القضية الفلسطينية .

و فصل الكلام هذه المبادرات ليست مبادرات سلام ، بقدر ما هي مبادرات تخلي عن الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة.



الخميس، 15 يوليو 2010

من يعوض العراق؟؟؟














بقلم / فرج إبراهيـــم عمرو




وصلنا عبر البريد الألكتروني الإيميل من طرف أحد الأصدقاء دراسة قيمة مقدمة من الدكتور مهند العزاوي مدير مركز صقر للدراسات الإستراتيجية والمتخصص في الشأن العراقي ، وتحدث في هذه الدراسة عن التكلفة التقديرية لتدمير العراق ، وقام الدكتور العزاوي بشرح مسهب ومفصل وبتسلسل علمي متسق مع المنطق وسير الأحداث يسرد تكاليف تدمير العراق ، حيث قدرها ب 73 تريليون دولار أمريكي ، حيث أفاد أن التقديرات العلمية تؤكد أن تدمير العراق كلف حوالي 52 تريلون دولار ، وقيمة حياة العراقيين المهدورة بسبب الحروب و الحصار على العراق تساوي مايقارب 16 تريليون دولار ، وتساوي قيمة حياة المغيبين العراقيين حسب الدراسات التي إعتمد عليها الدكتور العزاوي خمسة تريليون دولار وأربعمائة وخمسون مليون دولار أمريكي ، وقدمت الدراسة شرح وافِ عن الوضع الحالي في العراق وعدد اللاجئين العراقيين خارج العراق الذين بلغوا أربعة ملايين وستمائة ألف عراقي أي أن كل1 من7عراقيين هو مهجر بسبب الإحتلال والظروف القاسية ، كما بلغ عدد المهاجرين العراقيين داخل العراق أكثر من 2.2 مليون عراقي فقد أرغم هؤلاء على ترك منزلهم بسبب حملات التطهير الطائفي المنظمة التي يشهدها العراق منذ الإجتياح الأمريكي في مارس 2003م .

هذا الدراسة قدمت حقائق وأرقام مهمة لتكلفة العدوان حسابياً و الخسائر الفادحة ناجمة عن هذا العدوان والرقم النهائي الذي قدمته الدراسة بلغ 73 تريليون وهو قابل للزيادة بما أن العدوان مازال مستمر وإثارة تزداد كل يوم .
ولابد على كل مكونات المجتمع العراقي وكذلك مؤسسات العمل العربي الأهلية و القانونية والإنسانية والسياسية أن تأخذ هذا الموضوع على محمل الجد من أجل أعداد إطار قانوني و سياسي يحمل الدول المعتدية بشكل مباشر والدول وأطراف المجتمع الدولي التي سهلت العدوان المسئولية القانونية و الأدبية في تعويض أهل العراق عن هذه الجرائم غير المبررة والتي لاتستند إلى أسس قانونية وفقا لمعايير الشرعية الدولية ولا يجب أن نقف فقد عند دفع تكاليف تدمير العراق، بل لابد من مطالبة العالم ككل بالمساهمة في بناء العراق وإعادته إلى وضعه الطبيعي كدولة ذات مد حضاري وتاريخي في المنطقة و العالم .
إن العدوان الذي تم على العراق منافي للشرعية الدولية ، وما صاحب هذا الإحتلال من سلوكيات مخالفة صريحة لقواعد القانون الدولي والإنساني والتي يجب أن تقييد بها الدولة المعتدية يشكلان مادة قانونية دسمة لرفع دعوى قضائية أمام جميع المحاكم المختصة في العالم . كما أن صمت الأمم المتحدة التي تمثل الشرعية الدولية وعدم قيام بواجبها من أجل منع العدوان على العراق، حيث وجب هنا تطبيق الفصل السابع على الدول المعتدية غير ان هيئة الأمم المتحدة تلكأت في قيام بواجباتها مما شكل أيضاً حجة دامغة لرفع دعوى قانونية ضد هذه المؤسسة الدولية، التي يفترض فيها إن تتصدى وفقاً لميثاقها والأختصاصات التي تتمتع بها من خلال الجمعية العامة ومجلس الأمن في حفظ السلم و الأمن الدولي لأي سلوك عداوني يصدر عن أي طرف من أطراف المجتمع الدولي ضد أي طرف أخر.

أعتقد جازما أن العمل على رفع دعاوى قانونية ضد الجهات التي شاركت في العدوان هو مسألة ضرورية وملزمة ولابد من إستغلال كل التشريعات والقوانين الدولية والإنسانية التي تؤكد للعالم الظلم الذي وقع على العراق وأهله وتؤكد على حقوق أهل العراق التي سلبت بسبب هذا العدوان، ولابد أن يلقي المجرم ومساعده العقاب القانوني و الأخلاقي و التاريخي.


وهذا المهمة هي مهمة كل شريف وكل قومي وكل من يريد درء العدوان في العالم ولديه رغبة صادقة في إن يحل السلام على الكرة الأرضية التي تحولت إلى كرة نارية بفعل قوى الشر والظلام .



http://pulpit.alwatanvoice.com/content-204226.html

http://www.alwatan-libya.com/default.asp?mode=more&NewsID=10746&catID=22






الاثنين، 12 يوليو 2010

من بؤس ... الزمان 2





بقلم : فرج ابراهيم عمرو

o من بؤس الزمان أن يصبح الاستشهاد من أجل الوطن انتحار والإرهاب وقتل الأبرياء معركة الحرية .

o من بؤس الزمان أن تنطلق قوافل الحرية من بلاد العجم ومن يعتنقون رسالة السلام ومساعدة الضعفاء شركاء أعداء الإنسانية .

o من بؤس الزمان أن لا نتضامن مع قضية فلسطين إلا لأسباب إنسانية

o من بؤس الزمان إننا فقدنا إنسانيتنا... بعد أن فقدنا قوميتنا وشجاعتنا . ونصبح مجرد داعمين لرسل الإنسانية القادمة من مختلف أصقاع الكرة الأرضية .

o من بؤس الزمان أن هلل لمن يتلقى التعليمات من مئير داغان و دايتون .. وننشد له الأغاني بأنه صناع السلام ومحقق الأحلام

o من بؤس الزمان أن يقفل الأخ مجلسه في وجه أخيه ويفرد ذراعيه لقاتل شعبه .

o من بؤس الزمان أن يتفهم العالم قتل الأبرياء ولا يفهم شرعية الدفاع من أجل البقاء


o من بؤس الزمان أن يجد العملاء . محام يدافع عنهم . ولا يجد الشرفاء من يمد لهم يد العون .

o من بؤس الزمان أن يصبح الإنسان عاجز عن قول الحقيقة .

o من بؤس الزمان أن يصبح أخوك وجارك هو عدوك . ويمسى سببا في معاناتك الإنسانية

o من بؤس الزمان أن يصبح الجامع مجرد مكان ينشد المدائح لسلطان وأركانه .

o من بؤس الزمان أن يقلد القاتل بوسام الأرز والشهيد لا يجد من يصلي عليه .

o من بؤس الزمان أن يصبح الجبن رزانه.. والإقدام مغامرة .. وقول الحقيقة جنون وخروج عن اللياقة .

o من بؤس الزمان أن يستمر هذا الزمان .



فرج إبراهيم عمرو سالم
11- 07 - 2010

الأحد، 11 يوليو 2010

ضحايا كأس العالم لكرة القدم




بقلم / فرج إبراهيــم عمرو




ينشغل العالم بأسره بأحداث كأس العالم لكرة القدم التي إنطلقت بجنوب أفريقيا مطلع الشهر الماضي، فالكل في الشوارع و المقاهي لا حديث لهم إلا عن الفرق المشاركة ومن فاز أمس ومن سيفوز اليوم أو غداً ، وأعلام الدول المشاركة ترفرف في كل الأماكن حتى على الوجوه ، ووسائل الإعلام العالمية على مختلف أنواعها المرئية و المكتوبة و المسموعة خصصت مساحات واسعة لهذا الحدث العالمي الذي يأتي كل أربع سنوات، ونشرت مراسليها في مدن جنوب أفريقيا وفي شوارع مدن العالم الأخري من أجل نقل الأفعال وردودها ، و الشركات الكبري جلست بين الجمهور واللاعبين تعلن عن ذاتها ومنتجاتها ، والكل جهز نفسه ، لمتابعة لهذا الحدث الرياضي ، حتى أنه قبيل إنطلاق صافرة البداية تبادل أغلب مستخدمي البريد الأكتروني " الإيميل " رسالة تحذر الزوجات من الإقتراب من شاشة " التلفزيون " أو إزعاج الأزواج على إمتداد شهر كامل، وحذرهن من الإقتراب من جهاز التحكم (الريموت كنترول) خلال البطولة من أجل أن الإستمتاع بمشاهدة المباريات و نجوم كرة القدم و إبداعاتهم الكروية ، فالعالم هذه الأيام يعيش أجواء إستثنائية على جميع المستويات ، حتى على مستوى السياسين الذين تركوا أعمالهم وإلالتزامتهم السياسية من أجل الإستمتاع بمباريات كرة القدم .


غير أنه ليس الكل مستمتع بهذه البطولة فالفرحة التي يعيشها البعض جاءت على حساب سعادة جزء كبير من سكان جنوب أفريقيا الذين بدأت معاناتهم منذ الإعلان عن إقامة بطولة العالم الكرة القدم لسنة 2010 م . في جنوب القارة الأفريقية، فهذا البلد الأفريقي الذي لم يتخلص بعد من أثار نظام الفصل العنصري " ابارتايد Apartheid " ابتلي أهله بتنظيم بطولة الشركات الإحتكارية لكرة القدم التي لا يهمها سوى الربح و الربح المضاعف ، فسكان جنوب أفريقيا البالغ عددهم حوالي 47 مليون نسمة والذين يعيش ربعهم أي أكثر من 10 ملايين نسمة على أقل من 1.25 دولار في الشهر و 15 مليون منهم لا يحصلون على خدمات الكهرباء هولاء كلفهم المونديال أكثر من 4.1 مليار دولار من أجل بناء الملاعب و الفنادق و الطرق و المطارات ، بل إنه حسب بعض التقارير فإن أكثر من 20.000 شخص من سكان جنوب أفريقيا خسروا منازلهم من أجل إزالتها وتشييد بدلا منها المركبات الرياضية التي كلفت الملايين ، والتي سوف تكون خاوية بعد الأحد القادم موعد المباراة النهائية التي تجمع أسبانيا مع هولندا .


كما أن الأرقام تشير إلى أنه منذ مطلع العام 2008 م. خسر ما يقارب مليون موظف في جنوب إفريقيا وظائفهم. وإذا قال البعض أن جنوب إفريقيا سوف تجني أرباح التنظيم وسوف تسترجع الأموال التي دفعتها فإن سوابق تنظيم البطولات الدولية تفند هذا القول لأن كل التقارير تؤكد أن جميع التظاهرات الرياضية الكبرى كلفت أعباء مالية للمدن أو الدول التي نظمتها والإستثناء الوحيد كانت الألعاب الأولمبية التي أقيمت في بكين عام 2008 م . وسبب عدم إعلان المشاكل الإقتصادية ناجمة عن هذه البطولات هو أنها أقيمت في دول لديها إقتصاديات قوية إستطاعت تجاوز هذه المشاكل المالية . هذا الاستغلال والظلم يمارس برعاية الأتحاد الدولي لكرة القدم الذي يرفع شعار أنه "مؤسسة غير ربحية " لكن هذا الشعار لا يتماشى مع واقع الحال الذي يؤكد خلاف ذلك، فمن خلال الأرقام المنشورة الإتحاد الدولي لكرة القدم بالإتفاق مع الشركات الإحتكارية مثل الكوكا كولا ، سونى ، أديداس، وغيرها من الشركات تحصل على125 مليون دولار من كل شركة مقابل الإعلانات التي تبث خلال البطولة ، ومن المتوقع أيضاً أن تصل أرباح الفيفا من هذه البطولة إلى 3.1 مليار دولار ، ولقد فرض الفيفا الذي تحول من مؤسسة تعمل على ترسيخ مبادئ الروح الرياضية بين الشعوب إلى مؤسسة إقتصادية وأمنية تفرض شروطها على الدول ، حيث يفرض الإتحاد الدولي لكرة القدم قيوداً على الصحافيين الذين يقومون بتغطية أحداث كأس العالم من خلال منعهم من نشر الوقائع بحجة تخريب سمعة كأس العالم ، كما منع عرض فيلم وثائقي " فهرنهايت 2010" الذي يتناول جرائم الفيفا الإقتصادية في المونديال ، وقام أيضاً بصرف الملايين على الأجهزة الأمنية لكي تنفذ سياسته و شروطه .
وختاما سوف ينتهي كأس العالم يوم الأحد القادم مع صافرة النهاية لحكم المباراة الانكليزي هاوارد ويب ويتوج احد الفريقين باللقب، ويكون الفريق الخاسر سعيدا بما وصل إليه في هذا البطولة .
لكن معاناة أهل جنوب أفريقيا وخاصة الفقراء منهم مستمرة ، بل سوف تزداد، فمن المتوقع وحسب تقديرات الخبراء أن يصل العجز في ميزانية جنوب أفريقيا إلى 80 مليار دولار، هذا غير الأموال المعفى من الضرائب والتي ستخرج من البلد لحساب الشركات الإحتكارية و الفيفا . ويتوقع أهل الإقتصاد أن تنظيم كأس العالم سوف يجر البلاد إلى مشاكل إقتصادية كبيرة قد تصل به إلى حد الإنهيار .
فسعادة شعوب العالم دائماً تأتي على حساب المواطن الإفريقي الذي هو على الدوام من يدفع ثمن سياسات الاحتكار و العبودية والتفرقة و الأستعمار.
من هنا ندعو إلى تشكيل جمعية دولية من أجل رفع المعاناة عن أهل أفريقيا و تعويضهم عن الظلم الذي عانوا منه عبر التاريخ

الخميس، 1 يوليو 2010

ليس بالضرورة.. ابن البط عوام





بقلم / فرج إبراهيـم عمرو




يقال شعبياً إن ابن البط عوام ، أي أنه يحذو حذو أبية في إجادة فن السباحة لأنه تتلمذ على يد أبيه الذي لا يجد أي صعوبة في العوم و الانتقال من البركة إلى اليابسة بشكل سلس، حتى اعتقد البعض أن البط يجيد فن السباحة بالسليقة،وليست مهارة مكتسبة ومن شدة إعجابنا بإجادة البط لسباحة صرنا نقول على من يسير على خطى أبية بأنه مثل ابن البط فنقول عنه المثل الشعبي التالي " ابن البط عوام " كدلالة على انه يتقن ما سبقه إليه أبوة. غير أن الأيام أحياناً تؤكد لك عكس ما أكتسبه الناس من تجارب الأيام، فتجد ابن البط يغرق في البرك الصغيرة ، وما يخرج من واحدة حتى تجده وقع في بركة أخرى ، رغم أنه تربى في كنف أسرة تجيد السباحة فطرياً إضافة لأكتسبها للعديد من المهارات أثناء مسيرة حياتها، فلقد عبر الأب كل البرك التي واجهته وهو يبحث عن رزق أسّرته ويتلمس الأمن لها من وحوش الغابات المائية والبرية التي تترصد بهم في كل لحظة وحين ، لقد كان الأب يجيد السباحة في البر و البحر ويتجاوز الدروب الوعرة ومكر الثعالب وغدر الأفاعي، بكل سهولة وحنكه فيصعد أعالي الأشجار عندما تكون مسالك الأرض أكثر خطورة، ويتجنب الغابات عندما تكون الحمرايه أكثر أمنا ، ويغطس في أعماق البحار عندما تكون اليابسة هي الطريق الأخطر علية وعلى أطفاله ويلامس السحب عندما تفقد الأرض أمنها، هكذا كان الأب يجيد كل الفنون ويقاتل على كل الجهات، بل أحياناً يضيف من عنده مهارات جديدة أكتسبها من معترك الحياة.


غير أن الابن عجز إن مجاراة الأب ولم يتقن شيئاً من مهارات أبوه وحجته في ذلك إن ما يطلع لأبوه غير القنفذ.
فرحم الله الأب الذي ما بخل على ابنه بالعلم و التعليم، وسدد الله خطى الابن من أجل تجاوز بحور ومسالك الزمن الغادرة والوعرة .

الخميس، 24 يونيو 2010

فضيلة الشيخ الدكتور سليمان العودة يدعو إلى الإقتداء بليبيا





بقلم : فرج ابراهيم


إن قول الحق و الإقرار بالحقيقة و الجهر بها و إعلانها على الملاء، من الشمائل الحميدة وتدل على نبل الأصل. إن كل من زار ليبيا أنبهر بكرم أهلها،وطيبتهم،وخلقهم، وجمال بلادهم ، وحسن ضيافتهم ،وعرف زيف ما يشاع عن ليبيا في الكثير من وسائل الإعلام العربية و الغربية و التي تبث سمومها حقدا وتجني، وأخيرا وليس آخرا شهادة الحق عن ليبيا وشعبها وثورتها جاءت من الداعية الإسلامي الدكتور سليمان العودة الذي عرف عنه قول الحق ، وحسن الخلق والمصنف من قبل الدوائر الغربية من أكثر الشخصيات تأثيرا في الشباب المسلم المشرف على موقع الإسلام اليوم ،والذي زار أهله في ليبيا الأسابيع القريبة الماضية،ولقى منهم كل الترحاب و الكرم وحسن الإفادة، وجاءت هذه الشهادة التي نعتز بها من فضيلة الشيخ سليمان العودة من خلال برنامج الحياة الكلمة الذي يقدمه الأستاذ فهد السعودي كل يوم الجمعة على قناة mbc حيث قدم شهادته المليئة بالمشاعر الصادقة وببصيرة المدرك والعالم ببواطن الأمور. ويمكننا أن القول أن هذه الشهادة المعتبرة ذات شقين


الشق الأول يختص بكرم الليبيين وترحابهم وحسن إفادتهم لضيوفهم وكل من زار ليبيا على المستوى الرسمي أو الشعبي دائما وأبدا أكد على هذه الصفات الحميدة التي يتمتع بها الليبيين رسميا وشعبيا ، ولله الحمد أن إكرام الضيف و إحترام الزائر هي ثقافة تزرع منذ الصغر في الليبيين فيكبر الليبي وهو مضياف كريم يجود بالموجود ، ويتفاعل مع الحياة بإيجابية ، ويهرع في تقديم العون و المساعدة التي يستطيع إلى كل محتاجها و في التاريخ الكثير من الشواهد التي تدل على كرم الليبيين ورحابة صدرهم


أما الشق الثاني من الشهادة :تمثل في أن فضيلة الدكتور العودة رد عن قصد أو غير قصد على كل من يقول إن ليبيا بلد الظلم و السجون المغلقة وإنعدام الحرية و إن الديمقراطية وحقوق الإنسان غائبه في هذا البلد ، فلقد قال الدكتور بالحرف أنه زار " سجن أبو سليم " وقابل النزلاء وتحدث معهم وصور معهم وإن أي جهة ليبية لم تحدد له طبيعة الحوار الذي يدار مع النزلاء،وشهد الدكتور بالنهضة العمرانية وناشد الجميع أن يحذوا حذو ليبيا في جميع الجوانب السياسية و الإجتماعية و الإقتصادية ،وختم قوله أنه غادر ليبيا لكن روحه مازالت متعلقة بليبيا وشعبها المضيفوختاما نقول إلى فضيلة الشيخ شكرا على قولك الحقيقة في زمن أصبح قائل الحق كالقابض على الجمر ، والإقرار به رسالة لا يؤديها إلا من أمنوا بربهم ورسالتهمفحللت أهلا ونزلت سهلا شيخنا الفاضل في أي وقت
ونتمنى أن يستمع الكل إلى صوتك ودعوتك من أجل أن يحذوا حذو ليبيا.

ومن أجل الإستماع إلى ما قاله فضيلة الشيخ عن زيارته إلى ليبيا اضغط على الربط التالي

http://www.hklive.tv/view/322

الثلاثاء، 15 يونيو 2010

الدماء التركية.. تعبد طريق آمين عام الجامعة العربية إلى غزة





بقلم : فرج إبراهيم عمرو




بعد أن تحركت تركيا، وسالت دماء الشهداء الأتراك قبالة شواطئ غزة ، هرع سيادة الأمين العام للجامعة العربية يعلن أنه سوف يزور غزة تضامناً معها .


يا سيادة الأمين العام :


هذه الزيارة فرض عليك منذ سنوات بحكم وظيفتكم والاخوة والانسانية، وتأخرها كل هذه المدة يجعلها في حكم القضاء،
أن أهل غزة منذ 1948 م يعيشون المعاناة مثلهم مثل بقية أهل فلسطين، غير إن أهل غزة زادت معاناتهم بعد حرب ديسمبر 2008 و الحصار المفروض عليهم منذ ذلك اليوم ، والذي خلق ظروف إنسانية صعبة ، جعلت كل من يملك حس إنساني يتحرك من أجل إنقاذ أطفال غزة و شيوخها وشبابها، فسيرت القوافل الإنسانية بإدارة منظمة غزة الحرة الأهلية، وقافلة شريان الحياة بقيادة النائب البريطاني ورئيس حزب الإحترام البريطاني السيد جورج قالاوي ، وإرسلت ليبيا سفينة المروة المحملة بالمساعدات الإنسانية، وقامت المؤسسة العالمية للسلم والرعاية والأغاثة ( الليبية ) بزيارة إلى قطاع غزة نجم عن هذه الزيارة مشروع إنساني من أجل مساعدة أهل القطاع المحاصر ، رغم كل ذلك فمعاناة أهل غزة مستمرة وجامعة العرب التي هي على مرمى حجر من غزة تعرف هذا الواقع المؤلم ،وللاسف لم تحرك ساكن فلم تبادر الجامعة العربية بالتخفيف من معاناة أهل غزة، بل إنها سكتت وجاملت دولاً عربية هي شريكة في العدوان على غزة بشكل مباشر أو غير مباشر، ولم يصدر عنها أو عن أمينها أي إستنكار أو شجب على أقل تقدير لموقف هذه الدول نحو غزة وأهلها .


إن جامعة العرب وجب عليها أن تكون مؤسسة تتصدى للمواقف التي تصدر سواء من الدول العربية أو غيرها وتكون مضرة بمصالح العرب بشكل عام ، ويتوجب على أمينها العام إن يعلن للرأي العام العربي قصور الموقف العربي وأسبابه، وأن يعلن صراحة أسماء الدول أو الأفراد الذين ساهموا في هذا المواقف السلبية ، ولا يجوز تحت أي مبرر صمت مؤسسة العمل العربي المشترك على عجز النظم العربية وتصبح إداة يستخدمها البعض في تحقيق أهدافهم القطرية .


إن هذه المواقف المتردية تفرض علينا ضرورة إعادة النظر في قواعد عمل هذه المؤسسة من أجل صياغتها بشكل يحررها من سيطرة بعض النظم العربية، وحتى تصبح مؤسسة فاعله قادرة على تفعيل العمل العربي المشترك .


ختاما نتمنى كل الأزدهار والتقدم للعمل العربي المشترك

الثلاثاء، 8 يونيو 2010

تمخضت الجامعة العربية.. فولدت قرارات هزيلة







بقلم : فرج إبراهيم عمرو




إجتمعت جامعة العرب بعد الإعتداء الإسرائيلي على قافلة الحرية في المياه الدولية وسفكها لدماء قادة الحرية الإنسانية على مستوى العالم ، وكان إجتماع الجامعة في البداية على مستوى المندوبين الدائمين . ثمّّ جاء الإجتماع الرئيسي على مستوى وزراء الخارجية ، وظن بعض الحالمين العرب بأن وزرائهم في هذه المرة سوف يصابوا بعدوى الكرامة و الشجاعة الأردو غانيه، ويتخذون قرارات تكون في مستوى الحدث ومستوى العدوان الذي يتعرض له أهل غزة العزة . لكن من شاب على شيء شابه علية . و الجامعة العربية شابت على مبدأ الإستنكار و القرار الهزيل، و الإستثناء هي مرحلة الزعيم الخالد جمال عبد الناصر . إن ما صدر عن الجامعة العربية من قرارات هزيلة بعد العدوان على قافلة الحرية كانت لها تداعيات سلبية على عدة مستويات وهي :

- على المستوى الدولي : لقد كان تفاعل المجتمع الدولي إيجابيا على مختلف المستويات الشعبية والرسمية حيث صدرت بيانات ومواقف جيدة ضد العدوان الإسرائيلي على قافلة الحرية الأسبوع الماضي ، وسمعنا الكثير من الأصوات التي تدعو إلى ضرورة رفع معاناة أهل غزة . وخاصة في الساعات الأولى للعدوان . وبدل إن يستغل العرب هذا الزخم الدولي ودفع في ذات الاتجاه جاءت قرارات الوزراء العرب منخفضة السقف ، فالدول العربية أكدت على فشلها في إدارة الصراع مع إسرائيل ، وتأكد للعالم إنه لا حاجة للضغط أكثر على " إسرائيل " بما أن العرب مازالوا مؤمنين بأن السلام هو خيارهم الإستراتيجي و الوحيد ، وبذلك شاهدنا إنخفاض في مستوى ردة الفعل الدولية، بعد إجتماع وزراء الخارجية العرب بالقاهرة

- على مستوى الإسرائيلي إن إصرار العرب على الإستمرار في التفاوض مع إسرائيل، وعدم سحب ما يسمى المبادرة العربية للسلام . فهذا الموقف العربي المتدني ادى إلى رفع الحرج عن الحكومة الإسرائيلية بعد جريمتها في المياة الدولية، للسلام ، بل عزز موقف الحكومة الإسرائيلية والتي زادت من تصلبها في عدم رفع الحصار عن غزة ، وكذلك تعالت الاصوات داخل ( إسرائيل ) الرافضة بقبول لجنة دولية محايدة للتحقيق في الإعتداء على قافلة الحرية .

تأثير قرارات الجامعة العربية السلبية على الموقف التركي :

صحيح إن الموقف التركي هو موقف ينطلق من رؤية مستقلة تعبر عن مصالح تركيا ، لكنه بكل تأكيد إن هذا الموقف كان يمكن أن يكون أكثر إيجابية وفاعلية، لو وجد الموقف العربي القوي والداعم له و المعزز للخطوات التركية التي صدرت من قبل تركيا على المستويين الحكومي و الشعبي .

ختاما إن ماصدر عن الجامعة العربية يؤكد حالة الشيخوخة التي تعشيها هذه المؤسسة العربية، والتي هي إنعكاس لحالة الشيخوخة المريضة التي يعاني منها النظام الرسمي العربي بشكل عام.
إن ما حدث ويحدث في غزة سوف يكون وصمة عار كبيرة على الأمة العربية الشعبية و الرسمية فتصمد غزة خلال العدوان الاسرائيلي بدعم الإيراني ، ويرفع عنها غدا الحصار بدم التركي وإرادة القيادة السياسية التركية .

الأربعاء، 2 يونيو 2010

قبل إن نحاسب إسرائيل.. علينا إن نحاسب إنفسنا





بقلم : فرج إبراهيم عمرو



لم يفاجئني السلوك الوحشي الإسرائيلي ضد قافلة الحرية التي كانت متجهة نحو أهل غزة لمساعدتهم في التخفيف من شدة الحصار المفروض عليهم منذ أكثر من سنتين فمنذ تأسيس هذا الكيان الغاصب ، وهو يرتكب الجريمة تلو الأخرى ، فهذا الكيان يعيش على دماء الأبرياء ، والقتل والإجرام مبدأ ثابت في أخلاقيات هذا الكيان ،فالإعتداء الذي تم على قافلة الحرية كان متوقع والأمر المستغرب إذا لم يحدث، و القائمين بهذا العمل الإنساني كانوا على يقين تمام بآن " إسرائيل "سوف تمنع وصولهم إلى غزة بكل الوسائل بما في ذلك العنف غير المبرر، لكنهم كانوا يؤمنون بنبل رسالتهم وسمو إنسانيتهم ، وعندما نقلت لنا وسائل الإعلام الفضائية العدوان "الإسرائيلي " فجرا علي قافلة الحرية، ورفض وفد الإنسانية الإستجابة لأوامر الصهاينة، لكي يقولوا للعالم إن إنسانيتنا تمنعنا من الإستجابة لأوامر الوحوش وإن كانت تبدو على شكل إنسان، كانوا يريدوا إن يقولوا لنا إن ما يحدث في غزة هو إمتحان للإنسانية ، فهذه القضية التي تحرك من أجلها الأوروبيين ومناضلين من مختلف أصقاع العام ليست قضية قومية أو دينية ، بل هي قضية إنسانية بحته ، والذي يصمت عليها يساهم فيها بشكل مباشر وضميره الإنساني خارج الخدمة اتمنى إن يكون مؤقتا . ولابد إن نقر إن رسل الإنسانية نجحوا في تأكيد إنسانيتهم التي استشهدوا من أجلها.

لكن الشي غير المتوقع والمخجل في ذات الوقت هو ردود الأفعال التي وردت بعد إنتشار خبر مهاجمة القوات الإسرائيلية لقافلة الحرية في المياه الدولية ، وخاصة الصادرة من العرب فكل المواقف العربية الرسمية والشعبية لم تتجاوز المعهود وهو الإستنكار و الشجب، وخوفا من الموقف التركي المتقدم دائما على المواقف العربية، و من أجل رفع العتب أيضا قامت الدول العربية التي لديها علاقات مع إسرائيل بإستدعاء سفير إسرائيل لديها من أجل تناول قهوة الصباح في خارجيتها وتحميلة رسالة مفادها لا مبرر لإستخدام القوة المفرط ، إن النظام العربي الرسمي والجامعة العربية و الأمة العربية ومؤسسات العمل العربي الأهلي والإنساني ، في حاجة إلي برهان يؤكد إننا مازلنا نملك حس إنساني،، علينا إن نؤكد على إنسانيتنا التي هي في وضع محرج والتي أخشى أنها ماتت والبعد الانساني سقط كما سقط من قبل البعد القومي و الديني وحتى الإستراتيجي من حسابات هذه الأمة . علينا إن نحاسب أنفسنا قبل إن نحاسب الآخرين، فالآخر يدافع عن مصالحه بالطرق التي تحفظ تلك المصالح ، فنحن الذين تركنا أهل غزة تحت الحصار بل نبني الفولاذ لكي لا تصلهم المساعدات الإنسانية ، ونمدهم بالغاز القاتل عديم اللون والرائحة، ونضخ المياة في الإنفاق حتى يغرق حليب الأطفال، ونمنع وصول المساعدات والأدوية إليهم ونتاجر بها، ونحن الذين نصمت على صمت النظام العربي الرسمي ونجاري مواقفه المتخاذلة ، ونحن الذين تاجرنا بقضية الشعب الفلسطيني وحقهم في الحياة وصادرنا اراضيهم ومنحها إلى شكنازي القادم من القارة العجوز، من اجل إن نحصل على السلام المزعوم معهم ، ونحن الذين نعلم إن دول عربية تمارس ضغوط على المقاومة الفلسطينية من أجل التنازل عن حقوقها وحقوق الشعب الفلسطيني ولانحرك ساكن، و نحن الذين أصبحنا لا نتذكر غزة أو فلسطين إلا من خلال قناة الجزيرة مشكورة أو قافلة يسيرها جورج قالاوي، أو أخرى تقودها تركيا و اليونان .
نحن وبكل أسف كأمة عربية شركاء في هذه الإبادة التي يتعرض لها أهل غزة ومعانتهم، ونحن شركاء في زهق أرواح رسل الإنسانية في عرض البحر ، فإذا كانت الحدود العربية مفتوحة مع قطاع غزة هل كانت هناك حاجة أو اي ضرورة لهذه الحملة أو غيرها من الحملات؟ وإذا وقف النظام العربي الرسمي والجامعة العربية بحزم لسياسيات العدو الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني هل وصلت أوضاع الفلسطنيين إلى هذا الوضع الإنساني الصعب ؟ وإذا قام الشارع العربي بدوره في ممارسة الضغط اللازم من أجل رفع معاناة الشعب الفلسطيني هل صمت الحكام العرب والجامعة العربية على ما يحدث في غزة وغيرها من أرض فلسطين ؟ وإذا سير العرب ورجال الأعمال العرب قوافل المساعدات هل كانت هناك حاجة إلى تبرعات الجهات الدولية الأخرى ؟
إن هذه التساؤلات توضح إننا شركاء في ما يتعرض له أهل فلسطين ، ووجب علينا إن نراجع أنفسنا، ونصوب خطابنا على المنبر يوم الجمعة ، ولابد أن نعمل على دعم إخواننا في فلسطين، فكل شخص يجب إن يعمل حسب قدراته المالية والإعلامية و السياسية هذا واجب أخلاقي وديني وإنساني .

الجمعة، 28 مايو 2010

من دفاتر الزمن (6)




بقلم : فرج إبراهيم



كل شيء يمكن أن يغدر بك في هذه الدنيا ، فيزول الجاه بعد إن كنت سيد القوم ، ويترجل الرفيق عن رفقتك.. وأنت في حاجة إلى رفقته ، ويرحل السلطان و كرسيه.. و يسافر الشباب وعنفوانه ويحل المشيب و علله .. كل هذه الأشياء وغيرها تغادرك وترحل وأنت في امس الحاجة إليها

فكل شيء يمكن أن يغادرك ويرحل ..

إلا.. علم إكتسبته من بطون الكتب و تجارب الأيام ... وأدب نهلته من مجالس الأدباء.. وحكمه عرفتها من الحكماء ... وأعمالا صالحة حصدها من مساعدة الفقراء.. وصلاة خالصة إلى وجه ربك .. فلا.. تأخذك العزة و أنت على كرسي السلطان.. وتتجبر ظلماً ... ولا.. يغرك المال الذي في كيسك وتنسى حق الفقراء ... ولا.. تنسيك مجالس الوجهاء الرعاة وتتكبر ... ولا تجعل حبك للمال يفض الناس من حولك ... ولا تفقد ناموسك من أجل فلوسك

فالمال ملعونٍ حتى في القرآن.. وحبه يجلب لك النار .. كن طائي يقصده الفقراء ... وكنّ مجلس يجتمع فيه العلماء ... وسهلاً يترجل عنده عابر السبيل ... وحكمة يرجع إليها فاقد الدليل ...
كن تله يصعد بها قصار القوم.. لكي ينظروا خفايا الأمور ..كن جبلا يصد الرياح العاتيه عن دار الأيتام .. وبستان يفيض بورود المحبة والحنان ......


وللحديث بقية...

الساعة 6.30
28 /5/2010 الجمعة

الأربعاء، 26 مايو 2010

حوارات ثنائية


















بقلم : فرج إبراهيــــــــــــــم عمرو






- 1 -
حوار بين القصر و النفق
قال القصر : أنا من يقطنني صاحب الفخامة و العمر المديد ، ويطرق بابي أصحاب الجلالة و المعالي ، ويتشرف بدخولي وجهاء القوم ، وأنا من صنع السلام ، وحقق السعادة و الهناء للأمة ، أنا الذي أحفظ وأرعى مصالح الأمة الحاضرة و القادمة، وأنا صاحب الموائد الكبيرة التي يتجمع إليها الوجهاء ، وكل طوبه أو مرمر بي تخفي أسرار لقاء أو إتفاق ، أنا قصص وحكايات فيها الفخر في زمان النصر ... وفيها أشياء أخرى بعد رحيل ناصر أستحي منها.
قال النفق : بعد برهة من الصمت الحزين وبصوت إنساني أنا لا أملك ردهات ومرمر وحجاب يقفون على الباب ، ولاتوجد بي طرق وزواريب ملتوية وزاوية مظلمة ، أنا من يمر بي الشهداء في طريقهم إلى الجنة ، والشرفاء في صوبهم نحو ساحات الشرف ، وأنا من يحج إلي من يريد إن يدلل على إنسانيته ، لاتوجد بي تحف ولوحات دافنتشي و العشاء الأخير ، على جدراي صورة طفل يبحث عن علبه حليب، وأرملة تريد دواء لجراحها، وصورة أم تنعي إبنها الشهيد، أنا شريان الحياة للمرابطين في أرض رابط ، بعد أن تخلى عنهم الأخ والجار، أنا شاهد التاريخي على لحظة التخلي وهذا الحصار ،وأنا الشافع يوم الدين للأحرار فأنا من يضع الحياة في زمن لا حياء فيه


- 2 -
حوار بين الجنوب و الشمال
كان دائما الحوار بين الشمال والجنوب يبدأ من الشمال فهو من يفتتح الحوار وهو من يقوم بإرسال السفن و البوارج وقوافل الغزاة وهو من يبدأ بالكلام وينهي الإجتماع كما يريد ويعبد طريقة بجثث الجنوبيين، ويشرب كأس النصر من رحيق دمائهم ، ويرسل أطفاله ألعاب الموت إلى أطفال الجنوب ، كان الشمال يزحف على الجغرافيا ليغير ملامحها ، وعلى ديمغرافيا يبث فيها القتل و التهجير ويزرع فيها الخوف و الفزع إستمر هذا الوضع القاتم ردحا من الزمن والجنوب يئن ، والإنسانية تصمت والشرعية لاتشرع ، و الأخوة يتفرجون ولا يتفاعلون ، لكن الجنوب الصابر ضمد جراحه ، وأنتج من رحم الدمار والتشريد ثقافة المقاومة ، ثقافة حب التضحية و الفداء غرس نبتة الصمود في كل شبر ، سقى روح الإنتصار وتجاوزعقد النقص التاريخية بين الشمال والجنوب ، وصار يصدر للعالم نموذج حب الوطن والإيمان بالذات ، وأمسى الشمال ينصت للجنوب بكل حواسه ، يخشى غضبه وردة فعله ويأخذ على محمل الجد كل حرف أو سكنه تصدر منه، صار الجنوب يقول للشمال مايريد وذلك المتغطرس يستجيب صاغرا .

- 3 -
الشرعية و الإعتراف
تخاصما الطرفان ودهس الأطفال تحت ظلال سيوف الأختلاف ، ومُزقت القضية على سلم كرسي السلطان ، وشرع كل طرف ينال من الأخ العدو ، وقالت الشرعية أنا أستمد وجودي من صوت شعبي ومعاناة أطفالي ، وحق أمتي في الوجود ، أستمد قوتي من صوت الذين دعموني في الأنتخابات صوت من يملكون الحق ... صوت من يجب أن أنصت إليهم قبل كل الآخرين ...الذين يجب أن نضحي من أجل يعيشوا
رد الإعتراف قائلاً : أنت محاصر لاينصت إليك أحد لاتجالس العظماء وتدخلي ردهات الشرعية الدولية و الأنظمة العربية ... ولاتعلمي ماذا يحدث في مجالس المخابرات الأجنبية ، وليس لديك إتفاقات أمنية سرية و علنية مع أبناء عمومتنا وعدوتنا ... وأشياء أخرى تحدث في المفاوضات السرية .
تنهدت الشرعية وقالت : الحمدلله أنني لست شريكه في كل هذه الأشياء ... لا إنسانية